كيف نهرب من الواقع ؟
كان هذا واحداً من أسئلتها التي لا تفتأ تبحث لها عن إجابات ..
لمغزىً في داخلها لا تفصح لنا عنه ..!!
لكنّها تطرح تساؤلاتها على الكلّ ..
فتشغلنا بها أحياناً ..
فكّرتُ كثيراً في تساؤلٍ كهذا ..كيف نهرب من الواقع ؟
كان هذا واحداً من أسئلتها التي لا تفتأ تبحث لها عن إجابات ..
لمغزىً في داخلها لا تفصح لنا عنه ..!!
لكنّها تطرح تساؤلاتها على الكلّ ..
فتشغلنا بها أحياناً ..
فكّرتُ كثيراً في تساؤلٍ كهذا ..
وتساءلت ..
هل نحنُ حقاً نحاول الهروب من الواقع ؟!
وإن كنّا نفعلُ ذلك فهل ما نقوم به صحيح ؟!
هل الواقع يحمل من القسوة ما يجعلنا نحلم ونفكر في الهروب منه ؟!
وهل من يحاولون الهروب من الواقع ينجحون في ذلك ؟!
ــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــ
الواقع هو واقع .. رضينا أم أبينا .. هو واقع .. اعترفنا أو أنكرنا .. هو واقع ..!!
قد يكون لا يحمل من السوء والقوّة ما يؤثّر به علينا أو يجعلنا نفكر في مقاومته أو الهروب منه أو حتّى الاستسلام له.. وقد يكون فيه من السوء والقوّة ما يجعلنا نتضرر منه ولا نقوى على إزالته أو تغييره أو حتّى الحدّ من إضراره بنا وعلينا ..
سير العظماء والنّاجحين على مرّ التاريخ .. تؤكّد لنا أنّ الهروب من الواقع لا كان ولن يكون حلاً أبداً ولابدّ للمرء أن يتسلّح بما يمكّنه من التّعامل مع واقعه بما يستحق .. يعزز إيجابيّاته .. ويزيل سلبيّاته .. ويصحح أخطاءه .. ما استطاع !!
فهذا رسولنا المصطفى صلّى الله عليه وسلّم أعظم رجلٍ في التّاريخ ..
يضرب لنا المثل الأعلى في كيفيّة التعامل مع الواقع المحيط لنعلم أن التّغيير ممكن وأن لا شيء مستحيل ..
بُعث صلّى الله عليه وسلم برسالة عظيمة .. وهي أيضاً منكرة في واقعه تعد صبوة وإجرام !!
لكنّ حبيبي صلّى الله عليه وسلم كان معداً إعداد جيّداً من لدن حكيمٍ خبير .. وارجعوا إلى سلسلة دروس على خطى الحبيب للداعية الفاضل عمرو خالد .. ففيها من التّوضيح البليغ ما يعمر الفكر والقلب بكمٍّ من العبر عظيم .
فبدأ بالدّعوة سرّاً واختار من المحيطين به أشخاصاً يعينونه على ذلك .. وكما بيّن الأستاذ الدّاعية عمرو خالد رعاه الله .. في سلسة على خطى الحبيب .. ذكر أنّ المصطفى صلوات ربّي وسلامه عليه اختار من اختارهم لحمل همّ الرّسالة معه في بداياتها لتميّزهم عن غيرهم بميزات ..
وأحرجنا بسؤال (!!!!) قال :
لو كنت في ذلك العهد هل كان النّبي صلّى الله عليه وسلّم سيختارك ؟! ..
حقاً جاء سؤاله حفظه الله في الصّميم .. هل فينا ميّزات تؤهلنا لحمل هذه الرّسالة وحمايتها والذّود عنها بل ونشرها في ظلّ ما نعيشه في هذا الواقع المرّ ؟؟؟؟
طريقة المصطفى الكريم هذه جاءت كنوع من حسن التّعامل مع الواقع المحيط لا سيما وأنّه كان واقعاً جاهلاً مظلماً .. ظلّ ردحاً من الزّمن تسيطر عليه مفاهيم وقناعات عقديّة دينيّة واجتماعيّة عرفيّة جاهلة ..
