مونيتور: الاستقرار المفروض بقمع المعارضين هش ويمكن أن يأتي بنتائج عكسية
كشفت
الموجة النادرة من الاحتجاجات التي تجتاح تونس منذ الشهر الماضي بسبب
ارتفاع معدلات البطالة، واستياء التونسيين من "نظامهم الاستبدادي الفاسد" أن الاستقرار المفروض بقمع المعارضين هش ويمكن أن يأتي بنتائج عكسية, حسب ما جاء في تعليق لمراسلة صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية بالقاهرة.
وحذرت كريستين تشيك في تعليقها من عواقب هذه الاحتجاجات على "الأنظمة الاستبدادية في الشرق الأوسط".
واعتبرت إقدام
الرئيس التونسي زين العابدين بن علي على إقالة وزير داخليته وسط تفاقم
الوضع دليلا على مدى الاهتزاز الذي أصاب أركان النظام التونسي.
وأضافت أن احتجاجات
تونس، وما صاحبها من أعمال شغب في الجزائر المجاورة واضطرابات في الأردن،
كلها مؤشرات تثير قلق القاهرة. وذكرت أن نسبة كبيرة من سكان مصر التي تعد
أكبر الدول العربية من حيث عدد سكانها, هي من الشباب الذين يعانون من نسب
بطالة أعلى من بقية قطاعات المجتمع ونظام حكم سياسي لا يترك مجالا
للمعارضة.
ورغم
أن الكاتبة لا تتوقع أن تؤدي احتجاجات تونس إلى إسقاط أي حكومة في المنطقة
في المستقبل القريب، فإنها دقت ناقوس خطر تفاقم تلك الاضطرابات إن أصر
القادة الذين يحكمون بقبضة من حديد منذ عقود على التصدي لهذه الاحتجاجات
بمزيد من القمع بدلا من محاولة التنفيس عن الشعوب الغاضبة.
ونقلت عن المحلل
بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية بالقاهرة ضياء رشوان قوله
"تونس إنذار للنظام المصري" مضيفا أن "أي نظام يفكر بطريقة سليمة سيتخذ
إجراءات للتصدي لهذه الوضعية الجديدة".
وأردف رشوان يقول إنه لا يعتقد أن "مصر لديها أي إستراتيجية لمواجهة ذلك".
لكن وزير التجارة
المصري أصر على أن "سيناريو تونس" لا يمكن أن يتكرر في مصر، قائلا إن
الظروف مختلفة، وإن مصر ماضية في الحفاظ على دعم المواد الغذائية للإبقاء
على الأسعار منخفضة.
|
تونس المصادمات وعصا الحكومة السحرية
|
التغيير
وعن التوقعات بشأن الاحتجاجات بتونس, نقلت المراسلة عن الخبير الاقتصادي بمركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت لحسن عشي توقعه أن "يستمر الناس في (تونس) في الاحتجاج لأن رسالتهم لم تصل بعد إلى النظام".
واعتبر أن استمرار الاحتجاجات يمثل إشارة
قوية على أن التونسيين يعانون من آثار سياسات نظامهم وبأن لديهم تطلعات",
مضيفا "أنهم يعرفون ما يريدون وأنهم مصرون على تحقيق مطالبهم من أجل
التغيير".
وقال إن نوع الاستجابة التي يتوقعها المحتجون التونسيون "مؤسسية وسياسية، وليست مجرد مسألة وعود بتوفير عدد معين من الوظائف".
ولا يختلف هذا
التحليل عن ما جاء في افتتاحية لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية إذ قالت
إن التونسيين بعد عقود من الحكم الاستبدادي سئموا الإحباط من البطالة
المرتفعة والفساد المستشري وانعدام التمثيل السياسي.
ودعت الصحيفة
الحكومة التونسية إلى التفكير مرة أخرى في الإجراءات التي اتخذتها بعد أن
ردت على الاحتجاجات بقتل المتظاهرين وإغلاق المدارس والجامعات.
وأكدت أن الإصلاح
هو الرد المناسب على هذا التذمر الذي يدوي صداه وصدى القرارات المحتملة
التي ستتخذ للتصدي له في جميع أنحاء العالم العربي.
واعتبرت أن الوقت
قد حان للقادة السياسيين، في بلدان المغرب العربي وخارجه كي يصغون لشعوبهم
و"يأخذون العبر من ثورة الياسمين في تونس".