تسمية المسيح بعيسى عليه السلام يوافق لسان العرب، فهو من مادة "عَيَسَ" وكانت التسمية من الله تعالى قبل النفخ في رحم مريم، في قوله تعالى: (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ (45) آل عمران. وقبل ذلك في كلمات القرآن الذي سبق تحديد كلماته من الله قبل خلق الإنسان الذي سيعبد الله به في الأرض.
فقال تعالى: (الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) الرحمن؛ فأسماء الأنبياء وغيرهم مما ذكر في القرآن الكريم سبق وجودهم، ويوافق لسان العرب الذي نزل به القرآن الذي ذكروا فيه.
جاءت مادة "عَيَسَ" التي اشتق منها اسم عيسى عليه السلام في صفاء الشيء، وعدم اختلاطه بما يغيره، ومن ذلك جاءت تسمية الإبل العيس للإبل البيضاء التي خلص لونها ولم يختلط بلون آخر يؤثر عليه، أو بها قليل من الصفرة التي لا تؤثر على لونها.
والبويضة التي يخلق منها الإنسان لونها أبيض مشرئب ببعض الصفرة.
فكل البشر خلقوا من ماءين؛ أحدهما من الأب، والآخر من الأم، إلا عيسى عليه السلام خلق من ماء واحد لم يختلط بغيره، فقد جاء هذا الماء من جهة واحدة؛ هي جهة أمه فقط، لذلك لا ينسب عيسى عليه السلام إلا لأمه، فعندما يذكر لا يقال إلا "عيسى ابن مريم".