نفى مسئول بوزارة الخارجية الليبية الثلاثاء تقديم طرابلس عرضا يمكن أن يتنحى بمقتضاه الرئيس الليبي معمر القذافي مقابل ضمانات بخصوص مستقبله.
كانت المعارضة المسلحة المناهضة لحكم القذافي في شرق ليبيا الواقع تحت سيطرة المحتجين قد ذكرت في وقت سابق أنها تلقت اقتراحا بمناقشة رحيل القذافي ولكنها رفضته.وقال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي الثلاثاء إن المحتجين لن يلاحقوا معمر القذافي جنائيا إذا تنحى خلال 72 ساعة.
من ناحية أخرى بدت شوارع العاصمة الليبية طرابلس فى حالة ترقب الثلاثاء فيما استمرت المعارك بين قوات حكومية وأخرى مناوئة لها في مناطق أخرى بالبلاد.وقد شنت الطائرات الحربية الليبية ما لا يقل عن ثلاث غارات جوية جديدة بالقرب من مواقع لمتمردين في ميناء راس لانوف النفطي مواكبة لهجمات مضادة لمنع المعارضة من إحراز تقدم باتجاه العاصمة طرابلس معقل الرئيس الليبي.
ولم ترد بعد أي إفادات بشأن وقوع ضحايا وقال مراسل للأسوشيتد برس والذى شهد هذه الغارات الثلاثاء إنها لم تصب أي مقاتل على الأرجح.
على الجانب الآخر قال شاهد عيان إن موالين لمعمر القذافي قد استعادوا السيطرة على مدينة الزاوية وهي المدينة الأقرب إلى طرابلس والتي سبق أن سقطت بين يدي المعارضة.
وقال الشاهد - الذي تحدث للأسوشيتد برس عبر الهاتف - إن دبابات ومركبات حربية تابعة للقذافي قد تجولت في المدينة التي تبعد بحوالي ثلاثين ميلا غربي طرابلس وأطلقت النار بشكل عشوائي على منازل. وقد تحدث الشاهد شريطة التكتم على هويته لخوفه من الانتقام.
كانت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسى "الناتو" قد اقتربوا من صياغة رد عسكري تجاه العنف المتصاعد في ليبيا وزاد الحلف من طلعات المراقبة الجوية، كما ألمحت إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى استعدادها لدعم خصوم القذافي.
وفي أعقاب دعوات من زعماء الانتفاضة في ليبيا، بدأت بريطانيا وفرنسا في وضع مسودة قرار أممي لفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا قد تؤدي إلى إعادة توازن معادلات القوة.
كان مسئولون غربيون قد قالوا إن فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا لا يتطلب تكليفا من الأمم المتحدة، لكنهم يفضلون صدور تفويض من هذا القبيل.
جدير بالذكر أنه يتزايد بشكل يومي استغلال نظام القذافي لتفوق قدراته الجوية للسيطرة على تقدم الثوار غربا باتجاه طرابلس عبر الطريق الرئيسي المؤدي إلى خارج الجزء الشرقي من البلاد الخاضع لسيطرة المعارضة.