وفي لحظة عصيبة من لحظات نمّو الدّعوة أرسل إليه الله جلّ في علاه ملك الجبال يعرض عليه حلاً فيه انتقام له وخلاص من واقعٍ بغيض لكنّ الحبيب برحمة منه وبعد نظر يأبى هذا الحل ويتنازل عن هذا الحقّ .. ( لا .. إنّي لأرجو الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئاً ) أو كما قال صلّى الله عليه وسلّم .
وكان أن وقع ذلك .
ولنستنتج من ذلك أيضاً درساً علّمنا إيّاه الأستاذ عمرو خالد حين ذكر في حديثٍ له ما معناه أنّه في زمن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم ولّى عصر المعجزات .. وأنّه لابدّ من إعمال العقل وبذل الجهد والعمل للارتقاء بكلّ شيء من حولنا .
تدرّجت الدّعوة ودرجت في مسالك عدّة .. إلى أن جاءت لحظة حاسمة فاصلة استطاع صلّى الله عليه وسلم أن يغيّر ذلك الواقع المظلم .. وبعث فيه من النّور والحياة والأمل والعمل ما يخرجه من الظلال ويبعثه في زمرة الأحياء من جديد .
وفي معركة أُحد وضع صلى الله عليه وسلّم خطّةً حربيّةً رصينة مستفيداً من الواقع الجغرافي للمنطقة .
من هذا نتعلّم أنّه لابدّ لنا الاستفادة من معطيات واقعنا وعصرنا وتسخيرها لخدمة قضايانا ما استطعنا .
والأمثلة في سيرة المصطفى كثيرة جليلة كجلال شخصه الكريم صلّى الله عليه وسلّم .. ما علينا سوى التّدبّر فيها لاستخلاص الدّروس التي تفيدنا في واقعنا الحالي والقادم .
وصاحبه وحبيبه وخليفته من بعده أبو بكرٍ الصّديق رضوان الله عليه .. وقف موقفاً حكيماً في واقعٍ مؤلم بعد وفاة المصطفى الحبيب التي كانت صدمة كبيرة للصّحابة .. خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه مشهراً سيفه على كلّ من يقول بوفاة الحبيب .. ويأتي أبو بكرٍ الصّديق يمشي بخطىً ثابتات واثقات .. وينطق بعقل وقلب مؤمنين بقضاء الله وقدره .. "من كان يعبد محمّداً فإنّ محمّداً قد مات ومن كان يعبد الله فإنّ الله حيّ لا يموت" ..
ليسلّم الجميع بهذا الواقع المرّ ويصبرون عليه ويركّزون كلّ اهتمام وجهد وعمل لما بعد هذه المرحلة ..
وفي موقفٍ آخر اختار أبو بكرٍ الصّديق أن يقاوم وبكلّ قوّة وشراسة واقعاً خاطئاً هو واقع أهل الرّدة وسيّر الجيوش لذلك ..
وثالث الخلفاء الرّاشدين عمر بن الخطّاب رضي الله عنه وموقفه المشهور في واقع عام الرّمادة المشؤوم .. تتجلّى لنا فيه معالم الحكمة حين تخالطها الرّحمة والإيثار والإحسان والإحساس بالمسؤوليّة .. لنستقي منها الدّروس والعبر .
هذه أمثلة قليلة من حياة شخصيّات عظيمة في التّاريخ وبوسعي أن أعدّ وأزيد
لكن ما أريد أن أصل إليه وهو المهمّ ..
أنّ الواقع واقع .. وعلينا أن نفكّر ملياً في كيفيّة التّعامل معه بما يتناسب مع حالنا وحاله ..
قد نسلّم به ونصبر عليه .. قد نحاول تغييره لكن بتدرجات ولو جاء التّغيير بعد حين .. قد نواجه الواقع بكلّ قوّة لأنّه لابدّ من المواجهة وإلا فرط الأمر من أيدينا!!
