أكد وزير الخارجية أحمد أبو الغيط الأربعاء أن نائب الرئيس السابق عمر سليمان تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة.وردا على سؤال عما إذا كانت محاولة اغتيال عمر سليمان صحيحة من عدمه قال أبو الغيط، لقناة الحياة الفضائية، انها كانت صحيحة وانه شاهد السيارة التي كان يستقلها السيد عمر سليمان والتي تعرضت لهجوم بالرصاص في منطقة منشية البكري من اتجاه روكسي على يد مجموعة كانت تستقل سيارة اسعاف مسروقة في محاولة لاغتياله.وأضاف أن المحاولة الفاشلة أسفرت عن مصرع أحد حراسه واصابة السائق اصابة خطيرة من الممكن أن تكون قد أودت بحياته فيما بعد ، كما أدت إلى إصابة حارس آخر له.وحول تمتع وزارة الخارجية بالاستقلالية في التعامل مع الملفات الخارجية أو أنها تأخذ بما تراه مؤسسة رئاسة الجمهورية.. أوضح أبو الغيط أنه وفقا للدستور فإن رئيس الدولة سواء كان الرئيس السابق أو رئيس المجلس العسكري الحالي - وهو ما لم يذكره الدستور - هو الذي يضع أهداف السياسة الخارجية للبلاد ولديه أدوات لتنفيذ تلك السياسات الخارجية ومن تلك الأدوات وزير الخارجية الذي يعتبر المستشار الأول للرئيس والمسئول عن تنفيذ هذه السياسات.وحول تداخل العمل بين جهاز المخابرات ووزارة الخارجية .. قال أبو الغيط إنه يوجد تداخل كبير بينهما في التعاون في صياغة الكثير من المواقف ، وإذا لم يتم ضبطها من الممكن أن يكون هناك تضارب وتضاد.وأضاف أن هناك مسئولية مشتركة بين وزارة الخارجية وجهاز المخابرات في السنوات الأخيرة، مستشهدا بدور جهاز المخابرات العامة في قضية الحوار الفلسطيني / الفلسطيني والنقاش مع حماس وذلك لأن حركة حماس تنظيم ثوري للمقاومة وبالتالي فإن وزارة الخارجية التي تتعامل مع الوجه الرسمي ليس من شأنها هذا.وأوضح أن من الضروري على كل من وزارة الخارجية وجهاز المخابرات أن يؤكدا أهمية التعاون والتنسيق الكامل وذلك لأن الهدف هو الحفاظ على الأمن القومي المصري والمصالح المصرية .واقترح أبو الغيط وزير الخارجية استعادة منظومة الأمن القومي المصري بالمفهوم الغربي الأمريكي؛ أي وجود مستشار أمن قومي ، موضحا أن منظومة الأمن القومي تعني الحصول على معلومة من المخابرات العامة بالإضافة إلى الحصول على معلومة من وزارة الخارجية ومعلومة من وزارة الداخلية ومعلومة من القوات المسلحة ليس فقط معلومة وإنما تحليل ورؤية وتوصيات .
وأضاف أن دور مستشار الأمن القومي وطاقمه هو بالتحليل والحساب ومن ثم تقديم إلى رئيس الدولة مجموعة من الخيارات من واقع المكتوب وينظر رئيس الدولة إلى تلك الخيارات ومن الممكن أن يقوم بعقد اجتماع بجميع المسئولين للنظر في الخيارات .
وتوقع تعيين رئيس للإذاعة والتليفزيون على غرار هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي " أو التليفزيون الفرنسي، موضحا أن تلك الهيئة ستكون مستقلة ولها سياساتها وأهدافها وميزانياتها.وقال إنها ستكون إحدى أدوات السياسة الخارجية والداخلية للدولة، بمعنى توظيف القدرات والخبرات لخدمة السياسة الخارجية المصرية في أفريقيا على غرار ما تقوم به (بي بي سي) التي كثيرا ما تظهر أنها بريئة وفي غاية الحيادية لكنها في حقيقة الأمر تبلع المواطنين على مدى اسبوعين أو ثلاثة او أكثر رؤية بريطانية نابعة من هدف بريطاني يريد تحقيقه تجاه مجتمع ما.
