مملكة فلسطينى
[center]مرحبا بك في منتديات مملكة فلسطينى
لتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى من هنــــا
إن لم
مملكة فلسطينى
[center]مرحبا بك في منتديات مملكة فلسطينى
لتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى من هنــــا
إن لم


الرئيسيةالرئيسيةالبوابةأحدث الصورالمتواجدون فى المنتدى الأنالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء 1

شاطر|

السيره النبويه (11)

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
كاتب الموضوعرسالة
elkashif
عضو مميز
عضو مميز
elkashif


الاوسمه الاوسمه : السيره النبويه (11) Empty
mms mms : قمة التحدى أن تبتسم وفى عينيك ألــــــــــف دمـعــــــه وقمة الحـــــزن أن تعشق ماليس لــــــــــــك
مدى نشاط الاعضاء مدى نشاط الاعضاء :
السيره النبويه (11) Left_bar_bleue50 / 10050 / 100السيره النبويه (11) Right_bar_bleue
الموقع الموقع : مصر
المزاج المزاج : السيره النبويه (11) Busy10
الجنس الجنس : ذكر
المهنه المهنه : السيره النبويه (11) Pharma10
عدد المساهمات عدد المساهمات : 761
نقاط المسابقات نقاط المسابقات : 200
نقاط نقاط : 16880
العمر العمر : 36
المزاج المزاج : مهموووووووووووووووم

بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:
السيره النبويه (11) Left_bar_bleue1/1السيره النبويه (11) Empty_bar_bleue  (1/1)


تابع منتديات مملكة فلسطينى على توتير تابعنا على توتير
تابع منتديات مملكة فلسطينى على الفيس بوك تابعنا على الفيس بوك
تابع منتديات مملكة فلسطينى على جوجل بلس تابعنا على جوجل بلس
ـنضم لجروب مملكة فلسطينى على الفيس بوك أنضم لجروبنا على الفيس بوك
تابع منتديات مملكة فلسطينى على اليوتيوب تـــابعـنـا علــــى الــيـــــــــوتيوب
 راســـــــــــــــــــــــل الأداره  راســـــــــــــــــــــــــــــــل الأداره

www.battash.com

مُساهمةموضوع: السيره النبويه (11) السيره النبويه (11) I_icon_minitimeالأربعاء 3 أغسطس - 17:43

ثالثًا: ما تعرض له رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأذى والتعذيب:


لم يفتر المشركون عن أذى
رسول الله صلى الله عليه وسلم, منذ أن صدع بدعوته
إلى أن خرج من بين أظهرهم, وأظهره الله عليهم، ويدل على مبلغ هذا الأذى تلك الآيات
الكثيرة التي كانت تتنزل عليه في هذه الفترة تأمره بالصبر، وتدله على وسائله
وتنهاه عن الحزن، وتضرب له أمثلة من واقع إخوانه المرسلين، مثل قوله تعالى:
( وَاصْبِرْ عَلَى مَا
يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلاً
) [المزمل: 10]. وقوله: ( فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ
وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا
) [الإنسان: 24]. وقوله:
( وَلاَ
تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ
) [النمل: 70]. وقوله:
( مَا
يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو
مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ
)[فصلت: 43].


وهذه أمثلة تدل على ما تعرض
له صلى الله عليه وسلم من الإيذاء:



1- قال
أبو جهل
: هل يعفر محمد
وجهه
بين أظهركم؟ قال: فقيل: نعم، فقال: واللات والعزى، لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على
رقبته, أو لأعفرنَّ وجهه في التراب. قال: فأتى رسول الله صلى
الله عليه وسلم
وهو يصلي، زعم ليطأ على رقبته، قال: فما فجِئَهم
منه إلا وهو ينكص على عقبيه
ويتقي بيديه، قال: فقيل له: ما لك؟ فقال: إن بيني وبينه لخندقًا من نار وهولاً
وأجنحة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا».



وفي حديث ابن عباس قال: كان
النبي يصلي فجاء أبو جهل: فقال: (ألم أنهك عن هذا؟ ألم أنهك عن هذا؟ ألم أنهك عن
هذا؟ فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم فزبره
فقال: أبو جهل: إنك لتعلم ما بها نادٍ أكثرُ مني، فأنزل الله تعالى
( فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ ` سَنَدْعُو الزَّبَانِيَةَ ) [العلق: 17، 18] قال ابن عباس: لو دعا ناديه لأخذته زبانية الله».



2- وعن ابن مسعود : «بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم
قائم يصلي عند الكعبة، وجمع من قريش في مجالسهم إذ قال قائل منهم: ألا تنظرون إلى
هذا المرائي؟ أيكم يقوم إلى جَزور آل فلان، فيعمد إلى فرثها ودمها وسَلاها، فيجيء
به ثم يمهله حتى إذا سجد وضعه بين كتفيه؟ فانبعث أشقاهم، فلما سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وضعه بين كتفيه، وثبت النبي صلى الله عليه وسلم ساجدًا، فضحكوا حتى مال بعضهم إلى
بعض من الضحك، فانطلق منطلق إلى فاطمة عليها السلام -وهي جويرية- فأقبلت تسعى،
وثبت النبي صلى الله عليه وسلم حتى ألقته عنه،
وأقبلت عليهم تسبهم, فلما قضى رسول الله صلى الله عليه
وسلم
الصلاة قال: «اللهم عليك بقريش، اللهم عليك
بقريش، اللهم عليك بقريش»
ثم سمّى: «اللهم عليك
بعمرو بن هشام، وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأمية بن خلف
وعقبة بن أبي معيط، وعمارة بن الوليد»
قال ابن مسعود: فوالله لقد رأيتهم
صرعى يوم بدر، ثم سحبوا إلى القليب
-قليب بدر-، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«وأتبع أصحاب القليب لعنة».



وقد بينت الروايات الصحيحة الأخرى
أن الذي رمى الفرث عليه هو عقبة بن أبي معيط، وأن الذي حرضه هو أبو جهل،
وأن المشركين تأثروا لدعوة الرسول، وشق عليهم الأمر؛ لأنهم يرون أن الدعوة بمكة
مستجابة.



3- اجتماع الملأ من قريش وضربهم الرسول صلى الله عليه وسلم: اجتمع أشراف قريش يوما في الحجر، فذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ما رأينا مثل ما صبرنا عليه
من أمر هذا الرجل قط, سفه أحلامنا وسب آلهتنا، لقد صبرنا منه على أمر عظيم، فبينما
هم في ذلك طلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
فوثبوا وثبة رجل واحد, وأحاطوا به يقولون: أنت الذي تقول كذا وكذا – لما كان يقول
من عيب آلهتهم ودينهم- فيقول: «نعم، أنا الذي أقول ذلك», ثم أخذ رجل منهم بمجمع
ردائه، فقام أبو بكر
دونه وهو يبكي ويقول: أتقتلون رجلا أن يقول: ربي
الله.



4- كان أبو لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم من أشد الناس عداوة له، وكذلك كانت امرأته أم جميل
من أشد الناس عداوة للنبي صلى الله عليه وسلم,
وكانت تسعى بالإفساد بينه وبين الناس بالنميمة, وتضع الشوك في طريقه، والقذر على
بابه فلا عجب, أن نزل فيهما قول الله تعالى:
( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ` مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ` سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ ` وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ` فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ ) [المسد] فحين سمعت ما نزل
فيها وفي زوجها من القرآن أتت رسول الله صلى الله عليه
وسلم
وهو جالس عند الكعبة، ومعه أبو بكر الصديق، وفي يدها فهر من حجارة،
فلما وقفت عليهما قالت: يا أبا بكر، أين صاحبك؟ فقد بلغني أنه يهجوني، والله لو
وجدته لضربت بهذا الفهر فاه. ثم انصرفت، فقال أبو بكر: يا رسول الله أما تراها
رأتك؟ فقال: «لقد أخذ الله ببصرها عني»، وكانت
تنشد:



مذمم أبينا.. ودينه قلينا..
وأمره عصينا..



وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفرح؛ لأن المشركين يسبون مذممًا
يقول: «ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم، يشتمون مذممًا ويلعنون
مذممًا وأنا محمد».



وقد بلغ من أمر أبي لهب أنه
كان يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم في
الأسواق والمجامع، ومواسم الحج ويكذبه.



هذا بعض ما لاقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أذية المشركين، وقد ختم المشركون
أذاهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم بمحاولة
قتله في أواخر المرحلة المكية.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر ما لاقاه
من أذى قريش قبل أن ينال الأذى أحدًا من أتباعه يقول: «لقد
أخفت في الله عز وجل وما يخاف أحد، ولقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد، ولقد أتت علي
ثلاثون من بين يوم وليلة وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط
بلال»
.



ومع ما له صلى الله عليه وسلم من عظيم القدر ومنتهى الشرف، إلا
أنه قد حظي من البلاء بالحِمْل الثقيل، والعناء الطويل, منذ أول يوم صدع فيه
بالدعوة، ولقد لقي النبي صلى الله عليه وسلم من
سفهاء قريش أذى كثيرًا، فكان إذا مر على مجالسهم بمكة استهزءوا به، وقالوا ساخرين:
هذا ابن أبي كبشة
يُكلم من السماء، وكان أحدهم يمر على الرسول صلى الله
عليه وسلم
فيقول له ساخرًا: أما كُلمت اليوم من السماء؟.



ولم يقتصر الأمر على مجرد
السخرية والاستهزاء والإيذاء النفسي، بل تعداه إلى الإيذاء البدني، بل قد وصل
الأمر إلى أن يبصق عدو الله أمية بن خلف في وجه النبي صلى
الله عليه وسلم
,
وحتى بعد هجرته عليه السلام إلى المدينة
لم تتوقف حدة الابتلاء والأذى، بل أخذت خطًّا جديدا بظهور أعداء جدد، فبعد أن كانت
العداوة تكاد تكون مقصورة على قريش بمكة، صار له صلى
الله عليه وسلم
أعداء من المنافقين المجاورين بالمدينة، ومن اليهود والفرس
والروم، وأحلافهم، وبعد أن كان الأذى بمكة شتمًا وسخرية، وحصارًا، وضربًا، صار
مواجهة عسكرية مسلحة، حامية الوطيس، فيها كر وفر وضرب وطعن، فكان ذلك بلاء في
الأموال والأنفس على السواء,
وهكذا كانت فترة رسالته صلى الله عليه وسلم
وحياته سلسلة متصلة من المحن والابتلاء، فما وهن لما أصابه في سبيل الله، بل صبر
واحتسب حتى لقي ربه.



لقد واجه الرسول صلى الله عليه وسلم من الفتن والأذى والمحن ما لا يخطر
على بال، في مواقف متعددة، وكان ذلك على قدر الرسالة التي حملها، ولذلك استحق
المقام المحمود, والمنزلة الرفيعة عند ربه، وقد صبر على ما أصابه، إشفاقًا على
قومه أن يصيبهم مثل ما أصاب الأمم الماضية من العذاب، وليكون قدوة للدعاة
والمصلحين،
فإذا كان الاعتداء الأثيم، قد نال رسول الله صلى الله
عليه وسلم
فلم يعد هناك أحد, لكرامته, هو أكبر من الابتلاء والمحنة، وتلك
سنة الله في الدعوات. فعن أبي سعيد الخدري
قلت: يا رسول الله أي الناس أشد بلاءً؟ قال: «الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن
كان في دينه صلبًا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي حسب دينه، فما يبرح
البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة»
.



رابعًا: ما تعرض له أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأذى والتعذيب:


1- ما لاقاه أبو بكر الصديق :


