مملكة فلسطينى
[center]مرحبا بك في منتديات مملكة فلسطينى
لتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى من هنــــا
إن لم
مملكة فلسطينى
[center]مرحبا بك في منتديات مملكة فلسطينى
لتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى من هنــــا
إن لم


الرئيسيةالرئيسيةالبوابةأحدث الصورالمتواجدون فى المنتدى الأنالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء 1

شاطر|

حكم الغناء أو المعازف من القرأن والسنه المحمديه

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
كاتب الموضوعرسالة
sara
عضوفضى
عضوفضى
sara


الاوسمه الاوسمه : حكم الغناء أو المعازف من القرأن والسنه المحمديه 081229103302Ihzl
mms mms : اللهم ارزقني حسن الخاتمه
مدى نشاط الاعضاء مدى نشاط الاعضاء :
حكم الغناء أو المعازف من القرأن والسنه المحمديه Left_bar_bleue75 / 10075 / 100حكم الغناء أو المعازف من القرأن والسنه المحمديه Right_bar_bleue
المزاج المزاج : حكم الغناء أو المعازف من القرأن والسنه المحمديه 5jool10
الجنس الجنس : انثى
المهنه المهنه : حكم الغناء أو المعازف من القرأن والسنه المحمديه Collec10
عدد المساهمات عدد المساهمات : 4694
دعوة الأصدقاء دعوة الأصدقاء : 100
نقاط المسابقات نقاط المسابقات : 190
نقاط نقاط : 25162
المزاج المزاج : الحمدلله

بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:
حكم الغناء أو المعازف من القرأن والسنه المحمديه Left_bar_bleue1/1حكم الغناء أو المعازف من القرأن والسنه المحمديه Empty_bar_bleue  (1/1)


تابع منتديات مملكة فلسطينى على توتير تابعنا على توتير
تابع منتديات مملكة فلسطينى على الفيس بوك تابعنا على الفيس بوك
تابع منتديات مملكة فلسطينى على جوجل بلس تابعنا على جوجل بلس
ـنضم لجروب مملكة فلسطينى على الفيس بوك أنضم لجروبنا على الفيس بوك
تابع منتديات مملكة فلسطينى على اليوتيوب تـــابعـنـا علــــى الــيـــــــــوتيوب
 راســـــــــــــــــــــــل الأداره  راســـــــــــــــــــــــــــــــل الأداره

www.battash.com

https://flestiny.yoo7.com
مُساهمةموضوع: حكم الغناء أو المعازف من القرأن والسنه المحمديه حكم الغناء أو المعازف من القرأن والسنه المحمديه I_icon_minitimeالسبت 26 مارس - 23:24

الكثير منا يعانى من مشكله هل الأغانى حرام أم لا والبعض الأخر يقر بحرمتها والأخرون لا يعلمون شئ.

كنت أنا شخصياً وقعت فى ذلك اللبس فقررت البحث ووصلت للأتى ذكره.
أنا اعرف أن الموضوع طويل عباره عن عشر صفحات كامله فى برنامج الورد لكن لا تيأس فالأمر هين فأنت دائما تقرأ الكتب بمئات الصفحات فلا تستهين بتلك العشر الصغيره وأخرج منها بشى مفيد.
البحث يضم تفسيرات ثلاثه من الأئمه الأعلام أولهما العالم الجليل أبن كثير وثانيهما القرطبى وثالثهما الشعراوى.
ويلى تلك التفاسير ذكر لبعض الأحاديث من الصحاح.


وهذا هو نص البحث


حكم الغناء " المعازف" فى القرأن من تفسير أبن كثير

** وَمِنَ النّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلّ عَن سَبِيلِ اللّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتّخِذَهَا هُزُواً أُوْلَـَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مّهِينٌ * وَإِذَا تُتْلَىَ عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلّىَ مُسْتَكْبِراً كَأَن لّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنّ فِيَ أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ **
لما ذكر تعالى حال السعداء, وهم الذين يهتدون بكتاب الله وينتفعون بسماعه, كما قال تعالى: {الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله} الاَية, عطف بذكر حال الأشقياء الذين أعرضوا عن الانتفاع بسماع كلام الله وأقبلوا على استماع المزامير والغناء بالألحان وآلات الطرب, كما قال ابن مسعود في قوله تعالى: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله} قال: هو والله الغناء.
روى ابن جرير: حدثني يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرنا ابن وهب, أخبرني يزيد بن يونس عن أبي صخر عن أبي معاوية البجلي عن سعيد بن جبير عن أبي الصهباء البكري أنه سمع عبد الله بن مسعود وهو يسأل عن هذه الاَية {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل على سبيل الله} فقال عبد الله بن مسعود: الغناء والله الذي لا إله إلا هو, يرددها ثلاث مرات, حدثنا عمرو بن علي, حدثنا صفوان بن عيسى, أخبرنا حميد الخراط عن عمار عن سعيد بن جبير, عن أبي الصهباء أنه سأل ابن مسعود عن قول الله {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} قال: الغناء, وكذا قال ابن عباس وجابر وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد ومكحول وعمرو بن شعيب وعلي بن نديمة.
وقال الحسن البصري: نزلت هذه الأية {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم} في الغناء والمزامير. وقال قتادة: قوله {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم} والله لعله لا ينفق فيه مالاً, ولكن شراؤه استحبابه بحسب المرء من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحق, وما يضر على ما ينفع, وقيل: أراد بقوله {يشتري لهو الحديث} اشتراء المغنيات من الجواري. قال ابن أبي حاتم, حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي, حدثنا وكيع عن خلاد الصفار عن عبيد الله بن زحر, عن علي بن يزيد عن القاسم بن عبد الرحمن, عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن وأكل أثمانهن حرام, وفيهن أنزل الله عز وجل علي {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله}» وهكذا رواه الترمذي وابن جرير من حديث عبيد الله بن زحر بنحوه, ثم قال الترمذي: هذا حديث غريب, وضعف علي بن يزيد المذكور. (قلت) علي وشيخه والراوي عنه كلهم ضعفاء, والله أعلم.
وقال الضحاك في قوله تعالى: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} قال: يعني الشرك, وبه قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم, واختار ابن جرير أنه كل كلام يصد عن آيات الله واتباع سبيله. وقوله {ليضل عن سبيل الله} أي إنما يصنع هذا للتخالف للإسلام وأهله, وعلى قراءة فتح الياء تكون اللام لام العاقبة أو تعليلاً للأمر القدري, أي قيضوا لذلك ليكونوا كذلك. وقوله تعالى: {ويتخذها هزواً} قال مجاهد: ويتخذ سبيل الله هزواً يستهزىء بها. وقال قتادة: يعني ويتخذ آيات الله هزواً, وقول مجاهد أولى.
وقوله {أولئك لهم عذاب مهين} أي كما استهانوا بآيات الله وسبيله أهينوا يوم القيامة في العذاب الدائم المستمر. ثم قال تعالى: {وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبراً كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرأ} أي هذا المقبل على اللهو واللعب والطرب إذا تليت عليه الاَيات القرآنية ولى عنها وأعرض وأدبر وتصامم وما به من صمم, كأنه ما سمعها لأنه يتأذى بسماعها إذ لا انتفاع له بها ولا أرب له فيها, {فبشره بعذاب أليم} أي يوم القيامة, يؤلمه كما تألم بسماع كتاب الله وآياته.

