معالم لها تاريخ

الجامع المعلق

يقع
الجامع المعلق خارج أسوار مدينة دمشق القديمة من الجهة الشمالية للسور ما
بين باب الفرج "المناخلية " وبين باب الفراديس على الطريق المؤدية لمحلة
العمارة البرانية ومز القصب وما يسمى بالماضي شارع الحلوانيين أو ما بين
الحواصل .

هذه الصورة تم تصغيرها . أضغظ على الشريط الاصفر لعرضها بالكامل. The original image is sized 1002x591.

المساجد المملوكية في دمشق / الجامع المعلق Attachment

بعد
خروج الأتراك من بلاد الشام و دخول الأمير فيصل بن الشريف الحسين دمشق
بنهاية الحرب العالمية الأولى و تتويجه ملكاً على سوريا عام 1920 سمي هذا
الشارع ومازال باسمه " شارع الملك فيصل " .

يطلق
العوام من أهل الشام على هذا الجامع اسم الجامع الجديد ، أو جامع برد بك ،
أو جامع بين الحواصل ، و أخبرنا الشيخ بدران أن الجامع الجديد بالعمارة هو
مقابل خان قديم كان يقال له خان السيد و الجامع يسمى الآن بالمعلق ومحله
يقال له بين الحواصل وهو جامع حسن نزه يصعد إليه بسلم حجر وهو مبني بالحجر
الأبلق وله منارة شاهقة تطل على بابه وشبابيكه تطل على نهر بردى وله صحن
وبركة وإيوان دائرة وله باب ثان .

هذه الصورة تم تصغيرها . أضغظ على الشريط الاصفر لعرضها بالكامل. The original image is sized 960x1280.

شارع الملك فيصل عام 2004

في
سابع عشر ربيع الثاني سنة ثمان وخمسين وألف ( ما يوافقه 1648 ) نزلت صاعقة
فأصابت رأس المنارة فهدمت شيئا من بنائه فصارت لها رؤية مهولة لما أصابته
الحجارة من البناء فتكفل نائب الشام يومئذ بعمارة ما خرب ولكنه لم يعده كما
كان . انتهى بدران

أما الدكتور طلس عندما أحصى مساجد دمشق قال هو بالعمارة بين الحواصل ويسمى
أيضا بالجامع الجديد و بجامع برد بيك ، أنشأه بردبيك وهو جامع نزه ، يُصعد
اليه بسلم الحجر الأبلق ومنارة مطلة على بابه شاهقة بناؤها أبلقي و ذكر ابن
العماد في الشذرات في سنة 917 هجرية ، مات احمد الفيومي قال في الكواكب :
هو خطيب جامع برد بيك بدمشق وهو المعروف بالجامع الجديد خارج باب الفراديس
و الفرج ، أي وهو المعروف الآن بجامع المعلق .

قلت ( أي الدكتور طلس ) برد بيك : هو الأمير سيف الدين الجكمي المعروف
بالعجمي الأعور ، أحد أمراء الألوف بدمشق / انظر المنهل الصافي ص 92 / و
للجامع اليوم جبهة حجرية سوداء و بيضاء / بلقاء / رائعة فيها بابان : باب
غربي ذو مقرنصات ترجع إلى عهد البناء الأول ، ويظهر أن قسمه الأعلى جدد من
المنارة ، وفوقه لوحتان كتب على الأولى ما نصه :

جدد هذه المنارة بعد انهدام ثلثها من الصاعقة الربانية من ماله صاحب
الخيرات أمير الأمراء الكرام حضرة محمد باشا كافل المملكة الشامية بمباشرة
اسكندر أفندي الروزنامجي سنة ثمان وخمسين وألف .

هذه الصورة تم تصغيرها . أضغظ على الشريط الاصفر لعرضها بالكامل. The original image is sized 972x606.

وقد كتب على الثانية تحتها ما نصه :

هذا ما أشار به
المقر الجناب العالي المعلم محمد بن الجناب الزيني عبد الرحمن ابن البيروتي
معلم المسابك الشريفة السلطانية بأمر السعا ...المحر (؟) أدام الله أيامه
أن يعفو عن الجماعة النصارى الحدادين من طرح الفولاذ ولعنة الله على من سعى
في ذلك بتاريخ رابع شهر جمادي الأولى سنة خمسة عشر و تسعمائة و الحمد لله
وحده .

وبين
البابين منارة مثمنة جميلة ومن الباب يدخل إلى صحن واسع فيه بركة جميلة و
أروقة شرقية و غربية و جبهة حجرية شمالية متقنة البناء يدخل منها إلى
القبلية الرائعة بجمالها وزخارفها ومحرابها . انتهى كلام طلس

هذه الصورة تم تصغيرها . أضغظ على الشريط الاصفر لعرضها بالكامل. The original image is sized 1024x383.

صحن و حرم بيت الصلاة – الجامع المعلق

نقول
هنا تكرر تجديد الجامع و المئذنة عدة مرات ، كما ذكر الشيخ بدران فقد مرت
صاعقة ، فأصابت رأس هذه المئذنة ، ورمت شيئاً من حجارتها ، فصارت لها رؤية
مهولة لما أصابته الحجارة من البناء ، ثم تكفل بعمارة ما خرب نائب الشام
محمد باشا العظم ، ولكنه لم يعد كما كان ، فأعيد بناؤها على الطريقة
المملوكية لمساجد القاهرة ، ولكن ليس كما كان رأس المئذنة عليه بالماضي ،
ثم تضررت المئذنة مرة ثانية بفعل زلزال دمشق الشهير سنة 1173 للهجرة
الموافق 1759 أيام سلطنة السلطان العثماني عبد الحميد الأول فأعيت ترميمها
كما ورد عند دهمان بالرحاب ، فرممت .

ثم
جدد الجامع ككل مرة أخرى العام 1328 هجرية الموافق 1910 للميلاد إبان ولاية
الوالي العثماني على الشام شكري باشا ( وكان أهل الشام يسمونه : شكرية
خانم للطفه و تواضعه ) ، ثم جرى للجامع ترميم شامل عام 1408 للهجرة
الموافق 1987 للميلاد على الصورة التي نرها الآن .

وقد وصف المستشرقان الألمانيان في كتابهما الآثار الإسلامية في مدينة دمشق
مئذنة الجامع المعلق في عام 1917 للميلاد أثناء رحلتهما إلى المشرق فقالا :
ينتقل جذعها من الشكل المربع إلى الشكل المثمن عبر وصلة مائلة السطح ، كما
هو الحال بالنسبة للواجهة ، فان جذع المئذنة يزهو بالأشرطة المتشابكة ذات
اللون الداكن ، والحجارة المعشقة ذات الألوان المتناوبة .

الصورة بعدسة البروفسور مايكل غرينهلغ

أما
شرفة المؤذن البارزة قليلاً فإنها مسقوفة و أرضيتها مبنية من الخشب ،
وتنتهي في أجزائها العلوية بالطريقة المعروفة في مصر . واستخدم الجامع كسجن
لحبس المغضوب عليهم من قبل الولاة و الحكام .

ذكر الدكتور الشهابي في المآذن نقلا عن كتاب الآثار الإسلامية صفحة رقم 102
فقال : إن هذا النوع من قلنسوات المآذن ليس معروفاً في الشام ، ويمكن
اعتبارها مملوكية متأخرة وقاهرية الطابع . على كل حال ثمة علاقة وثيقة بين
زخارف الأوراق المسننة و الحشوات الحجرية الملونة ، لابد لهذه القلنسوة أن
تكون من منتصف القرن السابع عشر ، كما أن والي الشام محمد باشا قد قام
بتجديدها في أعقاب الصاعقة التي أصابتها ، بيد أن عبد الباسط كان نفسه
مهندسا لم يكن راضياً عن عملية التجديد تلك ، ولعله وجدها غريبة عن الطابع
الشامي . انتهى
وهذه المقولة تعطينا فكرة عن المظهر الذي كانت عليه المئذنة أواخر العقد الثاني من القرن العشرين .

هذه الصورة تم تصغيرها . أضغظ على الشريط الاصفر لعرضها بالكامل. The original image is sized 960x1280.

و
نستنتج هنا ضمن أبحاث مساجد دمشق دراسة تاريخية مفصلة بمنتدى ياسمين الشام :
أن الأمير سيف الدين الجكمي المعروف بالعجمي الأعور كانت له همة في عمارة
دمشق وبإلزام الناس بذلك ، ونزل بقلعة دمشق المنصورة الجهة المطلة على جبل
قاسيون ونهر بردى برافديه باناس و العقرباني .

هذه الصورة تم تصغيرها . أضغظ على الشريط الاصفر لعرضها بالكامل. The original image is sized 1024x768.

صورة نادرة لجامع المعلق و دمشق القديمة بعدسة المصور الفرنسي فيلكس بونفليس عام 1870 للميلاد

فبدت
نيته الشغوفة للعمارة ، حيث الأرض والحجارة ، لبناء مسجدٍ يُرى من القلعة ،
فأنشئ مسجداَ عالي البناء ، ورفع أرضه ثلاثة أذرع عن نهر بردى ، وأسهب
برفع الجدار بحجارة أبلقية - بيضاء و سوداء حتى صار كالمعلق بالسماء ، و
عُرف الجامع فيما بعد بالجامع المعلق لارتفاع جداره ، ولوقوعه على ضفة نهر
بردى المنخفضة وقد استخدم في صياغة الجدران " المدكك البازلتي الأسود و
الرماني " وتُوج بأقراص تشبه الشمس مدككه رائعة التركيب في صدر بناء
الواجهة الأمامية للجامع .

هذه الصورة تم تصغيرها . أضغظ على الشريط الاصفر لعرضها بالكامل. The original image is sized 960x1280.

أما
مدخل الجامع المعلق فهو مدخل جميل جدا و أنيق و معلق ( أي مرتفع عن الأرض و
يصعد إلية بست درجات ) وهو نموذج من نماذج الأوابد المملوكية ، غلب عليه
الرخام الأسود الغالي الثمن وتم بنائه على شكل محراب كبير مزخرف بأجمل
النقوش الهندسية المتقاطعة ، و تم بناء مشكاتين على يمين و يسار المدخل
يتوسطها نافذة أبلقية للإنارة يعلوها زخارف من المدكك و متوجة بمقرنصات
تحمل محارب صغير .

الصورة بعدسة البروفسور مايكل غرينهلغ

و
مئذنته رائعة التصميم مثمنة الجذع و وحيدة الطبقات مستندة على قاعدة مربعة
حيث الجذع مغموس بالقاعدة ويتوسط الجذع المضلع نوافذ مفتوحة و صماء متناوبة
في كل ضلع متوجة بثمانية أقراص زخرفية كهيئة الشمس التعبيرية وصولاً إلى
الشرفة المتمددة قليلاً عن الجدع التي أخذت شكله و يحيط بها داربزين خشبي
مجدد ؛ تغطيها مظلة مثمنة خشبية مجددة أيضاً وتنتهي بجوسق مثمن بطبقتين
ويعلو الجوسق ذروة هي أشبه ما تكون إلى نبتة «البصلة» .

وعموماً فإن المسجد واسع جداً ومبني على الطريقة المملوكية باستعمال الحجر
الأبيض والأسود بالتناوب، إضافة لنوافذه التي سُوّرت بالحديد على شكل شبك.

وبوابة المسجد لا تتبع الطراز المملوكي إذ أنها مرتفعة كثيراً ، وتوحي
زخارف الباب بأنه جدد عندما تم تجديد المسجد مؤخراً ، وتم الاحتفاظ بشكله
الأصلي مع ترميم أجزائه .

هذه الصورة تم تصغيرها . أضغظ على الشريط الاصفر لعرضها بالكامل. The original image is sized 1280x960.

وفي
الجامع كغيره من المساجد المملوكية يوجد ثماني غرف للطلاب في الطابق
العلوي ، لكنها اليوم جزء من المسجد ، وما يتميز به هذا المسجد عن باقي
المساجد المملوكية أنه :
أولاً: يعتبر مسجداً مملوكياً أصيلاً لم يُبنَ على أنقاض مسجد أقدم منه ،
فالمساجد والمدارس المملوكية كانت تقام عادة على أنقاض مساجد قديمة ، فهي
عملياً تمثل حالة ترميم وتعبر عن توسع عمراني، بينما المسجد المعلّق بني
بشكل مستقل.

هذه الصورة تم تصغيرها . أضغظ على الشريط الاصفر لعرضها بالكامل. The original image is sized 1024x768.

صورة جميلة جداً
للجامع المعلق مع المئذنة ، و بالعمق مدينة دمشق و مآذن الجامع الأموي لم
أهتد إلى صاحبها ، وأقدم له الشكر الجزيل على دقة التصوير و نقاء المنظر .

ثانياً: يتفرد بموقعه البعيد نسبياً عن الفعاليات العلمية والدينية ،
فالمماليك غالباً ما كانوا يبنون مدارسهم في محيط دمشق القديمة ، أو في
منطقة الصالحية ، ورحم الله الأمير برد بك الجكمي ، لتركه أثراً طيباً و
مسجداً مباركاً ، بأرض الحشر ، ليذكر به اسم الله إلى أن يرث الله سبحانه و
تعالى الأرض و من عليها .

الموضوعالأصلي : المساجد المملوكية في دمشق / الجامع المعلق المصدر : منتديات مملكة فلسطينى الكاتب: ayman2100

معالم لها تاريخ

المساجد المملوكية في دمشق / الجامع المعلق

المساجد المملوكية في دمشق / الجامع المعلق

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة