الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فالجريمة الخُلقية - عمل قوم لوط - جريمة منكرة، وفعلة شنيعة تأباها الفطرة السوية، وتمقتها الشرائع السماوية.
وفيما يلي من أسطر كلمات يسيرة من باب التحذير من هذه الجريمة، وذلك من خلال الحديث عن تعريفها، وحكمها، وأضرارها، وسبل الوقاية والعلاج منها.
تعريف عمل قوم لوط:
هو اكتفاء الرجال بالرجال، أو هو إتيان الذكور في الدبر.
تحريمه وعقوبة مرتكبه:
تحريمه معلوم بالكتاب والسنة والإجماع، وعقوبتة مرتكبه القتل، سواء كان فاعلاً أو مفعولاً به، بكراً أو ثيباً.
قال عليه الصلاة والسلام: { من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به } [أخرجه أبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي].
ولم يختلف الصحابة في القتل، وإنما اختلفوا في كيفيته، فقال بعضهم: يحرق بالنار، وقال بعضهم: يرمى بالحجارة، وقال بعضهم: يقتل بالسيف، وقال بعضهم: يرفع على أعلى بناء في القرية فيرمى منه منكساً، ثم يتبع بالحجارة.
أضرارها
أولاً: أضراره الدينية:
له أضرار على دين المرء؛ لأنه كبيرة من كبائر الذنوب، بل لأنه خطر على توحيد الإنسان؛ لأنه ذريعة للعشق والتعلق بغير الله، وهذا ذريعة للشرك، ولأنه يقود إلى محبة ما أبغضه الله، وبغض ما أحبه الله.
وقد يتمادى الأمر بمرتكبه فيستحله، وهذا كله خطر على عقيدة الإنسان وتوحيده.
ثانياً: أضراره الخلقية: كثيرة جداً فمنها:
1 - قلة الحياء، وسوء الخلق، وبذاءة اللسان.
2 - قسوة القلب، وانعدام الرحمة.
3 - قتل المروءة والرجولة، وذهاب الشهامة والشجاعة والنخوة والعزة والكرامة.
4 - حبّ الجريمة والجرأة على فعلها.
5 - سفول الهمة، وضعف الإرادة.
6 - الذلة والصغار، وسقوط الجاه والمنزلة.
7 - نزع الثقة من مرتكبه، والنظر إليه بعين الخيانة.
8 - ذهاب الغيرة، وحلول الدياثة.
ثالثاً: أضراره النفسية:
1 - الخوف الشديد.
2 - الحزن والعذاب والقلق المستمر.
3 - الرغبة في العزلة والانطواء.
4 - تقلب المزاج.
5 - ضعف الشخصية وانعدام الثقة بالنفس.
6 - كثرة الوساوس والأوهام.
7 - الارتباك، واليأس، والتشاؤم، والملل، والتبلد العاطفي.
رابعاً: أضرارة الصحية: كثيرة جداً فمنها:
1 - الرغبة عن المرأة، فمن شأنه أن يصرف الرجل عن المرأة، وقد يبلغ به الأمر إلى حد العجز عن مباشرتها.
2 - الإصابة بالعقم.
3 - الزهري: وهذا المرض سريع العدوى، وانتشاره في العالم يزيد يوماً بعد يوم.
أما أعراضه: فمنها ما يظهر على شكل تقرحات في الأعضاء التناسلية، ومنها ما يكون داخلياً، فيظهر على كبد المريض، وأمعائه ومعدته وبلعومه، ورئتيه، وخصيتيه.
وأما الآثار التي يتركها فهي رهيبة جداً؛ فهو يسبب الشلل، وسرطان اللسان، والسل في بعض الأحيان.
أما عن سببه: فإنه لا يوجد له سبب غير العلاقة الجنسية المحرمة، ولا يمكن مطلقاً أن يحدث نتيجة وطء حلال.
4 - الهربس: وهو مرض حاد جداً يسببه فيروس ( هربس هومنس )، ويتميز بتقرحات شديدة حمراء، تكبر وتتكاثر، وهذا المرض ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي إلى الأعضاء التناسلية، وأضراره لا تقف عند هذا الحد، بل تتعدى ذلك إلى سائر أعضاء الجسم، وبه مضاعفات شديدة، وقد ينتقل إلى الدماغ، وإصابته مميتة أكثر من نسبة 90%.
ثم إنه يحدث أمراضاً نفسية وعصبية،، وقد أجمع الأطباء على أن تلك الأمراض أخطر بكثير من الإصابات المتمثلة في القروح والآلام الجسدية، أما أكثر المصابين به فهم ممن تتراوح اعمارهم بين 15 - 30 سنة.
