| موضوع: كيف هي حالةُ شيطانُك الجسـدية ؟ أهو جـزورٌ أم عصفـورٌ؟ .. الأحد 10 يوليو - 6:22 |
|
الحمد لله رب العالمين والصـلاة والسـلام على أشرف الخلق أجمعين وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه وتابعهم بإحسان إلى يوم الدين ..
أين هو شيطانك الآن ؟ .. أتركتهُ يتسكع مذلولاً في الشوارع .. أم أكرمتهُ وأدخلته منزلك ؟.. وهل أطعمتهُ الليلة أم تركته جائعًا ؟ ..
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عز و جل عند دخوله و عند طعامه ؛ قال الشيطان : لا مبيت لكم و لا عشاء ، إذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله ، قال الشيطان : أدركتم المبيت ، و إن لم يذكر الله عند طعامه ، قال الشيطان : أدركتم المبيت و العشاء ) الراوي:جابر بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2018 خلاصة حكم المحدث: صحيح
فعلينا بشياطيننـا .. ولنُريهم جَلدُ المؤمن وشدة مخاصمته لأعداء الله، فلنذكر الله تعالى عند دخول منازلنـا ووقت طعامنا، ولنذلهـم .
والمؤمن إذا لم يُذِلَّ شيطانه بمنعه من الأكل معه والميت في منزله أصبح ذلك الشيطان سمِنًا ومتعافيًا، وهذا ما لا يليق بشيطان المؤمن، فكما جاء في الحديث الشريف الذي رواه ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( إن شيطان المسلم يلقى شيطان الكافر، فيرى شيطان المؤمن شاحِبًا أغبر مهزولاً، فيقول له شيطان الكافر: ويحكَ مالك هلكتَ؟ فيقول شيطان المؤمن: لا، والله ما أصل معه إلى شيء، إذا طعم ذكر اسم الله وإذا شرب ذكر اسم الله وإذا دخل بيته ذكر اسم الله، فيقول الآخر: لكني آكل من طعامه وأشرب من شرابه وأنام على فراشه، فهذا ساح، وهذا مهزول ) المحدث:الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم:5/25 خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح
ومن صِفات المؤمن التي أوجدها الله تعالى أنه يجلِدُ شيطانه ويُضنيه ويُتعبه ويمحقه، فلا يدع له راحةٌ ولا مستقر، وهذا أدعى بأن يُخنس الشيطان ويُضعف مساعيه لإفساد المؤمن . وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ( إن المؤمن لينضي شياطينه كما ينضي أحدكم بعيره في السفر ) الراوي:أبو هريرة المحدث:الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 3586 خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
قال الإمام المناوي في "فتح القدير" ( 488-487/ 2) : ( إن المؤمن ينضي" -بنون ساكنة وضاد معجمة مكسورة- وفي رواية "لينضي شيطانه" أي يُهزِله ويجعله نضوا أي مهزولاً لكثرة إذلالهِ له وجعلهِ أسيرًا تحت قهرهِ وتصرفهِ، ومن أعز سلطان الله أعزه الله وسلطه على عدوه، وحكم عكسه عكس حكمه، فظهر أن المؤمن لا يزال يُنضي شيطانه "كما ينضي أحدكم بعيره في السفر"، لأنه إذا عرض لقلبه احترز عنه بمعرفة ربه، وإذا اعترض لنفسه وهي شهواته احترز بذكر الله، فهو أبدًا ينْضوه، فالبعير يتجشم في سفره أثقال حمولتهِ فيصير نضوًا لذلك، وشيطان المؤمن يتجشم أثقال غيظه منه لما يراه من الطاعة والوفاء )
وجاء -في نفس المصدر السابق- أن شخصـًا سأل الإمام الحسن البصري –رحمه الله تعالى- وقال له: أبا سعيد أينام إبليس؟ فتبتسم الإمام وقال: "لو نام لوجدنا راحة" وورد أن قيس بن الحجاج قال: قال لي شيطانٌ: "دخلتُ فيك وأنا مثل الجزور وأنا الآن كالعصفور" قُلتُ: ولِمَ ذا؟ قال: "أذبتني بكِتاب الله" -و "الجزور" الناقة أو البعير.
فالهِمةُ الهِمة والجدُّ الجدُّ، وليُنومَ كُلٌ مِنا شيطانهُ –بدءً من هذه الليلة- خارج المنزل، وليجعلهُ شيطانٌ شاحِبٌ أغبرٌ مهزولٌ، عصفورٌ لا جزورٌ ..
وفقنا الله الجميع لما يُحب ويرضى، وحفظهم من همزات الشياطين وأن يحضرون، ونسأله تعالى أن يجعلنا هُداةٌ مهديين.[/size] |
|