| موضوع: اسطنبول .. مدينة المساجد والقصور الإثنين 6 يونيو - 16:43 |
| اسطنبول .. مدينة المساجد والقصور اسطنبول- العرب أونلاين- حسام فتحي أبو جبارة: هي أكبر المدن التركية، والعاصمة السابقة للإمبراطوريات الرومانية والبيزنطية والعثمانية، وواحدة من المدن القليلة في العالم التي تقع في قارتين.. اسطنبول، المدينة العامرة بالآثار والمزدهرة بالأسواق والحافلة بكل جميل وممتع، تشكل مثالاً حياً على التقاء الشرق بالغرب والتعايش بين الأصالة والمعاصرة، ما يجعل زيارتها فرصة مثالية لاستكشاف مكامن جمال الحضارات التي تعاقبت عليها. لا تقتصر شهرة اسطنبول على وقوعها في قارتي آسيا وأوروبا فحسب، بل تعرف كذلك بأنها العاصمة السياحية لتركيا، والمدينة التي شهدت تعاقب أهم الإمبراطوريات التي عرفتها البشرية، حيث كانت العاصمة الشرقية للإمبراطورية الرومانية، ثم أصبحت عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، قبل أن تقع في يد السلطان العثماني المسلم محمد الثاني - الذي عُرف لاحقاً بلقب "الفاتح" - لتظل لأكثر من أربعة قرون عاصمة للإمبراطورية العثمانية حتى عام 1923 الذي شهد قيام الجمهورية التركية وانتقال العاصمة إلى أنقرة، المدينة الأصغر حجماً والأقل مساحة وسكاناً. ورغم تراجع الاهتمام الرسمي باسطنبول، إلا أنها ظلت المدينة الأهم في تركيا، والوجهة الأولى لكل القادمين إليها، نظراً للمعالم التاريخية والدينية والسياحية التي تحتوي عليها، والأسواق القديمة التي يباع فيها كل ما يخطر على البال من ملابس وتحف ومأكولات وإلكترونيات. ما إن تطأ قدماك أرض اسطنبول حتى يخيل لك أن أصبحت في عالم مختلف ذي عبق تاريخي ساحر، تعكسه حيوية ذات نكهة فريدة امتزجت فيها أصالة الماضي الرائعة مع روح العصر المتطورة، عبر امتزاج حضارات وثقافات تعود إلى آلاف السنين. فالمدينة ظلت لقرون عدة عاصمة لإمبراطوريات تركت فيها نماذج بديعة من الأبنية الدينية، والأسواق الشعبية، والقصور الفاخرة، ولذلك فإن الحيرة لا يمكن أن تصيب الزائر حول الأماكن التي يجب أن يراها أولاً في اسطنبول؛ لأن كل ما فيها مهم وجميل ويستحق المشاهدة عن قرب. والوصول إلى اسطنبول غالباً ما يكون عبر مطار أتاتورك الدولي، الذي يبعد كيلو مترات قليلة عن قلب المدينة، وسوف تندهش للترحاب الكبير الذي تلقاه من الشعب التركي بمجرد وصولك للمطار، ويمكنك بعدها الانطلاق إلى إحدى الفنادق الراقية الكثيرة والمتفاوتة الأسعار، إما بواسطة التاكسي أو الحافلات التي تسير في كافة شوارع المدينة. وتنتشر في أنحاء اسطنبول الكثير من الفنادق الفخمة التي تحمل أسماء شهيرة ومنها: 1 - ريتز كارلتون اسطنبول: افتتح عام 2001 ويقع في منطقة دولما باخجه المطلة على مضيق البوسفور ويبعد 25 كيلو متراً عن المطار. يتميز هذا الفندق بالتجانس الفريد في تصاميمه الداخلية التي تستحضر التاريخ الروماني والبيزنطي والعثماني في آن واحد. يحتوي على 244 غرفة وجناحاً، وثلاثة مطاعم، ومحلات للتسوق، وصالونات حلاقة وتجميل، ومسابح مغطاة ومكشوفة. 