أصيب أكثر من 130 شخص بينهم رجال أمن الجمعة وقتل أحد المحتجين إثر اعتداء جديد لـ"بلطجية" على شباب كانوا يعتصمون في ميدان وسط عمان للمطالبة بـ"تعديلات دستورية" و"محاكمة رموز الفساد".
لمى عزب (فيديو)
أ ف ب (text)
توفي احد المعتصمين الذين ينتمون لحركة "24 آذار" التي شاركت في اعتصام عمان في احد مستشفيات عمان الجمعة، في حين ارتفع عدد الجرحى الى اكثر من 130 بحسب مصادر طبية اردنية.
وقال مصدر طبي من مستشفى الامير حمزة في عمان ردا على سؤال لوكالة فرانس برس "نعم توفي المدعو خيري جميل سعد الذي يبلغ من العمر 55 عاما، لقد وقع شهيدا".
ورفض المصدر اعطاء المزيد من التفاصيل.
وقال مصدر آخر في مستشفى الامير حمزة ان "هناك آثار ضرب على صدره فضلا عن كسور في الاسنان".
وهي اول حالة وفاة لمتظاهر منذ بدء حركة التظاهرات والاحتجاجات في المملكة قبل نحو ثلاثة اشهر.
الا ان مدير الامن العام الفريق الركن حسين المجالي اكد في مؤتمر صحافي ان "المتوفى خيري جميل توفي نتيجة ذبحة صدرية"، مشيرا الى انه "ليس هناك أي آثار للضرب او الدماء على جسده".
ومن جانبه، قال مصدر طبي آخر ان عدد الجرحى "تجاوز ال130 شخصا"، مشيرا الى ان "من بين الجرحى ثلاثة اشخاص في حالة حرجة".
من جانب آخر، اكد بيان صادر عن المكتب الاعلامي في مديرية الامن العام ان المواجهات بين الطرفين ادت الى "اصابة 62 مواطنا و58 من رجال الامن العام والدرك بينهم عميد ومقدم يتلقون العلاج في عدد من المستشفيات العامة".
واوضح البيان الذي بثته وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) ان "الدوار شهد منذ ظهر الامس تجمعا لمجموعة من الاشخاص تنادت للاعتصام لحين تحقيق مطالبهم بالاصلاح ومكافحة الفساد (...) مع وجود مجموعات أخرى تنادي بمطالب أصلاحية لكنها ترفض أسلوب الاعتصام وتعطيل الحياة العامة".
واضاف ان "قوات الامن حاولت طيلة ليلة الجمعة الحفاظ على الامن ومنع الاشتباكات بين الطرفين".
واشار الى ان "الاحتكاك والتلاسن مع بعضهم تطور الى اعتداء بالايدي والعصي وتراشق بالحجارة شارك فيه جميع المتجمهرين ما أدى الى أصابات من الامن العام والمتجمهرين".
وتابع البيان "ولان واجبات الامن العام فرض النظام وحماية المواطنين بصرف النظر عن اتجاهاتهم فكان لا بد من التدخل واستخدام القوة المناسبة للفصل بين المواطنين ومنع الاعتداء على الارواح والممتلكات وضمان انسيابية حركة السير"، مشيرا الى ان "الشرطة وقوات الدرك اضطرت لاستخدام خراطيم المياه لتفريق المتجمهرين لمنعهم من الاعتداء على بعض وبادرت الى أخلاء الموقع بهدف الحفاظ على حياة وسلامة الاطراف كافة".
واكد البيان انه "تم ضبط عدد من مثيري الشغب من كلا الطرفين".
وكان شهود عيان اكدوا لوكالة فرانس برس ان "عددا من الذين اصيبوا بجروح طفيفة تم توقفيهم من قبل قوات الامن" التي انتشرت حول المستشفيات التي ادخل اليها جرحى المواجهات.
وقال المجالي ان "قوات الامن اعتقلت ثمانية اشخاص من المجموعتين وفتحت تحقيقا واستجوابا لعدد من الذين كانوا في المكان"، مؤكدا ان "الظرف الذي حدث به الاشتباك لم يسمح باعتقال عدد اكبر".
ووقعت مواجهات بين معتصمين يطالبون باصلاحات وآخرين موالين للحكومة في ميدان جمال عبد الناصر الحيوي وسط عمان في وقت سابق من يوم الجمعة ما استدعى تدخل قوات الامن التي فضت الاعتصام وازالت عددا من الخيام التي تعود للمعتصمين.
وقامت آليات قوات الدرك التي دخلت الميدان في عمان برش الماء على الطرفين للفض بينهما.
والحادث هو الاول من نوعه في المملكة التي تشهد منذ نحو ثلاثة اشهر احتجاجات مستمرة تطالب باصلاحات اقتصادية وسياسية ومكافحة الفساد شاركت فيها الحركة الاسلامية واحزاب المعارضة اليسارية اضافة الى النقابات المهنية وحركات طلابية وشبابية.
وتشمل مطالب هؤلاء وضع قانون انتخاب جديد واجراء انتخابات مبكرة وتعديلات دستورية تسمح للغالبية النيابية بتشكيل الحكومة بدلا من ان يعين الملك رئيس الوزراء.