تحمل الصحابة رضوان الله
عليهم من البلاء العظيم ما تنوء به الرواسي الشامخات وبذلوا أموالهم ودماءهم في
سبيل الله، وبلغ بهم الجهد ما شاء الله أن يبلغ، ولم يسلم أشراف المسلمين من هذا
الابتلاء، فلقد أوذي أبو بكر
، وحُثي على رأسه التراب، وضرب في المسجد الحرام
بالنعال، حتى ما يعرف وجهه من أنفه, وحُمل إلى بيته في ثوبه، وهو ما بين الحياة
والموت.
فقد روت عائشة رضي الله تعالى عنها, أنه لما اجتمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا ثمانية وثلاثين رجلاً ألح
أبو بكر
على رسول الله صلى الله
عليه وسلم
في الظهور، فقال: «يا أبا بكر إنا
قليل»
فلم يزل أبو بكر يلح حتى ظهر رسول الله صلى
الله عليه وسلم
، وتفرق المسلمون في نواحي المسجد كل رجل في عشيرته، وقام
أبو بكر في الناس خطيبًا ورسول الله صلى الله عليه وسلم
جالس، فكان أول خطيب دعا إلى الله تعالى وإلى رسوله صلى
الله عليه وسلم
، وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين، فضربوهم في
نواحي المسجد ضربًا شديدًا، ووُطئ أبو بكر وضرب ضربًا شديدًا، ودنا منه الفاسق
عتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفتين ويُحرِّفهما لوجهه، ونزا على بطن أبي
بكر
t، حتى ما يعرف وجهه من أنفه، وجاءت بنو تيم يتعادون,
فأجلت المشركين عن أبي بكر، وحملت بنو تيم أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله، ولا
يشكون في موته، ثم رجعت بنو تيم فدخلوا المسجد وقالوا: والله لئن مات أبو بكر
لنقتلن عتبة بن ربيعة, فرجعوا إلى أبي بكر فجعل أبو قحافة (والده) وبنو تيم يكلمون
أبا بكر حتى أجاب، فتكلم آخر النهار، فقال: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فمسوا منه بألسنتهم وعذلوه، وقالوا
لأمه أم الخير: انظري أن تطعميه شيئًا أو تسقيه إياه، فلما خلت به ألحت عليه، وجعل
يقول: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فقالت: والله ما لي علم بصاحبك، فقال: اذهبي إلى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه،
فخرجت حتى جاءت أم جميل، فقالت: إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله. فقالت: ما
أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد الله، وإن كنت تحبين أن أذهب معك إلى ابنك، قالت:
نعم، فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعًا دنفًا، فدنت أم جميل وأعلنت بالصياح،
وقالت: والله إن قومًا نالوا هذا منك لأهل فسق وكفر، إنني لأرجو أن ينتقم الله لك
منهم، قال: فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قالت: هذه أمك تسمع، قال: فلا شيء عليك منها، قالت: سالم صالح. قل: أين هو؟ قالت:
في دار الأرقم، قال: فإن لله علي أن لا أذوق طعامًا ولا أشرب شرابًا أو آتي رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأمهلتا حتى إذا هدأت
الرِّجْل وسكن الناس، خرجتا به يتكئ عليهما، حتى أدخلتاه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: فأكب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله، وأكب عليه المسلمون، ورقَّ
له رسول الله صلى الله عليه وسلم رقة شديدة، فقال
أبو بكر: بأبي وأمي يا رسول الله، ليس بي بأس إلا ما نال الفاسق من وجهي، وهذه أمي
برة بولدها, وأنت مبارك فادعها إلى الله، وادع الله لها, عسى الله أن يستنقذها بك
من النار، قال: فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم,
ودعاها إلى الله فأسلمت.



دروس وعبر وفوائد:


أ- حرص أبي بكرعلى إعلان الإسلام، وإظهاره أمام الكفار, وهذا يدل على قوة
إيمانه وشجاعته، وقد تحمل الأذى العظيم حتى إن قومه كانوا لا يشكون في موته.



ب- مدى الحب الذي كان يكنه
أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث إنه-
وهو في تلك الحال الحرجة- يسأل عنه ويلح إلحاحًا عجيبًا في السؤال، ثم يحلف ألا
يأكل ولا يشرب حتى يراه، كيف يتم ذلك وهو لا يستطيع النهوض بل المشي؟ ولكنه الحب
في الله، والعزائم التي تقهر الصعاب، وكل مصاب في سبيل الله ومن أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم هين ويسير.



ج- إن العصبية القبلية كان
لها في ذلك الحين دور في توجيه الأحداث والتعامل مع الأفراد حتى مع اختلاف
العقيدة، فهذه قبيلة أبي بكر تهدد بقتل عتبة إن مات أبو بكر.



د- الحس الأمني لأم جميل
-رضي الله عنها- فقد برز في عدة تصرفات لعل من أهمها:



* إخفاء الشخصية والمعلومة
عن طريق الإنكار:



عندما سألت أم الخير أم
جميل، عن مكان الرسول صلى الله عليه وسلم أنكرت
أنها تعرف أبا بكر ومحمد بن عبد الله، فهذا تصرف حذر سليم، إذ لم تكن أم الخير
ساعتئذ مسلمة، وأم جميل كانت تخفي إسلامها، ولا تود أن تعلم به أم الخير، وفي ذات
الوقت أخفت عنها مكان الرسول صلى الله عليه وسلم
مخافة أن تكون عينًا لقريش.



* استغلال الموقف لإيصال
المعلومة:



فأم جميل أرادت أن تقوم
بإيصال المعلومة بنفسها لأبي بكر
, وفي ذات الوقت لم تظهر ذلك لأم الخير إمعانًا في
السرية والكتمان، فاستغلت الموقف لصالحها قائلة: «إن كنت تحبين أن أذهب معك إلى
ابنك فعلت», وقد عرضت عليها هذا الطلب بطريقة تنم عن الذكاء, وحسن التصرف، فقولها:
«إن كنت تحبين» وهي أمه وقولها: «إلى ابنك» ولم تقل لها: إلى أبي بكر، كل ذلك يحرك
في أم الخير عاطفة الأمومة، فغالبًا ما ترضخ لهذا الطلب، وهذا ما تم بالفعل، حيث
أجابتها بقولها: «نعم» وبالتالي نجحت أم جميل في إيصال المعلومة بنفسها.



* استغلال الموقف في كسب عطف
أم أبي بكر:



يبدو أن
أم جميل حاولت أن تكسب عطف أم الخير، فاستغلت وضع أبي بكر
الذي يظهر فيه صريعًا دنفًا،
فأعلنت بالصياح، وسبَّت من قام بهذا الفعل بقولها: «إن قوما نالوا هذا منك لأهل
فسق وكفر» فلا شك أن هذا الموقف من أم جميل يشفي بعض غليل أم الخير، من الذين
فعلوا ذلك بابنها، فقد تكن شيئًا من الحب لأم جميل, وبهذا تكون أم جميل كسبت عطف
أم الخير وثقتها, الأمر الذي يسهل مهمة أم جميل في إيصال المعلومة إلى أبي بكر
.


* الاحتياط والتأني قبل
النطق بالمعلومة:



لقد كانت أم جميل في غاية
الحيطة والحذر, من أن تتسرب هذه المعلومة الخطيرة عن مكان قائد الدعوة، فهي لم
تطمئن بعد إلى أم الخير؛ لأنها ما زالت مشركة آنذاك، وبالتالي لم تأمن جانبها، لذا
ترددت عندما سألها أبو بكر
, عن حال رسول الله صلى
الله عليه وسلم
فقالت له: «هذه أمك تسمع؟» فقال لها: لا شيء عليك منها،
فأخبرته ساعتها بأن الرسول صلى الله عليه وسلم
سالم صالح,
وزيادة في الحيطة والحذر والتكتم لم تخبره بمكانه, إلا بعد أن سألها عنه قائلا:
أين هو؟ فأجابته في دار الأرقم.



* تخير الوقت المناسب لتنفيذ
المهمة:



حين طلب أبو بكر الذهاب إلى دار الأرقم، لم تستجب له أم جميل على الفور، بل
تأخرت عن الاستجابة، حتى إذا هدأت الرِّجل وسكن الناس، خرجت به ومعها أمه يتكئ
عليهما، فهذا هو أنسب وقت للتحرك وتنفيذ هذه المهمة حيث تنعدم الرقابة من قبل
أعداء الدعوة، مما يقلل من فرص كشفها، وقد نفذت المهمة بالفعل دون أن يشعر بها
الأعداء, حتى دخلت أم جميل وأم الخير بصحبة
أبي بكر إلى دار الأرقم، وهذا يؤكد أن الوقت المختار كان أنسب الأوقات.



د- قانون المنحة بعد المحنة،
حيث أسلمت أم الخير أم أبي بكر, بسبب رغبة الصديق في إدخال أمه إلى حظيرة الإسلام،
وطلبه من الرسول صلى الله عليه وسلم الدعاء لها،
لما رأى من برها به، وقد كان
حريصًا على هداية الناس الآخرين فكيف بأقرب الناس
إليه.



هـ- إن من أكثر الصحابة
الذين تعرضوا لمحنة الأذى والفتنة بعد رسول الله صلى
الله عليه وسلم
, أبا بكر الصديق
نظرا لصحبته الخاصة له، والتصاقه به في المواطن
التي كان يتعرض فيها للأذى من قومه، فينبري الصديق مدافعًا عنه وفاديًا إياه
بنفسه، فيصيبه من أذى القوم وسفههم, هذا مع أن الصديق يعتبر من كبار رجال قريش
المعروفين بالعقل والإحسان.



2- بلال رضي الله عنه:


تضاعف أذى المشركين لرسول
الله صلى الله عليه وسلم ولأصحابه, حتى وصل إلى
ذروة العنف, وخاصة في معاملة المستضعفين من المسلمين، فنكلت بهم لتفتنهم عن
عقيدتهم وإسلامهم، ولتجعلهم عبرة لغيرهم، ولتنفس عن حقدها, وغضبها, بما تصبه عليهم
من العذاب.



قال عبد الله بن مسعود : «أول من أظهر الإسلام سبعة، رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمار، وأمه سمية، وصهيب، وبلال،
والمقداد، فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم
فمنعه الله بعمه أبي طالب، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم
المشركون فألبسوهم أدراع الحديد، وصهروهم في الشمس، فما منهم إنسان إلا وقد واتاهم
على ما أرادوا إلا بلال، فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه، فأعطوه
الولدان, وأخذوا يطوفون به شعاب مكة، وهو يقول: أحد أحد».



لم يكن لبلال ظهر يسنده، ولا عشيرة تحميه، ولا سيوف تذود عنه، ومثل هذا
الإنسان في المجتمع الجاهلي المكي, يعادل رقمًا من الأرقام، فليس له دور في الحياة
إلا أن يخدم ويطيع، ويباع ويشترى كالسائمة، أما أن يكون له رأي, أو يكون صاحب فكر،
أو صاحب دعوة, أو صاحب قضية، فهذه جريمة شنعاء في المجتمع الجاهلي المكي تهز
أركانه وتزلزل أقدامه، ولكن الدعوة الجديدة التي سارع لها الفتيان, وهم يتحدون
تقاليد وأعراف آبائهم الكبار لامست قلب هذا العبد المرمي المنسي، فأخرجته إنسانًا
جديدًا على الوجود,
فقد تفجرت معاني الإيمان في أعماقه بعد أن آمن بهذا الدين، وانضم إلى محمد صلى الله عليه وسلم وإخوانه في موكب الإيمان العظيم,
وها هو الآن يتعرض للتعذيب من أجل عقيدته ودينه, فقصد وزير رسول الله صلى الله عليه وسلم الصديق, موقع التعذيب وفاوض أمية بن
خلف وقال له: «ألا تتقي الله في هذا المسكين؟ حتى متى! قال: أنت الذي أفسدته
فأنقذه مما ترى، فقال أبو بكر: أفعل، عندي غلام أسود أجلد منه وأقوى على دينك
أعطيكه به، قال: قد قبلت، فقال: هو لك فأعطاه أبو بكر الصديق
غلامه ذلك وأخذه فاعتقه»،
وفي رواية: اشتراه بسبع أواق, أو بأربعين أوقية ذهبًا،
ما أصبر بلالاً وما أصلبه
, فقد كان صادق الإسلام، طاهر القلب، ولذلك صَلُبَ,
ولم تلن قناته أمام التحديات وأمام صنوف العذاب، وكان صبره وثباته مما يغيظهم
ويزيد حنقهم, خاصة أنه كان الرجل الوحيد من ضعفاء المسلمين الذي ثبت على الإسلام
فلم يوات الكفار فيما يريدون, مرددًا كلمة التوحيد بتحدٍّ صارخ، وهانت عليه نفسه
في الله وهان على قومه.



وبعد كل محنة منحة فقد تخلص
بلال من العذاب والنكال، وتخلص من أسر العبودية، وعاش مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بقية حياته ملازمًا له، ومات راضيًا
عنه مبشرًا إياه بالجنة، فقد قال صلى الله عليه وسلم
لبلال: «... فإني سمعت خشف نعليك بين يدي في الجنة».



وأما
مقامه عند الصحابة فقد كان عمر
يقول: «أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا» يعني
بلالاً.



