موقع القصة في القرآن الكريم:
ورد ذكر القصة في سورة البقرة الآيات 246-251.
القصة:
ذهب بنو إسرائيل لنبيهم يوما.. سألوه: ألسنا مظلومين؟
قال: بلى..
قالوا: ألسنا مشردين؟
قال: بلى..
قالوا: ابعث لنا ملكا يجمعنا تحت رايته كي
نقاتل في سبيل الله ونستعيد أرضنا ومجدنا.
قال نبيهم وكان أعلم بهم: هل أنتم واثقون من
القتال لو كتب عليكم القتال؟
قالوا: ولماذا لا نقاتل في سبيل الله، وقد
طردنا من ديارنا، وتشرد أبناؤنا، وساء
حالنا؟
قال نبيهم: إن الله اختار لكم طالوت ملكا
عليكم.
قالوا: كيف يكون ملكا علينا وهو ليس من
أبناء الأسرة التي يخرج منها الملوك -أبناء
يهوذا- كما أنه ليس غنيا وفينا من هو أغنى
منه؟
قال نبيهم: إن الله اختاره، وفضله عليكم
بعلمه وقوة جسمه.
قالوا: ما هي آية ملكه؟
قال لهم نبيهم: يسرجع لكم التابوت تجمله
الملائكة.
ووقعت هذه المعجزة.. وعادت إليهم التوراة
يوما.. ثم تجهز جيش طالوت، وسار
الجيش طويلا حتى أحس الجنود بالعطش..
قال الملك طالوت لجنوده: سنصادف نهرا
في الطريق، فمن شرب منه فليخرج من
الجيش، ومن لم يذقه وإنما بل ريقه فقط
فليبق معي في الجيش..
وجاء النهر فشرب معظم الجنود، وخرجوا
من الجيش، وكان طالوت قد أعد هذا
الامتحان ليعرف من يطيعه من الجنود ومن
يعصاه، وليعرف أيهم قوي الإرادة ويتحمل
العطش، وأيهم ضعيف الإرادة ويستسلم
بسرعة. لم يبق إلا ثلاثمئة وثلاثة عشر
رجلا، لكن جميعهم من الشجعان.
كان عدد أفراد جيش طالوت قليلا، وكان
جيش العدو كبيرا وقويا.. فشعر بعض -
هؤلاء الصفوة- أنهم أضعف من جالوت
وجيشه وقالوا: كيف نهزم هذا الجيش
الجبار..؟!
قال المؤمنون من جيش طالوت: النصر ليس
بالعدة والعتاد، إنما النصر من عند الله.. (كَم
مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ)..
فثبّتوهم.
وبرز جالوت في دروعه الحديدية وسلاحه،
وهو يطلب أحدا يبارزه.. وخاف منه جنود
طالوت جميعا.. وهنا برز من جيش طالوت
راعي غنم صغير هو داود.. كان داود
مؤمنا بالله، وكان يعلم أن الإيمان بالله هو
القوة الحقيقية في هذا الكون، وأن العبرة
ليست بكثرة السلاح، ولا ضخامة الجسم
ومظهر الباطل.