من يتأمل ويتدبر سيجد الحل ولن يفكّر في الهروب أبداً من الواقع أو غيره ..
ما أقوله ليس غريباً يعلمه الجميع وقد يعتقد به لكنّ التطبيق يبقى واقعاً بعيداً عن أذهان كثير منّا .
وتساءلت ..
هل نحنُ حقاً نحاول الهروب من الواقع ؟!
وإن كنّا نفعلُ ذلك فهل ما نقوم به صحيح ؟!
هل الواقع يحمل من القسوة ما يجعلنا نحلم ونفكر في الهروب منه ؟!
وهل من يحاولون الهروب من الواقع ينجحون في ذلك ؟!
ــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــ
الواقع هو واقع .. رضينا أم أبينا .. هو واقع .. اعترفنا أو أنكرنا .. هو واقع ..!!
قد يكون لا يحمل من السوء والقوّة ما يؤثّر به علينا أو يجعلنا نفكر في مقاومته أو الهروب منه أو حتّى الاستسلام له.. وقد يكون فيه من السوء والقوّة ما يجعلنا نتضرر منه ولا نقوى على إزالته أو تغييره أو حتّى الحدّ من إضراره بنا وعلينا ..
سير العظماء والنّاجحين على مرّ التاريخ .. تؤكّد لنا أنّ الهروب من الواقع لا كان ولن يكون حلاً أبداً ولابدّ للمرء أن يتسلّح بما يمكّنه من التّعامل مع واقعه بما يستحق .. يعزز إيجابيّاته .. ويزيل سلبيّاته .. ويصحح أخطاءه .. ما استطاع !!
فهذا رسولنا المصطفى صلّى الله عليه وسلّم أعظم رجلٍ في التّاريخ ..
يضرب لنا المثل الأعلى في كيفيّة التعامل مع الواقع المحيط لنعلم أن التّغيير ممكن وأن لا شيء مستحيل ..
بُعث صلّى الله عليه وسلم برسالة عظيمة .. وهي أيضاً منكرة في واقعه تعد صبوة وإجرام !!
لكنّ حبيبي صلّى الله عليه وسلم كان معداً إعداد جيّداً من لدن حكيمٍ خبير .. وارجعوا إلى سلسلة دروس على خطى الحبيب للداعية الفاضل عمرو خالد .. ففيها من التّوضيح البليغ ما يعمر الفكر والقلب بكمٍّ من العبر عظيم .
فبدأ بالدّعوة سرّاً واختار من المحيطين به أشخاصاً يعينونه على ذلك .. وكما بيّن الأستاذ الدّاعية عمرو خالد رعاه الله .. في سلسة على خطى الحبيب .. ذكر أنّ المصطفى صلوات ربّي وسلامه عليه اختار من اختارهم لحمل همّ الرّسالة معه في بداياتها لتميّزهم عن غيرهم بميزات ..
وأحرجنا بسؤال (!!!!) قال :
لو كنت في ذلك العهد هل كان النّبي صلّى الله عليه وسلّم سيختارك ؟! ..
حقاً جاء سؤاله حفظه الله في الصّميم .. هل فينا ميّزات تؤهلنا لحمل هذه الرّسالة وحمايتها والذّود عنها بل ونشرها في ظلّ ما نعيشه في هذا الواقع المرّ ؟؟؟؟
طريقة المصطفى الكريم هذه جاءت كنوع من حسن التّعامل مع الواقع المحيط لا سيما وأنّه كان واقعاً جاهلاً مظلماً .. ظلّ ردحاً من الزّمن تسيطر عليه مفاهيم وقناعات عقديّة دينيّة واجتماعيّة عرفيّة جاهلة ..
