بروكسل (ا ف ب) - قوبل تنحي الرئيس المصري حسني مبارك بالترحيب في انحاء مختلفة من العالم وكذلك في الغرب حيث كان الترحيب مشوبا بالحذر بشأن تطورات الوضع في مصر بينما عبرت ايران ومنظمات اسلامية عن ارتياحها الى هذا الحدث.وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان "الشعب المصري اسمع صوته وخصوصا الشباب الذين يعود اليهم ان يحددوا مستقبل بلدهم"، مؤكدا انه يحترم "قرارا صعبا تم اتخاذه لمصلحة الشعب المصري". ودعا الى "عملية انتقالية شفافة ومنظمة وسلمية".وتابع "في هذه اللحظة التاريخية، اجدد دعوتي الى عملية انتقالية شفافة ومنظمة وسلمية".وفي تصريح للصحافيين بعد ذلك اكد بان تفهمه "للقرار الصعب" الذي اتخذه مبارك وعبر عن امله في عودة سريعة الى النظام المدني.ورحب نائب الرئيس الاميركي جو بايدن باستقالة الرئيس المصري معتبرا انه "يوم تاريخي" تشهده مصر. وقال في اول رد فعل اميركي على تنحي مبارك انها "لحظة مصيرية" في الشرق الاوسط، لكنه نبه الى ايام مقبلة "حساسة ستكون تداعياتها كبيرة".واكد ان "التحولات الكبيرة" في مصر ينبغي ان تستجيب لتطلعات المتظاهرين الذين نزلوا الى الشوارع باعداد ضخمة و"العملية الانتقالية ينبغي ان تؤدي الى تغيير جذري نحو الديموقراطية".وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان مبارك "استمع لصوت الشعب" مما يفتح الطريق امام "اصلاحات اوسع واعمق".من جهتها رأت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل انه "تغيير تاريخي" داعية النظام المصري المقبل الى احترام "امن اسرائيل" ومعاهدة السلام مع الدولة العبرية.وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون انه "يجب التقدم بتجاه حكومة مدنية وديموقراطية" فيمصر.من جهته، اشاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالقرار "الشجاع والضروري" الذي اتخذه مباركوعبر عن امله في ان تنظم السلطات الجديدة في مصر انتخابات "حرة وشفافة" تسمح بمجيء مؤسسات ديموقراطية.واكد الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن انه يرحب بقرار مبارك معبرا عن ثقته بان مصر ستبقى "قوة للاستقرار والامن" في المنطقة.ودعت وزيرة الخارجية الاسبانية ترينيداد خيمينيث الى "عملية انتقالية سريعة وسلمية" الى الديموقراطية بينما قال نظيرها السويدي كارل بيلت ان "ما سيجري الآن في مصر سيكون حاسما للامكانات الديموقراطية في مصر".ورحبت وزيرة الخارجية الدنماركية ليني ايسبرسن "بالقرار السليم" الذي اتخذه الرئيس بتخليه عن السلطة، داعية القيادة الجديدة للبلاد الى "مد اليد" الى المعارضة.وقال رئيس الوزراء التشيكي بيتر بيكاس انه يأمل ان تنظم مصر "انتخابات ديموقراطية وحرة".واعلنت سويسرا تجميدا "فوريا" لحسابات حسني مبارك والقريبين منه في الاتحاد ولمدة ثلاث سنوات لتجنب اي احتمال "لاختلاس ممتلكات للدولة المصرية".وبعد الاعلان عن استقالة مبارك استأنفت بورصة نيويورك ارتفاعها وعوضت الخسائر التي سجلتها عند الافتتاح وحذت بورصة لندن حذوها.اما اسرائيل التي تخشى تصاعد التيار الاسلامي مستفيدا من التغييرات في مصر فتبنت موقفا اكثر اتجاها الى الحذر وعبرت عن املها في ان تجري المرحلة الانتقالية التي بدأت في مصر "بدون هزات".وكرر مسؤول اسرائيلي ضرورة الحفاظ على معاهدة السلام بين مصر واسرائيل التي وقعت العام 1979 والتي رأى انها "تخدم مصالح البلدين وتشكل ضمانا للاستقرار في المنطقة برمتها".في المقابل رحبت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) برحيل حسني مبارك معتبرة انه "بداية انتصار الثورة" بينما شهد قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس مظاهر فرح.ودعا سامي ابو زهري المتحدث باسم الحركة "القيادة المصرية الجديدة الى اتخاذ قرار فوري برفع الحصار عن غزة وفتح المعبر المصري الى الابد".بدوره اعتبر اسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس ان "مصر تكتب تاريخا جديدا للامة و ان الحصار على غزة بدا يترنح".وفي الوقت نفسه، رأت ايران ان المصريين حققوا "انتصارا عظيما". وقالت ان "ما حققته الامة المصرية الكبيرة بارادتها رغم مقاومة (...) المسؤولين المرتهنين للقوى الكبرى، يشكل انتصارا عظيما".وتحدث الاخوان المسلمون في الاردن عن "درس للكثير من الانظمة العربية" بينما تظاهر نحو 500 شخص امام مقر السفارة المصرية في عمان، بينهم مصريون. وقام عدد من المشاركين بتوزيع الحلوى والورود وإطلاق الالعاب النارية.وفي تونس التي شهدت حركة احتجاجية اطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي، جاء رد الفعل الشعبي بسرعة وشهدت الشوارع حالة من الفرح.وسجلت تظاهرات فرح في بيروت من اطلاق ابواق السيارات والالعاب النارية وهنأ حزب الله اللبناني المصريين ب"انتصرهم التاريخي".وعبرت تركيا بلسان وزير خارجيتها احمد داود اوغلو عن "تهانيها" للشعب المصري وقالت انها تأمل في "حكومة" تلبي تطلعات الشعب المصري.وقالت قطر انها "تحترم ارادة وخيار الشعب المصري" وعبرت عن املها في ان تتمكن مصر من ان "تلعب من جديد دورها القيادي في العالم العربي والاسلامي".وتجمع آلاف الوافدين المصريين والعرب في العاصمة القطرية ابتهاجا بتنحي مبارك حاملين لافتات عبروا فيها عن البهجة بتنحي مبارك ورفعوا الاعلام المصرية فيما حمل بعضهم ايضا صور الزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر.وهتفت مجموعات من الشباب "مصر مصر حرة والحرامية برة" و"تحيا مصر" و"الشعب المصري اسقط النظام".واكدت الامارات العربية المتحدة دعمها لمصر و"ثقتها في قدرة المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر على ادارة شؤون البلاد" و"حرصها الدائم على تعزيز العلاقات التاريخية الأخوية المتميزة مع الشقيقة مصر".وعبر وزير الخارجية الهندي اس ام كريشنا عن ثقته بقدرة القوات المسلحة المصرية على قيادة البلاد "بما يحقق تطلعات وآمال الشعب المصري".وعبر الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس عن امله في "انتقال سلمي" يقود مصر الى نظام ديموقراطي.وفي باريس احتفل حوالى 300 شخص معظمهم من اصل مصري في وسط باريس بتنحي الرئيس المصري. وقال سالم محمد (52 عاما) الذي قال انه منظم التجمع "نحن سعداء جدا بحريتنا ورحيله امل في ديموقراطية لبلدنا وللعالم العربي".ورفع المتظاهرون ومعظمهم من الشباب اعلام مصر وكانوا يرقصون ويغنون ويتبادلون القبل.