هي أسماء بنت عميس بن معد ، تنتهي إلى خثعم
الخثعمية، وأمها هند وهي خولة بنت عوف بن زهير بن الحارث، تزوجها جعفر بن
أبي طالب فولدت له في الحبشة عبد الله وعونا ومحمدا، فلما استشهد بمؤتة
تزوجها أبو بكر الصديق رضي الله عنهما فولدت له محمدا. ثم توفي عنها
فتزوجها علي بن أبي طالب فولدت له يحيى وعونا وفي رواية: ومحمدا، فهي تدعى
أم المحمدين. وكانت تخدم فاطمة إلى أن توفيت. وهي أخت ميمونة أم المؤمنين.

إسلامها:

أسلمت أسماء بنت عميس قبل دخول رسول الله صلى الله
عليه وسلم دار الأرقم بمكة وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة مع زوجها جعفر بن
أبي طالب

أثر الرسول في تربيتها

عن أسماء بنت عميس قالت "كنت صاحبة عائشة التي
هيأتها فأدخلتها على النبي صلى الله عليه وسلم في نسوة فما وجدنا عنده قرى
إلا قدح من لبن فتناوله فشرب منه ثم ناوله عائشة فاستحيت منه فقلت: لا تردي
يد رسول الله صلى الله عليه وسلم

فأخذته فشربته ثم قال: ناولي صواحبك
فقلت: لا نشتهيه
فقال: لا تجمعن كذبا وجوعا
فقلت: إن قالت إحدانا لشيء تشتهيه لا أشتهي أيعد ذلك كذبا
فقال: إن الكذب يكتب كذبا حتى الكذيبة تكتب كذيبة"
من ملامح شخصيتها
ابتكارها وإبداعها

عن أم جعفر أن فاطمة قالت لأسماء بنت عميس إني
أستقبح ما يصنع بالنساء يطرح على المرأة الثوب فيصفها قالت يا ابنة رسول
الله ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها
ثوبا فقالت فاطمة ما أحسن هذا وأجمله إذا مت فغسليني أنت وعلي ولا يدخلن
أحد علي.

من مواقفها مع الرسول

عن ابن عباس بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم
جالس وأسماء بنت عميس قريبة إذ قال ( يا أسماء هذا جعفر مع جبريل وميكائيل
مر فأخبرني أنه لقي المشركين يوم كذا وكذا فسلم فردي عليه السلام وقال إنه
لقي المشركين فأصابه في مقاديمه ثلاث وسبعون فأخذ اللواء بيده اليمنى فقطعت
ثم أخذ باليسرى فقطعت قال فعوضني الله من يدي جناحين أطير بهما مع جبريل
وميكائيل في الجنة آكل من ثمارها.

وعن أسماء قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه
وسلم فدعا بني جعفر فرأيته شمهم وذرفت عيناه فقلت يا رسول الله أبلغك عن
جعفر شيء قال ( نعم قتل اليوم ( فقمنا نبكي ورجع فقال ( اصنعوا لآل جعفر
طعاما فقد شغلوا عن أنفسهم )

قالت أسماء بنت عميس: حججت مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم تلك الحجة فبينما نحن نسير إذ تجلى له جبريل صلى الله عليه وسلم
على الراحلة فلم تطق الراحلة من ثقل ما عليها من القرآن فبركت فأتيته فسجيت
عليه برداء كان علي

روي أن أسماء بنت عميس رجعت من الحبشة مع زوجها
جعفر بن أبي طالب فدخلت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: هل نزل
فينا شيء من القرآن؟ قلن: لا فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول
الله إن النساء لفي خيبة وخسار قال: ومم ذاك؟ قالت: لأنهن لا يذكرن بخير
كما يذكر الرجال فأنزل الله هذه الآية: { إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين
والمؤمنات والقانتين }

من مواقفها مع الصحابة
موقفها مع أبي بكر

عبد الله بن عمرو بن العاص حدثه: أن نفرا من بني
هاشم دخلوا على أسماء بنت عميس فدخل أبو بكر الصديق وهي تحته يومئذ فرآهم
فكره ذلك فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لم أر إلا خيرا فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قد برأها من ذلك ثم قام رسول الله
صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة
إلا ومعه رجل أو اثنان موقفها مع علي

قال الشعبي تزوج علي أسماء بنت عميس فتفاخر أبناها
محمد بن جعفر ومحمد بن أبي بكر فقال كل منهما أبي خير من أبيك فقال علي يا
أسماء اقضي بينهما فقالت ما رأيت شابا كان خيرا من جعفر ولا كهلا خيرا من
أبي بكر فقال علي ما تركت لنا شيئا ولو قلت غير هذا لمقتك فقالت والله إن
ثلاثة أنت أخسهم لخيار

موقفها مع عمر بن الخطاب

عن الشعبي قال قدمت أسماء من الحبشة فقال لها عمر
يا حبشية سبقناكم بالهجرة فقالت لعمري لقد صدقت كنتم مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم يطعم جائعكم ويعلم جاهلكم وكنا البعداء الطرداء أما والله
لأذكرن ذلك لرسول الله فأتته فقال للناس هجرة واحدة ولكم هجرتان


موقفها مع عائشة

قالت عائشة: كان لأسماء بنت عميس علي دينار و ثلاثة
دراهم فكانت تدخل علي فأستحي أن أنظر في وجهها لأني لا أجد ما أقضيها فكنت
أدعو بذلك فما لبثت إلا يسيرا حتى رزقني الله رزقا ما هو بصدقة تصدق بها
علي و لا ميراث ورثته فقضاه الله عني و قسمت في أهلي قسما حسنا و حليت ابنة
عبد الرحمن بثلاث أواق ورق و فضل لنا فضل حسن

بعض ما روته عن النبي صلى الله عليه وسلم

عن أسماء بنت عميس قالت: قلت: يا رسول الله إن
فاطمة بنت أبي حبيش استحيضت منذ كذا وكذا فلم تصل فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: سبحان الله هذا من الشيطان لتجلس في مركن فإذا رأت صفارة فوق
الماء فلتغتسل للظهر والعصر غسلا واحدا وتغتسل للمغرب والعشاء غسلا ثم توضأ
فيما بين ذلك

عن أسماء بنت عميس أنها ولدت محمد بن أبي بكر بالبيداء فذكر أبو بكر لرسول الله فقال رسول الله فلتغتسل ثم لتهل
عن أسماء بنت عميس قالت: قال لي رسول الله صلى الله
عليه وسلم "ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب أو في الكرب الله الله ربي
لا أشرك به شيئا"

وفاتها:

توفيت سنة ثمان وثلاثين للهجرة، وقيل: بعد الستين.
المصادر:
الوافي بالوفيات - الطبقات الكبرى - الدرُّ المنثور - سير أعلام النبلاء - تفسير الطبري - تفسير البغوي - صحيح مسلم - المستدرك.