وفي لحظة عصيبة من لحظات نمّو الدّعوة أرسل إليه الله جلّ في علاه ملك الجبال يعرض عليه حلاً فيه انتقام له وخلاص من واقعٍ بغيض لكنّ الحبيب برحمة منه وبعد نظر يأبى هذا الحل ويتنازل عن هذا الحقّ .. ( لا .. إنّي لأرجو الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئاً ) أو كما قال صلّى الله عليه وسلّم .
وكان أن وقع ذلك .
ولنستنتج من ذلك أيضاً درساً علّمنا إيّاه الأستاذ عمرو خالد حين ذكر في حديثٍ له ما معناه أنّه في زمن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم ولّى عصر المعجزات .. وأنّه لابدّ من إعمال العقل وبذل الجهد والعمل للارتقاء بكلّ شيء من حولنا .
تدرّجت الدّعوة ودرجت في مسالك عدّة .. إلى أن جاءت لحظة حاسمة فاصلة استطاع صلّى الله عليه وسلم أن يغيّر ذلك الواقع المظلم .. وبعث فيه من النّور والحياة والأمل والعمل ما يخرجه من الظلال ويبعثه في زمرة الأحياء من جديد .
وفي معركة أُحد وضع صلى الله عليه وسلّم خطّةً حربيّةً رصينة مستفيداً من الواقع الجغرافي للمنطقة .
من هذا نتعلّم أنّه لابدّ لنا الاستفادة من معطيات واقعنا وعصرنا وتسخيرها لخدمة قضايانا ما استطعنا .
والأمثلة في سيرة المصطفى كثيرة جليلة كجلال شخصه الكريم صلّى الله عليه وسلّم .. ما علينا سوى التّدبّر فيها لاستخلاص الدّروس التي تفيدنا في واقعنا الحالي والقادم .
وصاحبه وحبيبه وخليفته من بعده أبو بكرٍ الصّديق رضوان الله عليه .. وقف موقفاً حكيماً في واقعٍ مؤلم بعد وفاة المصطفى الحبيب التي كانت صدمة كبيرة للصّحابة .. خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه مشهراً سيفه على كلّ من يقول بوفاة الحبيب .. ويأتي أبو بكرٍ الصّديق يمشي بخطىً ثابتات واثقات .. وينطق بعقل وقلب مؤمنين بقضاء الله وقدره .. "من كان يعبد محمّداً فإنّ محمّداً قد مات ومن كان يعبد الله فإنّ الله حيّ لا يموت" ..
ليسلّم الجميع بهذا الواقع المرّ ويصبرون عليه ويركّزون كلّ اهتمام وجهد وعمل لما بعد هذه المرحلة ..
وفي موقفٍ آخر اختار أبو بكرٍ الصّديق أن يقاوم وبكلّ قوّة وشراسة واقعاً خاطئاً هو واقع أهل الرّدة وسيّر الجيوش لذلك ..
وثالث الخلفاء الرّاشدين عمر بن الخطّاب رضي الله عنه وموقفه المشهور في واقع عام الرّمادة المشؤوم .. تتجلّى لنا فيه معالم الحكمة حين تخالطها الرّحمة والإيثار والإحسان والإحساس بالمسؤوليّة .. لنستقي منها الدّروس والعبر .
هذه أمثلة قليلة من حياة شخصيّات عظيمة في التّاريخ وبوسعي أن أعدّ وأزيد
لكن ما أريد أن أصل إليه وهو المهمّ ..
أنّ الواقع واقع .. وعلينا أن نفكّر ملياً في كيفيّة التّعامل معه بما يتناسب مع حالنا وحاله ..
قد نسلّم به ونصبر عليه .. قد نحاول تغييره لكن بتدرجات ولو جاء التّغيير بعد حين .. قد نواجه الواقع بكلّ قوّة لأنّه لابدّ من المواجهة وإلا فرط الأمر من أيدينا!!
من يتأمل ويتدبر سيجد الحل ولن يفكّر في الهروب أبداً من الواقع أو غيره ..
ما أقوله ليس غريباً يعلمه الجميع وقد يعتقد به لكنّ التطبيق يبقى واقعاً بعيداً عن أذهان كثير منّا .