5 - الإيدز: وما أدراك ما الإيدز؟ ذلك المرض الذي أفزع العالم وأرعبه؛ لكثرة المصابين به، ولقلة علاجه أو انعدامه، وللغموض المخيف الذي يحيط به.
وهذا المرض يعني نقص المناعة المكتسبة، أو انهيار المناعة المكتسبة؛ ذلك أن الله عز وجل أودع جسم الإنسان مناعة تكافح مختلف الأمراض، فإذا أصيب بهذا المرض انهارت مناعته، فلا يكاد يصمد أمام أقل الأمراض.
أما أكثرية المصابين بهذا المرض فقد ذكر المختصون أن نسبة 95% منهم هم ممن يمارسون اللواط، وأن تسعة أعشار المصابين به يموتون بعد ثلاثة سنين من بداية المرض.
6 - فيروس الحب: وهذا المرض أشد افتراساً من الإيدز، بل إن الإيدز يعد لعبة أطفال بالنسبة لهذا المرض كما صرح بذلك مكتشفه الدكتور ( مور ).
وقد سماه مكتشفه مرض الحب، أو فيروس الحب.
أما أعراض هذا المرض؛ فإنه بعد ستة أشهر من استلام المريض له، يمتلئ جسمه بأكمله بالبثور، والتقيحات المصحوبة برائحة منتنة، ويستمر نزيف المريض إلى أن يموت، ويصرح الدكتور ( مور ) بأن الجسم إذا استلم هذا الفيروس فإن العلوم الطبية المعاصرة تقف عاجزة تماماً أمامه.
ملحوظة:
في نهاية الحديث عن أضرار اللواط الصحية يحسن التنبيه على مسألة مهمة، وهي أن هذه الأمراض قد لا تظهر سريعاُ؛ لذا ينبغي للإنسان ألا يغتر بإمهال الله، وبأنه يمارس هذا العمل من زمن ولم يُصب بشيء من ذلك، أو أن فلاناً من الناس لم يُصب بشيء مع أنه يمارس هذه الفعلة منذ زمن بعيد.
سبل الوقاية والعلاج
1 - التوبة النصوح.
2 - الإخلاص لله.
3 - الصبر، ومجاهدة النفس، ومخالفة الهوى.
4 - امتلاء القلب من محبة الله.
5 - استشعار اطلاع الله عز وجل.
6 - المحافظة على الصلاة مع جماعة المسلمين.
7 - الصوم.
8 - الإكثار من قراءة القرآن.
9 - الإكثار من ذكر الله.
10 - احفظ الله يحفظك.
11 - المبادرة بالزواج.
12 - تذكر الحور العين.
13 - غض البصر.
14 - البعد عن المعشوق المحبوب.
15 - البعد عن المثيرات عموماً من صور، وأفلام، وسماع أغانٍ، واختلاط بالمردان، وبكل ما يذّكر بالفاحشة.
16 - الاشتغال بما ينفع وتجنب الوحدة والفراغ.
17 - دفع الوساوس الشيطانية، والخواطر السيئة، وترك الاسترسال معها.
18 - تقوية الإرادة، وتجنب اليأس والقنوط.
19 - علو الهمة، والترفع عن هذه الفعلة التي تترفع عنها البهائم.
20 - لزم الحياء.
21 - الحرص على الستر والعفاف، والبعد عن التكشف والتعري خصوصاً من الأحداث.
22 - الاعتدال في التجمل، والحذر من المبالغة فيه.
23 - الإقلال من المزاح.
24 - محاسبة النفس.
25 - النظر في العواقب.
26 - مجالسة الأخيار، ومجانبة الأشرار.
27 - عيادة المرضى، وتشييع الجنائز، وزيارة القبور، والنظر في وجوه الموتى، والتفكر في الموت وما بعده.
28 - الحذر من الاستسلام للتهديد، والإبلاغ عمن هدد، فلا تستسلم أيها الصغير لمن هددك في عرضك، بل كن شجاعاً أمامه؛ حتى يخشاك هو ومن وراءه، وإن أعيتك الحيلة فأبلغ عنه من تثق به من أب، أو أخ، أو معلم، أو غيرهم.
29 - قراء القصص في العفة، وفي أخبار التائبين.
30 - سماع الأشرطة الإسلامية النافعة.
31 - عرض الحال على من يعين، فعلى من ابتلي بهذا الأمر أن يستعين بمن يراه من الأخيار؛ ليعينوه على الخروج مما هو فيه.
32 - الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل.
هذه بعض الإشارات السريعة العابرة حول هذه الجريمة المنكرة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.