السلام عليكُم ورحمة الله وبركاته ..
قد تستغرب من العنوان وتتساءل ..
وهل التغافل فن .!؟
والحقيقة هي نعم ، التغافل فن راقِ : لا يتقنه إلا محترفوا السعادة بإذن الله ..
وما نقصده بالتأكيد ليس التغافل عن الأمــور الجيدة ..
بل التغافل عن الأمور التي تضايق الإنسان في حياته وتسبب له النكد والغضب ..
فمثلاً ، إذا كان هناك إزعاج شديد في بيتكم " أصوات أطفال & مكنسه كهربائيه & شجارات & تـفحيط في الشارع ..
جرب أن تتغافل عن كل ذلك وركز في قراءتك ، أو سماعك شريطك ، أو رسمك المبدع ..
وضع عقلك وذهنك في حالة [ تغافل ] تام عن كل ما يزعجه ..
لا تستغرب ..! جرب وحاول وستتعود على هذه القدره الرائعه ..
التغافل جميل جداً ، خاصة عندما يكون حولك الكثير من ضغوط الحياة ..
لا تركز في كل ما حولك من مضايقات ..
بلإغفل عنها ، والتفت عنها بعيداً ..
إن تركيزك وتفكيرك في هذه الأمور وحديثك حولها بالشكوى والتذمر يزيدك ألماً وتعباً ..
أما تغافلك عنها فيريح أعصابك ~ ويمنحك طاقه لبقية يومك ..
حتى في حياتك الإجتماعيه ، حاول أن تغفل عن بعض المكدرات مثل سلوك فلان وكلام علان ، وماذا كان يقصد هذا وسترتــاح ..
من الصعب طبعاً أن تبقى في حالة غفله أو تغافل تام طوال الوقت ..
كثيراً مااينهار الإنسان مهما حاول ..
لكن التغافل أفضل من أن يبقى طوال الوقت متوتراً ..
والتغافل بالتأكيد لا يعني أن لا يحاول الإنسان معالجة مشاكله ..
لكنه يفيدك في التعامل مع ضغوط الحياة البسيطه المتكرره والتي قد تدفعنا إلى الجنون أحياناً ..
أذكر شاباً أعرفه : كان دائماً مبتسم وسعيد ، مهما حصل معه من ظروف في دراسته أو مهما أساء البعض إليه
كنت أعتقد أنه لا يشعر بما يدور حوله ولا يهتم ..
لكنه أسر لي ذات يوم : أنا أعرف كل ما يدور حولي ، لكني أتغافل عنه ..!
تعجبت منه كثيراً ، وأدركت سر سعادته وابتسامته