2 - فور سيزنز اسطنبول: يقع في منطقة السلطان أحمد الأول وعلى بُعد مسافة قصيرة من المسجد الأزرق وقصر توبكابي ويمزج بأسلوب فريد ما بين أصالة فن العمارة العثمانية وحداثة التصاميم. يحتوي على 76 غرفة وجناحاً، ومطعم، ومركز رشاقة، وخزائن لإيداع الأمانات. 3 - راديسون ساس البوسفور: يختار كثير من رجال الأعمال هذا الفندق بسبب موقعه على ضفاف البوسفور وقربه من مراكز التسوق الرئيسية ومركز المؤتمرات، وهو يتضمن مركزاً متطوراً لخدمات الأعمال، ومحلات للتسوق، وصالونات للتجميل والحلاقة، وهو مجهز أيضاً لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة. يحتوي على 120 غرفة وجناحاً، ومطعم واحد. 4 - إريسين كراون: هو أول فندق أثري فخم في تركيا، إذ يعرض في أروقته قطعاً أثرية وأعمالاً فنية تعود إلى الحقبة الرومانية والبيزنطية، والتي تم اكتشافها خلال عمليات حفر أساسات الفندق. وبسبب موقعه الفريد في منطقة السلطان أحمد، فإن مطعمه الرائع "تيراس" يوفر إطلالة بديعة على المسجد الأزرق ومضيق البوسفور. يحتوي على 60 غرفة وجناحاً، ومطعمان، وأحواض استحمام على شكل جاكوزي في جميع الغرف. 5 - حياة ريجنسي اسطنبول: يبعد مسافة قصيرة من ميدان التسوق في تكسيم، ويتميز بتصميمه الحديث الراقي، ويحتوي على 360 غرفة وجناحاً، ومطعمان، ومتاجر، وصالون للرجال والنساء، ومسبح خارجي، ومركز رشاقة، وملعب تنس أرضي. 6 - كونراد اسطنبول: بسبب احتوائه على 586 غرفة وجناحاً، يعد أكبر فندق من فئة الخمسة نجوم في اسطنبول، وهو مقام على مساحة ستة أفدنة من الحدائق الغنّاء، ويقع بالقرب من منطقة تكسيم - بيشكتاش. يحتوي أيضاً على ثلاثة مطاعم، ومتجر كبير، وصالونات حلاقة وتجميل، ومسبحان داخلي وخارجي، وملاعب تنس أرضي. 7 - بيست ويسترن ذي بريزيدنت: رغم أنه من فئة الأربعة نجوم، إلا أن هذا الفندق يتميز بإطلالته الساحرة على بحر مرمرة وعلى المدينة القديمة التي تزدان بمآذن المساجد، ويقع على بُعد مسافة قصيرة من السوق الكبير، والمسجد الأزرق، وقصر توبكابي، ومتحف آيا صوفيا. وفيه 204 غرف وأجنحة، وأربعة مطاعم، ومسبح داخلي صغير، ومتجر، وصالون تجميل. بعد اختيار الفندق المناسب لابد أن تتناول إحدى الوجبات الشهية إما في مطعم فندقك أو في أحد المطاعم القريبة إليك، وننصحك هنا باختيار اللحوم -خاصة الكباب المشهور جداً في تركيا- أو الأسماك المشوية التي تقدمها معظم المطاعم مع تشكيلة واسعة من المقبلات اللذيذة. ومع الانتهاء من الاستمتاع بطعام البدن عليك بطعام الروح الذي يتمثل في زيارة معالم اسطنبول الكثيرة جداً والمتجاورة إلى بعضها البعض. ومن أهم هذه المعالم: * المسجد الأزرق وهو المعلم الأكثر شهرة في اسطنبول، والمحطة الرئيسية للزوار العرب والمسلمين القادمين لزيارة هذه المدينة المتميزة في عمارتها الإسلامية القديمة. بني المسجد ذو المآذن الست في الفترة الممتدة بين عامي 1609-1616 على يد المهندس التركي محمد آغا، ويقع جنوبي متحف آيا صوفيا وشرقي