إلى متى الصمت على دعايات التعري والانحلال
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله
أود أن اطرح عليكم اليوم إحدى المشاكل التي باتت تواجهنا في ظل حملة شرسة وإن توشحت بثياب مزيفة من التطور والتمدن والهدوء ...
هي مشكلة قديمة ولكنها في تدهور واضح ومن سيء إلى أسوأ ....
بدأت عندما دخلت المرأة كعنصر رئيسي في برامج التلفاز ... وانتهت تدريجيا إلى أن صارت سلعة إباحة وإن كان العنوان بريئاً ....
مهلاً ...
أنا لا أتحدث عن برنامج إباحي ...
ولا أتحدث عن فيلم أو مسلسل رومانسي قد يتوقع فيه الكثير من المحظور ...
ولا أتحدث عن لقاء مع المطرب المشهور حتى أنتظر سيل المعجبين بتعليقاتهم ومكالماتهم ...
بل أتحدث عن أمر .... يطلق عليه الآن
أمراً ...
( عادياً )
( طبيعياً )
( مفروغاً منه )
حتى صار يوضع كفاصل إعلاني هنا وهناك ...وبين أقسام الأخبار ...
حقاً ...أمرنا عجيب نحن المسلمون الآن ...
نقلد الكفار في كل شيء ...
إلى متى ..لآ ادري ...
أخوتي ...
إنها ... الدعايات الخاصة بمنتجات الصابون والشامبو والمنتجات النسائية التي لا يجهل انواعها أحد فهي ضرورة لاتحتاج دعاية أو تذكيرا للمشاهد بها ...
دعوني آخذكم في دقيقة عشتها بكل صعوبة يوماً من الأيام
كنا (العائلة ) نتابع أخباراً في التلفاز فكان أن انتهى الجزء الأول منها وصوت المذيع (أو المذيعة لا أذكر تحديداً ) نتابع معكم بقية الأخبار بعد الفاصل ...
يشاء الرحمن أن اتواجد أنا ووالدي وأخوتي ...
فتأتي الدعاية المعدة بإتقان
امراة في الحمام وهي تستخدم المنتج ال(فلاني) وقد ركزت الكاميرا على أجزاء جسدها مرة بعد مرة ...وهي تظهر انتعاشاً ( ناهيك عن الجمال المتوقع )
أو دعوني أكون أكثر وضوحاً ... لقد كانت شبه عارية !!!
من أجل ماذا ؟؟؟؟
~~ لا تترك فرصة استخدام الشامبو الفلاني تفوتك !!!!! ~~
لم اتمالك نفسي حينها وقمت وغيرت القناة مرددة ( لا داعٍ لمتابعة أية أخبار بهذا المستوى )
فاصلٌ آخر استشطت منه غضباً وخجلاً ...
تقف أمام الكاميرا وهي تعدد لك روائع وميزات المنتج ال(فلاني ) من الفوط الصحية النسائية ....!!!!
كم أشعر بانتعاش ...
كم أقدر على مزاولة نشاطاتي دون قلق ...!!!!!
وأفاجأ بأني بين والدي وأخي ...ولا أدري هل انتبه أحدهما لخجلي وارتبكاي لحظتها ...لكني سارعت بالخروج ...
وأسئلة كثيرة تتردد ...
أحقاً نحن بحاجة لكسر باب الحياء بهذا المستوى من اجل أن ندعوا المشاهد لتجربة الجديد في أمور تصنف تحت بند ( الاستهلاكية ) وحتما سنتستخدمها بشكل أو آخر ...
حتى وإن وجد في السوق المحلي أكثر من اسم منافس فهذا لا يعطي العذر لأن أبدع في إظهار امرأة فاتنة شبه عارية ... من أجل أن اوصي بالصابون ال(فلاني )
...!!!
قد يقول قائل ...التلفاز حرام ...
حسنٌ ...لكن هذا لا يعني أن نغض الطرف عن الفئة الوسط التي لا تستغني عن بعض القنوات المصنفة ( جادة ) وتعتبر مثل هذه الدعايات أمراً مفروغاً منه ...
إخوتي في الله
إنني أدعوكم جميعاً لوقفة محاسبة في هذا الشأن ...
دعونا نكن اكثر إيجابية ...
دعونا نبلغ المسئولين ، نطالبهم بوقف مثل هذا اللعب بالخصوصيات ...نطالبهم بأن يكونوا أكثر حزما ً وجدية في التعامل مع هذه الدعايات ...
دعونا ننكر ...نرسل لأصحاب الشركات هذه استنكارنا ورفضنا وتهديدنا بمقاطعتهم إن لم يلتزموا في بدعايات محترمة لا تستخدم المرأة سلعة رخيصة بهذا الشكل ...
قد يكون هناك تساؤل ...طيب والدعاية أصلاً تحتوي على منكرات من موسيقى وتبرج ...
لكن ألا توافقونني بان محاولة الحد من هذا التميع مطلوب ...؟؟؟ فمالخطوة التالية ؟؟؟ بل ماذا تتوقعون منهم أن يتنازلوا عنه في سبيل تطوير مثل هذه الدعايات ...
لا شك في ان مثل هذه العروض فيه خدش للحياء ( لما بقي من حياء الأمة ومجاهرة بمعصية وأي معصية أكبر من تعري امرأة بمثل هذا المستوى .... في وقت لا تبث فيه إلا أخباراً ...
هذا ما جال بصدري منذ ذاك الموقف ...وأردت مشاركتكم فيه ...لعل وعسى أن يقرأ أحدٌ كلماتي هذه ويحاول أن يتخذ خطوة إيجابية ...
أضع هنا بعض المقترحات التي اتمنى أن يأخذ أحدٌ مهمة تنفيذ شيء منها ...
1. الاتصال بمسئولي شركات المنتجات الصحية من صابون وشامبو وفوط نسائية وخلافه والاستفسار منهم عن كيفية تنسيق مثل هذه الدعايات وإبلاغهم برفض الكثيرين من المستهلكين مثل هذا النوع من الدعايات والذي يحمل تنازلات وتعريات مؤسفة.
2. فتح باب الانكار بوضع عنواناً أو بريداً أو موضوعاً في مختلف المنتديات لجمع التواقيع مطالبين بمراجعة مثل هذه الدعايات ونزع مافيها من مناظر جارحة مرفوضة شرعاً ... وتقديم تفسيراً لمثل هذا الوضع مع تغييره حسبما تقتضيه تالعيم ديننا وتقاليدنا العربية .
3. إبلاغ هيئات الرقابة المتاحة ومطالبتهم باتخاذ اجراء سليم اتجاه مثل هذه الدعايات .
4. إبلاغ المشايخ وأهل الحسبة بمثل هذا الأمر لعل وعسى أن يوفقهم الله تعالى لحله .
اعتذر عن الاطالة ولكن إبراء للذمة كُتب ... وسنحاول جهدنا تنفيذ شيء من هذه المقترحات وإن كان الأولى أن يقوم به أحد الأخوة الكرام أثابه الله تعالى ...
والله من وراء القصد ...
جزى الله خيرا من قام بنشر وتفعيل هذا الموضوع