ذا تعرض المصلي لوسوسة الشيطان في صلاته يلبس عليه القراءة ويأتي له بالخواطر السيئة ويشككه في عدد الركعات فماذا يفعل ؟.
لقد
حصل هذا لأحد الصحابة وهو عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه، فجاء يشكو إلى
النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول: إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي
وقراءتي يلبسها عليَّ ؟ { أي يخلطها ويشككني فيها } فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: (ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه
واتفل على يسارك ثلاثاً)، قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني. صحيح مسلم رقم
2203.
فتضمن هذا الحديث أمرين لدفع شيطان الصلاة، الأول: الاستعاذة
بالله من شره فيتلفظ بها المصلي ولا حرج، والثاني: التفل عن الشمال ثلاثاً
وهو نفخ الهواء مع شيء من الريق بشرط أن لا يؤذي من بجانبه ولا يقذر
المسجد.
إذا نابه شيء في صلاته، فإذا كان رجلاً فليسبح، وإن كان
امرأة فلتصفق، والدليل على ذلك ما جاء عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: (إذا نابكم في صلاتكم شيء فليسبح الرجال وليصفح النساء)
رواه أبو داود، ولفظ الصحيحين: (التسبيح للرجال والتصفيق للنساء). التصفيح
هو التصفيق، سنن أبي داود 941، وفي صحيح البخاري ط.البغا 1145، وفي صحيح
مسلم 106.
إذا أقيمت الصلاة وحضرت حاجة الإنسان، فليذهب إلى الخلاء، ويقضي حاجته ولو فاتت الجماعة.
الدليل:
عن عبد الله بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد
أحدكم أن يذهب إلى الخلاء وقامت الصلاة فليبدأ بالخلاء) رواه أبو داود رقم
88 وهو في صحيح الجامع 373.
إذا شك المصلي هل احدث أم لا ؟ أو أحس بحركة في بطنه فهل ينصرف أم يواصل ؟.
إذا
تيقن من الحدث يخرج من الصلاة، أما إذا شك ولم يتيقن فلا يخرج إلا بيقين،
وهو سماع الصوت أو وجود الريح، فإن وجد ذلك فلينصرف، وإلا فلا يلتفت.
والدليل:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا
كان أحدكم في الصلاة فوجد حركة في دبره أحدث أم لم يحدث فأشكل عليه فلا
ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً) رواه أبو داود 177 وهو في صحيح الجامع
750.
وهذا من التشريعات الإسلامية العظيمة في علاج الوسوسة. أعلى الصفحة
إذا كان يصلي الوتر وأثناء صلاته أذن المؤذن لصلاة الفجر فهل يكمل وتره ؟.
نعم
إذا أذن وهو أثناء الوتر فإنه يتم الصلاة ولا حرج عليه. ابن عثيمين فتاوى
إسلامية 1/346 والمسالة داخلة في قضية وقت الوتر هل هو إلى طلوع الفجر أم
إلى انتهاء صلاة الصبح وقول الجمهور إلى طلوع الفجر. إسعاف أهل العصر بما
ورد في أحكام صلاة الوتر فيحان المطيري ص: 33.
إذا فاتته صلاة العصر مثلاً فجاء إلى المسجد فوجد المغرب قد أقيمت فماذا يفعل ؟.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: يصلي المغرب مع الإمام ثم يصلي العصر باتفاق الأئمة، لكن هل يعيد المغرب فيه قولان:
أحدهما: يعيد وهو قول ابن عمر ومالك وأبي حنيفة وأحمد في المشهور عنه.
الثاني: لا يعيد وهو قول ابن عباس وقول الشافعي والقول الآخر من مذهب أحمد.
والثاني أصح فإن الله لم يوجب على العبد أن يصلي الصلاة مرتين إذا اتقى الله ما استطاع. والله أعلم. مجموع فتاوى ابن تيمة 22/106.
إذا
أتى مسافر على جماعة يصلون لكنه لا يدري هل الإمام مسافر فيدخل معه بنية
القصر أم مقيم فيتم وراءه، فالأظهر أنه يعمل بما ترجح لديه من القرائن
كرؤية حلية المسافر وآثار السفر على الإمام، فإن رجح أنه مقيم، فيتم.
الدليل:
ما رواه الإمام أحمد بسند عن ابن عباس أنه سئل: " ما بال المسافر يصلي
ركعتين إذا انفرد وأربعا إذا ائتم بمقيم ؟ فقال: تلك السنة " وفي رواية
أخرى " تلك سنة أبي القاسم " الحديث سكت عنه الحافظ في التلخيص 2/50، وصحح
إسناده أحمد شاكر في تعليقه على المسند 3/260. وإن رجح أنه مسافر فصلى معه
بنية القصر ركعتين، وبعدما سلم مع الإمام تبين له أن الإمام مقيم وأن
الركعتين اللتين صلاهما هما الثالثة والرابعة للإمام، فيقوم ويأتي بركعتين
ليتم بهما الصلاة، ويسجد للسهو. المجموع للنووي 4/356. ولا يضره ما حصل من
الكلام والسؤال لمصلحة صلاته.
إذا عجز المصلي عن القيام فجأة أثناء الصلاة أو كان عاجزاً عن القيام فصلى قاعداً ثم استطاع القيام أثناء الصلاة فماذا يفعل ؟.
قال
ابن قدامة رحمه الله: " متى قدر المريض أثناء الصلاة على ما كان عاجزاً
عنه من قيام أو قعود أو ركوع أو سجود أو إيماء انتقل إليه وبنى على ما مضى
من صلاته، وهكذا لو كان قادراً فعجز في أثناء الصلاة أتم صلاته على حسب
حاله لأن ما مضى من الصلاة كان صحيحاً فيبني عليه كما لو لم يتغير حاله ".
المغني مع الشرح الكبير 1/782 وكذلك المجموع للنووي 4/318. والدليل حديث
عمران بن حصين رضي الله عنه قال: كانت بي بواسير فسألت النبي صلى الله عليه
وسلم عن الصلاة، فقال: (صلّ قائماً فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تستطع
فعلى جنب) رواه البخاري فتح 2/587.
إذا طرق على المصلي الباب أثناء الصلاة وهو يصلي أو رأت الأم ولدها يعبث بمصدر الكهرباء ونحو ذلك مما يطرأ فما العمل ؟.
الجواب: إذا احتاج المصلي لعمل يسير أثناء الصلاة مثل فتح باب ونحوه، فلا بأس بشرط أن لا يغير اتجاهه عن القبلة.
والدليل
على ذلك ما رواه أبو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يصلي والباب عليه مغلق فجئت فاستفتحت فمشى ففتح لي ثم رجع
إلى مصلاه - وذكر أن الباب كان في القبلة. سنن ابي داود رقم 922 وصحيح سنن
أبي داود 815.
وكذلك لو احتاجت الأم وهي تصلي أن تبعد ولدها عن خطر
أو إيذاء ونحو ذلك فالحركة اليسيرة يميناً أو شمالاً، أماماً أو وراءً لا
تضر بالصلاة وكذلك لو سقط الرداء فللمصلي أن يرفعه وإذا انحل الإزار فله أن
يشده، وقد أباحت الشريعة للمصلي في بعض الحالات الحركة الكثيرة ولو كان
يتغير اتجاهه عن القبلة كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقتلوا الأسودين في الصلاة الحية والعقرب)
سنن ابي داود رقم 921 وفي صحيح سنن أبي داود 814.
إذا ألقي السلام
على المصلي في صلاته، فإنه يرد السلام بالإشارة كما جاء عن صهيب رضي الله
عنه قال: مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فسلمت فرد إشارة.
سنن أبي داود 925 وصحيح سنن ابي داود 818. وقد وردت صفة الإشارة في أحاديث
منها حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
قباء يصلي فيه، قال فجاءته الأنصار فسلموا عليه وهو يصلي قال فقلت لبلال
كيف رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد عليهم حين كانوا يسلمون عليه
وهو يصلي، قال: يقول هكذا وبسط كفه، وبسط جعفر بن عون (أحد الرواة) كفه
وجعل بطنه أسفل وجعل ظهره إلى فوق. سنن ابي داود 927 وصحيح سنن أبي داود
820.
إذا دخل الرجل المسجد والإمام يصلي فهل يدخل مع الإمام مباشرة
أو ينتظر حتى يرى الإمام هل سيقوم أو سيجلس ؟ الصحيح الذي يدل عله الدليل
أنه يدخل مع الإمام في أي حال يكون فيه الإمام ساجداً أو قائماً أو راكعاً
أو قاعداً، والدليل هو حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: (إذا جئتم إلى الصلاة ونحن سجود فاسجدوا ولا تعدوها شيئاً
ومن أدرك الركعة فقد أدرك الصلاة) سنن أبي داود 893 وصحيح سنن أبي داود
792. وعن معاذ قال: قال صلى الله عليه وسلم: (إذا أتى أحدكم الصلاة والإمام
على حال فليصنع كما يصنع الإمام) سنن الترمذي 591 وهو في صحيح سنن الترمذي
484. ولعموم قوله صلى الله عليه وسلم: (فما أدركتم فصلوا).
إذا
أقيمت الصلاة والإنسان في طريقه إلى المسجد فلا يسرع في مشيته، بل يمشي
بسكينة ووقار لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم:
(إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون، وأتوها تمشون عليكم السكينة، فما
أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا) رواه البخاري فتح 2/390.