أجمع
مختصون سياسيون وأمنيون على ضرورة توحيد الجهود بين المؤسسات الحكومية
وأفراد المجتمع لتجنيب قطاع غزة أي حرب جديدة، والاستفادة من الحرب الأخيرة
في حماية الجبهة الداخلية في مواجهة أي عدوان محتمل.
وطالب المختصون بندوة سياسية، نظمتها
وزارة الثقافة بالحكومة المقالة بعنوان عدوان غزة واستخلاص العبر، المؤسسات
الحكومية بإشراك فئات المجتمع في كافة القطاعات السياسية والاقتصادية
والاجتماعية لإعادة هيكلتها.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة
الأزهر ناجي شراب أن إسرائيل تتبع في سياستها نظرية القوة وتعتبر نفسها
دولة فوق القانون، وتعتبر القطاع من مكونات أمنها، لذلك فلن تسمع بتطور
ونمو قوة المقاومة سواء بغزة أو الضفة.
وأضاف "نريد من غزة رؤية تنموية حضارية
وسياسية، وبالتالي ليس من مصلحتنا أن نعيد الاحتلال للسيطرة على قطاع غزة
أو نشوب حرب جديدة لأن مفهوم الحرب لدى إسرائيل هو التدمير وليس الانتصار".
لكنه ذكر أن ذلك لا يعني إسقاط خيار المقاومة، وإنما نزع كل الذرائع
والمبررات من يد إسرائيل.
هدف الحربوبين
شراب في كلمته خلال الندوة أن الذي يحكم السلوك الإسرائيلي هو البقاء،
لافتاً إلى أن الهدف الإسرائيلي الأساسي من أي حرب من الحروب على قطاع غزة
هو إبقاؤه في حالة دمار شامل، لافتاً إلى أن ما يفسر ذلك سلوك الاحتلال في
استمرار حصاره للقطاع.
|
يوسف: الإعلام الفلسطيني لعب دورا كبيرا في نقل الأحداث (الجزيرة نت)
|
بدوره
شدد المستشار السياسي لوزارة الخارجية بغزة، أحمد يوسف على أهمية العمل
الإعلامي ومركزيته في الصراع مع الاحتلال، والعمل على تطوير أداء المؤسسات
الإعلامية على المستويين الحكومي والتجاري.
وأكد يوسف أن الإعلام الفلسطيني لعب دورا
كبيرا في نقل الأحداث والوقائع للرأي العام الخارجي خلال الحرب على غزة،
رغم الإمكانيات الهائلة التي وظفتها دولة الاحتلال لتصوير عدوانها على أنه
رد فعل على اعتداءات فصائل المقاومة الفلسطينية.
وقال أيضا على هامش الندوة للجزيرة نت
"لدينا جيل إعلامي يمتلك القدرة على نقل صورة المشهد الفلسطيني بكل تجلياته
للعالم الخارجي، لذلك يجب أن نستثمر هؤلاء الشباب لتطوير خبراتهم
وإمكانياتهم الإعلامية".
وطالب المستشار السياسي بإنشاء مركز
إعلامي يقدم المعلومات المجانية لكافة الصحفيين ويكون مرجعاً يزودهم بكل ما
يلزمهم من تفاصيل تعزز عملهم، ودعا أيضاً إلى توفير ناطقين إعلاميين
باللغات الأجنبية في غزة من أجل نقل حقيقية ما يجري من أحداث ومعلومات بدقة
بعيداً عن الترجمة الضعيفة
دعوات وتحذيرات من
جهته أكد المختص بالشؤون الأمنية والمسؤول الأمني، محمد لافي، ضرورة وضع
خطة لتنظم العمل بين رجال المقاومة بالجبهات الأمامية، والتأكد من أي عنصر
قبل التحاقه بصفوف أي تنظيم مقاوم لتجنب الاختراق الأمني لهذا التنظيم.
ودعا فصائل المقاومة في غزة إلى العمل
لتطوير خططها العسكرية ومحاولة الحصول على أسلحة وأجهزة تكنولوجية أكثر
تطوراً للتصدي لأي عدوان جديد، محذراً العاملين بالفصائل من استخدام
الأجهزة الخلوية والمواقع الإلكترونية في حال حدوث حرب جديدة.
وشدد لافي على ضرورة التعاون المشترك بين
الأجهزة الأمنية للتمكن من ملاحقة وضبط كافة العملاء لحماية الجبهة
الداخلية، والعمل على رصد كافة مخططات الاحتلال العدوانية لإفشالها