انظر إلى يدك الآن ....نعم
اخفض رأسك وراقب اصابعك التي تتكيء على لوحة المفاتيح ....راقبها
أطلب منها ان تنقر على حرف الفاء (بداية كلمة فتنة ) !!
ستطيعك يدك وستكتب لك كل ما تريد إنها تحت طوعك وأمرك هذه اللحظة !!
لكن ..........هناك ؟؟
عند الله في الموقف العظيم عند الحساب .... !!
ستنقلب عليك وستشهد ضدك .......... !!
وتشتكي إلى الله منك .... !!
يارب إنه يجبرني على أن أكتب مالا يرضيك يارب إني أشهد عليه !!
وستغضب حينها وتسألها : ؟؟
لم شهدت علي يا يدي ؟؟؟؟
ستصعقك بالجواب ..الذي ذكره الله في كتابه :
(أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء )
أن هذه اليد التي تملك القدرة عليها الآن هي التي لا تملك القدرة
على إخراسها وإسكاتها في ذلك الآن !!
احذرها فهي أول من سينقلب ضدك وستكون ألد أعداءك !!
فشهادتها عند الله مقبولة فهي التي كانت معك والتصقت
بك وعملت تحت أمرك بل إنها جزء منك وكانت شريكتك
والتي وافقت مكرهة على أن تشاركك جريمتك الأدبية والكتابية !!
لا تستطيع بكل ما أوتيت من قوة الحجة ومن أساليب البيان ..أن تنكر شهادتها !!
وتخيل معي مدى الحسرة التي ستتحسرها ولتتذكر وأنت تكتب أن عليك رقيب !!
(ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )
الملك الذي يتولى كتابة ما تكتبه أنت
فلا تكتب بيدك غير شيءٍ ....يسرك في القيامة أن تراه
ولقد تكلم الكثير في الموت ...........ما أردت بهذه الكلمات إلا للفت النظر
إلى عظيم شأن الكلام الذي يصدر من أفواهنا........ ومن فوهة أقلامنا
طلب من أحد الصالحين ..وهو على فراش الموت أن يتوقف عن الكتابة ..
فقال: ( دعوني أكتب فلربما لم أكتب بعد الكلمة التي تدخلني الجنة )
فالإنسان عليه ان يشعر بشعورين .....الخوف .........والرجاء .... !!
إنهما مثل جناح الطائر لا غنى لأحدهما عن الآخر ... !!
خف من عذابه سبحانه ...........وارج رحمته ورضوانه
وما من كاتب الا سيفنى ... ويبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بيدك غير شىء ... يسرك يوم القيامة أن تراه
كل الحب والاحترام لكم منى