حكم الغناء " المعازف" فى القرأن من تفسير القرطبى

"ومن الناس من يشتري لهو الحديث" "من" في موضع رفع بالابتداء. و"لهو الحديث": الغناء؛ في قول ابن مسعود وابن عباس وغيرهما. وهو ممنوع بالكتاب والسنة؛ والتقدير: من يشتري ذا لهو أو ذات لهو؛ مثل: "واسأل القرية" [يوسف: 82]. أو يكون التقدير: لما كان إنما اشتراها يشتريها ويبالغ في ثمنها كأنه اشتراها للهو.
قلت: هذه إحدى الآيات الثلاث التي استدل بها العلماء على كراهة الغناء والمنع منه. والآية الثانية قوله تعالى: "وأنتم سامدون" [النجم: 61]. قال ابن عباس: هو الغناء بالحميرية؛ اسمدي لنا؛ أي غني لنا. والآية الثالثة قوله تعالى: "واستفزز من استطعت منهم بصوتك" [الإسراء: 64] قال مجاهد: الغناء والمزامير. وقد مضى في "الإسراء" الكلام فيه. وروى الترمذي عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تبيعوا القينات ولا تشتروهن ولا تعلموهن ولا خير في تجارة فيهن وثمنهن حرام، في مثل هذا أنزلت هذه الآية: "ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله") إلى آخر الآية. قال أبو عيسى: هذا حديث غريب، إنما يروى من حديث القاسم عن أبي أمامة، والقاسم ثقة وعلّي ابن يزيد يضعّف في الحديث؛ قاله محمد بن إسماعيل. قال ابن عطية: وبهذا فسر ابن مسعود وابن عباس وجابر بن عبدالله ومجاهد، وذكره أبو الفرج الجوزي عن الحسن وسعيد بن جبير وقتادة والنخعّي.
قلت: هذا أعلى ما قيل في هذه الآية، وحلف على ذلك ابن مسعود بالله الذي لا إله إلا هو ثلاث مرات إنه الغناء. روى سعيد بن جبير عن أبي الصهباء البكري قال: سئل عبدالله بن مسعود عن قوله تعالى: "ومن الناس من يشتري لهو الحديث" فقال: الغناء والله الذي لا إله إلا هو؛ يرددها ثلاث مرات. وعن ابن عمر أنه الغناء؛ وكذلك قال عكرمة وميمون بن مهران ومكحول. وروى شعبة وسفيان عن الحكم وحماد عن إبراهيم قال قال عبدالله بن مسعود: الغناء ينبت النفاق في القلب؛ وقاله مجاهد، وزاد: إن لهو الحديث في الآية الاستماع إلى الغناء وإلى مثله من الباطل. وقال الحسن: لهو الحديث المعازف والغناء. وقال القاسم بن محمد: الغناء باطل والباطل في النار. وقال ابن القاسم سألت مالكا عنه فقال: قال الله تعالى: "فماذا بعد الحق إلا الضلال" [يونس: 32] أفحق هو؟! وترجم البخاري (باب كل لهو باطل إذا شغل عن طاعة الله، ومن قال لصاحبه تعالى أقامرك)، وقوله تعالى: "ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا" فقوله: (إذا شغل عن طاعة الله) مأخوذ من قوله تعالى: "ليضل عن سبيل الله". وعن الحسن أيضا: هو الكفر والشرك. وتأوله قوم على الأحاديث التي يتلهى بها أهل الباطل واللعب. وقيل: نزلت في النضر بن الحارث؛ لأنه اشترى كتب الأعاجم: رستم، واسفنديار؛ فكان يجلس بمكة، فإذا قالت قريش إن محمدا قال كذا ضحك منه، وحدثهم بأحاديث ملوك الفرس ويقول: حديثي هذا أحسن من حديث محمد؛ حكاه الفراء والكلبي وغيرهما. وقيل: كان يشتري المغنيات فلا يظفر بأحد يريد الإسلام إلا انطلق به إلى قينته فيقول: أطعميه واسقيه وغنيه؛ ويقول: هذا خير مما يدعوك إليه محمد من الصلاة والصيام
وأن تقاتل بين يديه. وهذا القول والأول ظاهر في الشراء. وقالت طائفة: الشراء في هذه الآية مستعار، وإنما نزلت الآية في أحاديث قريش وتلهيهم بأمر الإسلام وخوضهم في الباطل. قال ابن عطية: فكان ترك ما يجب فعله وامتثال هذه المنكرات شراء لها؛ على حد قوله تعالى: "أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى" [البقرة: 16]؛ اشتروا الكفر بالإيمان، أي استبدلوه منه واختاروه عليه. وقال مطرف: شراء لهو الحديث استحبابه. قتادة: ولعله لا ينفق فيه مالا، ولكن سماعه شراؤه.
