جَلَستْ بـ قربي وَ اِبتسامةٌ جَميلةٌ تُشرقُ عَلى وَجهها الطُّفولي
تَساءلتْ عَنْ سَبب طَلبَها الْعاجلِ لـِ الْحَديثِ مَعي
أَخَذتْ نَفساً عَميقاً ثُمَّ أَردَفتْ قائِلةً:
أَرغَبُ فِي أَنْ أَزفَ لكِ نَبأ
أَضفتُ وَ أَنا أَتَسألُ بـِ خُبثٍ :
وَ ما هو ذا ( كُنتُ أَعرف بِدايَتهُ مِنْ قَبل بـِ حُكم قُربِي مِنها )
صارَحَني فَريد بـِ حُبِّهِ لي وَ رَغبَتهِ بـِ الاِرتباطِ بي
تَهَللتْ أَساريري وَ صَرَختُ فَرِحَةً :
أَخيراً سَتدخُلين سِجن الزَّوجية وَ أَردَفتُ ضاحكةً :
عَفواً أَقصدُ جَنَّة الزَّوجية
غَمغَمتْ هُنا وَ قَد عَلا وَجهُها غَمامُ كآبةُ مفاجئ :
وَ لَكِني خائِفَةٌ !
أَنا لَنْ أَقبل الزَّواج مِنه مَا لَم يَقبَل هو أَنْ تَكونَ الْعِصمَةُ بـِ يَدي !!!
تَنَهدتُ هُنا وَ أَنا أَقَولُ بـِ يأسٍ :
ـــــــــــ
نَعم أَعرِف !
وَ لَكن عَزيزتي رُبَما يَكون الأَمرُ مُختَلف هُنا
لِما لا تَمنَحين نَفسكِ فُرصةً جَديدةً
وَ تَمنَحيه فُرصَة الْحياة بـِ طَبيعَتِها وَ كَما هي
رَدتْ مُقاطعةً لي بـِ غَضبٍ :
لا لَنْ أَكونَ لُعبةً في أَيدي الْقدر
وَ لَكن أَرجوكِ إِهدائي
التَّفاهُم الَّذي أَراهُ بَينَكُما الآن
قاطَعتني بـِ عُنفٍ وَ هي تَضحكُ بـِ مَرارَةٍ :
تَفاهُم !!!؟
أَكثر مِنْ تَفاهُم سُهى وَ عِماد وَ نَدى وَ عِصام
وَ أَبي وَ أَمِّي وَ بِنتُ خالي وَ بِنتُ عَمّي وَهي وَ هُنَّ وووو
أَترغَبينَ بـِ الْمَزيد !؟
أَطرقتُ وَ أَنا ساهِمةٌ لا أدرِ كَيفَ أَردُ وَ بِما أَردُ !
سـَ أَفعل مِثل هُدى وَ أَرتاح
أَلا تَرينَ كَيفَ هِي مُرتاحةٌ وَ سَعيدةٌ مَع أَحمَّد !
لَنْ أَضعَ حَياتي رَهناً لـِ الظُّروف حَتَّى وَ إِنْ كانَ حُبِّي لَه يَفوق
الْوَصف وَ حَتَّى وَ إِنْ كانَ هو ملَاك يَمشي عَلى قَدمين
لـِ يَعود بَعد الزَّواج لـِ يُكشِر عَنْ أَنيابِه
يَجبُ أَنْ أَحمي نَفسي لَم يَعُد هُناك رَجل فِي هذا الزَّمان مَضمون !
مَعَها حَقٌّ فـَ تَجرِبَةُ مَنْ ذَكَرتهُم سابِقاً مَريرَةً
وَ هي نَفسُها عاشتْ حَياةً بَشِعةً وَ مُعَقدةً
أُمٌّ لَم تَكن تَملِكُ حِيلةً سِوى الاِستِسلام لـِ رَجلٍ أَناني دَمرَها
حَتَّى ماتت قَهراً وَ غَيرُها الْكَثير
حَتَّى هُدى الَّتي اِستَشهَدتْ بِها فـِ هي فَتاةٌ ثَريةٌ رَغم نَزَواتِ أَبيها الْكَثيرة
إِلَّا أَنها وَحيدَتهُ وَ تَركَ لَها أَموالاً طائِلةً فـَ عِندما أَحبَّت
لَم يَهِمها إِنْ كان يَحبها وَ هو لَم يَكن لـِ يَرفُض عَرضَها
وَ هو الْمُعدم رَغم شِهاداتِه !
وَ رُبَما هي اِختارَته مُعدَماً حَتَّى لا يَفعل مِثلما فَعل أَبيها بـِ أُمّها
الْمِسكينة آآآآآآه
أَجَبتُها وَ اِبتسامةٌ باهتَةٌ بينَ شِفاهي وَعَدم قَناعة بـ أَنْ يَقبل فَريد
طَلبها لأَني أَعرفهُ عَنيد رُغم حُبِّه لَها لَكنه يَعتَز بـِ التَّقاليد
وَ يَتَمسك بِها جداً ( وَ فَقَكِ الله )
رُبَما يُوافق
وَ رُبَما لَا !
عِندها سـَ تَكون نِهاية مُؤلِمة لـِ حُبٍّ أَعلم أَنها تعَيشهُ بـِ كُلِّ كَيانها
لَكنها أَسيرةٌ لـِ واقعٍ تَعيشهُ وَ نَشأت فيه
وَ تَركَ بَصمَتهُ السَّوداء داخلَ صَفحَة قَلبِها النَّقية
ضَحيةٌ مَنْ هي ! ؟
مُشكلةٌ يُعاني مِنها الْكَثيرات
وَ مَنْ السَّبب !؟ مَنْ !؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَ أَنتَ سَيّدي الرَّجُل
هَل تَقبل أَنْ تَتزوج بـِ شُرطِها أعلاهـ ؟
وَ هل سـَ يَشفع حُبّك لَها وَ تَمسكها بِكَ ؟
وَ هَل سـَ تُقدِر ظُروفها
وَ إِنْ كان الْجواب لا
فَـ هل سـَ تَكون بَلسَماً يُداوي جِراحها النَّازِفة
وَ تُحارب لـِ تُعيدَ لَها صُورة الرَّجل الْحَقيقي
وَ الَّذي رَسَمهُ لنا ديننا الْحنيف ؟
أَم أَنَّ الأَمر لَم يَعُد بـِ الإِمكان !!
وَ هَل وَ هَل وَ هَل ؟؟؟ .......
أَسئِلةٌ كَثيرةٌ تَنتظرُ مَنْ يُجيبُ عَنها
فـَ هَل مِنْ مُجيبْ ؟
!!