ميدان السباق البيزنطي القديم. له سور مرتفع من ثلاث جهات، وفي السور خمسة أبواب ثلاثة منها تؤدي إلى فناء المسجد واثنان إلى قاعة الصلاة. في الفناء الكبير مكان للوضوء محمول على ستة أعمدة مزخرفة بنقوش رائعة الجمال. أما المسجد من الداخل فهو مستطيل الشكل يبلغ طول ضلعه الأكبر 72 مترًا والأصغر 64 مترًا وتتوسطه قبة كبيرة محاطة بأربع قباب نصفية، إضافة إلى عشرات القباب الصغيرة التي تغطي سطح المسجد وفي كل واحدة منها عدة نوافذ تسمح للضوء بالدخول، حيث يسقط الضوء على أكثر من 210 آلاف قطعة من البلاط الخزفي الأزرق والأخضر والتي تغطي الجدران ما يضفى على المكان لوناً أزرق براق جعل الناس يطلقون عليه اسم "المسجد الأزرق". ولمآذن المسجد الست قصة يحفظها كثير من المقيمين جواره ويحكوها لكل من يزوره أول مرة، حيث تعرض السلطان أحمد بعد بناء الجامع لانتقادات من قبل العلماء لأنه بناه بست مآذن مثل المسجد الحرام؛ ما دفع السلطان إلى تمويل بناء المأذنة السابعة في المسجد الحرام بمكة المكرمة لتلافي الانتقادات والحفاظ على تفرد المسجد الحرام والاحتفاظ بتميز مسجده أيضاً عن غيره من المساجد في تركيا.
* متحف آيا صوفيا كانت آيا صوفيا من أجمل الكنائس الموجودة في الشرق، وقد بناها الإمبراطور جستنيان عام 537 على أنقاض كنيسة أخرى هدمت مع الزمن. يبلغ ارتفاع آيا صوفيا 100 متر، ولها قبة طولها 55 متراً وقطرها 30 متراً وهي من أروع القباب التي بناها المهندسون البيزنطيون. تحتوي الكنيسة على عدد من القاعات المخصصة للصلاة والدروس الدينية وإقامة الرهبان، وهي ملحقة بعدد من الكنائس الصغيرة التي كانت تخصص لاستيعاب المزيد من المصلين في أيام الأحد والأعياد الدينية. دمرت بعض أجزاء الكنيسة وتضررت جدرانها بفعل الزلازل التي ضربت اسطنبول أكثر من مرة، ولكنها كانت ترمم من جديد بعد كل زلزال. وبعد الفتح الإسلامي، دخلها السلطان محمد الفاتح وصلى فيها فأصبحت مسجداً، ولم يجرِ المسلمون أي تغييرات في شكل البناء باستثناء إزالة الصور عن الجدران واستبدالها بآيات قرآنية. وبعد سقوط الدولة العثمانية، قام مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك بتحويل المسجد إلى متحف، وهو اليوم مليء بالآثار الإسلامية والمسيحية التي تعرض مع بعضها جنباً إلى جنب في حوار "صامت" بين أصحاب الديانتين السماويتين. * مسجد السلطان محمد الفاتح يقع في ميدان الفاتح، وقد شيده السلطان محمد الفاتح وصممه المهندس عتيق سنان في الفترة بين عامي 1463-1470. هدم المسجد عام 1766 بسبب أحد الزلازل، وتم بناؤه في العام الذي تلاه على يد السلطان مصطفى الثالث. يتكون المسجد من قبة كبيرة قطرها 26 مترًا يُحيط بها أنصاف ثلاث قباب وتحملها أربعة من الأعمدة الرخامية، وقد بُني على الطراز الباروكي، وهو طراز معماري عرف في القرن الميلادي السابع عشر، وهو الطراز الواضح بشدة في الكتابات التي زينت جدرانه، وله مئذنتان متشابهتان، وكان في وقت من الأوقات أحد أبرز المراكز التعليمية في المدينة.
