| موضوع: البروج اسبابها وسبب تسميتها الإثنين 14 فبراير - 7:14 |
| تعرف الإنسان، منذ القدم، على النجوم وعلى تشكيلاتها كما تظهر في القبة السماوية. وكان الإنسان مهتما بمراقبة هذه التشكيلات والتمييز بينها، إذ كان يعزل في مخيلته عددا من النجوم اللامعة المتقاربة (قد يكون عددها ثلاثة أو بضعة عشر من النجوم)، ويطلق عليها اسم مستوحى في الأصل من مشابهة هذه التشكيلات من النجوم لحيوان كالدب، والأسد، والحوت، والفرس ...، أو لمشابهتها البطل أو إنساناً مشهوراً حقيقياً أو خرافياً أو لمشابهتها للأواني والأدوات كالدلو، والمغرفة، والقوس، والميزان، ، ومن الجدير بالذكر أن مراقبة هذه التشكيلات من الأرض كانت تظهرها كأنها على بعد متساو، مع أنها تتفاوت في بُعدها عن الأرض تفاوتا كبيراً. وسميت هذه المجموعات أو التشكيلات من النجوم بالبروج. ويعتقد أن أول من تعرف إلى البروج وأعطاها أسماء مميزة شعوب ما بين النهرين في الألف الثالث قبل الميلاد. وكان الإنسان القديم يهتدي بتشكيلات النجوم لمعرفة الوقت والاستدلال على الجهات الأربع. قال الله تعالىوَعَلاَمَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ. ولا يزال الإنسان إلى يومنا الحاضر يهتدي بالنجم والبروج في أسفاره بالصحاري والبحار، كما أن النجوم والبروج لها أهميتها في الملاحة والرحلات الفضائية. إن أسماء البروج والتعرف عليها أسهم فيها السومريون، والكلدانيون، والإغريق، والعرب، والمسلمون. وبلور ذلك العالم الإغريقي بطليموس في القرن الثاني الميلادي، فقد اختار 48 برجاً، ووصف تركيب النجوم فيها، وأعطاها أسماء معينة، ليسهل التعرف عليها والرجوع إليها. ولا يزال بعض هذه الأبراج يشبه الحيوان أو الشيء الذي سمى به قديما، بينما لا نجد أي تشابه للبعض الآخر مع الاسم، لكونها أعطيت هذه الأسماء في الأزمنة القديمة لانطباع معين أو لشيء متعارف عليه آنذاك. وتعتمد تشكيلات النجوم في البروج على اللمعان الظاهري للنجوم وعلى أبعادها النسبية في السماء ـ كما تظهر في الأرض ـ وليس على أبعادها الحقيقية. قال الله تعالى: تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا تسمية البروج إن تسمية البروج قديمة جدا، وبعض البروج المشهورة، مثل برج الجوزاء (الجبار)، وبرج الدب الأكبر، وردت في أشعار هوميروس الإغريقي في القرن الثامن قبل الميلاد. وفي القرن الثالث قبل الميلاد، تمكن الإغريق من إدراج أسماء 44 برجا. وفي القرن الثاني بعد الميلاد، وضع بطليموس فلكي الإسكندرية المشهور وصفا مفصلاً، يتضمن 48 برجاً مع أسمائها، وذكر تفصيل ذلك في كتابه المشهور المجسطي، ثم قام أبو عبد الرحمن الصوفي بوصف البروج ورسمها في كتابه المشهور صور الكواكب الثمانية والأربعين. وكان العرب يطلقون على البرج كوكبة وجمعها كواكب وكوكبات، وبرع العرب المسلمون في القرون الوسطى في تصنيف البروج وتسميتها، وكان للبرج الواحد أكثر من اسم واحد، وبعضها لا يزال يحمل الاسم العربي إلى وقتنا الحاضر. وقد جاءت أول محاولة لرسم خريطة سماوية تظهر عليها البروج السماوية على يد العالم الألماني الفلكي بطرس أبيانس Petrus Apianus، الذي رسم البروج المعروفة الثمانية والأربعين وأضاف عليها برجين آخرين. وفي سنة 1603، قام العالم الفلكي الألماني جوهان باير Johann