السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاحتجاج بالقدر على ارتكاب المعاصى والمنكرات

هناك مفهوم خاطئ يردده كثير من الناس ،ممن انحرف عن الصراط
المستقيم في اعتقاده وسلوكه ، إذ يجعلون من القدر حجة لهم على ضلالهم
وانحرافهم ، فإذا أذنب أحدهم ذنباً ، أو ارتكب خطيئة ، قال إن الأمر مقدر
علي ، ولا حيلة لي في دفعه . والعجيب أن هذا المنطق لا يحتج به أصحابه إلا
عند فعل المعاصي والسيئات ، ما يدل على فساد نية وخبث طوية ، أما إن أُخِذ
مال أحدهم لم يقل إنه فعل مقدر ، بل نجده يطالب وينافح بكل ما استطاع من
قوة ، فدل ذلك على فساد هذا المنطق عند صاحبه قبل غيره .

وقد بسط العلماء القول في بطلان الاحتجاج بالقدر على فعل
المعاصي والسيئات بوجوه كثيرة :
منها بيان التوافق وعدم التعارض بين
شرع الله وقدره ، ذلك أن المحتجين بالقدر لم يفهموا العلاقة بين شرع الله
وقدره ، وبيان هذه العلاقة - كما ذلك العلماء - أن الله خلق الخلق وجعل
فيهم القدرة على الإيمان والكفر ، قال تعالى :{
إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا } قال ابن زيد - من علماء التفسير في تفسير هذه الآية -
أي : " ننظر أي شيء يصنع ، أي الطريق يسلك ، وأيُّ الأمرين يأخذ .

فالإنسان وإن كان مكلفاً شرعاً ، إلا أن له حرية الاختيار
كونا وقدراً ، وهذا الأمر واقع مشاهد ، فما من إنسان إلا وهو يشعر بهذه
الحرية في الاختيار ، وبناء على هذه الحرية جاء التكليف الشرعي بوجوب
الإيمان وحرمة الكفر ، فحين لا يؤمن الإنسان يكون هو الذي لا يريد الإيمان ،
وحين يكفر يكون هو من أراد الكفر .

وأقرب مثال يدل على بطلان الاحتجاج بالقدر أن يقال : إن
الله ربط الأسباب بمسبباتها ، فإذا أراد العبد النبات قام بزراعة الأرض
وريها ، وإذا أراد الولد تزوج ، وهكذا إذا أراد الجنة آمن وعمل صالحاً ،
ولو قال العبد أنا أريد الولد ولن أتزوج ، وإن كان كتب لي ولد فسيأتيني ،
لعُدَّ من أجهل الجاهلين ، وكذلك إذا قال الإنسان: أريد الجنة ولن أعمل
صالحاً ، فإن كتب الله لي الجنة فسأدخلها ، عد كذلك من الجاهلين .

ومما يدل على بطلان الاحتجاج بالقدر ، أنه لو كان الاحتجاج
به صحيحاً لما كان هناك فائدة من بعثة الرسل وإنزال الكتب ، طالما أن كل
إنسان مجبور على فعل ما يفعل ، ولكان للعباد حجة على ربهم ، حيث سيحتجون
على الله جلا وعلا في عدم إجابتهم الرسل بقولهم : أمرتنا بالإيمان وأجبرتنا
على الكفر ، فكيف تحاسبنا على ما أجبرتنا عليه ، والله يقول مبينا الحكمة
من بعثة الرسل :{ رسلا مبشرين ومنذرين لئلا
يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيماً } ففي الآية دلالة ظاهرة على بطلان الاحتجاج بالقدر .

ومن أوجه بطلان الاحتجاج بالقدر - إضافة لما تقدم - أنه لو
كان الاحتجاج به صحيحاً لاحتج به أهل النار عندما سئلوا { ما سلككم في سقر
} فأجابوا : { لم نك من المصلين ، ولم نك
نطعم المسكين ، وكنا نخوض مع الخائضين ، وكنا نكذب بيوم الدين } فلو كان الاحتجاج بالقدر صحيحا ، لقال أهل النار أجبرنا
الله على فعل الكفر ثم عاقبنا عليه ولم يذكر ويعللوا دخولهم النار بسبب تقصيرهم فى جنب الله تعالى وتركهم الصلوات وغيرها .

