قذف المحصنات
الكبيرة الحادية و
العشرون قذف المحصنات
قال الله تعالى
إن الذين يرمون المحصنات
الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم * يوم تشهد عليهم
ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون
و قال الله تعالى و الذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة
شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة و لا تقبلوا لهم شهادة أبداً و أولئك هم الفاسقون
بين الله تعالى في الآية
أن من قذف امرأة محصنة حرة عفيفة عن الزنا و الفاحشة إنه ملعون في الدنيا و الآخرة
و له عذاب عظيم ، و عليه في الدنيا الحد ثمانون جلدة و تسقط شهادته و إن كان
عدلاً و في الصحيحين
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
اجتنبوا السبع الموبقات فذكر منها
قذف المحصنات الغافلات المؤمنات و القذف أن يقول لامرأة أجنبية حرة عفيفة
مسلمة يا زانية ، أو يا باغية ، أو يا
قحبة أو يقول لزوجها يا زوج القحبة ، أو يقول لولدها يا ولد الزانية أو يا ابن القحبة أو يقول لبنتها يا بنت الزانية أو يا بنت
القحبة فإن القحبة عبارة عن الزانية ،
فإذا قال ذلك أحد من رجل أو امرأة كمن قال لرجل
يا زاني ، أو لصبي حر يا علق ، أو يا منكوح ، وجب عليه الحد ثمانون جلدة ،
إلا أن يقيم بينة بذلك ، و البينة كما قال الله
أربعة شهداء يشهدون على صدقه فيما قذف به تلك المرأة أو ذاك الرجل ، فإن لم
يقم بينة جلد إذا طالبته بذلك التي قذفها أو إذا طالبه بذلك الذي قذفه ، و كذلك
إذا قذف مملوكه أو جاريته بأن قال لمملوكه
يا زاني أو لجاريته يا زانية أو يا باغية أو يا قحبة ، لما ثبت في الصحيحين
عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال من قذف مملوكه بالزنا أقيم عليه الحد يوم القيامة
إلا أن يكون كما قال و كثير من الجهال
واقعون في هذا الكلام الفاحش الذي عليهم فيه العقوبة في الدنيا و الآخرة و لهذا
ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل
بها النار أبعد مما بين المشرق و المغرب
فقال له معاذ بن جبل يا رسول الله و إنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال ثكلتك أمك يا معاذ و هل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد
ألسنتهم ؟ و في الحديث من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيراً
أو ليصمت و قال الله تبارك و تعالى في
كتابه العزيز ما يلفظ من قول إلا لديه
رقيب عتيد و قال عقبة بن عامر يا رسول الله ما النجاة ؟ قال أمسك عليك لسانك و ليسعك بيتك ، و ابك على
خطيئتك ، و إن أبعد الناس إلى الله القلب القاسي
و قال صلى الله عليه و
سلم إن أبغض الناس إلى الله الفاحش
المبذي الذي يتكلم بالفحش ورديء الكلام
، وقانا الله و إياكم شر ألسنتنا
بمنه و كرمه إنه جواد كريم