قلت: القول الأول أولى ما قيل به في هذا الباب؛ للحديث المرفوع فيه، وقول الصحابة والتابعين فيه. وقد زاد الثعلبي والواحدي في حديث أبي أمامة: (وما من رجل يرفع صوته بالغناء إلا بعث الله عليه شيطانين أحدهما على هذا المنكب والآخر على هذا المنكب فلا يزالان يضربان بأرجلهما حتى يكون هو الذي يسكت). وروى الترمذي وغيره من حديث أنس وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (صوتان ملعونان فاجران أنهى عنهما: صوت مزمار ورنة شيطان عند نغمة ومرح ورنة عند مصيبة لطم خدود وشق جيوب). وروى جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علّي عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بعثت بكسر المزامير) خرجه أبو طالب الغيلاني. وخرج ابن بشران عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بعثت بهدم المزامير والطبل). وروى الترمذي من حديث علّي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء - فذكر منها: إذا اتخذت القينات والمعازف). وفي حديث أبي هريرة: (وظهرت القيان والمعازف). وروى ابن المبارك عن مالك بن أنس عن محمد بن المنكدر عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من جلس إلى قينة يسمع منها صب في أذنه الآنك يوم القيامة). وروى أسد بن موسى عن عبدالعزيز بن أبي سلمة عن محمد بن المنكدر قال: بلغنا أن الله تعالى يقول يوم القيامة: (أين عبادي الذين كانوا ينزهون أنفسهم وأسماعهم عن اللهو ومزامير الشيطان أحلوهم رياض المسك وأخبروهم أني قد أحللت عليهم رضواني). وروى ابن وهب عن مالك عن محمد بن المنكدر مثله، وزاد بعد قوله (المسك: ثم يقول للملائكة أسمعوهم حمدي وشكري وثنائي، وأخبروهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون). وقد روي مرفوعا هذا المعنى من حديث أبي موسى الأشعري أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من استمع إلى صوت غناء لم يؤذن له أن يسمع الروحانيين). فقيل: ومن الروحانيون يا رسول الله؟ قال: (قراء أهل الجنة) خرجه الترمذي الحكيم أبو عبدالله في نوادر الأصول، وقد ذكرنا في كتاب التذكرة مع نظائره: (فمن شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة، ومن لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة). إلى غير ذلك. وكل ذلك صحيح المعنى على ما بيناه هناك. ومن رواية مكحول عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من مات وعنده جارية مغنية فلا تصلوا عليه).
ولهذه الآثار وغيرها قال العلماء بتحريم الغناء. وهو الغناء المعتاد عند المشتهرين به، الذي يحرك النفوس ويبعثها على الهوى والغزل، والمجون الذي يحرك الساكن ويبعث الكامن؛ فهذا النوع إذا كان في شعر يشبب فيه بذكر النساء ووصف محاسنهن وذكر الخمور والمحرمات لا يختلف في تحريمه؛ لأنه اللهو والغناء المذموم بالاتفاق. فأما ما سلم من ذلك فيجوز القليل منه في أوقات الفرح؛ كالعرس والعيد وعند التنشيط على الأعمال الشاقة، كما كان في حفر الخندق وحدو أنجشة وسلمة بن الأكوع. فأما ما ابتدعته الصوفية اليوم من الإدمان على سماع المغاني بالآلات المطربة من الشبابات والطار والمعازف والأوتار فحرام. قال ابن العربّي: فأما طبل الحرب فلا حرج فيه؛ لأنه يقيم النفوس ويرهب العدو. وفي اليراعة تردد. والدف مباح. الجوهريّ: وربما سّموا قصبة الراعي التي يزمر بها هيرعة ويراعة. قال القشيريّ: ضرب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم يوم دخل المدينة، فهم أبو بكر بالزجر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعهن يا أبا بكر حتى تعلم اليهود أن ديننا فسيح) فكن يضربن ويقلن: نحن بنات النجار، حبذا محمد من جار.
وقد قيل: إن الطبل في النكاح كالدف، وكذلك الآلات المشهرة للنكاح يجوز استعمالها فيه بما يحسن من الكلام ولم يكن فيه رفث
الاشتغال بالغناء على الدوام سفه ترد به الشهادة، فإن لم يدم لم ترد. وذكر إسحاق بن عيسى الطباع قال: سألت مالك بن أنس عما يرخص فيه أهل المدينة من الغناء فقال: إنما يفعله عندنا الفساق. وذكر أبو الطيب طاهر بن عبدالله الطبريّ قال: أما مالك بن أنس فإنه نهى عن الغناء وعن استماعه، وقال: إذا اشترى جارية ووجدها مغنية كان له ردها بالعيب؛ وهو مذهب سائر أهل المدينة؛ إلا إبراهيم بن سعد فإنه حكى عنه زكريا الساجي أنه كان لا يرى به بأسا. وقال ابن خويز منداد: فأما مالك فيقال عنه: إنه كان عالما بالصناعة وكان مذهبه تحريمها. وروي