بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين وسيد ولد ابن أدم إلى
يوم الدين سيدنا ونبينا محمد طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفاؤها. اللهم نور
قلوبنا وقبورنا بالقرءان واجعله لنا إماما ونورا وهدى ورحمه اللهم ذكرنا منه ما
نسينا وعلمنا منه ما جهلنا وارزقنا تلاوته أنااااااااااااااء الليل وأطراف النهار
على الوجه الذى يرضيك عنا . اللهم اكتبنا من أهل القرءان وخاصته واجعله لنا شفيعا
يوم القيامة أمين أمين ثم أم بعد
فلا
أريد أن أطيل على حضراتكم ولكن أقول هذه السطور من باب التذكير ( وذكر فإن الذكرى
تنفع المؤمنين ) . فهذا القرءان العظيم الزاخر بكل معانى الإعجاز اللغوى والعلمى
يدعونا جميعا لأن نتدبر ونرى عظمة الخالق سبحانه وتعالى . وقد وصف الله فى خواتيم
الأيات هؤلاء المتدبرين بأوصاف ما أجملها وأروعها ( أولى الألباب .أولى النهى .
لكل عبد منيب . لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.) وعلى العكس فى قوله تعالى
( أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوب أقفالها ). فعبادة التفكر والتدبر عباده من
أفضل وأروع وأسمى العبادات التى يتغافل عنها الناس لما لها من وقع وأثر كبير على
القلب والعقل وما أجمل إيمان وقر فى العقل ومنه إلى القلب وصدقه العمل . ونحن الأن
بصدد أيه وأقسم بالله لو خاض فيها المرء بعقله إما أن يسجد لرب الكون والعالمين عن قناعة غير متناهيه وإما أن يلحد والعياذ بالله . فلكم تليت أمامنا وكم قرءاناها
ولكن لم نقف عندها ولو لدقيقه لنمررها على
عقولنا ونعطيها حقها .فتأمل معى قوله تعالى ( لخلق السماوات والأرض أكبر من
خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) . يا الله يالله . فكما نرى جميعا أن هناك
تعظيم وتكبير وتضخيم لخلق السماوات والأرض عن خلق الإنسان نفسه . فكلنا يعلم مراحل
خلق الإنسان المعجزه التى ذكرها الله فى كتابه العزيز ولم يصل العلم التجريبى إلى
بعض من هذه الأطوار والمراحل إلا فى العشر سنوات الأخيره . فيالها من معادلات صعب
فهمها وإدراكها على العلماء وهى فى كتاب
أنزل من مئات السنين على نبي أمي . ونستعين فى هذه الأية بعلم الفلك لكى يعطينا
بعضا من كل. ونقاطا تبرهن مصداق هذا الكلام المعجز . فكيف لا وأن هذه الأرض واحده
من تسع كواكب فى مجرة بها من الكواكب تسع إلى جانب ما بها من كويكبات وشهب ونيازك
ونجوم ضخمه هائله . وكيف لا وأن هذا القمر والتى تبلغ كتلته 735 مليون مليون مليون
طن وهو أقرب جسيم لنا يبعد عن الأرض مسافة 380 الف كيلومتر ويتباعد عن الأرض
بمسافه 3 سم سنويا حتى يصل إلى أن يدخل فى جاذبية الشمس فتبتلعه الشمس والتى هى
كتلتها 2000 مليون مليون مليون مليون طن ويصبحا جسما واحدا مصداقا لقوله تعالى (
فإذا برق البصر وخسف القمر وجمع الشمس والقمر) . وعند هبوط العلماء على القمر
ورفعوا علم أمريكا فقال أحدهم أنفقت أمريكا 100 ألف مليون دولار على أن ترفع علمها
على القمر ولكن رد عليه العلماء بقولهم أننا وجدنا حقيقه لو صرفنا أضعاف هذه
الأموال على الناس ما أقنعناهم بها وهى أنهم وجدوا حزاما صخريا فى القمر يمتد من
سطحه إلى جوفه إلى سطحه فلما نزلوا وأبلغوا علماء الجولوجيا قالوا بأن هذا يستحيل
إلا فى حالة واحده وهى انشقاق هذا القمر وهذه معجزة نبينا ومصداقا لقوله تعالى (
اقتربت الساعة وانشق القمر) فسبحان من سخر الأمريكان بتقدمهم ومالهم إلى أن يصلوا
لحقيقة تثبت كلامه المنزل على نبيه من أكثر من 1430 عام. وكيف لا وأن الشمس تبعد
عن الأرض مسافة 150 مليون كيلو متر والمسافه بينها ( أى الشمس) وبين أبعد الكواكب
لها داخل المجره تبلغ 6000 مليون كيلومتر . وكيف لا وهذه المجره واحده من 200
مليون مجره تقريبا منها ماهو أكبر من مجرتنا هذه ومنها ما هو أقل حجما. وأن هذه
المجره تشبه الطبق المفلطح ويبلغ طوله 500 مليون سنه ضوئيه وعرضه 200 مليون سنه
ضوئيه وسمكه 50 ألف سنه ضوئيه ( السنه الضوئيه 300 ألف كم/ ث أى بمعدل 9.46 ترليون كم فى السنه )
