ان موضوع مقتل الحسين ابن علي رضي الله عنهما مسئله خاض فيها الناس
كثيرا قديما وحدثا وان الكلام في هذه المسئله كثيرا ما يجمع حقا وباطلا
فاحببنا ان نتكلم في هذه الموضوع الخطير بالحق ان شاء الله تبارك وتعالى
ولا بد قبل بدء الموضوع ان تنكلم ولو بشئ يسير عن ما قبل ذالك
وذالك ان الخلافه كانت لابي بكر بعد الرسول في حادثه السقيفه وبايعه الناس
جميعا . وبعد ذالك جعل ابو بكر الخلافه لعمر لانه راى انه اصلح الناس في
امر الخلافه وكان ما اراد فتولى عمر الخلافه وبايعه الناس جميعا واحسن في
امره
ثم لما طعن عمر طعنه ابو لؤلؤه المجوسي جعل عمر الامر في سته نفر وهم:
1ـ عثمان ابن عفان 2ـ على بن ابي طالب 3ـ سعد بن ابي وقاص 4ـ عبد الرحمن بن عوف 5ـ الزبير ابن العوام 6 ـ طلحه ابن عبيد الله
ثم هؤلاء السته اختاروا عثمان في تفصيل طويل ليس وقته الان وقد اجتمعت
الامه على عثمان وقد قال الامام احمد رحمه الله ( لم تجمع الامه كما اجمعت
في عثمان ) واستمرت خلافه 12 سنه حتى قتل مظلوما شهيدا فذهب الناس الي على
ابن ابي طالب ثم الزبير ثم طلحه وكلهم رفضوا ثم رجعوا لعلي بن ابي طالب
فقبل 0ولكن لم يبايع علي رضي الله عنه بالخلافه بعض الصحابه مثل معاويه
وعمر ابن العاص في الشام امتنعوا حتى يقتص على رضي الله عنه في قتلت عثمان
فلما تاخر على رضي الله عنه في ذالك وكان محق في تاخره كانت معركه الجمل
وصفين ثم قتل على رضي الله عنه بعد اربعه سنوات وتسعه اشهر من الحكم
قتله عبد الرحمن ابن ملجم قبحه الله ثم تولي الخلافه بعده الحسن ابن على
رضي الله عنهما مده سته اشهر وتم بذالك 30 سنه من موت النبي صلى الله عليه
وسلم الي هذه السته اشهر وقد اخبر الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث
الحسن ان اخلافه بعده ثلاثون سنه ثم يكون بعد ذالك ملك ورحمه ثم يكون بعد
ذالك ملك اعصر ( اي متعفر بتراب ) وهذا الملك أي لبعده عن بعد النبوه هو
الذي كان فيه مقتل الحسين رضي الله عنه
تنازل الحسن لمعاويه في بدايه 41 هـ وسمي ذالك العام عام الجماعه لجتماع
راي الناس في معاويه واستقر الحكم لمده 20 سنه. وامسك معاويه بزمام
الخلافه الي سنه 60 هـ الي هذا العهد والامور طيبه وهو العام الذي مات فيه
معاويه . وكان معاويه قد جعل الخلافه في ولده يزيد بعد موته وعاب الناس هذا
الامر على معاويه وذالك لامرين اثنين 1ــ فانه غير الامر لانه كان شورى
او ان ابا بكر لما جعل الامر في عمر لم يكن عمر قريبا لابى بكر فكيف يعدل
في الشوري بل يجعل معاويه الامر لقريبه بل في ولده 2 ـ ان بعض اهل العلم من
الصحابه وغيرهم ان يزيد لم يكن اهل للخلافه وان هنالك من احق من يزيد
واولى من يزيد
المهم ان معاويه راى ان في الخلافه ليزيد احسن من حيث اذا جعلت في غير
يزيد قد تعود الفتنه من جديد ويكثر القتل وتعود الفوضى فبما ان الامور
مستقره الان فلتكن كذالك ولتبقى لما هي عليه . هذا غير ما اسس معاويه ولده
يزيد في امور الخلافه
وبعدما مات معاويه ارسل يزيد يطلب البيعه في الخلافه فارسل واليه في
المدينه لاخذ البيعه له من عبد الله بن الزبير والحسين ابن على وغيرهما من
الصحابه رضي الله عنهم فبايع كثير من الصحابه في ذالك الوقت فلما جيء لعبد
الله ابن الزبير قيل بايع قال غدا قالوا نعم ناتيك غدا ثم سافر ليلا الى
مكه . ولما جيء الي الحسين قال : ليس سرا بل امام الناس قفالوا نعم ولما
كان من الليل سافر ايضا الي مكه مع عبد الله ابن الزبير فبقي الحسين وعبد
الله ابن الزبير في مكه ولم يبايعا . وبايعه بقيه الناس واستقرت الامور.
