البداية
بينما تهب علينا نفحات رمضان
حيث نستنشق منها اجمل الروائح وابهاها ونتعطر بعطورها الندية وروانقها
البهيه ولياليها الروحانية نقدم دعوه للجميع في هذا الشهر الفضيل الذي
اوله رحمه وأوسطه مغفرة واخرة عنق من النار تقدمها دعوه مجللة بأكليل من
الورود والازهار للتسامح والتصالح مع النفس ومع الاله العزيز القدير دعوه
قدوتنا فيها المولي عز وجل في الرحمة والمغفرة وبفضلة ومنه العتق من النار
هذه الدعوه للتسامح قررت ان اجعلها عامه لتشمل المسلمين والمسيحيين وحتي
اليهود فقط من القي منهم السلم ولم يعتدي ولم يظهر لنا العداء او البغضاء
انها دعوه للتسامح لكل البشر ولكل الناس ولكل ولد ادم
انها دعوه اتمني ان تنشر وتصل
الي عنان السماء راجياً الاجر والغفران من رب العالمين انها دعوه للتسامح
التسامح والرضا هما مانرجوه من المولي عز وجل ومن انفسنا التي لاتهدأ ولا
تتسامح ولا تتقبل اي شئ دعوه نوجهها الي انفسنا اولاً قبل ان نوجهها الي
غيرنا
فالتسامح والسلام هما الهدف
الذي ينشده جميع الكائنات بلا اثتسناء فلماذا لانفتح صفحة جديدة من
التسامح مع انفسنا ومع الله عز وجل ومع غيرنا من البشر أخواني اتمني ان
تتقبلوا دعوتي هذه بصدر رحب فتعالوا الي عالم التسامح والرضا وهلموا
لنغترف قبسات من الهدوء والسلام والسماحه فهيا بنا الي عالم تحفة
الروحانيات
من منكم بلا خطيئة :-
حينما هم قوم من بني اسرائيل
برجم أمرأه زنت ((عاشرت شخص غير زوجها )) وقف بينهم المسيح عليه السلام
بوجة يتلألأ بالتسامح والهدوء والسكينه وقال لهم :-
من كان منكم بلا خطيئة فليقذفها بحجر ....
عندها توقفت الايدي القابضة علي
الاحجار وتوقفت الأنفس الملتهبة الثائرة ودارت الكثير من الافكار في
العقول كل منهم بدأ يفكر في خطيئة ارتكبها وستره الله تعالي فمن بين من
يمسك الاحجار من زنا وستره الله ومن بينهم من سرق واحتمي بستر الله تعالي
من بينهم من نم ومن سب ومن قذف ومن شهد زور ومن ارتكب الكثير من الموبقات
كأنت مقولة عيسي عليه السلام تصدم مشاعرهم بشدة فلا يوجد انسان علي ظهر
البصيرة معصوم من الخطأ لا يوجد انسان الا ويخطئ ولكن هناك من يتمادي في
الخطأ وهناك من يتوب الي الله نادماً فيتوب الله عليه
كانت دعوة عيسي عليه السلام ان نتفكر في انفسنا اولاً قبل ان نجلد غيرنا بلا رحمة
كانت مجرد كلمات بسيطة لكنها حملت الكثير من معاني التسامح والتفكر والتدبر في اخطائنا قبل ان نجلد غيرنا بالسياط بلا سفقه او رحمه
وتتكرر حادثه مشابهه مع النبي
حينما اتته امرأه زنت وقد حملت سفاحاً من الزنا وطلبت من النبي ان يطهرها
بحد الله تعالي وهو الرجم فطلب منها النبي الرحيم ان تعود وتأتيه بعد ان
تضع مولودها وهكذا عادت المرأه لتأتي النبي لعدها بفترة وهي تحمل المولود
الذي انجبته علي كتفها طالبة من النبي ان يطهرها بالحد فأمرها النبي ان
تعود وتأتيه بعد ان تفطم وليدها وعادت المراه للنبي بعد ان فطمت الصغير
كانت تحمل الصغير علي كتفها وفي يده كسرة خبز يلوكها زكانت هذه تأكيد من
المراأه للنبي ان الرضيع قد فطم وأصبح يأكل الخبز وأمر النبي بها ان تحد
وكان حدها هو الرجم ووقفت المرأه التائبه الصلبة وسط الحجاره المنهاله
عليها وهي تشعر ان هذه الاحجار تطهرها من الاثم الفادح الذي ارتكبته الي
ان تلقت حجر ضخم سقط علي رأسها فشقها فسقطت ميته ونعتها احد الصحابة
بالزانية قزجرة النبي عليه الصلاة والسلام عن سبها واخبر الجميع انها تابت
توبة لو وزعت علي اهل الارض جميعاً لوسعتهم وهكذا بكاها نبي الرحمه وصلي
عليها ودفنت في مدافن المسلمين مسلمة مؤمنة تائبة الي الله عز وجل توبة
عظيمة لو وزعت علي من في الارض وقتها لوسعتهم
لقد كانت تعلم ان حدها هو الرجم
وبالرغم من ذلك اصرت علي ان تحد واصرت علي ان تطهر نفسها من الاثم الذي
ارتكبته هذه المرأه العظيمة لم تستطع ان تسامح نفسها الا بحد الله عز وجل
لم تستطع ان تعيش علي ظهر الارض وهي تحمل هذا الاثم علي ظهرها كانت
الخطيئة تقتلها كل يوم وكان من الرحمه رجمها وتطهيرها من مرارة الشعور
بالذنب هذه المرأه توبتها تلك كانت من اعظم التوبات لأنها لم تستطع ان
تتسامح مع نفسها علي اثم قد ارتكبته ولذا كانت توبه عظيمة عظيمة عظم
الموقف نفسه وهي تقدم روحها فداء لجرم ارتكبته
كان يمكنها ان تندم وتتوب الي
الله وتستتر بأستار رحمته مفوضه الامر لله ان شاء عفي عنها وان شاء رحمها
لكنها لم تستطع ان تتجاوز عن خطئها وجرمها
النبي الرحيم نفسه شعر بمدي
توبتها الصادقة ورغبتها في تطهير نفسها لذا امهلها الي ان تضع حملها ثم
امهلها الي ان ترضع وتفطم رضيعها اعطاها الفرصه ان تسامح نفسها علي
مارارتكبته من اثم فادح لكن نفسها الطاهره لم تستطع ان تمحو الذنب لذا
عادت الي النبي حتي تطهر هذه النفس من اثمها وقد كان ..