هذه بعض أوجه الرد على تلك الحجة الداحضة ، والواجب على
المسلم ألا ينساق وراء هذه الأعذار ، وأن يكون حاله عند سماع أمر الله
ورسوله كمن وصفهم الله بقوله : { إنما كان
قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا
وأولئك هم المفلحون } ، فكذلك كان حال الصحابة رضي الله
عنهم إذا سمع أحدهم أمر الله ورسوله ،امتثل وأذعن
بالاضافه الى :
- ان الله اضاف عمل العبد اليه وجعله كسبا له فقال تعالى ( اليوم تجزى كل نفس بما كسبت)
- ان الله أمر العبد ونهاه ولم يكلفه الا ما استتطاع وما فى مقدوره واستطاعته لقوله تعالى ( لا يكلف الله نفسا الا وسعها) وقوله ( فاتقوا الله ما استطعتم )
- ان العبد قبفل ان يقدم على فعل المعصيه لا
يدرى ما قدر له وبذلك فهو يستطيع ان لا يفعل تلك المحرمات والاخطاء فلماذا
يفعل المعصيه ثم يحتج بالقدر؟
- أنه لو كان الاحتجاج به صحيحاً لما كان
هناك فائدة من بعثة الرسل وإنزال الكتب ، طالما أن كل إنسان مجبور على فعل
ما يفعل ، ولكان للعباد حجة على ربهم ، حيث سيحتجون على الله جلا وعلا في
عدم إجابتهم الرسل بقولهم : أمرتنا بالإيمان وأجبرتنا على الكفر ، فكيف
تحاسبنا على ما أجبرتنا عليه ، والله يقول مبينا الحكمة من بعثة الرسل :{
رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله
عزيزا حكيماً }
- إن الله ربط الأسباب بمسبباتها ، فإذا أراد العبد
النبات قام بزراعة الأرض وريها ، وإذا أراد الولد تزوج ، وهكذا إذا أراد
الجنة آمن وعمل صالحاً ، ولو قال العبد أنا أريد الولد ولن أتزوج ، وإن كان
كتب لي ولد فسيأتيني ، لعُدَّ من أجهل الجاهلين ، وكذلك إذا قال الإنسان:
أريد الجنة ولن أعمل صالحاً ، فإن كتب الله لي الجنة فسأدخلها ، عد كذلك من
الجاهلين .
- ومن أوجه بطلان الاحتجاج بالقدر - إضافة لما تقدم - أنه
لو كان الاحتجاج به صحيحاً لاحتج به أهل النار عندما سئلوا { ما سلككم في
سقر } فأجابوا : { لم نك من المصلين ، ولم نك نطعم المسكين ، وكنا نخوض مع
الخائضين ، وكنا نكذب بيوم الدين } فلو كان الاحتجاج بالقدر صحيحا ، لقال
أهل النار أجبرنا الله على فعل الكفر ثم عاقبنا عليه ولكنهم لم يقولوا ذلك وارجعوا الامر الى تقصيرهم فى حق طاعة ربهم


يتبع ان شاء الله ...............

الموضوعالأصلي : الاحتجاج بالقدر على ارتكاب المعاصى والمنكرات المصدر : منتديات مملكة فلسطينى الكاتب: flestiny

Tweet

جزاك الله خيرا أخى الفاضل على هذا الموضوع القيم
سلمت يمينك
تقبل مرورى المتواضع

الموضوعالأصلي : الاحتجاج بالقدر على ارتكاب المعاصى والمنكرات المصدر : منتديات مملكة فلسطينى الكاتب: elkashif

Tweet

الموضوعالأصلي : الاحتجاج بالقدر على ارتكاب المعاصى والمنكرات المصدر : منتديات مملكة فلسطينى الكاتب: lola_raf

Tweet

الموضوعالأصلي : الاحتجاج بالقدر على ارتكاب المعاصى والمنكرات المصدر : منتديات مملكة فلسطينى الكاتب: flestiny

Tweet

جزاك الله خيرا



وربنا يجعله فى ميزان حسناتك

الموضوعالأصلي : الاحتجاج بالقدر على ارتكاب المعاصى والمنكرات المصدر : منتديات مملكة فلسطينى الكاتب: حورية الجنة

Tweet

جزاكى الله خيرا نور على مرورك الكريم
تحياتى لشخصك الكريم

الموضوعالأصلي : الاحتجاج بالقدر على ارتكاب المعاصى والمنكرات المصدر : منتديات مملكة فلسطينى الكاتب: flestiny

Tweet

هناك مفهوم خاطئ يردده كثير من الناس ،ممن انحرف عن الصراط
المستقيم في اعتقاده وسلوكه ، إذ يجعلون من القدر حجة لهم على ضلالهم
وانحرافهم ، فإذا أذنب أحدهم ذنباً ، أو ارتكب خطيئة ، قال إن الأمر مقدر
علي ، ولا حيلة لي في دفعه .
فعلا محمد مفهوم خاطئ لانه بالرغم من كل شئ مقدر ان الانسان مخير فبيديه يستطيع ان يغير من سلوكه

ولو حقا القدر مبرر علي فعل المعصيه فلما

اعطي الله الانسان القدره علي التفكير في الشئ هل يفعله ام لا

ولا ننسي

ان الانسان بيديه تغيير ما في ايدي الملائكه من صحف اذا دعاء الي الله بقلب صافي وروح مومنه خاشيه

وكما ذكر رسولنا عليه الصلاه والسلام في الحديث الذي يقول

لا يرد القدر الا بالدعاء رواه احمد والترمزي

ففعل المعصيه ليس لها مبرر غير ان الانسان استمع الي اغواء الشيطان وحين يقع يقول القدر

بيدك التقرب من الله وحينها لن تقع في الخطا فانت من قررت البعد عن ربك من اجل ميولك وليس القدر

واخيرا

ربنا يهدينا ويهدي اصحاب القلوب المريضه امثال هولاء


وجزاك الله كل خير محمد علي طرحك الاكثر من رائع

بارك الله فيك وكتر من امثالك

تحياتي وتقديري

الموضوعالأصلي : الاحتجاج بالقدر على ارتكاب المعاصى والمنكرات المصدر : منتديات مملكة فلسطينى الكاتب: sara

Tweet