قال
الفنان التشكيلى الدكتور طه القرنى ان انفعال الشعب المصري خلال ثورة 25
يناير فجر ملكة الابداع عند الكثير من الفنانيين، معتبرا الثورة الشبابية
بعثا جديدا للفن التشكيلى فى مصر وسيختلف فى مضمونه وشكله عن ما كان قبل
الثورة.وأضاففى لقاء ببرنامج صباح الخير يا مصر الخميس أنه عايش
الثورة كفنان منذ اول يوم ورفض مغادرة الميدان، وسجل بريشته بشكل سريع
احداثها، وان جدارياته تمثل رمزا للمجاميع التى تجمعت بالميدان من كل فئات
الشعب المصرى طوال فترة الثورة التى امتدت لـ18 يوما مطالبة بتغيير النظام
وصارخة رافضة للظلم بكل اشكاله.
وأوضح ان
الجماهير كانت تتدفق من اربع محاور عبر عن كل منها فى لوحة جزئية للوحة
الثورة وهى كوبرى قصر النيل وميدان الشهيد عبد المنعم رياض ووسط البلد
اضافة الى القصر العينى والمتظاهرين امام مجلسى الشعب والشورى .
واشار
الى صعوبة الوصول للميدان فى "جمعة الغضب" خاصة على كوبرى قصر النيل والتى
مثّلت التحدى للمتظاهرين وسجلها بريشته محضرا فيها بشكل خاص احد الاسود
على نهاية الكوبرى وهى ترمز للنجاح والانتصار بعد التحدى كما سجل موقعة
الجمل والاعتداء على المتظاهرين .واكد ان ميدان التحرير مثّل لفئات
الشعب التى تدفقت من كل المحافظات المصرية الحضن الاكبر ورمز الوجدان
الجمعى للمصريينواكد ان جميع فنانى مصر يصورون الثورة حاليا فى ابداعاتهم
وستظهر فى الاعمال الفنية للمستقبل القريب والبعيد.ونوه الفنان
التشكيلى الى انه يعشق بطبيعته الكثافة الجمعية من البشر وخاصة المصرية
وسجل بجدارياته السابقة كثافة الحضور الجماهيرى فى كل من "المولد "وسوق
الجمعة "وعبر فيهما عن رفضه للنظام السابق مما اوقعه فى مشاكل ومساءلة من
جهاز امن الدولة ولكنه لم يعبء بذلك واصر على ملازمة الشباب طوال فترة
اعتصامهم مؤيدا لطلباتهم .ولفت الدكتور طه القرنى فى اللقاء الى ان
ميدان التحرير تحول لساحة فنية وابداعية لكل فنانى مصر من بداية ساعات
الليل حتى الصباح الذى يليه من الشعراء والمغنيين ورموز الفن التشكيلى
والمسرحى.وقال ان اشد ما آلمه هو وصول امهات الشهداء من مدينة
السويس يحملن ملابس بدماء ابنائهن مطالبات بالثأر لدم الشهيد واصروا على
الطواف حول صينية الميدان اكثر من مرة مما اشعره انهن اعتبرن الميدان مكانا
مقدسا يتم فيه الاستجابة لدعائهن