| موضوع: عدالة أمير المؤمنين علي عليه السلام الأربعاء 23 مارس - 5:03 |
| معاملة وعدالة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام لأهل بيته وأقربائه فقد جاء في كتب السير والتاريخ: عن سفيان بن سعيد، عن الزهري، قال: سمعت الحارث يقول: استعمل علي عليه السلام على البصرة عبد الله بن عباس، فحمل كل مال في بيت المال بالبصرة ولحق بمكة وترك عليا عليه السلام، وكان مبلغه ألفي ألف درهم. فصعد علي عليه السلام المنبر حين بلغه ذلك فبكي، فقال: هذا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله في علمه وقدره يفعل مثل هذا، فكيف يؤمن من كان دونه، اللهم اني قد مللتهم فأرحني منهم، واقبضني اليك غير عاجز ولا ملول. وفي رواية أخرى عن الشعبي، قال: لما احتمل عبد الله بن عباس بيت مال البصرة وذهب به إلى الحجاز. كتب إليه علي بن أبيطالب: من عبد الله علي بن أبي طالب إلى عبد الله بن عباس أما بعد: فاني قد كنت أشركتك في أمانتي، ولم يكن أحد من أهل بيتي في نفسي أوثق منك لمواساتي وموازرتي وأداء الامانة الي فلما رأيت الزمان على ابن عمك قد كلب، والعدو عليه قد حرب، وأمانة الناس قد خربت، وهذه الامور قد قست، قلبت لابن عمك ظهر المجن، وفارقته مع المفارقين، وخذلته أسوء خذلان الخاذلين. فكأنك لم تكن تريد الله بجهادك، وكأنك لم تكن على بينة من ربك، وكأنك انما كنت تكيد أمة محمد صلى الله عليه وآله على دنياهم، وتنوي غرتهم، فلما أمكنتك الشدة في خيانة أمة محمد أسرعت الوثبة وعجلت العدوة، فأختطفت ما قدرت عليه اختطاف الذئب الازل –المعز الكبير - رمية المعزي الكثير. كأنك لا أبا لك، انما جررت إلى أهلك تراثك من أبيك وأمك، سبحان الله! أما تؤمن بالمعاد؟ أوَما تخاف من سوء الحساب؟ أوَما يكبر عليك أن تشترى الإماء وتنكح النساء بأموال الارامل ولأيتام والمهاجرين، الذين أفاء الله عليهم هذه البلاد؟ اردد إلى القوم أموالهم فوالله لئن لم تفعل ثم أمكنني الله منك لاعذرن الله فيك، فوالله لو أن حسنا وحسينا فعلا مثل ما فعلت لما كان لهما عندي في ذلك هوادة، ولا لواحد منهما عندي فيه رخصة حتى آخذ الحق وازيح الجور عن مظلومها، والسلام. أقول: هذا هو إمامنا إمام الحق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، الذي يقول فيه الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله: علي مع الحق، والحق مع علي، يدور معه حيث ما دار، نجده يتعامل مع ابن عمّه حبر الأمة ابن عباس، ويقسم لو أن ابنيه الحسن والحسين عليهما السلام فعلا ذلك – وعند المتكلمين يقولون فرض المحال ليس بمحال – لأخذهما بعدله كما علّمه الله ورسوله في إحقاق الحق وإزهاق الباطل. |
|