أوباما
بين الماسونيه والماركسيه
بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله محمدا بن عبد الله النبى الأمى الأمين وعلى أله
وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
ثم
أما بعد
لم
أجد أفضل وأنسب من هذا العنوان لكلمة باراك أوباما للعالم الإسلامى .
ففى
ظل هذه التغيرات الجذريه التى يمر بها الشرق الأوسط كافه وبلاد العرب والمسلمون
خاصه . فبعد أن أشعلت نيران الثورات المباركه التى هبت لإقتلاع الفساد والإستبداد
والدكتاتوريه وتجريد هذه الأرض الطاهره من الظلم والطمس والتأخر الذى أودى بتخلف
بشع فى جميع المجالات . فبعد أن أصبح رصيدنا فى البورصة العالميه إقتصاديا
وإجتماعيا وثقافيا وفكريا وتعليميا يساوى صفر . وبعد أن طال هذا الإستبداد والتخلف
مايقرب قرنا من الزمان شاء الله لأن تنبعث
شرارة الإصلاح والتقدم والإزدهار والرقى . وءان الوقت الذى يبدأ المسلمون فيه
بتلمس طريقهم نحو تبوئهم لمكانتهم
المفقوده من عدة عقود مضت . ووسط هذه الأحداث الكاسحه التى يقول فيها الشعوب
كلمتهم والتى يتم فيها إعادة هيكله لنظم وقوى وسياسات الشرق الأوسط وبلدانه توجه
الرئيس الأمريكى بكلمته الثانيه للعالم الإسلامى بوجه خاص من مبنى وزارة الخارجيه
الأمريكيه وهى الثانيه من نوعها بعد كلمته الملقاه من القاهره . وما قاله السيد
أوباما هو كلام سطحى دأبت أذاننا أن تسمعه وكرهت واشمأزت نفوسنا من تكراره كلام
عفى عليه الزمن . وإختصارا وحتى لا أطيل على حضراتكم .
ترتكز كلمة الرئيس فى بنود خمسه وهى .
1_
رؤيه أمريكيه للوضع الراهن فى الشرق الأوسط . ومايحدث فيه من ثورات شعبيه
2_تعزيز
أمريكا للديمقراطيه بوجه عام ومساندتها ( ماديا ومعنويا ) لهذه الشعوب التى من
حقها أن تنعم بالديمقراطيه .
3_
استنكار أمريكا لما يحدث فى هذه البلاد من قمع وقتل للمتظاهرين السلميين والذى تتمثل
فى ( سوريا وليبيا واليمن ) بالتحديد .
4_ استنكارا مشينا لما أسماه بالإرهاب وأحقية
أمريكا فى قتل بن لادن .
5_
وأخيرا القضيه المحوريه وهى فلسطين ( العرب وإسرائيل ) .
غرد
المخبول الأمريكى أوباما من منطلق أمريكا وديمقراطيتها المزعومه . فقد بدأ حواره
بالرؤيه الأمريكيه وعزز من موقف أمريكا تجاه الديمقراطيه فى بلاد العرب ودعم
أمريكا لها والذى أشار فيه عن إعفاء مصر من بعض من ديونها والإستثمار فى مصر وتونس
بملغ مليار دولار . وأدان واستنكر ما حدث ويحدث من الأنظمه الدكتاتوريه من قمع
وقتل وإعتقال جماعى . وانتقل إلى نقطة أخرى ليحول الشهيد الشيخ أسامه بن لادن إلى
إرهابى على حد قوله ( بن لادن ليس شهيدا لأنه ركز على ما يهدمه لا ما يبنيه ) ولا
أعلم ماذا يسمى ما فعلته وتفعله أمريكا فى أفغانستان والعراق وما تفعله إسرائيل فى
فلسطين . أمريكا من صورت هذا المجاهد إرهابيا فى نظر العالم بإعلامها وفكرها
وثقافتها المزيفه التى ليس فيها من الحقيقه إلا ما تؤمن به هى وما تريد أن تمليه وتلقنه للعالم لتبرئة إرهابها وأفعالها
الإجراميه ويكون لها النصيب الأوفى بين الأمم .
والمحور الرئيسى الذى تكلم عنه لا شك هو القضيه الفلسطينيه ( العرب وإسرائيل )
ولا أعلم أين هذه الديمقراطيه الأمريكيه المزعومه تجاه ما حدث ويحدث فى فلسطين أين
هذه الديمقراطيه فى حرب غزه الأخيره التى ومازالت لها صور مريبه ملتصقة بأذهان
العالم كله إلى الأن . فبدأ كلامه عن القضيه بوضع نقطه حمراء للعرب بقوله ( إن
أمريكا تهتم بأمن إسرائيل لما بينها من صداقه حميمه . وتحمل مسؤلية أمنها . و كيف يكون هناك سلام وأحد الطرفين ( الفلسطينين ) يعتقد بعدم أحقيتها
بالوجود على أرضه )
وهذا
كلاما بدائيا منحطا لا أصفه إلا بشىء واحد( أوباما يدرء التراب فى عيون العرب عامه
والفلسطينين خاصه ) . وإذا كنت تعتز بصداقتكم لبنى صهيون والتى ترددونها على مرأى
ومسمع العالم كله فلم لم توفروا وطنا لها عندكم فى إحدى ولاياتكم ؟؟.
