قبل بضعة أسابيع، أثارت عملية «قصف» سطح القمر التي أجراها المِسبار الفضائي «أل كروس» التابع لـ «مشروع رصد الحفر النيزكية على القمر والاستشعار بالأقمار الاصطناعية» الذي تشرف عليه «الوكالة الأميركية للفضاء والطيران» (ناسا)، اسئلة عن جدوى تلك الجهود.
وبعد أقل من شهر على عملية «القصف»، أطلّ باحثو «ناسا» على الإعلام ليكشفوا أن المِسبار «أل كروس» أرسل معطيات إلى الأرض تفيد بأن عنصر المياه موجود بين المواد التي تطايرت من أرض الحفرة النيزكية «المقصوفة»، وهي حفرة قابعة في الظل بصورة دائمة.
وفتح هذا الاكتشاف فصلاً جديداً حول فهم للقمر وجدوى الاهتمام به. وربما ساعد ذلك في حسم الجدل حول خطة للهبوط مجدداً على سطح القمر في العام 2020، مع أفق بتطويرها نحو التخطيط لمشاريع بالسكنى الدائمة مستقبلاً على القمر.
والمعلوم أن مِسبار الفضاء «أل كروس» الذي أرسلته «ناسا» إلى القمر حمل جسماً ثقيلاً لصدم سطح القمر، ما أحدث تجويفاً في الحفرة النيزكية المُسماة «كابيوس» Cabeus قرب القطب الجنوبي للقمر. وتطايرت زخات من التراب بزاوية مرتفعة فوق حافة الحفرة، ما عرّضها إلى أشعة الشمس بصورة مباشرة وأتاح لكاميرات المِسبار «أل كروس» الحصول على صور واضحة للمواد المتطايرة.
وبعدها، انكبّ الفريق العلمي لمشروع «أل كروس» على العمل بشغف لتحليل الكميات الهائلة من البيانات التي أرسلها المِسبار إلى الأرض. وتوصل الفريق الى تقصي «البصمات» الضوئية المعروفة للماء في تلك الصور. وأكّد أنطوني كولابرايت رئيس الفريق البحثي لمشروع «أل كروس» ان مطابقة «البصمات» الضوئية لمياه القمر مع نظيرها على الأرض، كانت واضحة تماماً، وأن ليس هناك اي عناصر أخرى باستطاعتها تمويه النتيجة.
ويستمر أعضاء هذا الفريق البحثي في تحليل البيانات التي أرسلها المِسبار أثناء عملية صدم تربة القمر، بهدف معرفة المواد الأخرى التي تطايرت من الحفرة.
وفي هذا الصدد، أكّد كولابرايت ان المعطيات البيانية المرسلة من مِسبار الفضاء «أل كروس» غنية جداً بالمعلومات، وأن تحليلها وفهمها بصورة معمّقة يتطلبان مزيداً من الوقت.