ولكن اهل العراق كانوا قد قاتلوا مع على رضي الله عنه في معركه صفين قانلوا
اهل الشام وهم لا يردون اهل الشام ولا يريدون يزيد بل يريدون الامر في
ابناء على ابن ابي طالب رضي الله عنه ولكن الحسن كما سبق قد تنازل بالخلافه
لمعاويه فاردوا الحسين ابن علي وقد مات الحسن سنه 49 هـ فارسوا الكتب
والرسل الي الحسين في مكه يدعونه للخلافه يقولون له ليس في عنقنا بيعه
ليزيد تعال نبايعك . فلما كثرت والكتب وكثر مجيء الرسل تاثر بها الحسين
رضي الله عنه فلما اجتمعت عنده قرر رضي الله عنه ان يذهب الي العراق .
ولكن راء قبل ان يذهب ان يرسل ابن عمه مسلم ابن عقيل ابن ابي طالب ارسله
حتى ينظر في الامر وهل هذه الامر صحيح وهل اهل العراق فعلا يريدون الحسين
ولا يردون يزيد او ان الامر غير ذالك .فلما ارسل الحسين مسلم ابن عقيل دخل
مسلم الى الكوفه فوجد ان الامر كما في الكتب وان الناس فعلا يردون الحسين
ولا يردون يزيد . فنزل في الكوفه في دار رجل يقال له هاني ابن عروه واخذ
الناس يقبلون على دار هانى ويبايعونه على بيعه الحسين رضي الله عنه وكثر
الناس حتى انه بعض الناس الذين لا يريدون ان يبايعوا ذهبوا وبلغوا امير
الكوفه وكان اميرها الصحابي الجليل (النعمان ابن البشير ) فلما اخبروه صار
النعمان لا يبالي وكانه لم يبلغه شي ولم يبحث في الموضوع فذهب بعض الناس
الي يزيد في الشام ويقولون له ان مسلم ابن عقيل في الكوفه ياخذ البيعه
للحسين والنعمان اميرها لا يحرك ساكنا فارسل يزيد الي عبيد الله ابن زياد
وكان واليا في البصره وقال له وليتك الكوفه مع البصره وانظر في امر مسلم
ابن عقيل . دخل عبيد الله ابن زياد الكوفه مختفيا حتى لا يراه احد وكان قد
تلثم واخذ يسلم عليه الناس يعتقدون انه
الحسين حتي قال له الناس اهلا بابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلم
عبيد الله ابن زياد ان الامر جد وان الناس ينتظروون الحسين ـــ ولما كانت
الامور قد استقرت لمسلم ابن عقيل ارسل الي الحسين في مكه ان اقبل فان
الناس قد بايعوك وان الامور مهيئه فاقبل يبايعك الناس . فهم الحسين على
الخروج الي الكوفه ــــ . بعد ان اكتشف عبيد الله الامر وعلم ان الامر جد
ومسلم يجمع البيعه للحسين رضي الله عنه ارسل جاسوسا الي دار هانئ على انه
رجل من الشام وفي السابق لم تكن اللهجات تختلف كما الان كلهم يتكلمون
العربيه. فدخل الرجل الي هانئ ابن عروه واعطاه ثلاثه الاف دينار وقال انا
رجل من الشام اريد ان ابايع الحسين ابن علي فمن ابايع قال : انتظر فادخل
على مسلم ابن عقيل فبايعه وسلمه المال ثم ذهب الي عبيد الله واخبره الخبر
وقال ان الناس يذهبون الي بيت ابن عروه ويبايعون مسلم ابن عقيل للحسين في
الخلافه. فستدعى عبيد الله ابن زياد هانئ ابن عروه وكان هانئ من اشراف قومه
قال له عبيد الله : اين مسلم ابن عقيل قال : لا علم لي لااعرف قفام وامر
بالرجل وسمه معقل فقال له ادخل فلما دخل اسقط في يد هانئ لانه عرفه . فسكت
فلتفت اليه عبيد الله وقال له : اين مسلم ابن عقيل فقال : والله لو كان
