صحف السعودية : الاتفاق بين فتح وحماس يؤسس لمرحلة جديدة القاهرة ـ اخبار مصروصفت
عدة صحف سعودية اتفاق المصالحة الذى أبرم فى القاهرة بين حركتى - فتح
وحماس - الفلسطينيتين بأنه يشكل خبرا سعيدا للمواطن العربي في كل مكان رغم
التوتر والفوضى التي تسود الأجواء العربية في العديد من بلدان المنطقة
مشيرة إلى أن الاتفاق يطوي صفحة الانقسام بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية
ليشكل بارقة أمل في الشارع السياسي العربي بأن شيئا ما يسير في الاتجاه
الصحيح .
ورأت صحف - "اليوم" و"الجزيرة" و"الوطن" و"المدينة" - فى
افتتاحياتها الصادر اليوم "الجمعة"- أن الاتفاق يمكن أن ينهي سنوات القطيعة
والتنافر الفلسطيني - الفلسطيني ويؤسس لمرحلة جديدة تعي فيها كل الأطراف
أن القارب واحد ولا سبيل للنجاة طالما أن هناك بين الطرفين من لا يهمه
الوصول إلى الشاطئ كما أن من شأنه أن يمهد أمام تشكيل حكومة وحدة فلسطين
وانتخابات عامة .
فمن جانبها نوهت صحيفة "اليوم" أن كون الاتفاق
يأتي في هذه المرحلة تحديدا ويتم توقيعه في مصر بالذات والتي تمر بمرحلة
مخاض جديد فهذا يعني أن العالم العربي الذي يموج حاليا بالتغيير سيعيش في
واقع آخر ربما يختلف في صوره وأشكاله عما كان مألوفا في الثلاثين عاما
الأخيرة.
وطالبت "اليوم" الفلسطينيين بآلا يضيعوا هذه الفرصة
التاريخية محذرة من أن نتانياهو وزمرته أبرز المتضررين من وحدة فلسطينية
وأن قوى عالمية عديدة لا يهمها أن تعود الأجنحة الفلسطينية إلى وحدة الهدف
لأن في هذه الوحدة المصغرة نموذج لموقف واحد ضد العدو الأصلي مشيرة إلى أن
المناخ الحالي يدعوهم للاتفاق أكثر والتضامن وأن يدركوا أن رياح التغيير
التي هزت عواصم عربية يجب أن تضعهم أمام مسؤولية تاريخية طالما تهربوا منها
.
وشددت "اليوم" على ضرورة أن يدرك الفلسطينيون أنه لا قيمة لأي
مشروع فلسطيني في ظل جمهوريات وإمارات الموز في غزة ورام الله وأنه لا قيمة
لأي سلطة شكلية طالما ظلت خاوية من تفاهم شعبي وتوافق كل القوى والتيارات
على هدف واحد وهذا إن حدث ما يرعب الدولة الصهيونية ويجعلها أكثر توترا
وتطرفا.ومن جانبها رأت صحيفة "الجزيرة" أن الاتفاق الذي وقعت مسودته
الأولى في القاهرة يعد الانتصار الثالث للثورات العربية المطالبة بالتغيير
بعد تونس ومصر وأنه جاء الدور على الفلسطينيين ليحدثوا التغيير بناء على
طلب الجماهير الفلسطينية ويضعوا حدا للانقسام الذي كان يفرز الفلسطينيين
بين فتحاويين وحمساويين وبين قطاع غزة والضفة الغربية.
وشددت
"الجزيرة" على أن الأحداث والمتغيرات التي شهدتها وستشهدها المنطقة تفرض
على الفلسطينيين أن يتوحدوا قبل أن تتجاوزهم الأحداث منوهة إلى أن القراءة
الجيدة لما يجري من حولهم تحتم عليهم العودة إلى الحضن الفلسطيني حتى وإن
كانت هناك اجتهادات في أسلوب مواجهة العدو الإسرائيلي الذي استفاد كثيرا من
الانقسام الفلسطيني ففرض إملاءاته على السلطة وإرهابه على الحكومة المقالة
فجعل الاثنين تحت مقصلة تعسفه وإرهابه .
ومن جانبها رأت صحيفة
"الوطن" أن الإعلان عن التوصل الى هذا الاتفاق ساهم في تقديم جرعة من الأمل
لجميع العرب والمسلمين بأن قضيتهم الأساسية وجدت خط البداية الصحيح الذي
يجب أن تنطلق منه للوصول إلى حل مشرف ومقبول يضمن الحدود الدنيا من الحق
والعدالة لشعوب المنطقة .
وأشارت "الوطن" إلى أن الأهم من هذا الاتفاق هو أن مرحلة ما بعد الانتخابات ستشهد شراكة كاملة بين جميع الأطراف لإدارة شؤون البلاد .
ونبهت
"الوطن" إلى أن إسرائيل تدرك أن استمرار الانشقاق الفلسطيني يضمن لها أفضل
الشروط لتستمر في انتهاكاتها وفرض شروطها على الجميع مشددة على ضرورة أن
يتم تنفيذ الاتفاق بشكل سريع وثابت على الأرض وألا يكون مصيره مثل مصير
اتفاق مكة الذي تهاوى قبل أن يجف الحبر الذي كتب به وأن تقوم الحكومة
المشكلة كما يقضى لاتفاق بمعالجة آثار الانقسام وأن يتم إطلاق سراح
المعتقلين من الجانبين وإعادة فتح المؤسسات التي أدى الصراع بين الطرفين
إلى إغلاقها وتهيئة المناخ المناسب لانتخابات حرة وشفافة بإشراف دولي .
أما
صحيفة "المدينة" فقد رأت أنه بغض بغض النظر عن الدوافع والظروف التي أرغمت
كلا الطرفين على توقيع الاتفاق فإن التوقيع يدعو إلى التفاؤل بإمكانية
تفعيل المسيرة النضالية الفلسطينية في اتجاه تحقيق آمال الشعب الفلسطيني
لأهدافه الوطنية في المستقبل القريب مشيرة إلى أنه لا يمكن عمليا كسب
الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية منقسمة إلى ضفة وقطاع .
ونوهت
"المدينة" إلى أن أهمية الاتفاق الذي يمكن النظر إليه أيضا على أنه أول
انجاز لمصر في مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير على صعيد استعادة دورها العروبي
أنه جاء في وقته المناسب كونه يسبق توجه السلطة الفلسطينية إلى الأمم
المتحدة للحصول على اعتراف دولي بدولة فلسطين المستقلة ضمن حدود 1967
بعاصمتها القدس الشريف إلى جانب اعتباره خطوة هامة على طريق إنهاء الانقسام
الداخلي الذي عاشه الشعب الفلسطيني على مدى أكثر من خمس سنوات ووفر للمحتل
الإسرائيلي الذريعة للهروب من التزاماته إزاء عملية السلام من خلال
الترويج لما دأب على ترديده بعدم وجود شريك فلسطيني للسلام .
وأهابت
"المدينة" بكل من فتح وحماس اتخاذ خطوة تالية تهدف إلى تحقيق دعائم الوحدة
الوطنية الفلسطينية والعمل من أجل اكتمال فصول الحوار مع باقي الفصائل
الفلسطينية لإقناعها بالتوقيع بعد أخذ ملاحظاتها بعين الاعتبار إلى جانب
بذل محاولات جادة لاستعادة الثقة بين فئات الشعب الفلسطيني على أرضية صلبة
تؤكد حقيقة أن الشعب الفلسطيني شعب واحد له قضية واحدة وآمالا وأهداف واحدة
.