* مسجد السلطان بايزيد بناه المهندس خير الدين في عهد السلطان بايزيد الثاني ابن السلطان محمد الفاتح، وهو يقع في ساحة اشتقت اسمها من اسم السلطان أيضاً فسميت "ساحة بايزيد". وللمسجد حكاية طريفة، فبعد بنائه لم يتم اختيار شخصٍ يؤم المصلين في أولى الصلوات، فبدا الجميع في حيرة من أمرهم حتى اقترح أحد المجتمعين لأداء الصلاة طريقةٍ فريدة لاختيار الإمام، فطلب من الذي لم يفته أي فرضٍ طوال حياته أن يتقدم لإمامة الصلاة فتقدّم السلطان بايزيد نفسه إلى الإمامة؛ لأنه كان الوحيد الذي لم تفته صلاة فرض طوال حياته من بين الحضور. ولهذا المسجد رواقان جانبيان على كل منهما أربع قباب صغيرة وله منارتان ممشوقتان انحدر شكلهما من المآذن السلجوقية.
* قصر توبكابي كان المقر الرسمي لغالبية حكام الدولة العثمانية، وتحول فيما بعد إلى متحف يحتوي مقتنيات السلاطين العثمانيين من ملابس، وأواني، ومجوهرات، وكتب، ورسائل، ومذكرات، وأسلحة، وفيه أيضاً أول مصحف كتب في الإسلام "مصحف عثمان بن عفان"، وسيف الرسول صلى الله عليه وسلم، وسيوف الصحابة أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب وخالد بن الوليد، وعصا موسى عليه السلام، وعمامة داوود عليه السلام، وشعرات للرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك ضرسه ونعله، إضافة إلى بعض من مقتنيات الكعبة المشرفة والمسجد النبوي. * ميدان تكسيم وهو ساحة ضخمة تلتقي فيها كل الشوارع الرئيسية في اسطنبول، وتتفرع منه عشرات الأزقة والحارات، ومئات المحلات الصغيرة والكبيرة المنتشرة على أطرافه، إضافة إلى الباعة المتجولين، وعربات الوجبات الشعبية وخاصة "الشاورما" التي يعتبرها الأتراك ابتكاراً حصرياً لهم، وعلى محيطه تقع أشهر الفنادق وأفخمها، وفي وسط الميدان هناك النصب التذكاري الجمهوري الذي يحمل تماثيل برونزية ملتفة بالرخام الإيطالي الأحمر والأخضر.
* السوق الكبير وهو أقدم وأكبر سوق شعبي في المدينة، له ثمانية عشر باباً أهمها باب "نور عثمانية"، إضافة إلى 80 شارعاً وأكثر من أربعة آلاف متجر تبيع المنتجات الجلدية، والمجوهرات، والأقمشة، والألبسة، والحلويات، ومختلف الصناعات اليدوية التراثية. والأسعار فيه غير محددّة وهي بالتالي قابلة للمفاوضة وأحياناً يمكن شراء السلع منه بنصف أو ثلث السعر الذي ذكره البائع أول مرة، وتقبل معظم المتاجر الدفع بالدولار الأمريكي واليورو.
