مئذنة باب الأسباط
تقع هذه المئذنة على الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك، بين بابي الأسباط وحطة. ومن أسمائها "مئذنة الصلاحية" لكونها واقعة في جهة المدرسة الصلاحية (الواقعة خارج المسجد الأقصى المبارك، والتي أصبحت "كنيسة القديسة حنة" خلال العهد العثماني). بنيت في عهد السلطان المملوكي الملك الأشرف شعبان على يدي الأمير سيف الدين في سنة 769هـ - 1367م، على قاعدة رباعية، كباقي مآذن الأقصى. وفي الفترة العثمانية، أعيـد بناؤها بشـكل أسطواني على غرار المآذن العثمانية، فأصبحت المئذنة الوحيدة الأسطوانية الشكل في المسجد الأقصى المبارك. يبلغ ارتفاعها 28.5م، وقد تصدعت بفعل زلزال عام 1346هـ - 1927م, مماا ضطر المجلس الإسلامي الأعلى إلى هدم القسم العلوي وبنائه من جديد. وعند الاحتلال الصهيوني للقدس سنة 1967م، تضررت المئذنة اثر إصابتها بالقذائف، وجرى ترميمها كاملا مرة أخرى بعد ذلك على يد لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك، وكست قبتها بالرصاص. كما تعرضت مئذنة باب الأسباط لإطلاق نار مكثف من جانب جنود الاحتلال في بداية انتفاضة الأقصى، لإجبار المتظاهرين المحتمين بها على الاستسلام، بعد أن امتدت المواجهات إليها عقب صلاة الجمعة 6/10/2000 م.
مئذنة باب السلسلة
تقوم فوق الرواق الغربي للمسجد الأقصى المبارك، قرب منتصفه، إلى الشمال قليلا من باب السلسلة. عرفت كذلك بمنارة المحكمة، حيث تقع بالقرب من مبنى المحكمة الشرعية - الذي يعرف أيضا بالمدرسة التنكزية. وكل من المئذنة والمدرسة من أبنية الأمير سيف الدين تنكز الناصري سنة 730هـ - 1329م، فـي عهـد السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون. أعاد المجلس الإسلامي الأعلى بناءها إثر زلزال أضر بها عام1341هـ -1922م، كما أعيد ترميمها قبل بضعة أعوام على يد لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك، ويبدو هذا واضحا في بياض حجرها. يصعد إليها من خلال مدخل المدرسة الأشرفية بحوالي 80 درجة، وهي مربعة القاعدة والأضلاع، يبلغ ارتفاعها 35م. وتعتبر مئذنة باب السلسلة المئذنة الوحيدة من بين مآذن الأقصى الأربعة التي ظل المؤذنون يرفعون منها الأذان يوميا إلى أن بدأ استخدام مكبرات الصوت الموجودة في غرفة المؤذنين المقابلة للباب فوق صحن قبة الصخرة (الواقعة في قلب المسجد الأقصى المبارك). وتقع المئذنة في موقع حساس جداً حيث تشرف على حائط البراق المحتل والذي حوله اليهود منذ الاحتلال عام 1967م إلى ما يسمونه "حائط المبكى"، فلا يسمح لأحد من المسلمين بالصعود إليها، كما يسعى الصهاينة للسيطرة عليها وعلى باب السلسلة المجاور، بعد استيلائهم على كل أجزاء المسجد الأقصى المبارك المجاورة لها من جهة الجنوب، وتشمل المدرسة التنكزية وحائط البراق وباب المغاربة على التوالي. فضلا عن ذلك، فإن الحفريات الصهيونية المتمركزة في هذه الجهة من المسجد الأقصى المبارك ومحيطه، خاصة ما يعرف بنفق (الحشمونائيم) الذي افتتح رسميا عام 1996م، أثرت عليها إلى حد باتت تحتاج معه إلى ترميم سريع.