عنه أنه قال: تعلمت هذه الصناعة وأنا غلام شاب، فقالت لي أمي: أي بنّي! إن هذه الصناعة يصلح لها من كان صبيح الوجه ولست كذلك، فطلب العلوم الدينية؛ فصحبت ربيعة فجعل الله في ذلك خيرا. قال أبو الطيب الطبري: وأما مذهب أبي حنيفة فإنه يكره الغناء مع إباحته شرب النبيذ، ويجمل سماع الغناء من الذنوب. وكذلك مذهب سائر أهل الكوفة: إبراهيم والشعبي وحماد والثوري وغيرهم، لا اختلاف بينهم في ذلك. وكذلك لا يعرف بين أهل البصرة خلاف في كراهية ذلك والمنع منه؛ إلا ما روي عن عبيدالله بن الحسن العنبري أنه كان لا يرى به بأسا. قال: وأما مذهب الشافعّي فقال: الغناء مكروه يشبه الباطل، ومن استكثر منه فهو سفيه ترد شهادته. وذكر أبو الفرج الجوزي عن إمامه أحمد بن حنبل ثلاث روايات قال: وقد ذكر أصحابنا عن أبي بكر الخلال وصاحبه عبدالعزيز إباحة الغناء، وإنما أشاروا إلى ما كان في زمانهما من القصائد الزهديات؛ قال: وعلى هذا يحمل ما لم يكرهه أحمد؛ ويدل عليه أنه سئل عن رجل مات وخلف ولدا وجارية مغنية فاحتاج الصبي إلى بيعها فقال: تباع على أنها ساذجة لا على أنها مغنية. فقيل له: إنها تساوي ثلاثين ألفا؛ ولعلها إن بيعت ساذجة تساوي عشرين ألفا؟ فقال: لا تباع إلا على أنها ساذجة. قال أبو الفرج: وإنما قال أحمد هذا لأن هذه الجارية المغنية لا تغني بقصائد الزهد، بل بالأشعار المطربة المثيرة إلى العشق.
وهذا دليل على أن الغناء محظور؛ إذ لو لم يكن محظورا ما جاز تفويت المال على اليتيم. وصار هذا كقول أبي طلحة للنبي صلى الله عليه وسلم: عندي خمر لأيتام؟ فقال: (أرِقْها). فلو جاز استصلاحها لما أمر بتضييع مال اليتامى. قال الطبري: فقد أجمع علماء الأمصار على كراهة الغناء والمنع منه. وإنما فارق الجماعة إبراهيم بن سعد وعبيدالله العنبري؛ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالسواد الأعظم. ومن فارق الجماعة مات ميتة جاهلية). قال أبو الفرج: وقال القفال من أصحابنا: لا تقبل شهادة المغني والرقاص.
قلت: وإذ قد ثبت أن هذا الأمر لا يجوز فأخذ الأجرة عليه لا تجوز. وقد ادعى أبو عمر بن عبدالبر الإجماع على تحريم الأجرة على ذلك. وقد مضى في الأنعام عند قوله: "وعنده مفاتح الغيب" [الأنعام: 59] وحسبك.
قال القاضي أبو بكر بن العربي: وأما سماع القينات فيجوز للرجل أن يسمع غناء جاريته؛ إذ ليس شيء منها عليه حراما لا من ظاهرها ولا من باطنها، فكيف يمنع من التلذذ بصوتها. أما أنه لا يجوز انكشاف النساء للرجال ولا هتك الأستار ولا سماع الرفث، فإذا خرج ذلك إلى ما لا يحل ولا يجوز منع من أوله واجتث من أصله. وقال أبو الطيب الطبري: أما سماع الغناء من المرأة التي ليست بمحرم فإن أصحاب الشافعي قالوا لا يجوز، سواء كانت حرة أو مملوكة. قال: وقال الشافعي: وصاحب الجارية إذا جمع الناس لسماعها فهو سفيه ترد شهادته؛ ثم غلظ القول فيه فقال: فهي دياثة. وإنما جعل صاحبها سفيها لأنه دعا الناس إلى الباطل، ومن دعا الناس إلى الباطل كان سفيها.
قوله تعالى: "ليضل عن سبيل الله" قراءة العامة بضم الياء؛ أي ليضل غيره عن طريق الهدى، وإذا أضل غيره فقد ضل. وقرأ ابن كثير وابن محيصن وحميد وأبو عمرو ورويس وابن أبي إسحاق (بفتح الياء) على اللازم؛ أي ليضل هو نفسه. "ويتخذها هزوا" قراءة المدنيين وأبي عمرو وعاصم بالرفع عطفا على "من يشتري" ويجوز أن يكون مستأنفا. وقرأ الأعمش وحمزة والكسائي: "ويتخذها" بالنصب عطفا على "ليضل". ومن الوجهين جميعا لا يحسن الوقف على قوله: "بغير علم" والوقف على قوله: "هزوا"، والهاء في "يتخذها" كناية عن الآيات. ويجوز أن يكون كناية عن السبيل؛ لأن السبيل يؤنث ويذكر. "أولئك لهم عذاب مهين" أي شديد يهينهم قال الشاعر:
ولقد جزعت إلى النصارى بعدما لقي الصليب من العذاب مهينا
الآية: 7 {وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم}
قوله تعالى: "وإذا تتلى عليه آياتنا" يعني القرآن. "ولى" أي أعرض. "مستكبرا" نصب على الحال. "كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا" ثقلا وصمما. وقد تقدم. "فبشره بعذاب أليم" تقدم.

