العباس بن عبد المطلب
هو عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة، صحابي من
المهاجرين، عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويكنى أبا الفضل، وأمه نتيلة بنت جناب بن كليب،
وهي أول عربية كست البيت الحرير والديباج، وسببه أن العباس ضاع وهو صغير، فنذرت إن وجدته
أن تكسو البيت فوجدته ففعلت. له أحد عشر أخاً وست أخوات. وقد ولد للعباس عشرة من الذكور
ماعدا الإناث.
ولد في مكة قبل مولد الرسول صلى الله عليه وسلم بعامين أو ثلاثة، وتوفي في المدينة المنورة
قبيل مقتل عثمان، عام اثنين وثلاثين للهجرة، وعمره ثمان وثمانين، وصلى عليه عثمان رضي
الله عنهما، ودفن في البقيع.
إسلامه:
على الأرجح أنه أسلم قبل الهجرة، وكتم إسلامه، وكان يكتب لرسول لله صلى الله عليه وسلم
عن مكة، وأخرج إلى بدر مكرهاً، لذلك أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أن لايقتلوا
العباس رضي الله عنه، عن ابن عباس: (أسلم العباس بمكة قبل بدر، وأسلمت معه أم الفضل،
وكان لا يغبيّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم خبراً بمكة إلا كتب به إليه، وكان مَن هناك
مِن المؤمنين يتقوون به، وأقام في مكة بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم). وقال له النبي صلى
الله عليه وسلم [أنت آخر المهاجرين كما أنني آخر الأنبياء].
السقاية:
كانت السقاية لبني هاشم، وكان أبو طالب يتولاها، فلما اشتد الفقر بأبي طالب، أسند السقاية إلى
أخيه العباس، وكان من أكثر قريش مالاً، فقام بها. وعليه كانت عمارة المسجد (وهي أن لا يدع
أحداً يسب في المسجد الحرام). وكان نديمه في الجاهلية أبو سفيان بن حرب.
مواقفه قبل إعلان إسلامه:
شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الثانية، وأخرج إلى بدر مكرهاً مثل غيره من
بني هاشم، فأسر وشد وثاقه، وسهر النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة ولم ينم، فقالوا:
مايسهرك يا نبي الله؟ قال: أسهر لأنين العباس، فقام رجل من القوم فأرخى وثاقه، ثم أمر الرسول
صلى الله عليه وسلم أن يفعل ذلك بالأسرى كلهم، وفدى نفسه وابني أخيه عقيل بن أبي طالب،
ونوفل بن الحارث، وحليفه عتبة بن عمرو، وكان أكثر الأسارى يوم بدر فداءً، لأنه كان رجلاً
موسراً فافتدى نفسه بمائة أوقية من ذهب.
مواقفه بعد إسلامه:
هاجر قبل فتح مكة، وشهد فتحها، وله موقف هام ومشهور في إسلام أبي سفيان، ويوم حصار
الطائف خرج رجل من الحصن فاحتمل رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليدخله
الحصن، فمضى إليه العباس فاحتملهما جميعاً ووضعهما بين يدي رسول الله صلى الله عليه
وسلم، ثم شهد حنيناً، وثبت مع أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يقود بغلة رسول
الله صلى الله عليه وسلم وينادي بصوته الجهوري على الأنصار والمهاجرين؛ حينما باغتهم العدو
في وادي حنين، ولما سمع الأنصار صوته يناديهم عادوا والتفوا حول رسول الله صلى الله عليه
وسلم، ولما وصلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدوا الأسرى مقيدين عنده، فقد نصره الله
عز وجل، كما ورد في القرآن الكريم.
فضله :
كان يعزى بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه أقرب الناس له، واستسقى عمر بن الخطاب
به في عام الرمادة لما اشتد القحط فسقاهم الله تعالى وأخصبت الأرض.
وكان أبو بكر يجلس إلى يمين النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا دخل العباس تزحزح أبو بكر وأجلسه
بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أعتق عند موته سبعين مملوكاً، ووصى ابنه عبد الله، ثم
استقبل القبلة فقال: لاإله إلا الله ثم شخص ببصره فمات.
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [أسعد الناس يوم القيامة العباس]، وروي
عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال [من آذى العباس فقد آذاني، إنما عم الرجل صنو أبيه]،
وقال له صلى الله عليه وسلم [أنت آخر المهاجرين كما أنني آخر الأنبياء]، روى عن العباس:
عبد الله بن الحارث، وعامر بن سعد، والأحنف بن قيس، وغيرهم،
--------------------------------------------------------------------------------
رضي الله عن العباس ابن عبد المطلب ... عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
وآخر المهاجرين ... وأسعد الناس يوم القيامة ....