وأضاف أن من الممكن أن تقوم الهيئة العامة للاستعلامات بهذا الدور ومن الممكن أن تتبع الهيئة فيما بعد وزارة الخارجية.ودافع أبو الغيط عن وزارة الخارجية في مواجهة حملة الانتقادات التي طالتها على خلفية البرقيات التي كانت تقوم بارسالها إلى السفارات المصرية بالخارج (145 سفارة) لاعلامها بما يحدث في مصر والقضايا الهامة الأخرى على مستوى العالم .وقال إن وزارة الخارجية تعرضت لظلم كبير بسبب تلك البرقيات التي لم تكن تعبر عن رأي وزارة الخارجية بقدر نقلها للأحداث وفقا لما كانت تصرح به المصادر الأمنية وبصفة خاصة مصادر وزارة الداخلية ، نافيا في الوقت ذاته تدخل وزارة الداخلية المصرية في رسم السياسة الخارجية للبلاد.وأوضح أبو الغيط المقصود من تصريحه حول تدخل الجيش والذي تعرض لانتقادات شديدة بسببه، قائلا إن البعض فسر اقتراحه ذلك بأنه يستعدي الجيش على الثوار، "دون إدراك لرؤيتي التي كانت تهدف لمنع الفوضى في البلاد وهو ما أثبته الواقع من صحة لرؤيتي في قراءة الأحداث حيث منع تدخل الجيش حدوث فوضى في البلاد".
ونفى وزير الخارجية أحمد أبو الغيط تدخل الأمن في اختيار السفراء.. لافتا إلى أن كافة العاملين بالسلك الدبلوماسي يفضلون العمل في أوروبا عن العمل في أفريقيا ويرفضون المزايا والاغراءات رغم علمهم التام وقناعتهم العملية والعلمية والشخصية بأن عمق الأمن القومي المصري في أفريقيا.ووصف أبو الغيط الوضع في ليبيا بأنه صعب للغاية. وقال إنها منقسمة إلى قسمين قسم في الشرق يخضع بالكامل للثوار وقسم في الغرب خاضع للحكومة الليبية.وحول استمرار الوضع الراهن في ليبيا .. قال إنه من المتوقع استمرار الوضع على ما هو عليه لفترة طويلة.وقال إن تصريحات سيف الإسلام نجل العقيد الليبي معمر القذافي التي اتهم فيها بعض المصريين بأنهم مسئولون عن الكثير من الأعمال الموجودة الآن هناك، أضرت بالمصريين ووضعهتم في موضع غير مريح، موضحا أنه من منطلق مسئولية الحكومة المصرية عن رعاية المصريين بالخارج تحركت وزارة الخارجية، وقامت بالرد على خطاب نجل الرئيس القذافي وطالبت الحكومة الليبية بالحفاظ على أرواح المصريين وممتلاكاتهم هناك .وأضاف أن عدد المصريين المتواجدين في الأراضي الليبية غير معلوم ، ولكنه كبير جدا ويقدر بحوالي مليون ونصف المليون مصري.وأوضح أبو الغيط أن هناك أربعة محاور لخروج المصريين : الأول هو توجه المصريين المتواجدين في منطقة بنغازي إلى الحدود المصرية، والثاني خروج المصريين من مدينة طرابلس حيث يوجد أكثر من وسيلة لخروج المصريين منها المطار، والثالث هو ذهاب المصريين إلى الحدود التونسية.وأضاف أن المحور الرابع هو نقل المصريين عبر البحر ، إلا أنه واجهتهم مشكلة تتعلق بارتفاع تكلفة النقل وتأمينه، إلا أن رئيس أركان الجيش المصري سامي عنان أبدى استعداد القوات المسلحة لنقل المصريين بحرا عن طريق أربع أو خمس سفن حاملة للجنود بعد الحصول على تصاريح بهذا الأمر، لافتا إلى أنه قام بالاتصال بالسلطات الليبية المعنية بهذا الأمر والتي رفضت دخول أي وحدات بحرية عسكرية إلى الموانىء الليبية.وقال أبو الغيط ، إنه يسعى إلى توفير مراكب من اليونان لمحاولة جلب المصريين عبر المحور البحري ، رغم ارتفاع تكلفة تلك العملية .