حكم الغناء " المعازف" فى القرأن من تفسير الشعراوى

وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6)
بعد أن ذكر الحق سبحانه الكتاب وآياته ، وأن فيه هدى ورحمة لمن اتبعه وفلاحاً لمن سار على هديه يبين لنا أن هناك نوعاً آخر من الناس ينتفعون بالضلال ويستفيدون منه ، وإلا ما راجتْ سوقه ، ولما انتشر بين الناس أشكالاً وألواناً .
لذلك نرى للضلال فئة مخصوصة حظهم أن يستمر وأن ينتشر
لتظل مكاسبهم ، ولتظل لهم سيادتهم على الخَلْق وعبوديتهم لهم واستنزاف خيراتهم .
وطبيعي إنْ وُجِد قانون يعيد توازن الصلاح للمجتمع لا يقف في وجهه إلا هؤلاء يحاربونه ويحاربون أهله ويتهمونهم ويُشككون في نواياهم ، بل ويواجهونهم بالسخرية والاستهزاء مرة وبالتعدي مرة أخرى .
وربما قطعوا عليهم سبل الحياة ، كما عزلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في شِعْب أبي طالب ، ثم يُكرهون أهل الحق على الهجرة والخروج من أموالهم وأهلهم إلى الحبشة مرة ، وإلى المدينة مرة أخرى ، لماذا؟ لأن حياتهم تقوم على هذا الضلال فلا بُدَّ أنْ يحافظوا عليه .
والحق سبحانه يبين لنا أن هؤلاء الذين يحاربون الحق ويقفون في وجه الدعوة إلى الإيمان يعرفون تماماً أنهم لو تركوا الناس يسمعون منهج الله وداعي الخير لا بُدَّ أنْ يميلوا إليه؛ لذلك يَحُولُون بين آذان الناس ومنطق الحق ، فهم الذين قالوا للناس : { لاَ تَسْمَعُواْ لهذا القرآن والغوا فِيهِ . . . } [ فصلت : 26 ]
وما ذلك إلا أنهم واثقون من لغة القرآن وجمال أسلوبه ، واستمالته للقلوب بحلو بيانه ، فلو سمعتْه الأذن العربية لا بُدَّ وأنْ تتأثر به ، وتقف على وجوه إعجازه ، وتنتهي إلى الإيمان .
فإذا ما أفلتَ منهم أحد ، وانصرف إلى سماع الحق أتوْهُ بصوارف أخرى وأصوات تصرفه عن الحق إلى الباطل .
وقوله { وَمِنَ الناس } [ لقمان : 6 ] من هنا للتبعيض أي : الناس المستفيدون من الضلال ، والذين يسؤوهم أنْ يأتم الناس جميعاً بمنطق واحد ، وهدف واحد؛ وهدى واحد لأن هذه الوحدة تقضي على تميزهم وجبروتهم وظلمهم في الأرض؛ لذلك يبذلون قصارى جهدهم في الضلال { وَمِنَ الناس مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الحديث لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ الله . . . } [ لقمان : 6 ]
قوله تعالى : { يَشْتَرِي } [ لقمان : 6 ] من الشراء الذي يقابله البيع ، والشراء أنْ تدفع ثمناً وتأخذ في مقابله مُثمناً ، وهذا بعدما وُجِد النقد ، لكن قبل وجود النقد كان الناس يتعاملون بالمقايضة والتبادل سلعة بسلعة ، وفي هذه الحالة فكل سلعة مباعة وكل سلعة مشتراة ، وكل منهما بائع ومُشْتر .
ومن ذلك قوله تعالى في قصة يوسف عليه السلام : { وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزاهدين } [ يوسف : 20 ] .
والمعنى : شروه أي : باعوه .
ومن ذلك أيضاً قوله تعالى : { وَمِنَ الناس مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابتغآء مَرْضَاتِ الله . . . } [ البقرة : 207 ] .
أي : يبيعها ، إذن : الفعل ( شَرَى ) يأتي بمعنى البيع ، وبمعنى الشراء .
أما إذا جاء الفعل بصيغة ( اشترى ) فإنه يدل على الشراء الذي يُدفع له ثمن ، ومن ذلك قوله تعالى : { وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الكتاب لَمَن يُؤْمِنُ بالله وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ للَّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ الله ثَمَناً قَلِيلاً . . . } [ آل عمران : 199 ]
وقوله تعالى : { إِنَّ الله اشترى مِنَ المؤمنين أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الجنة } [ التوبة : 111 ]
وعادة تدخل الباء على المتروك تقول : اشِتريتُ كذا بكذا
وحين نتأمل قوله تعالى : { وَمِنَ الناس مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الحديث . . . } [ لقمان : 6 ] نجد أن هذه عملية تحتاج إلى طلب للشيء المشترَى ، ثم إلى ثمن يُدفع فيه ، وليت الشراء لشيء مفيد إنما { لَهْوَ الحديث } [ لقمان : 6 ] وهذه سلعة خسيسة .
إذن : هؤلاء الذين يريدون أنْ يصدوا عن سبيل الله تحملوا مشقة الطلب ، وتحملوا غُرْم الثمن ، ثم وُصِفوا بالخيبة لأنهم رَضوا بسلعة خسيسة ، والأدهى من ذلك والأمرّ منَه أن يضعوا هذا في مقابل الحق الذي جاءهم من عند الله على يد رسوله بلا تعب وبلا مشقة وبلا ثمن ، جاءهم فضلاً من عند الله وتكرماً : { قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ المودة فِي القربى } [ الشورى : 23 ]
فأيُّ حمق هذا الذي يوصفون به؟
وكلمة اللهو : ذكر القرآن اللهو وذكر اللعب في عدة آيات ، قدَّمت اللعب على اللهو في قوله تعالى : { وَمَا الحياة الدنيآ إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخرة خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } [ الأنعام : 32 ]
وفي قوله تعالى : { اعلموا أَنَّمَا الحياة الدنيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ } [ الحديد : 20 ]
وقدمت اللهو في قوله تعالى : { وَمَا هذه الحياة الدنيآ إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ } [ العنكبوت : 64 ]
فقدمت الآيات اللعب في آيتين؛ لأن اللعب أن تصنع حركة غير مقصودة لمصلحة ، كما يلعب الأطفال ، يعني : حركة لا هدفَ لها ، ونقول عنها ( لعب عيال ) وسُمِّيت لعباً؛ لأن الطفل يلعب قبل أنْ يُكلِّف بشيء ، فلم يشغل باللعب عن غيره من المهمات .
لكن إذا انتقل إلى مرحلة التكليف ، فإن اللعب يشغله عن شيء طُلب منه ، ويُسمَّى في هذه الحالة لهواً ، ومنه قوله تعالى : { وَإِذَا رَأَوْاْ تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفضوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَآئِماً } [ الجمعة : 11 ]
إذن : فاللهو هو الشيء الذي لا مصلحة فيه ، ويشغلك عن مطلوب منك .
فآية سورة العنكبوت التي قدمت اللهو على اللعب تعني أن أمور الاشتغال بغير الدين قد بلغت مبلغاً ، وأن الفساد قد طمَّ واستشرى الانشغال بغير المطلوب عن المطلوب ، فهذه أبلغ في المعنى من تقديم اللعب؛ لأن اللعب لم يُلهه عن شيء .
لكن ، ما اللهو الذي اشتروه ليصرفوا الناس به عن الحق وعن دعوة الإسلام؟ إنهم لما سمعوا القرآن فيه قصصاً عن عاد وثمود ، وعن مدين وفرعون . . الخ ، فأرادوا أنْ يشغلوا الناس بمثل هذه القصص .
وقد ذهب واحد منهم وهو النضر بن الحارث إلى بلاد فارس وجاءهم من هناك بقصص مسلية عن رستم وعن الأكاسرة وعن ملوك حِمْيَر ، اشتراها وجاء بها ، وجعل له مجلساً يجتمع الناس فيه ليقصّها عليهم ، ويصرفهم بسماعها عن سماع منطق الحق في رسول الله .

