لمعان الشمس. تنبعث حرارة الشمس وضوؤها من سطحها بمعدل ثابت تقريباً. لهذا
فإن لمعانها لا يتغير إلا بمقادير طفيفة، والتغير الذي يبدو أنه يحدث في
لمعان الشمس ينتج من تغيرات في جو الأرض. هذه التغيرات تؤثر على كمية ضوء
الشمس التي تصل إلى بعض المناطق من سطح الأرض. وفي بعض الأحيان، يكون
التغير الضئيل في لمعان الشمس ناتجاً عن انفجار غازات من سطح الشمس، يطلق
عليه اسم اللهب الشمسي. ولايمكث هذا التوهج الشمسي إلا لفترات قصيرة تتراوح
بين 10دقائق و60دقيقة. والتغير في لمعان الشمس الناتج من التوهج الشمسي
يُرى بالعين المجردة.
يشتمل ضوء الشمس على جميع الألوان التي نراها في قوس قزح، إلا أنها تندمج
بعضها في بعض محدثة الضوء الأبيض. ولذلك فإننا نرى الشمس بيضاء اللون.
وقد يحدث أن تتشتت بعض ألوان الضوء الأبيض، فلا نرى منه إلا ما بقي من
ألوان، فتبدو الشمس ملونة. فعندما تكون مثلاً في وسط السماء فإن الأشعة
الزرقاء من ضوء الشمس تتشتت في جو الأرض فنرى السماء زرقاء اللون، ونرى
الشمس مائلة إلى اللون الأصفر. وعندما تكون الشمس قريبة من الأفق وقت
الشروق أو وقت الغروب، فإن على ضوئها في هذه الحالة أن يخترق مساراً طويلاً
في جو الأرض، مما يتسبب في فقدان الشمس ـ نتيجة لتشتت معظم حزمها الضوئية
الزرقاء والخضراء في جو الأرض ـ لبعض حزمها الضوئية فتبدو لنا حمراء اللون.
وقد يحدث في بعض الأحيان النادرة أن تظهر الشمس خضراء اللون لامعة للحظات
قليلة، ويكون ذلك عند بزوغ جزء صغير منها فوق الأفق؛ وعندئذ يظهر مانسميه
الوميض الأخضر؛ لأن الأشعة الحمراء تكون محتجبة تحت الأفق، وتكون الأشعة
الزرقاء مشتتة في الجو.
حرارة الشمس. طبيعي أنه ليس بإمكان الفلكيين قياس حرارة الشمس بطريقة
مباشرة. ولكنهم قدّروا درجة حرارتها من قياسات أخرى لضوء الشمس، ومن نتائج
المعادلات الرياضية المبنية على قوانين فيزيائية معروفة. ويقدر الفلكيون أن
درجة الحرارة في باطن الشمس تصل إلى 15,000,00° م.
تتولد الطاقة في مركز الشمس ثم تتصاعد إلى السطح بالتدريج. وتبلغ درجة
الحرارة في المناطق الوسطى بين باطنها وسطحها 2,500,000°م. وتقل درجة حرارة
الشمس لتصل إلى 5,500°م. عند سطحها.
وعندما تصل الطاقة المتولدة في مركز الشمس إلى سطحها فإنها تنبعث إلى
الفضاء على هيئة إشعاعات حرارية وضوئية. ولقد ظن الناس أن هذه الطاقة إنما
تتولد نتيجة لعمليات احتراق، إلا أن العلماء أثبتوا أنها تحدث بفعل تفاعلات
حرارية نووية في مركز الشمس. وتحدث مثل هذه التفاعلات عندما تتحد الذرات
الخفيفة الوزن لتكون ذرات أخرى ثقيلة الوزن.