| موضوع: ** آداب يوم الجمعة ** الإثنين 19 سبتمبر - 9:34 |
| لقد كان من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم تعظيم بوم الجمعة وتشريفه، وتخصيصه بعباداتٍ يختص بهاعن غيره، فله في الدين أحكامٌ مقررة، وآدابٌ محفوظة مرعية منها ** قراءة سورة الكهف ** ففي يوم الجمعة: يشرع قراءة سورة الكهف، كما أخرج الحاكم و البيهقي وغيرهما بسندٍ صحيح عنرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال{من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة سطع له نورٌ من تحتقدمه إلى عنان السماء يستضيء به يوم القيامة وغفر لهما بين الجمعتين **. ** كثرة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ** كما تستحب في هذا اليوم وليلته كثرة الصلاة على نبينامحمد صلى الله عليه وسلم، كما في الحديث الصحيح {فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي ** وفي حديثٍ آخر {أكثروا من الصلاة عليَّ يوم الجمعةوليلة الجمعة ** اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمدكما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنكحميدٌ مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركتعلى إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيد. يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله: رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الأنام، والجمعة سيدالأيام، فبالصلاة عليه في هذا اليوم مزية ليست لغيرة، وكل خيرٍ نالته أمته في الدنيا والآخرة فإنها نالته على يده،فجمع الله لأمته به من خيري الدنيا والآخرة، فأعظم كرامة تحصل له إنما تحصل يوم الجمعة، إذ فيهبعثهم إلى قصورهم ومنازلهم في الجنة، ويوم الجمعةهو يوم المزيد إذا دخلوا الجنة، وهو عيدٌ لهم في الدنيا، قال رحمه الله: وهذا كله إنما عرفوه وحصلوه بسببه وعلىيده عليه الصلاة والسلام، فمن شكره وأداء القليل في حقهأن يكثروا من الصلاة عليه في هذا اليوم والليلة. اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت علىإبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وباركعلى محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيد. ومن خصائص يوم الجمعة -أيها المسلمون-هذا المشهد العظيم، وهذا التجمع الكبير في صلاة الجمعة،إنها صلاة أسبوعية جامعة يجتمع فيها المسلمون فيمساجدهم الكبار ليشهدوا الخير والذكر، صلاة يسعى فيها المسلمون إلى ذكر الله،ويذرون البيع واللهو والتجارة، يتحللون من شئون المعاش، ويوثقون صلتهم بربهم،صفة خاصة، وهيئة خاصة، لخطبتيها وركعتيها من أعظم مجامع المسلمين. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم{الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضانمكفراتٌ لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر **رواه مسلم وغيره. ** التطيب والإغتسال ** ومن توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصتغفر له ما بين الجمعتين وزيادة ثلاثة أيام. اجتماعٌ إسلاميمهيب يزدان بالكمال والبهاء، وشذا المسك والعنبر، ممايشرح الصدور، ويسر القلوب، ويؤنس الإخوان، ويرضيالرب تبارك وتعالى، اجتماعٌ شرعت له آداب، وتقررت له مهذباتمن الاغتسال والتطيب، واتخاذ الزينة، والعناية بالبدن، وتطهير النفس، وإعزاز الدين. في الخبر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال{من اغتسل يوم الجمعة ومس من طيبه إن كان له، ولبسأحسن ثيابه ثم خرج وعليه السكينة حتى يأتي المسجد ثم يركع ما بدا له، ولم يؤذِ أحداً، ثم أنصت إذا خرج إمامه حتىيصلي كانت كفارة لما بينهما **. وخطب النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة،فرأى عليهم ثياب النمار، فقال {ما على أحدكم وجد