اوتاوا (ا ف ب) - دعا رئيس الوزراء الكندي المنتهية ولايته ستيفن هاربر الى انتخابات تشريعية في الثاني من ايار/مايو قبل ان يبدأ حملة للحصول على اغلبية تنقصه، متهما المعارضة بالتآمر عليه.وقال هاربر للصحافيين في مقر اقامة ديفيد جونستون ممثل ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية رئيسة الدولة في كندا، "التقيت الحاكم العام الذي وافق على حل البرلمان".وكان البرلمان الكندي حجب الثقة عن حكومة الاقلية المحافظة التي يقودها هاربر متسببا بسقوطها وبانتخابات تشريعية ستجرى مطلع ايار/مايو.وحصلت مذكرة حجب الثقة التي وصفت ب"التاريخية" لانها نجمت عن "الازدراء بالبرلمان" من قبل الحكومة على 156 صوتا، اي جميع نواب المعارضة الحاضرين، مقابل 145 صوتا للنواب المحافظين.وهي سابقة في تاريخ النظام البرلماني البريطاني المطبق في كندا، احدى دول الكومنولث وتتولى رئاستها ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية.ومن الادلة على صحة اتهاماتها بالاستهتار بالبرلمان، اشارت المعارضة الى رفض الحكومة تقديم معلومات دقيقة الى النواب بشأن برنامجها لمكافحة الجريمة وشراء طائرات مقاتلة والاعفاءات الضريبية الممنوحة للشركات.ومنذ مساء الجمعة بدأت اللوحات الاعلانية الانتخابية تنتشر في مونتريال، وبموافقة رسمية من جونستون بدأت الحملة الرسمية في كندا التي ستشهد رابع انتخابات خلال سبع سنوات. وبتوصيتها على مذكرة حجب الثقة ارادت احزاب المعارضة توجيه الحملة الى مسائل تتعلق بغياب الشفافية واحترام البرلمان وليس التركيز على مشروع الميزانية الذي كانت سترفضه حتما.لكن هاربر لم يشر الى الاسباب التي ذكرتها المعارضة لحجب الثقة عن حكومته. الا انه دافع الجمعة عن مشروع ميزانيته مؤكدا انه "لا يتضمن اي شىء لا يمكن للمعارضة دعمه". ودعا الى ضرورة حماية الانتعاش الاقتصادي الذي ما زال "هشا" على حد تعبيره.وقال هاربر الذي رافقته زوجته لورين السبت ان "الكنديين ليسوا مهتمين بمناورات البرلمان وبمذكرات حجب الثقة. الكنديون يريدون ازدهارا اقتصاديا وصورة بلدنا في العالم".وهاربر الذي انتخب للمرة الاولى في 23 كانون الثاني/يناير 2006 وبقي في السلطة في 14 تشرين الاول/اكتوبر 2008، قاد دائما فريق اقلية ويأمل ان يكون هذا الاقتراع الانسب.وقد دعا مواطنيه الى "انتخاب حكومة محافظة قوية" من اجل مواصلة خطة الانعاش التي سمحت لكندا بالخروج من (الازمة) بشكل افضل من كثير من الدول".وتتوقع كل استطلاعات جديد الرأي فوزا واضحا للمحافظين.وكشف استطلاع اجري صحيفة لابرس انهم سيحصلون على 39 بالمئة من الاصوات بينما يمكن لاي حزب ان يشكل حكومة اغلبية بحصوله على اربعين بالمئة من الاصوات على الاقل، مقابل 25 بالمئة للحزب الليبرالي.واعلن هاربر في خطابه السبت الخطوط العريضة لحملته التي تتلخص ب"التنمية" الاقتصادية و"الوظيفة" و"الاستقرار" و"الامن المالي للعائلات الكندية".واتهم المعارضة بان لديها "اجندة سرية" تقضي بتشكيل "تحالف غير مستقر" و"غير مشروع".ورد زعيم الحزب الليبرالي مايكل ايغناتييف المعارض في تصريحات لوسائل الاعلام امام البرلمان "ارفض حكومة تحالف واعرض على الكنديين حكومة ليبرالية".وكان ايغناتييف قال الجمعة انه يمثل مع فريقه "بديلا واضحا" للمحافظين. واضاف ان "هذا يعني حكومة تحترم الديموقراطية وتريد ان تصبح كندا بلدا اخضر وفخورا على الساحة الدولية يهتم بالعائلات وباولوياتها بدلا من الطائرات المقاتلة".واكد ان "اكثر من ستين بالمئة من السكان لا يريدون الحد (من عمل) هاربر فقط بل تغييره".من جهته، قال جيل دوكيب زعيم كتلة كيبيك "نحن في حملة انتخابية لان هاربر فعل ما بوسعه من اجل الدعوة الى الانتخابات"، متهما هاربر بتحويل "الكذب والخداع الى نظام في السلطة".وحسب التقاليد المتبعة، يعلن رئيس الوزراء المنتهية ولايته بعد لقائه ممثل ملكة بريطانيا، موعد الانتخابات.وقد نجحت المعارضة في تجاوز انقساماتها لاسقاط حكومة المحافظين لكن من غير المؤكد انها ستتمكن من الوصول الى السلطة بعد الانتخابات.