فاضت بالعَبرة عيناه *** أضناه الحُلم وأشقاه
شيخٌ تتمزق مُهجتُه *** تتندى بالدمع لَحياه
ينتزع الخطوة مهموماً *** والكون يناشد مسراه
وغلامٌ جاء على كِبَرٍ *** يتعقّبُ في السير أباه
والحيرة تُثقل كاهله *** وتُبعثر في الدرب خطاه
ويهم الشيخُ لغايته *** ويشُدُّ الابن بيمناهُ
بلغا في السعي نهايته *** والشيخُ يكابد بلواه
والمشهد يبلغُ ذروته *** وأشد الأمر وأقساه
وأُمرتُ بذبحك يا ولدي *** فانظر في الأمر وعقباه
ويجيب العبد بلا فزع *** افعل ما تُؤمر أبتاه
لن أعصي لله أمراً *** من يعصي يوماً مولاه ؟
واستلَّ الوالد سكيناً *** واستسلم ابنٌ لرداه
ألقاه برفق لجبينٍ *** كي لا تتلقى عيناه
أرأيتم قلباً أبوياً *** يتقبل أمراً يأباه !
أرأيتم ابناً يتلقى *** أمراً بالذبح ويرضاه !
ويقول الحقُ ورحمتُه *** سبقتْ في فضل عطاياه
صدَّقتَ الرؤيا لا تحزنْ *** يا إبراهيمُ فديناه