حذر رئيس الوزراء البرتغالي جوزيه سوكراتس، الذي استقال بعد رفض البرلمان برنامجه الجديد للتقشف، من "عواقب "خطيرة" لهذا الرفض على البلاد.
فرانس 24 (فيديو)
أ ف ب (text)
حذر رئيس الوزراء البرتغالي جوزيه سوكراتس الذي استقال بعد ساعتين على رفض البرلمان برنامجه الجديد للتقشف، من "عواقب "خطيرة" لهذا الرفض على البلاد.
وقال سوكراتس في بيان الى الامة "اليوم، رفضت كل احزاب المعارضة الاجراءات التي اقترحتها الحكومة لتجنيب البرتغال اللجوء الى برنامج للمساعدة الخارجية".
واضاف ان "المعارضة سحبت بذلك من الحكومة كل شروط الحكم. وبالتالي قدمت استقالتي الى رئيس الجمهورية".
وجاءت استقالة سوكراتس عشية القمة الاوروبية التي يفترض ان تبت في طريقة التصدي لازمة الديون التي يمكن ان تكون البرتغال ضحيتها المقبلة بعد اليونان وايرلندا.
وسيبقى سوكراتس في منصبه على الاقل حتى الجمعة اذ ان الرئيس انيبال كافاكو سيلفا اعلن انه سيستقبل الاحزاب السياسية في ذلك اليوم، مؤكدا ان الحكومة تمارس حاليا "كل وظائفها".
وقال سوكراتس محذرا ان "هذه الازمة السياسية تحدث في واحدة من اسوأ اللحظات للبرتغال".
واضاف رئيس الوزراء ان "هذه الازمة السياسية الآن سيكون لها عواقب خطيرة على الثقة التي تحتاج اليها البرتغال لدى المؤسسات واسواق المال"، موضحا انه سيحضر قمة الاتحاد الاوروبي اليوم في بروكسل .
وقد عبرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل عن اسفها لرفض البرلمان برنامج التقشف وتقديرها لاستقال سوكراتيس معتبرة انه خطوة "شجاعة وعادلة".
وقال سوكراتيس ان "البلد لا يبقى بلا حكومة. الحكومة ستؤدي واجبها الكامل في اطار صلاحيات حكومة ادارة" اعمال، موضحا انه سيرشح من جديد "بالتصميم نفسه الذي عرف به" في الانتخابات المبكرة التي قد يدعو الرئيس انيبال كافاكو سيلفا في نهاية ايار/مايو او بداية حزيران/يونيو.
ومنذ ايام، اعلنت المعارضة بمجملها من اقصى اليسار الى اليمين تصميمها على اسقاط حومة سوكراتس المتهم "بالكذب على البلاد" حول الوضع المالي والالتزام امام المؤسسات الاوروبي ببرنامج تقشفي، هو الرابع في اقل من عام بدون اجراء مشاورات داخلية مسبقة.
وصوتت المعارضة باكملها على رفض هذا البرنامج الجديد الذي يفترض ان "يضمن" خفض العجز العام الى 2 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي بحلول 2013 وتجنب اللجوء الى المساعدة الخارجية.
وحذر وزير المالية فرناندو تيخيرا خلال جلسة البرلمان من ان "رفض هذه الخطة سيفاقم شروط تمويل البلاد ويسبب صعوبات اضافية اخشى ان نتمكن من تجاوزها بمفردنا".
وردت مانويلا فيريرا ليتي التي كانت وزيرة المالية في حكومة الرئيس الحالي للمفوضية الاوروبية مانويل باروزو ان "اعتراف الحكومة بان البلاد على وشك تقديم طلب للمساعدة الخارجية لتهدئة الاسواق يكفي لكشف ابعاد المأساة التي قادتنا اليها الحكومة".
واضافت الزعيمة السابقة للحزب الاشتراكي الديموقراطي (يمين الوسط) "من مسؤوليتنا وقف التدهور الذي قادتنا اليه هذه الحكومة".
وفي الايام الاخيرة، ضاعف زعيم الحزب الاشتراكي الديموقراطي بيدرو باسوس كويلو المرشح لرئاسة الحكومة المقبلة الوعود حيال الاسواق وبروكسل حيث سيحضر الخميس اجتماعا لقادة الحزب الشعبي الاوروبي.
وقد اكد استعداده "للتعاون مع صندوق النقد الدولي والاتحاد الاوروبي" في اطار برنامج للمساعدة وتعهد خفض العجز كما كان متوقعا وتسريعا الاصلاحات البنيوية التي يطالب بها منذ اشهر.
ولتحقيق ذلك عبر عن تأييده لتشكيل "حكومة باغلبية واسعة" هي وحدها قادرة على فرض "تضحيات" على البرتغاليين.
واكد "انني واثق ان الطريق الذي سنتبعه الآن طريق طبيعي الى الديموقراطية، سيسمح للبلاد باختيار حكومة جديدة بثقة اكبر وقوة اكبر وتصميم للتغلب على الازمة التي نعيشها".
وبسبب الازمة السياسية في البرتغال، بدا اليورو الخميس في سوق تميل الى الحذر. وبلغ سعر العملة الاوروبية في الساعة العاشرة بتوقيت غرينتش من الجمعة 1,4028 دولار مقابل 1,4083 دولارا مساء الاربعاء.
ويمكن ان تسرع استقالة سوكراتس طلب مساعدة للبرتغال التي يتوجب عليها تسديد ديونا هائلة تبلغ تسعة مليارات يورو بحلول 15 حزيران/يونيو