* قصر دولما باخجه يطل على مضيق البوسفور، وهو أحد رموز البذخ السلطاني بما يحتويه من جدران مغلّفة بالرخام ومزينة بالذهب، ومفروشات من الحرير المذّهب، وأرض مصنوعة من أغلى أنواع الخشب، وحدائق مليئة بزهور أحضرت من شتى أنحاء العالم، وأسقف مزدانة بلوحات بديعة قام برسمها وهندستها المعماري الأرمني الأصل غرابت بليان مصمم هذا القصر البديع الذي استمر بناؤه نحو 13 عاماً بكلفة قاربت المليار ليرة ذهبية. وقد أصبح هذا القصر - بعد سقوط الدولة العثمانية - مقراً لأتاتورك حتى وفاته فيه ليتحول بعدها إلى متحف. * جسر أتاتورك يقع هذا الجسر -الذي يتوسط بين أوروبا وآسيا- على مضيق البوسفور، وهو رابع أكبر جسر في العالم، حيث يبلغ طوله 1560 متراً وعرضه 33 متراً وارتفاعه 165 متراً. ووقت غروب الشمس هو الأنسب لزيارة هذا المكان، حيث يمكن رؤية مشاهد رائعة الجمال على جانبي الجسر المطل أيضاً على أهم المعالم التاريخية في اسطنبول. [size=12] نجحت مدينة اسطنبول التركية من بين الدول الأوروبية غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بالحصول على المركز الأول لتصبح عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2010 . وتفوقت مدينة اسطنبول على مدينة كييف الاوكرانية في الترشيحات النهائية بقرار صدر عن اللجنة الثقافية العليا المنبثقة عن الاتحاد الاوروبي والتي تتكون من سبعة اعضاء اثنان منهم يتم اختيارهم من قبل البرلمان الاوروبي واثنان آخران من المفوضية الاوروبية واثنان من اختيار مجلس اوروبا للشؤون الادبية والثقافية والعضو الاخير من اختيار لجنة الاقاليم الاوروبية. وقال رئيس بلدية اسطنبول قادير طوباش في تصريح لوسائل الاعلام التركية في هذا الصدد ان غالبية اعضاء اللجنة العليا اعربوا عن اعجابهم وتأثرهم الشديد بالقول المأثور للفيلسوف الاغريقي ارسطو الذي تم وضعه على الصفحة الاولى لملف الترشح الذي ارسلته مدينة اسطنبول الى الاتحاد الاوروبي والذي قال فيه ان "الكون هو عبارة عن اربعة عناصر رئيسية هي الماء والهواء والتراب والنار". واضاف طوباش ان بلدية اسطنبول ارفقت تعليقا مع هذا القول المأثور مضمونه ان "تراب اسطنبول يحمل فوقه الاثار التي تغني المدينة ثقافيا اما سماءها فترتفع فيها المآذن وابراج الكنائس وهو ما يدل على التسامح والتعايش بين الاديان فيما الماء يدل على مضيق البوسفور وخليج اسطنبول وهو ما يعني تلامس الشرق بالغرب اما النار فتمثل الفن الحديث والشباب والتكنولوجيا والتطور وهي العناصر التي من شأنها ان تؤهل تركيا للانضمام الى عضوية الاتحاد الاوروبي". واسطنبول مدينة تسعى للتطور في ظل تلاقي منشآتها الأثرية بالحديثة وهي المدينة التي مدت يدا الى آسيا وأخرى الى أوروبا وضمتهما معا ويمكن اختصار هذا المشهد الرائع بالوصف الذي أطلقه عليها الأديب الفرنسي لامارتين عندما قال "الدين والانسان والطبيعة والفن كلها اجتمعت لتصنع هذه المدينة الرائعة..فعلا انها تستحق أن تشاهد". لقد عرفت اسطنبول بعاصمة العواصم قديما حيث كونت منطقة السلام الواسعة بحكمها الامبراطورية الرومانية ثم البيزنطية في ما بعد وتقوم المدينة الآن وهي التي كانت في يوم من الأيام عاصمة الدولة العثمانية بالتقدم الحثيث نحو المستقبل محافظة بفخر على تاريخها العريق. ثقافة وتاريخ عريق.. اسطنبول مدينة الامبراطوريات الثلاث مدينة الكنوز والتراث وهي المدينة الوحيدة في العالم التي تتربع في قارتين على شواطىء مضيق البوسفور حيث تختلط مياه البحر الأسود بمياه بحر مرمرة.. انها عاصمة الأمبراطوريات الثلاث روما وبيزنطة والدولة العثمانية ويرجع المؤرخون نشأتها الى سنة 657 قبل الميلاد. ولا يخفى على أي زائر يدخل الى هذه المدينة انها مدينة الأساطير العجيبة والجمال الأخاذ فهي تعج بالحياة والمرح ففيها البحر الممتع والجبل الشاهق وفيها السهول الخضراء البديعة والتراث الأصيل العريق وكنوز الذهب التي جلبت اليها حضارات كل الأمم. واسطنبول لا زالت تسمع فيها أصوات سلاطين الدولة العثمانية التي حكمت معظم أنحاء العالم ونشرت الاسلام آنذاك فمدينة الألف مأذنة وال400 قصر وأم المتاحف التي تحوي 500 مسجد في جنباتها أسطورة حقيقية بين مدن العالم. ففيها سترة الكعبة الشريفة وتوجد أيضا محفظة ذهبية مرصعة بالأحجار الكريمة تضم شعرة من لحية النبي الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم اضافة الى سيفه ونبله عليه الصلاة والسلام وتوجد بها كذلك رسالة النبي صلى الله عليه وسلم الى المقوقس. لقد كانت اسطنبول ولا زالت بسبب موقعها الاستراتيجي الذي يربط أوروبا وآسيا وعلى مدى تاريخا مدينة هامة جدا بالنسبة للحضارات التي استمر حكمها في المدينة. وبفضل ماضيها الرائع نجحت اسطنبول في الجمع بين الأديان والثقافات والمجتمعات المختلفة وما نتج عنها من آثار في منطقة جغرافية لا مثيل لها وهي مدرجة في قائمة التراث العالمي لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلون والثقافة (يونسكو). ومن بين الأماكن التاريخية الموجودة في اسطنبول قصر توبكابي ومتحف أيا صوفيا وقصر يلديز وجامع السليمانية وجواره جامع زيرك وكنيسة بانتوكراتور وجوارها ومياهها الاقليمية وحزام بوزدوغان والخليج. وتعتبر من ابرز مدن هذه المنطقة وهي قلب تركيا بأكبر موانئها وبخطوط رحلاتها الجوية والبحرية التي تربطها بأنحاء المعمورة كافة فاسطنبول بمساجدها وجوامعها وكنائسها وقصورها وأسوارها ومتاحفها وحدائقها والبوسفور بجماله الفاتن والباهر والخليج (القرن الذهبي) ذلك الميناء الطبيعي الرائع الذي لا نظير له في العالم.. الغابات والمنحدرات الخضراء والمفاتن الخلابة... والجسران المعلقان جسر السلطان محمد الفاتح وجسر بوغازايجي يتدليان كسوار عنق. اسطنبول مدينة تتعانق في ثناياها قارتان مختلفتان هما قارة آسيا وقارة أوروبا وفي رحابها السمح يتصافح الشرق والغرب ويتلامسان ثقافيا وفنيا وعقائديا.. هذه شبه الجزيرة العريقة العائمة فوق المياه الاقليمية الممتدة ما بين بحر مرمرة والقرن الذهبي هي بمثابة متحف في الهواء الطلق مليء بأندر التحف الفنية المجسدة لأيام الامبراطوريات الرومانية والبيزنطيية والعثمانية كما يوجد فيها أكثر من 500 مسجد وجامع تزين بوقار وشموخ سماء المدينة. يذكر انه جرى العرف منذ العام 1985 باختيار مدينة او مدينتين سنويا كعواصم للثقافة الاوروبية وذلك كرمز للانشطة الثقافية في اوروبا. ووقع اختيار اللجنة المكلفة بذلك على ثلاثة مدن لتكون عواصم الثقافة الاوروبية هي الى جانب اسطنبول مدينة ايسين الالمانية ومدينة بيكش الهنغارية.
[/size] |
|