مئذنة باب الغوانمة
تقع على الرواق ا لشمالي للمسجد الأقصى المبارك، في أقصى غربه،قرب باب الغوانمة المدعوة به. وكغيرها من مآذن الأقصى، يعود بناؤها الحالي للعصرالمملوكي، وتحديدا إلى عهد السلطان الملك المنصور حسام الدين لاجين عام 697هـ - 1297م, إلا أن بعض الأثريين نص على أنها بنيت أصلا في العصر الأموي. كما جددت في عهد السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون عام 730هـ - 1329م، فسميت "منارة قلاوون"، كما سميت منارة السرايا لقربها من مبنى السرايا الواقعة خارج المسجد الأقصى المبارك والتي اتخذت مقرا للحكم في العهد المملوكي، كما جددها المجلس الإسلامي الأعلى سنة 1346هـ 1927م (أثناء الاحتلال البريطاني) وهي أكثر مآذن المسجد الأقصى المبارك ارتفاعا وإتقانا في الزخارف, يبلغ ارتفاعها 38.5م، وتقوم على قاعدة رباعية الأضلاع، وبدنها رباعي، إلا أن جزءها العلوي ثماني الأضلاع، يصعد إليها بــ 120 درجة. وبسبب هذا الارتفاع الذي يجعلها تشرف على مختلف نواحي المسجد الأقصى المبارك، سعى الصهاينة إلى السيطرة عليها عبر المدرسة العمرية المجاورة والتي كانت بلدية الاحتلالقد وضعت يدها عليها منذ بدء الاحتلال. كما أن النفق الغربي المشؤوم الذي افتتح عام 1996م يمر قرب أساسات هذه المئذنة الجليلة، مما أدى إلى تصدعها، واستلزم ترميمها الأخير عام 2001م.
مئذنة باب المغاربة (المئذنة الفخرية)
تقع هذه المئذنة في الركن الجنوبي الغربي للمسجد الأقصى المبارك، قريبا من باب المغاربة، وتسمى أيضا المنارة الفخرية نسبة إلى الشيخ القاضي شرف الدين بنفخر الدين الخليلي، ناظر الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس والذي أشرف على بنائها وعلى بناء المدرسة الفخرية القريبة منها عام 677هـ - 1278م، أي في العهد المملوكي وهذه المئذنة بنيت بلا أساس، وتعد أصغر مآذن المسجد الأقصى المبارك إذ يبلغ ارتفاعها 23.5م فقط. تعرض الجزء العلوي منها للتصدع في زلزال عام 1341هــ 1922م، فهدمه المجلس الإسلامي الأعلى، وأعاد بناءها في نفس العام على طراز جميل، ووضعت لها قبة فوق المربع العلوي لم تكن موجودة من قبل، كما قامت لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك مؤخرا بترميمها وكَستْ قبتها بالرصاص. والمئذنة اليوم يصعد إليها من ساحات المسجد الأقصى المبارك بــ 50 درجة تقوم أمام المتحف الإسلامي (جامع المغاربة سابقا). وتصارع المئذنة الجليلة منذ سنوات طويلة محاولات المحتلين إسكات الأذان فيها بدعوى أنه يزعجهم، مما أجبر إدارة الأوقاف الإسلامية بالقدس على تعديل وضع السماعات فيها بحيث تتجه داخل الأقصى، وتخفيض صوتها، ليحرم سكان بلدتي سلوان وجبل المكبر الواقعتين الى الجنوب والجنوب الشرقي للأقصى المباركمن سماع أذانها! وفي 3/2006، دعا موشيه كتساف، رئيس الكيان الصهيوني، إلى الإسراع بمد نفق تحت الزاوية الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى المبارك ليصل بين قرية سلوان (التي يسميها اليهود «مدينة داود») وساحة البراق المحتل، فيما أطلق عليه "الطريق الهيرودياني"، مما يهدد بهدم المئذنة التي تقف في هذه الناحية بدون أساسات فعلي