ولك أن تقف برهه وتسرح بخيالك وتتأمل . وكيف لا وأن هذه المجرات تبتعد عن بعضها
بسرعه كسرعة الضوء 300 ألف كم/ث . وتصل المسافه بين مجرتنا هذه ( مجرة درب
التبانه ) وأقرب مجره لها حوالى 2.5 مليون سنه ضوئيه والمسافه بينها وبين أبعد
المجرات لها تصل من 10 إلى 13 مليار سنه ضوئيه. وكيف لا وهناك مثل هذه النجوم
العملاقه الضخمه التى هى أكبر من شمسنا هذه بمراحل والتى يتم فيها تكوين الحديد
بطريقة علمية فسرها علماء الفلك والتى اثبتت أن الحديد يتكون فى هذه المستعيرات
وينزل إلى أرضنا هذه إنزالا فعليا وليس مجازيا كما كان يفسر العلماء ووجد أن نوية
ذرة الحديد هى أقوى النواه تماسكا وأنه لولا الحديد لما كانت أرضنا هذه صالحة
للعمران فالحديد هو من يجعل الأرض تحتفظ بغلافيها الغازى والمائى وهو الماده
الحمراء فى الإنسان كما أنه الماده الخضراء فى النبات وهو اللبه الأساسيه لكثير من
الصناعات مصداقا لقوله تعالى ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس ) .وكيف وأن
هذه المستعيرات الغايه فى الضخامه والتى يصل حجمها إلى 8 أضعاف شمسنا هذه بعد أن
تصل إلى بعض مراحل من النفاعلات النوويه تنفجر وتتحول إلى ( ثقوبا سوداء) وهى
ظاهرة أخذ العلماء نصف قرن من الزمان ليتأكدوا منها وأكدوا على أنه وبعد إنفجارها
تتحول إلى ثقوبا سوداء لها جازبية فائقه تجذب لها كل شىء حتى الضوء لا تسمح له
بالمغادره فلا ترى أبدا ووصفوا هذه الثقوب بأنها لا ترى وتجرى وتكنس وتجذب أى شىء
يقترب منها والعجب العجاب فى هذا ما جاء به القرءان من معنى بليغ وإعجاز فريد فى
قوله تعالى ( فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس ) وهذا ينطبق مع قول العلم التجريبى
بالحرف فيا له من قسم قسمه الله تعالى على أن هذا
القرءان قول رسول كريم. وكيف لا وأنه وبعد اختلاف الأراء بين المفسرين يأتى العلم
الحديث ليقول بأن الليل كان مضيئا بالقمر والنهار كان مضيئا بالشمس ولكن الله
بقدرته وبالغ حكمته محى هذا النور الليلى بواسطة هلالين من الغازات الكثيفه تطرد
أو تمنع ( إذا صح التعبير ) هذا الوهج عند منطقة الإستواء ويرقان هذان الهلالان
تدريجيا إلى( منطقة القطبين )والتى لازالت تبقى شاهده على حقيقة أن ليل الأرض فى
بداية مراحل خلقها كان يضاء بوهج لا يقل شدته عن نور الفجر الصادق وهذا مصداقا لقوله تعالى ( وجلعنا الليل
والنهار أيتين فمحونا أية الليل وجعلنا أية النهار مبصره لتبتغوا فضلا من ربكم
ولتعلموا عدد السنين والحساب ) . ونعمه الله تعالي علي اهل الارض جميعا بمحو اناره الليل وابقاء اناره النهار نعمه مابعدها نعمه لانه لولا ذلك مااستقامت الحياه علي الارض ولا استطاع الانسان الاحساس بالزمن ولا التاريخ للاحداث بغير تبادل
ظلام الليل مع نور النهار ولتلاشت الحياه ومن هنا جاءت اشاره القران الكريم الي تلك الحقيقه سبقا لكافه المعارف الانسانيه. وقبل هذا كله
وبعده لم يستطيع أحد بالإمساك بأطراف هذا الفضاء الشاسع الواسع الخضم والتى وكلما
تقدم العلم التجريبى وتقدمت ألياته التكنولوجيه يعمل على الإكتشاف ولم ولن يرى
لهذا الفضاء من نهاية فتيقن قوله تعالى (إن فى خلق السماوات والأرض وإختلاف الليل
والنهار لأيات لأولى الألباب) فانظر عظمة
الله وروعته الفائقه وقدرته التى فاقت الحدود
( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون * وله
الحمد فى السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون )
وحقا وصدقا ويقينا ( وهو الذى فى
السماء إله وفى الأرض إله وهو الحكيم العليم ) وفى الختام نسأل الله العظيم أن
يجعلنا من أهل الجنة ممن قال فيهم ( وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو
حظ عظيم ) وأن يكتبنا من هؤلاء . وأن لا يجعلنا من أهل النار ممن قال فيهم ( قل هل
ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهو يحسبون أنهم
يحسنون صنعا ) . وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته
نسألكم الدعاء