الحمد لله وكفى وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى ولا سيّما عبده المصطفى
وبعد ،،
هل قلبك كقميصك ؟؟؟!!!
أقصد هل تُحافظ على قلبك كما تُحافظ على قميصك ؟!!
لا تتعجب من السؤال !!!
فليس هناك عجب !!!
ولكــــــن !!!
فلنتصور أنك قد إرتديت قميص أبيض جميل !!!
وكان هذا القميص هدية من والدك !!!
فبعد أن قبلت يديه وشكرته على هديته إرتديت القميص ،،
وذهبت بالقميص إلى المكان الذي تُريد ثم عند عودتك يحدث مالم يكن في الحسبان !!!
يسقط عليك بعض المياه الملوثة مما تُسبب في سواداً في القميص !!!
فبالله عليك أخي خبّرني ماذا أنت صانع في هذه اللحظة ؟؟!!!
هل تستطيع أن تلبس قميصك وهو مازال مُتسخاً أسوداً ؟!!!
بالطبع لا
ولنتصور حدوث شئ آخر فبعد أن تسلمت الهدية من والدك وبالطبع شكرته عليها !!!
رأيت والدك يُحذرك أن جيرانكم دائماً يُلقون بمياه ملوثة في الطريق !!!
وقال لك أحذر يا بُنيّ أن تمشي في الطريق ويسقط عليك شيئا مما يرميه جيرانك فيُفسد لك القميص الجديد ؟!!
فبالله عليك خبّرني ماذا أنت صانع في هذه اللحظة ؟!!
هل ستمشي في هذا الطريق ؟؟!!
وإن مشيت فيه هل ستمشي دون توخي الحذر ؟؟!!!
بالطبع لا
هذا بالنسبة لقميصك فهل لنا أن نتكلم قليلاً عن قلبك ؟!!
إذاً فلتُصلي أولاً على الحبيب محمد ،،
وثانياً أهديك هذا الحديث وهو من أجمل الأحاديث وكل أحاديث نبينا جميلة ،،
قال رسول الله :
" تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء ، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء ، حتى تصير على قلبين ، على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض والآخر أسود مرباداً ، كالكوز مجخياً لا يعرف معروفا ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه"
هل تأملت الحديث جيداً ؟؟!!
إذاً فهل لا حظت ما ذكره حبيبك المصطفى ؟!!
شبه لك الحبيب عرض الفتن على القلوب بأنها عودا عودا أيّ فتنة فتنة ،،
فأول فتنة وقعت في قلبك وأشربتها ولم تنكرها نُكتت في قلبك نُكتة سوداء !!!
فلنتصور أنك كنت ذاهباً إلى كليتك أو وظيفتك وأثناء سيرك سمعت هذه الأغنية من صديق لك أو غيرها من الفتن !!!
فهذه هي الفتنة فإن لم تُنكرها فكأنما وقعت المياه الملوثة على قميصك !!!
فبالله عليك خبّرني ماذا أنت صانع في هذه اللحظة ؟!!!
هل ستبذل نفس الجهد الذي بذلته سابقاً ولكن الآن كي تُعيد لقلبك صفاؤه ونقاؤه ؟؟!!
أم ستقابل الناس وستقابل رب الناس بهذا القلب ؟!!!
بالطبع أنت من تستطيع الإجابة !!!
ولنتصور أخي أنك أثناء ذهابك من طريق مُعين حذرك بعض الناس من أنّ هذا الطريق يحتوي على غناء ويحتوي على ما يُغضب الله ؟؟!!
فبالله عليك خبّرني ماذا أنت صانع في هذه اللحظة ؟!!!
هل ستمشي من هذا الطريق ؟!!!
وإن مشيت هل ستتوخى الحذر ألا يقع نظرك أو تسمع ما يُغضب الله ويلوث قلبك ؟!!!
بالطبع أنت من تستطيع الإجابة !!
فهل قارنت أخي بين موقفك من قميصك وقلبك ؟!!!
أولاً قد شكرت والدك الذي أهدى إليك القميص الجديد الأبيض ،،
فهل شكرت ربك الذي وهبك قلب سليم على الفطرة وإجتباك واصطفاك لدينه ولتكون من أهل سنة رسوله ؟!!!
ثانياً فلتنظر إلى موقفك تجاه المياه الملوثه التي سقطت على قميصك وقد حاولت وبذلت كل ما تستطيع أن تمحوا أثر هذه المياه من قميصك ،،
فهل بذلت نفس الجهد في أن تمحوا النكتة السوداء التي في قلبك بسبب فتنة الغناء أو الأفلام أو المسلسلات أو النساء أو أو أو ؟؟!!
ثالثاً فلتنظر إلى موقفك حينما حذّرك والدك من طريق يحتوي على مياه ملوثه قد تسقط على قميصك الجديد فلم تمش في الطريق وإن مشيت توخيت الحذر ،،
فهل حينما حذّرك ربك من الجلوس في أماكن الفتن ومعصية الله والتي تجعل القلوب سوداء لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا أيضاً لم تمش أو تجلس في هذه الأماكن وإن مشيت توخيت الحذر عن أن تسقط عيناك أو أن تسمع بأذنيك ما يُغضب الله ويُسبب سواد قلبك ؟؟!!!
أخي بعد أن تُجيب إلى الأسئلة تستطيع أن تحكم أيهما أغلى عندك قلبك أم قميصك !!!!
وإن وجدت أنك كنت مُقصراً في حق قلبك من المحافظه عليه فحاول أن تجد المرآة التي تسطتيع بواستطها أن ترى قلبك كيف لونه الأن ،،
ولتُحاول جاهداً بكل الوسائل إزالة هذا السواد من على قلبك بالبكاء والتوبة إلى الله وبالبعد عن أماكن معصية الله مهما كانت !!!
سواء كان فرح لأخيك أو أختك أو أقرب أقاربك يحتوي على معصية الله من غناء وإختلاط ،،
وسواء من تلفزيون يحتوي على مُسلسلات وأفلام ماجنة ،،
وسواء وسواء إلى أن ترجع بقلبك كما كان أبيضاً ولتُحاول على إزالة أيّ نقطة من السواد تسقط فيه !!