وأتم
فصول مسرحيته السخيفه الساذجه المنتنه القذره القبيحه بقوله ( كيف تعيش إسرائيل
وسط جو تملأه العداوه المتوارثه جيلا بعد جيل . على حماس أن توقف هذا الإرهاب من
أجل السلام )
وهذا
لايعد إلا قلبا للموازين والقوى والحقوق فبهذه الكلمات حطم كل لغات العالم فجعل
الفاعل مفعولا به والمفعول به فى خبر كان . هل من يصد الإحتلال عن أرضه يعد إرهابا
؟؟هذا كلام يناقض القانون الدولى نفسه الذى يوجب على كل دولة محتله صد العدوان . فأصبحت
المقاومه هى الإرهاب والجرائم والمجازر الصهيونيه من حق إسرائيل!!!
وهذا الكلام لا يخرج إلا من أحد مؤسسى الفكر
التلمودى الصهيونى والتى مهدت لنفسها سنوات طويله بالحركه الماسونيه فى سبيل تحقيق
هدف عريض تسعى له اليهوديه العالميه وهو حكم العالم والسيطرة عليه وإقامة
الإمبراطورية الصهيونية كوريثة للحضارة الغربيه والأنظمه الرأسماليه بالإضافة إلى
دورها فى إنشاء الماركسية الشيوعيه لإلتهام القسم الأخر من العالم . وكأن تيودور
هرتزل مؤلف كتاب ( الدوله اليهوديه ) يتكلم وليس أوباما . ونسى وتجاهل حق
الفلسطينين . هل يوجد عقل يقر هذا إلا العقل الصهيونى المصطحب بفكر ماسونى ماركسى
شيوعى التى ظلت التوراه ومازالت تغذى به الذات اليهوديه . بأساطير وخرافات تنمى
الغرور والأنانيه والحقد فى الذات اليهودى ليس ضد العرب والمسلمون وحدهم بل ضد الإنسانية
كلها , والذى اعتمد اليهود على هذه النصوص
فى خداع الغربيين زعماء وشعوبا واكتسابهم إلى جانبهم وزينوا لهم أن التوراه هى أم
الإنجيل ومصدر إلهامه فأطلقوا على التوراه العهد القديم وعلى الإنجيل العهد الجديد
وأوهموا مسيحى الغرب أن ايمانهم يظل أبترا ناقصا مالم يؤمنوا بكل ما جاء فى العهد
القديم ومن ثم أدرجوا التوراه فى المناهج الدراسيه فى أوروبا وأمريكا على أنها
ماده تاريخيه كما تدرس أثار المؤرخين ولم يصبح عسيرا عليهم بعدذلك أن يكتسبوا
الرأى العام الغربى لصالحهم إلى أن لهم حقوقا تاريخيه وأدبيه . فلا عجب أن يقول
أوباما المتصهين هذا الكلام الذى يخرج من فكر صهيونى تلمودى يؤمن به كليا وجزئيا .
يجب
أن تعى أمريكا وبنى صهيون أن هذه أرضنا
نفرط فى أجسادنا ولا نفرط فى شبر منها وما يفعلوه من إنتهاك لجميع قوانين المجتمع
الدولى والإنسانى ماهو إلا أفعالا تضاف لهم فى سجلهم الإرهابى الدموى الذى تعمل
حكومة بنى صهيون على غلقه قريبا وستعاد عليهم الكره ( يخربون بيوتهم بأيديهم ) .
ولن نتهاون فى أى لحظة نراها مناسبه وملائمه لإسترداد ما أخذ منا عنوه وقوة وقهرا .
ولقد بدأ العد التنازلى !!!
ويحضرنى
قول الشاعر
تموت
الأسد فى الغابات جوعا ................................. ولحم الضأن يرمى للكلاب
وذو
جهل ينام على حرير ........................................ وذو علم ينام على
تراب
لا
تأسفن لغدر الزمان لطالما ...................................... رقصت على جثث
الأسود كلاب
فلا
تحسبن برقصها تعلوا على أسيادها ....................... تبقى الأسود أسود والكلاب
كلاب
وعودوا
للتاريخ لتعلموا جيدا ويقينا من هم الأسود ومن الكلاب ؟؟؟
بقلم
/ د. محمد الكاشف