| موضوع: جامعة فاروق الأول.. جامعة الإسكندرية السبت 19 مارس - 5:37 |
| تأ سيس جامعة فاروق الأول
كانت المدارس الثانوية تدفع بمعظم خريجيها إلي الجامعة، فقد اقتضي الأمر التوسع في التعليم الجامعي بما يتناسب والنمو المطرد في التعليم الثانوي، وكان علي جامعة فؤاد الأول ( القاهرة ) أن تضع الحلول المناسبة لذلك حيث أصبحت لا تتسع لقبول جميع المتقدمين بها وظهرت الحاجة إلى التوسع في التعليم الجامعي . فطلبت الدولة من الجامعة معالجة هذا الأمر بالتوسع في القبول، وتلح على الجامعة في مستهل كل عام دراسي لزيادة أعداد الملتحقين بها من الطلاب، ولكن الجامعة رأت أن اتخاذ مثل هذه الخطوة سيؤدي إلي انهيار العملية التعليمية، وفي ذات الوقت كان أبناء الإسكندرية يبحثون عن نصيبهم من التعليم الجامعي دون مشقة الفر أو عناء الاغتراب، بالإضافة إلي أنها رأت أن التوسع في التعليم الجامعي يجب أن يكون أفقيا لا رأسيا، بمعني فتح كليات جديدة، وليس تكثيف الأعداد بالكليات القائمة فعلا . وهكذا التقت الفكرتان: o فكرة التوسع في القبول التي تبنتها الدولة . o فكرة الاحتفاظ بمستوي العملية التعليمية التي تبنتها الجامعة .
ومن ثم بدأ التفكير في إنشاء فرع للجامعة بالإسكندرية يكون امتدادا لها ونواة لجامعة مستقلة فيما بعد، مع الاحتفاظ بمستوي العملية التعليمية التي تبنتها الجامعة، فكان من اليسير أن يوافق مجلس جامعة فؤاد الأول في جلستيه المنعقدتين في الرابع والعشرين والثلاثين من مايو عام 1938 إنشاء فرعين لكليتي الحقوق والآداب بالإسكندرية، وخاصة وأن الكثافة الطلابية بهاتين الكليتين في القاهرة كانت أعلي منها في أي كلية أخري، وصادق مجلس الوزراء في السادس من أغسطس 1938على قرار مجلس الجامعة . واعدت وزارة المعارف مشروع قانون جامعة الإسكندرية التي أطلق عليها اسم (جامعة فاروق الأول)، وكان الرأي أن تكون على غرار جامعة القاهرة (فؤاد الأول) حتى تحقق الاستفادة من تجارب الجامعة الأم . وبدأت جامعة الإسكندرية في العام الجامعي 1938/1939 بكليتي الآداب والحقوق، وكانت تتبع في ذلك الوقت جامعة فؤاد الأول - جامعة القاهرة الآن، ثم كليات الطب والعلوم والزراعة والتجارة، وفى العام الجامعي 1941/ 1942 انشأ فرع لكلية الهندسة بالإسكندرية عام 1941 . ويرجع الفضل في تنفيذ مشروع إنشاء الجامعة في الإسكندرية إلي علي باشا إبراهيم حينما عين مديرا لجامعة فؤاد الأول في الفترة من ( الرابع عشر من سبتمبر 1941 إلي الثامن والعشرين من يناير 1946 ) . وينبغي أيضا أن يسجل التاريخ الفضل للدكتور محجوب ثابت في إنشاء فرع جامعة فؤاد الأول بالإسكندرية، وكذا الدكتور محمد محفوظ، وكانت استجابة الدكتور علي إبراهيم له أهمية خاصة، كما ساعدت سياسة الدكتور طه حسين في نشر التعليم واعتباره كالماء والهواء علي تهيئة المناخ الملائم لتحقيق طموحات الساعين نحو توسيع دائرة التعليم علي مختلف مستوياته، فأثمرت جهود هؤلاء جميعا بالرغم من ظروف الحرب وأثرها علي الاقتصاد المصري، وتتويجا لكل الجهود السابقة في أغسطس 1942 بصدور القانون رقم 32 لعام 1942، وفى تلك الفترة تم إضافة أربع كليات أخرى، وهى: كلية العلوم، والطب، والتجارة، والزراعة . ونظراً للتوسع في التعليم العالي وتلبية لاحتياجات الشعب السكندري، فقد استقلت جامعة الإسكندرية عن جامعة فؤاد الأول وأصبح اسمها "جامعة فاروق الأول" بالإسكندرية . وبعد دراسة التقارير التي أعدها المسئولون في جامعة فؤاد الأول عن المقر المقترح لجامعة فاروق الأول، تقرر أن انسب الأماكن التي تليق بمكانة الجامعة هي سراي مدرسة العباسية الثانوية بمحرم بك مقرا لكليات الجامعة، فنقلت إليه كلية الآداب، وكلية الحقوق، كما أنشئت فيه كلية التجارة، وكلية العلوم، أما كلية الهندسة فتقرر أن تبقي مكانها بمدرسة محمد علي الصناعية بالشاطبي، واستقرت كلية الطب في المستشفي الأميري بمحطة الرمل، وكانت كلية الزراعة هي الكلية الوحيدة من بين الكليات التي أنشأت في مدينة دمنهور خارج الإسكندرية . وفي الخامس والعشرين من أغسطس عام 1942، أصدر وزير المعارف العمومية أحمد نجيب الهلالي القرار الوزاري رقم 622 بشأن تشكيل لجان تعد مشروعات لتنظيم هيئة التدريس في كليات جامعة فاروق الأول للدراسة في السنة الجامعية 1942 / 1943 . وبالرغم من الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي نشأت في ظلها جامعة فاروق الأول، وعدم وجود مبان خاصة بها لعدة سنوات، فقد استطاعت من الناحية الأكاديمية أن تواصل نموها الطبيعي، متغلبة علي كافة المعوقات الفنية والمالية .
وجدير بالذكر أن جامعة" فاروق الأول " ظلت تحمل هذا الاسم حتى قيام ثورة يوليو 1952 أي لمدة عش سنوات حتى أصدر مجلس الوصاية علي العرش المرسوم بقانون رقم (200) في السابع عشر من سبتمبر من العام نفسه الذي تنص مادته الثانية علي أن يطلق علي جامعة فاروق الأول اسم "جامعة الإسكندرية" في جميع التشريعات التي صدرت استنادا إلي القانون رقم ( 32) لسنة 1942 الخاص بإنشاء هذه الجامعة
. |
|