تحت قدمي ما رفعتهما وهذا من اخلاصه رحمه الله فلطمه ثم امر بحبسه وكان
عبيد الله من الظلمه . فلما وصل الامر الي مسلم ابن عقيل خرج على عبيد الله
في اربعه الاف رجل وحاصر البصره . فلما راى عبيد الله ان الامر جد وانه قد
يقتل وهو محاصر ذهب عبيد الله ينادي بمشايخ القبائل وقال لهم خذلوا الناس
ورغبوهم ورهبوهم رغبوهم بالمال ورهبوهم بجيش الشام فصار شيوخ القبائل
يرغبون الناس ويرهبونهم فتراجع الناس وكان ذالك وقت الضحى فما اتى وقت
العصر الا ومع مسلم ابن عقيل فقط الا ثلاثين رجلا من اربعه الاف فما غابت
الشمس الا مسلم ابن عقيل وحده في سكك المدينه حتى الثلاثين رجال تخلوا عنه0
عند ذالك هرب رضي الله عنه حتى دخل على امرءه من كنده فقال لها : غريب
اريد ماء فشكت في أمره فاخبرها انه مسلم ابن عقيل فادخلته في بيت مهجورا
بجانب بيتها واسقته الماء فلما علم ابن لها وكان عبيد الله ابن زياد قد
وضع جائزه فلما علم به ذهب الي عبيد الله واخبره فارسل سريه فيها سبعون
رجال وحاصروا البيت فقاتلهم فمنوه بالسلامه اي قالوا له سلم تسلم ولن تتأذا
فسلم رضي الله عنه . عند ذالك كان الحسين قد استعد الي الخروج الي الكوفه
وهو لا يعلم بامر مسلم ابن عقيل وكل ما يعلمه الحسين هو الرساله التي
ارسلها مسلم ابن عقيل يقول له فيها اقدم فان الناس قد بايعوك .
نرجع الان الي الحسين ابن علي رضي الله عنهما . قرر الحسين رضي الله عنه
الخروج من مكه يوم الترويه سنه 60 هـ في الثامن من ذي الحجة فما اراد
الخروج جاء كثير من الصحابه يثنونه عما عزم عليه ومنهم عبد الله بن عباس
الذي قال له والله لولا ان يدريا الناس بي وبك لشبثت بشعرك . اي لااتركك
ابدا تذهب0ومن الصحابه الذين حاولوا ان يثنوه عبد الله ابن عمر فلحق
بالحسين مسيره ثالثه ليالى فادركه فقال : اين يا اباعبد الله فقال الحسين
: الي العراق قال : ومالك والعراق فاخرج القواميس والكتب وقال : انظر
كلهم بايعوني فوعظه عبد الله ابن عمر موعظه عظيه فقال له :والله لاحدثنك
حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فان الله تبارك وتعالى خير نبيه بين
الدنيا والاخره فختار ما عند الله ولم يريد الدنيا والله انكم من رسول
الله صلى الله عليه وسلم وليس لكم الا ما اختار الرسول صلى الله عليه وسلم
فابى رضي الله عنه وعزم على الذهاب . ولما راى عبد الله ابن عمر عزمه على
الرحيل قال له : ودعتك الله من قتيل. وكذالك من الذين منعوه
ابو سعيد الخدري وعبدالرحمن ابن حارث ابن هشام وكذالك اخوه محمد ابن
الحنفيه وكذالك من من منعه عبد الله ابن ابن الزبير وقال له : الي اين يا
عبد الله اتذهب الي قوم قتلوا اباك وطعنوا اخاك .فابى رضي الله عنه وكما
قيل اذا حظر القدر عمي البصر . وقرر الخروج فخرج يوم الترويه الثامن من ذي
الحجه واليوم الذي امسك به عبيد الله ابن زياد بمسلم ابن عقيل هو اليوم
التاسع اي بعد يوم واحد من خروج الحسين من مكه . فاخذ مسلم ابن عقيل الى
دار ابن زياد قال له عبيد الله ابن زياد : ماهذا الذي فعلت . قال : بيعه في
عنقي للحسين قال: ويحك اما في عنقك بيعه ليزيد فسكت رضي الله عنه . فامر
عبيد الله الجلاد ان يقتل مسلم فقال مسلم : اوصي اريد ان اوصي فقال له اوصي
. فلتفت فوجد من الجالسين عمر ابن سعد ابن الوقاص فقال له : انت اقرب
الناس لي رحما تعال اوصيك . فاوصاه وصيه مفادها ان ارسل الي الحسين فانه قد
خرج من مكه واخبره بان اهل الكوفه كذبوه وكذبوني وليس لكاذب رأي .فارسل
عمر ابن سعد ابن الوقاص رجل الي الحسين بخبره بهذا الامر . وهنا قتل مسلم
ابن عقيل رضي الله عنه. وصل الرسول الي الحسين ابن على وهو قريب من
القادسيه فاخبره الخبر وان الناس قد غروه وكذبوا عليه وان الامر افتضح
ومسلم ابن عقيل قد قتل . فعزم على الرجوع الي مكه . فابى اولاد مسلم ابن
عقيل عليه عبد الله ابن مسلم ابن عقيل واخوه مسلم ابن عقيل جعفر ومحمد
وغيرهما الا ان ينتقموا لمسلم . فرضخ الحسين رضي الله عنه لمطلبهم. فارسل
عبيد الله ابن زياد سريه بقياده الحر ابن يزيد التميمي ارسلها الي الحسين
رضي الله عنه لتمنعه من القدوم الي العراق فقابلته السريه في القادسيه( نفس
المكان الذي كانت فيه الموقعه الشهيره ايام عمر رضي الله عنه ) فلتقى
بالحسين فقال له اين ؟ قال : الي العراق فاخبره بالخبر ان الناس قد خذلوه
وان الامر افتضح وان مسلم ابن عقيل قد قتل فرجع . فقال الحسين : بل اذهب
وكان مع الحر الف رجل ومع الحسين ابن علي ثلاث وسبعون رجالا . فلما اراد ان
يواصل سيره الي الكوفه منعه الحر ابن يزيد قال له لا تتقدم وهنا اتي جيش
مدد بقياده عمر ابن سعد ابن الوقاص تعداده اربعه الاف فتم عدد الجيش خمسه
الاف فلما جاء عمر ابن الوقاص قال الحسين : اني مخيرك في اثنتين اما ان
تجعلني اذهب الي يزيد في الشام واما ان تدعني ارجع أي الى مكه فقال عمر
ابن سعد ابن الوقاص ارسل رسول الي يزيد في الشام ونرسل رسول الي عبيد الله
في البصره فارسل عمر الي عبيد الله ولم يرسل الحسين لي يزيد ابن معاويه.
فلما وصل الرسول الي عبيد الله ابن زياد فقال عبيد الله ليختر هو ما شاء
ان شاء يذهب الي يزيد وان شاء ان يرجع المهم ان لا ياتي الي العراق . وكان
في مجلس عبيد الله رجل يقال له شمر ابن ذي الجوشن قال لعبيد الله ابن زياد
واغراه. فقال شمر لعبيد الله : كيف والرجل تحت يدك وجيشك عنده بل ينزل عند
حكمك ثم انت تسيره الي يزيد ابن معاويه . فغتر عبيد الله ابن زياد بكلام
شمرابن ذي الجوشن وقال : نعم هو كما قلت اذهب انت رسولي الي عمر ابن سعد
واخبره بهذا الخبر وهو لا بد ان ستاثره لي ثم انا ارسله الي يزيد ابن
معاويه . حتى يكون هو قد فعل شيئا . فذهب شمر الي عمر ابن سعد واخبره
الخبروقال ان عبيد الله ابن زياد يقول لك استاسره فقال عمر ابن سعد : ويحك
والله ما اضن هذا الا من رائك فقال شمر دعك من هذا ونفذ ما امرك به اميرك
عبيد الله فذهب عمر ابن سعد الي الحسين وقال له : استاسر فان عبيد الله
ابن زياد قد رفض الا ان تستاسر فرفض الحسين ان يأسره عبيد الله ابن زياد
فكان القتال.
