بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
علينا أن نعيد التذكير بهذه القاعدة الذهبية التربوية: "إن أي سلوك غير سوي عند الأطفال ما هو إلا رسالة رفض أو تمرد ضد خلل تربوي والدي أو بيئي يواجهة"، أي إن السلوكيات غير السوية عند الأطفال؛ ما هي إلا عبارة عن طريقة أو وسيلة دفاعية، أو سلاح هجومي ضد تعامل الآخر معه.
عدم فهم "القواعد الأساسية لمكافأة ومعاقبة الأبناء؟!".
ما هي القواعد الأساسية لمكافأة ومعاقبة الأبناء؟:
1- وضع معايير ثابتة للثواب العقاب:
فيشارك جميع أفراد الأسرة الرأي فيها، ثم توضع على هيئة لائحة أو جدول واضح قبل أن يقوم بتطبيقه الوالدان حتى يتقبله الأبناء دون إحساس بظلم أو تعسف.
2- مكافأة السلوك الجيد مكافأة سريعة دون تأجيل:
والطفل الذي يثاب على سلوكه الجيد المقبول يتشجع على تكرار هذا السلوك مستقبلاً.
3- فهم معنى المكافأة والعقوبة:
(1)المكافآت: ويقصد بها التحفيز والتشجيع، وهي نوعان:
أ- المكافأة الإجتماعية: وهذا النوع على درجة كبيرة من الفعالية في تعزيز السلوك التكيفي المقبول والمرغوب عند الصغار والكبار معاً، ويقصد بها المكافآت المعنوية؛ أو التحفيز أو التشجيع الإيجابي المعنوي، وهي نوعان:
(1) تحفيز إيجابي معنوي لفظي: مثل (المديح - المجاملة - الإطراء المخلص - المداعبات اللفظية).
(2) تحفيز إيجابي معنوي غير لفظي: مثل (الإبتسامة - التقبيل - المعانقة - الربت - المديح - الإهتمام - إيماءات الوجه المعبرة عن الرضا والاستحسان).
ب- المكافأة المادية:
دلت الإحصاءات على أن الإثابة الاجتماعية تأتي في المرتبة الأولى في تعزيز السلوك المرغوب، بينما تأتي المكافأة المادية في المرتبة الثانية، ولكن هناك أطفال يفضلون المكافأة المادية مثل (إعطاء قطعة حلوى - شراء لعبة - إعطاء نقود - إشراك الطفل في إعداد الحلوى مع والدتها تعبيراً عن شكرها لها - السماح للطفل بمشاهدة التلفاز حتى ساعة متأخرة - اللعب بالكرة مع الوالد - اصطحاب الطفل في رحلة ترفيهية خاصة؛ (حديقة حيوانات - سيرك.. الخ).
(2)العقوبات وتنقسم إلى:
- لفظية: مثل (اللوم - النقد - التنبية على العواقب - التوبيخ).
- حركية: مثل (الحجز في مكان معين - الضرب في أماكن لا تضره «إذا ضرب أحدكم فليتجنب الوجه» [رواه مسلم].
4- عدم مكافأة السلوك السيئ مكافأة عارضة أو بصورة غير مباشرة:
السلوك غير المرغوب الذي يكافأ حتى ولو بصورة عارضة، وبمحض الصدفة؛ من شأنه أن يتعزز ويتكرر مستقبلاً، مثال:
الأم التي تساهلت مع ابنتها في ذهابها إلى النوم في وقت محدد بحجة عدم رغبة البنت في النوم، ثم رضخت الأم لطلبها بعد أن بكت البنت متذرعة بعدم قدرتها على تحمل بكاء وصراخ ابنتها.
5- معاقبة السلوك السيئ عقاباً لا قسوة فيه ولا عنف:
أي عملية تربوية لا تأخذ بمبدأ الثواب والعقاب في ترشيد السلوك بصورة متوازنة وعقلانية تكون نتيجتها انحرافات في سلوك الطفل عندما يكبر.
العقوبة يجب أن تكون خفيفة لا قسوة فيها؛ لأن الهدف منها هو عدم تعزيز وتكرار السلوك السيئ مستقبلاً؛ وليس إيذاء الطفل، وإلحاق الضرر بجسده وبنفسيته كما يفعل بعض الآباء في تربية أولادهم.
6- الحذر من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الآباء:
أ- عدم مكافأة الطفل على سلوك جيد.
ب- معاقبة الطفل عقاباً عارضاً على سلوك جيد.
مثال: "زينب رغبت في أن تفاجئ أمها بشيء يسعدها، فقامت إلى المطبخ وغسلت الصحون، وذهبت إلى أمها تقول: "أنا عملت لك مفاجأة يا أمي فقد غسلت الصحون"، فردت عليها الأم: "أنتِ الآن كبرتِ، ويجب عليك القيام بمثل هذه الأعمال، لكن لماذا لم تغسلي الصحون الموجودة في الفرن هل نسيتِ؟".
تحليل: زينب كانت تتوقع من أمها أن تكافئها ولو بكلمات الاستحسان والتشجيع، لكن جواب الأم كان عقوبة وليس مكافأة، لماذا؟
لأن الأم:
أولاً: لم تعترف بالمبادرة الجميلة التي قامت بها البنت!.
ثانياً: وجهت لها اللوم بصورة غير مباشرة على تقصيرها في ترك صحون الفرن دون غسيل.
ج- مكافأة السلوك السيئ بصورة عارضة غير مقصودة:
مثال: مصطفى عاد إلى المنزل وقت الغداء، وأخبر والدته أنه يريد النزول في الحال للعب الكرة مع أصدقائه قبل أن يتناول غداءه، فطلبت منه الوالدة أن يتناول الطعام ثم يأخذ قسطاً من الراحة ويذهب بعد ذلك لأصدقائه، فأصر مصطفى على رأيه، وبكى وهددها بالامتناع عن الطعام إذا رفضت ذهابه في الحال، فما كان من والدته إلا أن رضخت قائلة له: "لك ما تريد يا ابني الحبيب ولكن لا تبكي، ولا ترفض الطعام، وأذهب مع أصدقائك وعند عودتك تتغدى".
د- عدم معاقبة السلوك السيئ:
مثال: بينما كان الأب والأم جالسين؛ اندفع الابن الأكبر هيثم يصفع أخاه بعد شجار عنيف أثناء لعبهم، ونشبت المعركة بين الطفلين، فطلبت الأم من الأب أن يؤدب هيثم على هذه العدوانية، لكن الأب رد قائلاً: "الأولاد يظلوا أولاد يتعاركون لفترة ثم يعودوا أحباء بعد ذلك".
بلاش القسوة على الاطفال خلينا تبع دينا
الاسلامى