Bayer بوضع أول أطلس سماوي فيه تفصيلات ورسومات للبروج الثمانية والأربعين المعروفة، وأضاف إليها 12 برجاً جديداً لنصف الكرة الجنوبي، كما وضع حروفا لاتينية لكل نجم من نجوم البروج لتميزها. وفي سنة 1679، تمكن العالم الفرنسي أوجستين روير Augustine Royer من نشر خريطة للنجوم والبروج، وأضاف إليها بعض البروج الجديدة. وفي سنة 1763، أضاف العالم الفرنسي نيكولا لوى دى لاكاى Nicolas Louis de Lacalle، 14 برجاً لنصف الكرة الجنوبي. وأخيراً في سنة 1930، قام الاتحاد الفلكي العالمي International Astronomical Union بوضع الحدود للبروج، وتمييز 88 برجاً بشكل رسمي، منها 28 برجاً في نصف الكرة الجنوبي، و12 برجاً عند دائرة البروج، و48 برجا في نصف الكرة الشمالي. وتتناول الدراسة التالية البروج في كل من الفصول الأربعة كل على حدة: - بروج الشتاء إن أشهر وأوضح البروج في فصل الشتاء التي يمكن تمييزها بسهولة هي برج الجوزاء (الجبار)، وبرج الثور، وبرج الكلب الأكبر، والكلب الأصغر، والثريا، والتوأمين. أ- برج الجوزاء (الجبار) هو أنصع وأجمل تشكيلة من تشكيلات النجوم، ويعتبر درة من السماء تظهر في ليالي الشتاء. وهذا البرج مكون من عدد كبير من النجوم الساطعة، والبرج يمثل صياداً جباراً عريض المنكبين يمتدان من منكب الجوزاء إلى المرزم وفي الوسط ثلاثة نجوم متقاربة تُعرف بالنطاق. وتحت النطاق يوجد نجم وسديم يدعى بسديم الجبار، والمجموعة هي عبارة عن غاز وغبار كوني ونجم يتدلى من النطاق إلى نجم السيف. ويظهر الجبار، وهو فارج الرجلين ويحمل بيديه قوساً ضخماً مكوناً من عدة نجوم، وتتمثل رجل الجبار اليمنى بنجم ريجيل واليسرى بنجم السيف. ب- برج الكلب الأكبر يقع برج الكلب الأكبر إلى الجنوب الشرقي من الجوزاء وأهم نجومه الشعري اليمانية، وهي أقوى النجوم لمعانا على الإطلاق، فالشعرى اليمانية نجم أبيض متوهج. ومجموعة الكلب الأكبر مكونة من عدة نجوم تشبه كلبا يجلس القرفصاء، ويمثل الشعرى اليمانية رأس الكلب، وسميت الشعرى اليمانية لكونها في الجنوب ووردت في القرآن الكريم في قوله تعالى:]وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى ا
]والشعرى اليمانية نجم ثنائي، والنجم المرافق للشعرى اليمانية نجم صغير كثافته عالية جدا خافت الضياء ويدور حول الشعرى اليمانية، وأفضل الأوقات لمراقبة الشعرى اليمانية وبرج الكلب الأكبر هو فصل الشتاء. ج- برج الكلب الأصغر تتألف هذه المجموعة من نجمين اثنين فقط، أحدهما ساطع جداً وهو نجم أبيض مصفر، وتسميه العرب الشعرى الشامية، والنجم الآخر نجم خافت. وتشكل الشعرى الشامية، مع الشعرى اليمانية، ومنكب الجوزاء مثلثاً سماوياً من النجوم الساطعة في فصل الشتاء. - برجا الثور والثريا يظهر برج الثور إلى الشمال الغربي من برج الجوزاء، والنجم الرئيسي فيها نجم الدبران، وهو نجم برتقالي اللون، وتوجد بجانبه خمسة أنجم متقاربة تُعرف القلائص. وإلى الشمال الغربي من القلائص مباشرة عدة نجوم خافتة متقاربة تُعرف بعقد الثريا، وهي ستة نجوم، ويراها بعض الأشخاص سبعة نجوم، وتعتمد عادة على قوة العين، فقد قال الشاعر العربي في ذلك:
إذن ستة أو سبعة أنجم، وعند النظر إليها بالتلسكوب تظهر لنا مكونة من عنقود نجمي، والثريا هي جزء من برج الثور، ويتبرك العرب بها، بينما يعتبرون الدبران نجماً مشئوماً، كما يعتبرون المسافة بين الدبران والثريا شؤماً ونحساً. هـ- برج التوأمان أفضل وقت لرؤيته هو شهر فبراير، إذ يظهر إلى الشمال الشرقي من الجوزاء وفيه نجمان ساطعان توأمان هما كاستور وبلوكس. ويظهر عند مشاهدته بواسطة التلسكوب نجماً سداسياً مكوناً من ستة أنجم تدور حول مركز معين بينهما. - بروج الربيع أهم البروج في هذا الفصل هو برج الأسد، وبرج العذراء، وبرج العواء. ]أ- برج الأسد أفضل الأوقات لرؤية هذا البرج هو شهر أبريل أو مايو، إذ يظهر إلى الجنوب من برج الدب الأكبر وغير بعيد عن خط الاستواء السماوي. وهو مؤلف من نجم ساطع هو نجم قلب الأسد، ويبدو رأس الأسد كأنه منجل الحصاد فيسمى المنجل، والتشكيلة بكاملها تشبه الأسد إلى حد بعيد. ب- برج العذراء يظهر هذا البرج إلى الجنوب الغربي من برج الأسد، إلى الجنوب من خط الاستواء السماوي مباشرة، وأفضل وقت لمشاهدته هو شهر مايو، والنجم الرئيسي لهذا البرج هو السنبل، وهو نجم ساطع أبيض مزرق. ج- برج العواء يظهر هذا البرج إلى الشمال من برج العذراء، وإلى الجنوب الشرقي من برج الدب الأكبر، ويبدأ بالظهور من الشرق في شهر أبريل ويصبح في الأيام الأولى من شهر يونيه في وسط السماء. والنجم الرئيسي فيه هو السماك الرامح، وهو نجم برتقالي ساطع جدا. وعندما يبدأ العواء بالظهور من الشرق يكون ذلك إيذاناً بانتهاء البرد وفصل الشتاء، وسُمِّيَ البرج بالعواء، لأنه يظهر بعد انتهاء البرد وكأنه يعوي في أثره. - بروج الصيف وأهم البروج في هذا الفصل هي : برج العقرب، وبرج العقاب (النسر الطائر)، وبرج القيثارة (النسر الواقع)، وبرج الأوزة أو الدجاجة. ]أ- برج العقرب يظهر هذا البرج في فصل الصيف، خاصة في شهري يوليه وأغسطس، وهو تشكيلة ساطعة تُرَىَ بوضوح على شكل عقرب تماما، والنجم الرئيسي في هذا البرج هو قلب العقرب الأحمر، وهو نجم أحمر عملاق يظهر من الأرض كأنه أكثر النجوم حمرة. وبقية التشكيلة عددها حوالي 16 نجماً تتكون من أربعة أجزاء هي: الزباني، والقلب، والإكليل، والشولة. ب- برج العقاب (النسر الطائر) يرى هذا البرج في فصل الصيف، خاصة في شهر أغسطس، في وسط السماء، قرب خط الاستواء السماوى، والنجم الرئيسي في هذا البرج هو نجم الطير، ويمثل هذا النجم رأس الطير ممدود الجناحين. ج- برج القيثارة (النسر الواقع) يقع هذا البرج إلى الشمال من برج العقاب ونجمه الرئيسي هو النسر الواقع، وهو من أكثر النجوم الشمالية لمعاناً، وهو نجم أبيض ساطع، يظهر في شهر أغسطس مع مجموعة متقاربة من النجوم تشبه القيثارة. ]د- برج الأوزة أو الدجاجة
يظهر هذا البرج في فصل الصيف، خاصة في شهر أغسطس، وشكل هذا البرج يشبه الأوزة ذات الرقبة الطويلة والذنب القصير، والذنب هو نجم لامع يدعى الذنب. والنجوم الساطعة في هذا البرج تشبه الصليب، لذلك تُعرف هذه التشكيلة بالصليب الشمالي. ونجم الذنب هو نجم عملاق ساطع جداً، وفي هذا الفصل يشكل كل من نجم النسر الطائر، والنسر الواقع، والذنب، مثلثاً جميلاً يدعى مثلث الصيف، يظهر بوضوح في شهر أغسطس بعد الغروب بفترة قصيرة. - بروج الخريف أهم البروج التي تظهر في هذا الفصل، إضافة إلى برج الدب الأكبر وبرج الدب الأصغر، برج كاسيوبيا، وبرج فرشاوس، وبرج الأندروميدا (المرأة المسلسلة). |
|