في يوم العاشر من محرم سنه 61 من الهجره والقتال لم يكن طويلا لعدم التكافء
فجيش عبيد الله ابن زياد عدده خمسه الاف والحسين في ثلاث وسبعون ( هنا قال
الحسين رضي الله عنه لما رادوا قتاله : ويحكم ايصلح لكم ان تقاتلوا مثلي
وانا ابن بنت نبيكم وليس على وجه الارض ابن بنت نبي غيري وقد قال لي رسول
الله انا واخي ( انتما سيدا شباب اهل الجنه ) اين يذهب بعقولكم . فخرج
الحُر ابن يزيد صاحب السريه الاولي في ثلاثين رجلا وانضم الي الحسين فقيل
له : ويحك يا حُر الي اين تذهب ؟؟ الي الحسين ؟؟ وانت قد خرجت قائد السريه
قال : والله اني اخير نفسي بين الجنه والنار . وكان القتال غير متكافء كما
ذكر قبل قليل . فقتل جميع من مع الحسين الا الحسين رضي الله عنه وذالك لان
الناس كانوا يتهيبون من قتله لا يريد احد ان يبتلى بقتل الحسين . وفي نفس
الوقت كان الحسين شجاعا مقداما كالاسد رضي الله عنه وكان في ذالك الوقت قد
جاوز الخامسه والخمسين من عمره رضي الله عنه وكان كلما تقدموا اليه قاتلهم
بشراسه فرجعوا عنه حتى قتل جميع من معه ولم يبقى الا هو فحاصروه ثم رموه
بالرماح فاصابوه رضي الله عنه فسقط رضي الله عنه قتيلا شهيدا رضي الله
تبارك وتعالى عنه وعن ابيه ثم جاء رجل يقال له سنان ابن انس النخعي عليه من
الله ما يستحق
فجز راسه وحمل راس الحسين رضي الله عنه الي عبيد الله في الكوفه وقتل مع
الحسين رضي الله عنه سته عشر من اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم قال حسن
البصري ( ليس على وجه الارض مثلهم ) ممن قتل مع الحسين اخونه اولاد علي ابن
ابي طالب العباس وجعفر ومحمد ابن علي ( وهو غير محمد ابن الحنفيه ) وكذالك
ابو بكر ابن علي ابن ابي طالب وعثمان ابن علي وقتل من اولاد الحسين عبد
الله ابن الحسين وعلي ابن الحسين ( وهو غير على زين العابدين يقال لزين
العابدين علي الاصغر وللاخر علي الاكبر) وكذالك قتل من اولاد الحسن رضي
الله عنه عبد الله والقاسم وابو بكر وقتل من اولاد عقيل جعفر ومحمد وعبد
الله وعبد الرحمن ومسلم قتل كما تعلمون في البصره وقتل كذالك عبد الله ابن
مسلم ابن عقيل ومن اولاد عبد الله ابن جعفر محمد وعون فهؤلاء جمله من قتل
مع الحسين من اقرباء النبي صلي الله عليه وسلم . ولما اخذ راس الحسين رضي
الله عنه الي عبيد الله ابن زياد اخذ عبيد الله ابن زياد ينكث فيه فجعل
قضيبا في يده يدخله في فم الحسين رضي الله عنه ويقول : والله انه لكان
جميل الثغر . وكان من الحاظرين في مجلسه زيد ابن ارقم فضرب القضيب من يده
فوالله لقد رايته يقبل هذا الفم . صلوات الله وسلامه عليه . ثم لم تطل
المده حتى هياء الله تبارك وتعالى من قتل عبيد الله ابن زياد وقطع راسه
ووضع في المكان الذي وضع فيه راس الحسين وذكر في كتاب صحيح انه بعد ان وضع
راس عبيد الله بن زياد في المضده في قصر الكوفه انه كانت حيه تاتي وتدخل
في منخره في راسه ثم تخرج ثلاث مرات وكان كما قلنا لكم من الظلمه .
لما قتل الحسين رضي الله عنه اسودة الدنيا في وجوه الناس ودع عنك الروايات
التي تقول انه صارت السماء تمطر دما وما رفع حجر الا وتحته دم ولا ذبح
ذبيحه الا صارت كلها دم هذه كلها من خرافات الشيعه وليس لها اسناد صحيح
ابدا ولا ضعيف كلها من تراهاتهم وخرافتهم وانما الذي صح ما ذكر في عبيد
الله ابن زياد وايضا ما صح في عهد النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن عباس (
ان النبي جاءه جبريل فقال : يا محمد اتحب هذا واشار الي الحسين قال : نعم
قال : فان امتك ستقتله وان شئت اريتك تربت الارض التي يقتل فيها ) وقد صح
عن ابن العباس انه راى رؤيا وهو انه راى النبي صلى الله عليه وسلم في
المنام والشيطان لا يتمثل النبي كما هو معلوم وابن عباس من اعلم الناس
بالرسول فرأى الرسول وهو وقد شعث راسه ومعه قاروره يقول التقط فيه دم
الحسين واصحابه فلما نظر في ذالك اليوم الذي راي فيه ابن عباس الرؤيا فاذا
هو نفس اليوم الذي قتل فيه رضي الله عنه
وبعد مقتله رضي الله عنه وارضاه ااجتمع اهل العراق وشعروا باعقده الذنب
لانهم هم الذين اغروه باخروج فكونوا جيشا سموه جيش التوابين اعترافا منهم
بالذنب بقياده سليمان ابن خرز وهناك جيش اخر بقياده المختار ابن عبد
وجتمعوا في جيش واحد وسموه جيش التوابين وهذا اول تنظيم لشيعه ولم يكن لهم
تنظيم لهم قبل ذالك ابدا سنه 64هـ بعدما مات يزيد ابن معاويه هجموا على
قصر عبيد الله ابن زياد وقتلوه كما ذكر لكم
هذه جمله ما صح ما ورد في قتل الحسين رضي الله عنه