وأصبح منهج الصديق في فك
رقاب المستضعفين, ضمن الخطة التي تبنتها القيادة الإسلامية لمقاومة التعذيب الذي
نزل بالمستضعفين، فمضى يضع ماله في تحرير رقاب المؤمنين المنضمين إلى هذا الدين
الجديد من الرق: (.. ثم أعتق معه على الإسلام قبل أن يهاجر إلى المدينة ست رقاب,
بلال سابعهم:



عامر بن فهيرة شهد بدرًا
وأحدًا، وقتل يوم بئر معونة شهيدًا، وأم عُبيس، وزنِّيرة وأصيب بصرها حين أعتقها،
فقالت قريش: ما أذهب بصرها إلا اللات والعزى، فقالت: «كذبوا وبيت الله ما تضر
اللات والعزى وما تنفعان، فرد الله بصرها»
وأعتق النهدية وبنتها وكانتا لامرأة من بني عبد الدار فمرَّ بهما، وقد بعثتهما
سيدتهما بطحين لها وهي تقول: والله لا أعتقكما أبدًا: فقال أبو بكر
: حِل
يا أم فلان، فقالت: حل أنت، أفسدتهما فأعتقهما، قال: فبكم هما؟ قالت: بكذا وكذا،
قال: قد أخذتهما وهما حرتان، أرجعا إليها طحينها، قالتا: أو نفرغ منه يا أبا بكر
ثم نرده إليها؟ قال: وذلك إن شئتما».



وهنا
وقفة تأمل ترينا كيف سوَّى الإسلام بين الصديق والجاريتين حتى خاطبتاه، خطاب الند
للند، لا خطاب المسود للسيد، وتقبل الصديق على شرفه وجلالته في الجاهلية والإسلام
منهما ذلك، مع أنه له يدًا عليهما بالعتق، وكيف صقل الإسلام الجاريتين حتى تخلقتا
بهذا الخلق الكريم، وكان يمكنهما وقد أعتقتا وتحررتا من الظلم, أن تدعا لها طحينها
يذهب أدراج الرياح، أو يأكله الحيوان والطير، ولكنهما أبتا، تفضلاً, إلا أن تفرغا
منه وترداه إليها.



ومر
الصديق بجارية بني مؤمل, حي من بني عدي بن كعب, وكانت مسلمة, وعمر بن الخطاب
يعذبها لتترك الإسلام، وهو يومئذ مشرك وهو يضربها، حتى إذا ملَّ قال: إني أعتذر
إليك, إني لم أتركك إلا عن ملالة فتقول: كذلك فعل الله بك, فابتاعها أبو بكر
فأعتقها.



هكذا كان واهب الحريات،
ومحرر العبيد، شيخ الإسلام الوقور، الذي عرف بين قومه بأنه يكسب المعدوم، ويصل
الرحم، ويحمل الكل، ويقري الضيف، ويعين على نوائب الحق، لم ينغمس في إثم في
جاهليته، أليف مألوف, يسيل قلبه رقة ورحمة على الضعفاء، والأرقاء، أنفق جزءًا
كبيرًا من ماله في شراء العبيد وأعتقهم لله، وفي الله، قبل أن تنزل التشريعات
الإسلامية المحببة في العتق، والواعدة عليه أجزل الثواب.



كان المجتمع المكي يتندر
بأبي بكر
الذي يبذل هذا المال كله لهؤلاء المستضعفين, أما في
نظر الصديق، فهؤلاء إخوانه في الدين الجديد، فكل واحد من هؤلاء لا يساوي عنده
مشركي الأرض وطغاتها، وبهذه العناصر وغيرها تبنى دولة التوحيد، وتصنع حضارة
الإسلام الرائدة والرائعة,
ولم يكن الصديق يقصد بعمله هذا محمدة، ولا جاهًا، ولا دنيا، وإنما كان يريد وجه
الله ذا الجلال والإكرام، لقد قال له أبوه ذات يوم: «يا بني إني أراك تعتق رقابًا
ضعافًا، فلو أنك إذ فعلت أعتقت رجالاً جلدًا يمنعونك، ويقومون دونك؟ فقال أبو بكر
: يا أبت إني إنما أريد ما أريد لله عز وجل فلا عجب إذا كان الله
سبحانه أنزل في شأن الصديق قرآنًا يتلى إلى يوم الدين، قال تعالى:
( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ` وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ` فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ` وَأَمَّا مَن بَخِلَ
وَاسْتَغْنَى
` وَكَذَّبَ
بِالْحُسْنَى
` فَسَنُيَسِّرُهُ
لِلْعُسْرَى
` وَمَا
يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى
` إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى ` وَإِنَّ لَنَا لَلآَخِرَةَ
وَالأُولَى
` فَأَنْذَرْتُكُمْ
نَارًا تَلَظَّى
` لاَ
يَصْلاَهَا إِلاَّ الأشْقَى
` الَّذِي
كَذَّبَ وَتَوَلَّى
` وَسَيُجَنَّبُهَا
الأتْقَى
` الَّذِي
يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى
` وَمَا
لأحَدٍ عِنْدَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى
` إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ
رَبِّهِ الأعْلَى
` وَلَسَوْفَ
يَرْضَى
) [الليل: 5-21].