وآخر يقول : بل جاء أحدهم بمغنية تغنيهم أغاني ماجنة متكسرة .
ومعنى : { لَهْوَ الحديث } [ لقمان : 6 ] قال العلماء : هو كل ما يُلهي عن مطلوب لله ، وإنْ لم يكُنْ في ذاته في غير مطلوب الله لَهْواً ، وعليه فالعمل الذي يُلهي صاحبه من صناعة أو زراعة . . الخ يُعَدُّ من اللهو إنْ شغله مثلاً عن الصلاة ، أو عن أداء واجب لله تعالى .
ومن التصرفات ما يُعَدُّ لهواً ، وإنْ لم يشغلك عن شيء كالغناء ، وللعلماء فيه كلام كثير خاصة بعد أنْ صاحبته الموسيقى وآلات الطرب والحركات الخليعة الماجنة ، ولفقهائنا القدامى رأيهم في هذا الموضوع ، لكن العلماء المحدثين والذين يريدون أنْ يُجيزوا هذه المسألة يأخذون من كلام القدماء زاوية ويُطبِّقونها على غير كلامهم .
نعم ، أباح علماؤنا الأُنْس بالغناء في الأفراح وفي الأعياد اعتماداً على « قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الصديق الذي رأى جاريتين تغنيان في بيت رسول الله فنهرهما ، وقال : أمزمار الشيطان في بيت رسول الله ، فقال صلى الله عليه وسلم : » دعهما ، فإننا في يوم عيد « » .
وكذلك أباحوا الأناشيد التي تقال لتلهب حماس الجنود في الحرب ، أو التي ينشدها العمال ليطربوا بها أنفسهم وينشغلوا بها عن متاعب العمل ، أو المرأة التي تهدهد ولدها لينام .
ومن ذلك حداء الإبل لتسرع في سيرها ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأنجشة : « رفقاً بالقوارير » فشبَّه النساء في لُطفهن ورقّتهن بالقوارير ، فإذا ما أسرعتْ بهن الإبل هُزَّت بهن الهوادج ، وهذا يشقُّ على النساء .
إذن : لا مانع من كل نصٍّ له غرض نبيل ، أما إنْ أهاج الغرائز فهو حرام - والكلام هنا عن مجرد النص - لأن الخالق سبحانه يعلم طبيعة الغرائز في البشر؛ لذلك نسميها غريزة؛ لأن لها عملاً وتفاعلاً في نفسك بدون أيِّ مؤثرات خارجية ، ولها طاقة لا بُدَّ أنْ تتحرك ، فإنْ أثرْتَها أنت ثارتْ ونزعتْ إلى ما لا تُحمدَ عُقْباه .
وسبق أن أوضحنا أن مراتب الشعور ثلاث : يدرك بحواسه ، ثم وجدان يتكوَّن في النفس نتيجة للإدراك ، ثم النزوع والعمل الذي يترجم هذا الوجدان .
ومن رحمة الله بنا أن الشرع لا يتدخل في هذه المسألة إلا في مرحلة النزوع ، فيقول لك : قِفْ لا تمدّ يدك إلى ما ليس لك : ومثَّلنا لهذه المسألة بالوردة تراها في البستان ، ويُعجبك منظرها ، وتجذبك رائحتها فتعشقها وهذا لك ، فإن مددْتَ يدك لتقطفها يقول لك الشارع قِفْ ليس من حقك .
إذن : فالشارع الحكيم لا يتدخَّل في مرحلة الإدراك ، ولا في المواجيد إلا في مسألة واحدة لا يمكن الفصل فيها بين الإدراك والوجدان والنزوع ، لأنها جميعها شيء واحد ، إنها عملية نظر الرجل إلى المرأة التي لا تحل له ، لماذا هذه المسألة بالذات؟
قالوا : لأنها لا تقف عند حَدِّ الإعجاب بالمنظر ، إنما يُرثك هذا الإعجاب انفعالاً خاصاً في نفسك ، ويُورثك تشكلاً خاصاً لا يهدأ ، إلا بأن تنزع ، فرحمة بك يا عبدي أنا سأتدخل في هذا الأمر بالذات من أوله ، وأمنعك من مجرد الإدراك ، لأنك إنْ أدركتَ وجدتَ ، وإنْ وجدتَ نزعتَ إلى ما تجد فأثمت في أعراض الناس أو كبت في نفسك ، فأضررتَ بها ، وربك يريد أنْ يُبرئك من الإثم ومن الإضرار بالنفس ، فالأسلم لكم أنْ تغضُّوا أبصاركم .

إذن : لا تقُل الغناء لكن قُلْ النص نفسه : إنْ حثَّ على فضيلة فهو حلال ، وإنْ أهاج الغرائز فهو حرام وباطل ، كالذي يُشبِّب بالمرأة ويذكر مفاتنها ، فهذا حرام حتى في غير الغناء ، فإذا ما أضفتَ إليه الموسيقى والألحان والتكسر والميوعة ازدادت حرمته وتضاعف إثمه .
أما ما نراه الآن وما نسمعه مما يُسمُّونه غناء ، وما يصاحبه من حركات ورقصات وخلاعات وموسيقى صاخبة ، فلا شكّ في حرمته .
فكل ما يُخرج الإنسان عن وقاره ورزانته وكل ما يجرح المشاعر المهذبة فهو حرام ، ثم إن الغناء صوت فإنْ خرج عن الصوت إلى أداء آخر مُهيّج ، تستعمل فيه الأيدي والأرجل والعينان والوسط . . الخ فهذا كله باطل ومحرم .
ولا ينبغي للمؤمن الذي يملك زمام نفسه أن يقول : إنهم يفرضون ذلك علينا ، فالمؤمن له بصيرة يهتدي بها ، ويُميز بين الغثِّ والسمين ، والحق والباطل ، فكُنْ أنت حكماً على ما ترى وما تسمع ، بل ما يرى وما يسمع أهلك وأولادك ، وبيدك أنت الزمام إنْ شئتَ سمعتَ ، وإنْ شئتَ أغلقتَ الجهاز ، فلا حجة لك لأن أحداً لا يستطيع أنْ يجبرك على سماع أو رؤية ما تكره .
ففي رمضان مثلاً ، وهو شهر للعبادة نصوم يومه ، ونقوم ليله ، وينبغي أن نكرمه ، ونحتفظ فيه بالوقار والروحانية ، ومع ذلك يخرجون علينا بألوان اللهو الذي يتنافى والصيام ، فإنْ سألتهم قالوا : الناس مختلفو الأمزجة ، وواجبنا أن نوفر لهم أمزجتهم ، لكن للمؤمن ولاية على نفسه وهو يملك زمامها ، فلا داعي أن تتهم أحداً ما دام الأمر في يدك ، وعليك أن تنفذ الولاية التي ولاك الله ، فإنْ فعلتَ ففي يدك خمسة وتسعون بالمائة من حركة الحياة ، ولغيرك الخمسة الباقية .
ثم إن ما يحلّ من الغناء مشروط بوقت لا يكون سمة عامة ولا عادة مُلِحّة على الإنسان يجعلها ديدنه؛ لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم : « روِّحوا القَلوب ساعة بعد ساعة » .
وهؤلاء المغنون والمغنيات الذين يُدخِلون في الغناء ما ليس منه من الحركات والرقصات لا يدرون أنهم يَثيرون الغرائز ، ويستعدون على الشباب غير القادر على الزواج ، ويلبهون مشاعر الناس ويثيرون الغيرة .
الخ
إذن : القضية واضحة لا تحتاج منا إلى فلسفة حول حكم الغناء أو الموسيقى ، فكل ما يثير الغرائز ، ويُخرجك عن سَمْت الاعتدال والوقار فهو باطل وحرام ، سواء أكان نصاً بلا لحن ، أو لحناً بدون أداء ، أو أداء مصحوباً بما لا دخلَ له بالغناء .
لكن ، لماذا يكلفون أنفسهم ويشترون لهو الحديث؟
العلة كما قال الحق سبحانه : { لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ الله } [ لقمان : 6 ] وفرْق بين مَنْ يشتري اللهو لنفسه يتسلى به ، ويقصر ضلاله على نفسه وبين مَنْ يقصد أن يَضِلَّ ويُضل غيره؛ لذلك فعليه تبعة الضَّلالَيْن : ضلالة في نفسه ، وإضلاله لغيره .
وقوله : { لَهْوَ الحديث } [ لقمان : 6 ] لا يقتصر على الغناء والكلام ، إنما يشمل الفعل أيضاً ، وربما كان الفعل أغلب .
وقوله تعالى : { بِغَيْرِ عِلْمٍ } [ لقمان : 6 ] يدل على عدم معرفتهم حتى بأصول التجارة في البيع والشراء ، فالتاجر الحق هو الذي يشتري السلعة ، بحيث يكون نفعها أكثر من ثمنها ، أما هؤلاء فيشترون الضلال؛ لذلك يقول الحق عنهم : { فَمَا رَبِحَتْ تِّجَارَتُهُمْ } [ البقرة : 16 ]
والسبيل : هو الطريق الموصل إلى الخير من أقصر طريق ، وهو الصراط المستقيم الذي قال الله تعالى عنه { اهدنا الصراط المستقيم } [ الفاتحة : 6 ] لذلك نقول في علم الهندسة : المستقيم هو أقصر بُعد بين نقطتين .
وقوله : { وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً } [ لقمان : 6 ] أي : السبيل؛ لأن السبيلِ تُذكَّر وتؤنث ، تُذكَّرِ باعتبار الطريق ، كقوله تعالى : { وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرشد لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً } [ الأعراف : 146 ]
وتُؤنَّث على اعتبار الشِّرْعة ، كقوله تعالى : { قُلْ هذه سبيلي أَدْعُو إلى الله على بَصِيرَةٍ } [ يوسف : 108 ]
هؤلاء الذين يشترون الضلال لإضلال الناس لا يكتفون بذلك ، إنما يسخرون من أهل الصلاح ، ويهزأون من أصحاب الطريق المستقيم والنهج القويم ، ويُسفِّهون رأيهم وأفعالهم .
ثم يذكر الحق سبحانه عاقبة هذا كله : { أولئك لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } [ لقمان : 6 ] أولئك : أي الذين سبق الحديث عنهم ، وهم أهل الضلال { لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } [ لقمان : 6 ] ووصْف العذاب هنا بالمهانة دليل على أن من العذاب ما ليس مُهيناً ، بل ربما كان تكريماً لمن وقع عليه كالرجل الذي يضرب ولده ليُعلِّمه ويُربِّيه ، فهو يضربه لا ليعذبه ويؤلمه ويهينه ، إنما لكي لا يعود إلى الخطأ مرة أخرى . على حَدِّ قول الشاعر :
فَقَسَا لِيزْدجِرُوا ومَنْ يَكُ حَازِماً ... فَلْيقسُ أحْيَاناً على مَنْ يَرْحَم
إذن : فمن العذاب ما هو تذكير وتطهير أو ترضية وتكريم لمستقبل ، وإنما سُمِّي عذاباً تجاوزاً ، فهو في هذه الحالة لا يُعَدُّ عذاباً .
وفي هذا المعنى قال الزمخشري رضي الله عنه : الملك يكون عنده الخادم ، فيفعل ما لا يُرضي سيده ، فيأمر صاحب الشرطة أنْ يأخذه ويعذبه جزاء ما فعل ، فيأخذه الشرطي ويُعذَّبه بقدر لا يتعداه ، لأنه يعلم أنه سيعود مرة أخرى إلى خدمة السيد ، فالعذاب في هذه الحالة يكون بقدر ما فعل الخادم ليس مهنياً له . لكن إنْ قال له : خُذْ هذا الخادم واقْصِه عن الخدمة أو افصله ، يعني : ليست له عودة فلا شكَّ أن العذاب سيكون مهنياً وأليماً .
فالعذاب إنْ سمَّيناه عذاباً يكون إكراماً لمن تحب وتريد أن تطهره ، أما العذاب المهين فهو لمن لا أمل في عودته ، والإهانة تقتضي الأبدية والخلود .
ثم يقول الحق سبحانه وتعالى : { وَإِذَا تتلى عَلَيْهِ آيَاتُنَا ولى مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ . . . }

حكم الغناء " المعازف" من كتب الصحاح " صحيح البخارى"
1. حدثنا عبد الله بن سعيد. حدثنا معن بن عيسى عن معاوية بن صالح، عن حاتم ابن حريث، عن مالك بن أبي مريم، عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري، عن أبي مالك الأشعري؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ليشربن ناس من أمتي الخمر. يسمونها بغير اسمها. يعزف على رءوسهم بالمعازف والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض. ويجعل منهم القردة والخنازير)).


2. وقال هشام بن عمار: حدثنا صدقة بن خالد: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: حدثنا عطية بن قيس الكلابي: حدثنا عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال: حدثني أبو عامر - أو أبو مالك - الأشعري، والله ما كَذَبَني:
سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ليكوننَّ من أمتي أقوام، يستحلُّون الْحِرَ والحرير، والخمر والمعازف، ولينزلنَّ أقوام إلى جنب عَلَم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم - يعني الفقير - لحاجة فيقولوا: ارجع إلينا غداً، فيُبيِّتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة).

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حكم الغناء أو المعازف من القرأن والسنه المحمديه

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة
©phpBB | Ahlamontada.com | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع
صفحة 1 من اصل 1

هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مملكة فلسطينى :: الاسلاميات :: المنتدى الاسلامى العام-
انتقل الى: