بعد أن سجلت أخي في سجلك مليارات الحسنات يوميا، لابد لك أن تحافظ عليها وإلا لم تستفد شيئا، ولمعرفة ذلك لابد أن تحذر من أربعة أمور أساسية وهي:
1- المعاصي والذنوب:
فإنها من أكثر الأمور التي تحبط الحسنات، وترجح كفة السيئات، فاقتراف ذنب واحد مثل: الزنا مثلا، أو انتهاك محارم الله، كفيل بإحباط الحسنات ولو كانت كالجبال، لقوله - صلى الله عليه وسلم - : (لأَعْلَمَنَّ أَقْوَاماً مَنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضاً، فَيَجْعَلُهَا اللهُ - عز وجل - هَبَاءً مَنْثُورا) قَالَ ثُوْبان: يَا رَسُولَ اللهِ! صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا، أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ، قَالَ (أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتَكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللهِ انْتَهَكُوهَا) صحيح سنن ابن ماجه عن ثوبان - رضي الله عنه - .
- العجب والغرور بالأعمال الصالحة:
فإنها تحبط ثوابها، لأن صاحبها ظن أنه سيدخل الجنة بعمله فقط.
لذلك على المسلم أن يعلم أن قيامه بالأعمال الصالحة هو بفضل الله وتوفيقه أولا، وألا يغتر بكثرة عمله، لأنه لا يعلم أقَبِلَ الله منه أم لا؟ والله - تعالى -لا يتقبل الأعمال الصالحة إلا من المتقين، كما قال: (إنما يتقبل الله من المتقين)المائدة 27
ويجب أن يعلم أن أعماله الصالحة كلها لا توازي نعمة واحدة من نعم الله، كنعمة البصر، كما أن هناك الكثير من عباد الله أكثر منه عملا وثوابا.
- الاعتداء على حقوق الناس:
وإيذائهم بغيبةِ أو شتم أو سب أو نميمة، أو أخْذِ حقوقهم بغير حقٍ كل ذلك يسلب من الإنسان حسناته يوم القيامة، وتعطى لمن آذاهم أو اعتدى على حقوقهم، فيأتي يوم القيامة وقد أصبح مفلسا من الحسنات، بعد أن كان لديه مليارات، وقد وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - المفلسَ بأنه من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار) رواه مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - .
4- السيئات الجارية تأكل الحسنات ولو بعد الممات: ومنها:
إغواء المسلمين وإفسادهم، كالفتوى بغير علم، وإبعاد مسلم عن الالتزام، وتوزيع أشرطة إباحية وجنسية على الأصدقاء، أو شراء دش أو إنترنت لمشاهدة الأفلام الجنسية وليشاهدها أبناؤه من بعده.
وقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (.... وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ) رواه مسلم عن جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - .
أسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه وأن ينفع به كل مسلم وان يرزقنا وإياكم الميتة الحسنة بعد طول عمرٍ وحسن عمل . اللهمّ اجعل أعمارَنا تنقضي في طاعةٍ وأعمال صالحة، اللهمّ اجعل خيرَ أعمالنا خواتيمها، وخير أعمارنا أواخرَها، وخير أيّامنا يوم لقاك، إنّك على كل شيء قدير.
وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم