شهدت محكمة الجنح بأم البواقي الجزائر أول أمس محاكمة غريبة كان بطلها أو المتهم فيها شاب في سن 27 عاما تميز بهدوئه طيلة المحاكمة وأيضا بغرابته رغم أن التهمة الموجهة إليه كانت مخجلة وهي الاعتداء على الأصول الشرعيين بالضرب المبرح، والضحية كان والده البالغ من العمر 56 سنة..
محامي المتهم وصف الهدوء واللامبالاة التي ظهر بها المتهم بالدليل على أنه يعاني من مرض نفسي، كما أنه لم يتمكن من العمل، واستفاد من بطاقة الإعفاء من الخدمة الوطنية بسبب معاناته النفسية.. وكانت قضية عبد الحميد البطال قد بدأت عندما تقدم والده المدعو محمد بشكوى لدى رجال الشرطة ببلدية عين بابوش بذات البلدية اتهم فيها إبنه الأكبر بضربه دون رحمة، حيث دخل إلى البيت ووجه له لكمة قوية وعندما فقد توازنه نزل عليه بوابل من اللكمات والرفس بالأقدام، وعندما استدعى رجال الأمن الإبن العاق، قال ببرودة دم أن المسيح الدجال هو من أمره بأن يضرب والده، وكان قد أطاع المسيح الدجال عندما طلق زوجته الحامل، لأنها دخلت حسبه في شجار مع والده مما يوحي بأن تناقضات كثيرة دليل على ان المتهم ليس في كامل قواه العقلية.. النيابة رأت أن ما حدث خطير وغير مقبول، لأن الإبن لم يلكم والده في مناسبة واحدة، بل مارس عليه جولة كاملة من الفن غير النبيل، وطالبت بحبسه لمدة خمس سنوات، لكن مرافعة المحامي أبانت شبه ازدواجية الشخصية لدى المتهم الذي بدا حنونا على أبيه، وكان أيضا الأب رؤوفا بابنه فتحولت المحاكمة إلى مشاعر أبوية متدفقة فتمت إدانة المتهم بشهرين حبسا نافذا، الغريب في المحاكمة أن الأب، أي الضحية هو من أوكل محاميا للدفاع عن إبنه المتهم .