التسامح مع النفس
هناك من فهم التسامح مع النفس
بصورة خاطئة فالتسامح مع النفس في وجهة نظرة هو ان يسمح لها بأرتكاب
الجرائم والاخطاء دون ذرة ندم وهكذا يكون تسامح مع نفسه لكنه في الحقيقة
مايفعله عكس ذلك انه يسئ الي نفسه ويثقلها بالذنوب والاثام والاخطاء
ان التسامح مع النفس معناه
الرضا عن النفس ويختلف هذا الشعور من شخص لأخر فهناك من اذا ارتكب صغيرة
من الصغائر يظل نادماً عليها اشد الندم الي ان يأتي بالكثير من الامور
الصالحه التي يشعر بعدها بالرضا عن نفسه وهكذا يختلف شعور التسامح مع
النفس من شخص لأخر وبالتالي كلما كان الانسان اكثر ندماً كلما كان اكثر
بذلاً للخير وللتوبة التي ستجعله يتسامح مع نفسه وبالتالي يمكننا ان نقول
عن الشخص المتسامح مع نفسه هو الانسان الاكثر توبة والاكثر ندماً اما
الانسان منعدم الضمير الذي يرتكب الكبائر والجرائم دون شعور بالندم ودون
حتي محاولة التكفير عن ذنوبة فهو شخص ظالم لنفسة هكذا وصفه القرأن بأنه
ظالم لنفسه مبين لأنه يثقلها بالكثير من الهموم ومن الذنوب ومن الخطايا
لذا فأياً كانت جريمتك وأياً كان ذنبك فحاول التوبة وحاول ان تكفر عن ذنبك
بكل ماتستطيع من قوة عندها ستكون متسامح مع نفسك
التسامح مع الله
لا تفهمني حطأ فليس انت ايها
العبدد الفقير لله من سيسامحه وانما من يسامح العباد هو الله عز وجل
تسامحك مع الله معناه قبولك لأمر الله اياً ما كان سواء اكان خير او شر
سواء كان حلو او مر تسامحك مع الله معناه تقبلك للقدر خيرة وشرة حلوة ومرة
اما من يسخط اذا اصابته مصيبه ويبكي وينوح ويلطم الخدود ويشق الجيوب فهذا
والعياذ بالله يخاصم الله ويشاققه لأنه يرفض ان يتقبل امر الله عز وجل
يرفض ان يتقبل القدر يرفض الاعتراف بمبدأ انا لله وانا اليه راجعون يرفض
الاعتراف بأن العاطي هو الله والمانع هو الله ايضاً يرفض الاعتراف انه لم
يكن شئ مذكورا وانه كان مجرد عدم وبفضل الله ورحمته اتي للحياة وكل ماهو
فيه فبفضل الله ونعمته لذا دعونا نتصالح مع الله ونتقبل المصائب والكوارث
والشدائد بصدر رحب
التسامح مع الاخرين
يتمثل هذا النوع من التسامح في
مقولة عيسي علية السلام (( من كان منكم بلا خطيئة فليقذفها بحجر ))
فالخطيئة تثقل كواحلنا جميعاً فكلنا غرقنا في بحر من الخطايا فماذا نفعل
ليعفو الله عنا ويسامحنا الامر بسيط فالقاعده انك اذا كنت متسامح فأن الله
تعالي سيتسامح معك وفي هذا يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم (( رحم الله
رجلاً كان سمحاً اذا باع واذا اشتري ةاذا اختلط))
فالتسامح هو ماسيوصلك الي
الرحمه والرحمه هي ماستوصلك الي المغفرة والمغفره هي ماستوصلك الي العتق
من النار دعوه للجميع بأن نتسامح وان نعفو عمن ظلمنا وان نصالح من خاصمنا
دعوه للجميع ان نقتبس من قبسات الرحمه والمغفرة من المولي عز وجل