سعة أن يتخذ ثوبين لجمعته سوىثوبي مهنته ** والماشي إلى الجمعة له في كل خطوة أجر سنة صيامهاوقيامها، كما في خبر {من غسل واغتسل وبكر وابتكر ودنا من الإمام فأنصت كانله بكل خطوة يخطوها صيام سنة وقيامها ** وذلك على الله يسير. رواه الإمام أحمد في مسنده بسندٍ صحيح ** التبكير إلى صلاة الجمعة ** كما يتأكد التبكير إليها تبكيرٌ في هدوءٍ وسكينة، من أجلاستجماع الذكر، وتدبر القرآن، والتهيؤ لسماع الوعظ، وقبولالنصح، لعل الله أن يغفر الذنوب، ويعظم الأجر، من هذاالذي لا تطيب نفسه بالتقدم والبكور والمسارعة للاستكثار من الأجور؟! ولقد قال بعض أهل العلم: كانت الطرقات على عهد السلف عامرة وقت السحروبعد الفجر بالمبكرين إلى الجمعة الذين يمشون بالسرج، ويقال إن أول بدعة أخرجت في الإسلامترك البكور إلى الجمعة، وإن البكور إليها لدليل شدة العناية بها، وقرب أهل الجنةيوم القيامة وسبقهم إلى الزيارة يوم المزيد بحسب قربهم من الإمام وتبكيرهم إلى الصلاة. ومن لطائف الأسرار في هذا المقام ما نبه إليه بعضأهل العلم حيث قال: لما كان يوم جمعة في أسبوع كالعيد في العام، وكان العيد مشتملاً على صلاة وقربان، وكان يوم الجمعة يوم صلاة، جعل الله سبحانه التبكير فيه إلى المسجد والمسارعة بدلاً من القربان، كما في الخبر الصحيح {من راح في الساعة الأولى فكأنماقرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة،ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن،ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة فإذا خرجالإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر **. عباد الله من أحب الخير لنفسه فليتقرب إلى الله وليبادر وليجتنبالتشاغل بالشواغل، من قال لصاحبه: أنصت فقد لغا،ومن مس الحصى فقد لغا، وليمتنع عن إيذاء المصلينوالتشويش عليهم بتخطي رقابهم، أو إيذائهم بالروائح الكريهةفي بدنه وملبسه ومأكله ومشربه. جاء رجلٌ يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة، ورسول الله صلىالله عليه وسلم قائمٌ يخطب فقال له{اجلس فقد آذيت وآنيت ** أي: آذيت بالتخطي، وآنيت:تأخرت عن المبادرة والتبكير. ** حسن الإستماع إلى الخطبة ** أما خطبة الجمعة -أيها الإخوة في الله- فناهيك بها فهي عظة الواعظ، وتطهير للنفوس، وترقيقٌ للقلوب، وشفاء للصدور، وتذكيرٌ بالله، وترغيبٌ في ثوابه، وترهيبٌ من عقابه و إيقاظٌ للقلوب،وما أنفع الكلم الطيب حين تحيا به القلوب! خطبٌ ومواعظ، فيها الثناء على الله، وتمجيده والشهادة لهبالوحدانية، ولنبيه بالرسالة والبلاغ، وتذكيرٌ للعباد في أيام الله، ووصيتهم بتقوى الله سبحانه، وما يقربهم إليه وإلى جناته،ويباعدهم عن سخطه ونيرانه. خطبٌ مشتملة على أصول الإسلام، وقواعد الديانة،وما تقتضيه الأحوال، وحثٌ على الفضائل، واجتناب الرذائل،مما يصلح الفرد والمجتمع في العاجل والآجل. إنها تجديدٌللعزائم، وتواصٍ بالمكارم، دعوات حق، وكلمات صدق، أمرٌ بمعروف، ونهيٌ عن منكر. الله أكبر! حين تخرج هذه المواعظ من قلوبٍ صادقة لتصبفي آذان صاغية، وأفئدة منشرحة تحب الناصحين، وتستجيب للواعظين،تسمع حين تسمعبقلوبٍ واجفة، وأجسادٍ خائفة، تتلقى أوامر ربها بعزمٍ شديد،وحزمٍ جليد، تطهر القلوب،وتمحو الذنوب، تيقظ القلوب الغافلة، وتنشط الهمم الوانية ، ويراجع المرء نفسه لينظر ما قدمت يداه. هذه هي خطبالجمعة، في مضامينها وعظاتها، وهذا هو المصلي الناصحلنفسه، منصتٌ لخطبة إمامه، مصغٍ لوعظ خطيبه، قد نفعهربه بالإرشاد والعظات، وتوجيهات الدين والدنيا كتبه الشيخ - صالح بن حميد |
|
| موضوع: رد: ** آداب يوم الجمعة ** الإثنين 19 سبتمبر - 17:57 |
| اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك شكرا ايمن على هذا الموضوع الرائع وجزاك الله خيرا |
|
| |