كان هذا التكافل بين أفراد
الجماعة الإسلامية الأولى, قمة من قمم الخير والعطاء، وأصبح هؤلاء العبيد بالإسلام
أصحاب عقيدة وفكرة, يناقشون بها وينافحون عنها، ويجاهدون في سبيلها، وكان إقدام
أبي بكر
t على شرائهم ثم إعتاقهم دليلاً على عظمة هذا الدين,
ومدى تغلغله في نفسية الصديق
، وما أحوج المسلمين اليوم أن يحيوا هذا المثل
الرفيع، والمشاعر السامية ليتم التلاحم والتعايش, والتعاضد بين أبناء الأمة التي
يتعرض أبناؤها للإبادة الشاملة من قبل أعداء العقيدة والدين.



3- عمار بن ياسر وأبوه وأمه رضي الله عنهم:



كان والد عمار بن ياسر من
بني عنس من قبائل اليمن، قدم مكة وأخواه الحارث ومالك يطلبون أخًا لهم، فرجع
الحارث ومالك إلى اليمن، وأقام ياسر بمكة، وحالف أبا حذيفة بن المغيرة المخزومي,
فزوجه أبو حذيفة أَمّة له يقال لها: سُمية بنت خياط، فولدت له عمارًا، فأعتقه أبو
حذيفة الذي لم يلبث أن مات، وجاء الإسلام فأسلم ياسر وسمية وعمار, وأخوه عبد الله
بن ياسر، فغضب عليهم مواليهم بنو مخزوم غضبًا شديدًا صبوا عليهم العذاب صبًّا،
كانوا يخرجونهم إذا حميت الظهيرة فيعذبونهم برمضاء مكة
ويقلبونهم ظهرًا لبطن,
فيمر عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم وهم يعذبون
فيقول: «صبرًا آل ياسر فإن موعدكم الجنة»
وجاء أبو جهل إلى سمية فقال لها: ما آمنت بمحمد إلا لأنك عشقته لجماله، فأغلظت له
القول, فطعنها بالحربة في ملمس العفة فقتلها، فهي أول شهيدة في الإسلام رضي الله
عنها,
وبذلك سطرت بهذا الموقف الشجاع أعلى وأغلى ما تقدمه امرأة في سبيل الله، لتبقى كل
امرأة مسلمة, حتى يرث الله الأرض ومن عليها ترنو إليها ويهفو قلبها في الاقتداء
بها، فلا تبخل بشيء في سبيل الله، بعد أن جادت سمية بنت خياط بدمها في سبيل الله.




وقد جاء في حديث عثمان قال: «أقبلت مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم
آخذًا بيدي نتمشى بالبطحاء، حتى أتى على آل عمار بن ياسر، فقال
أبو عمار: يا رسول الله الدهر هكذا؟ فقال له النبي صلى
الله عليه وسلم
: «اصبر»، ثم قال: «اللهم اغفر لآل ياسر، وقد فعلت»
ثم لم يلبث ياسر أن مات تحت العذاب.




لم يكن في وسع النبي صلى الله عليه وسلم أن يقدم شيئًا لآل ياسر, رموز
الفداء والتضحية, فليسوا بأرقاء حتى يشتريهم ويعتقهم، وليست لديه القوة ليستخلصهم
من الأذى والعذاب، فكل ما يستطيعه صلى الله عليه وسلم
أن يزف لهم البشرى بالمغفرة والجنة, ويحثهم على الصبر, لتصبح هذه الأسرة المباركة
قدوة للأجيال المتلاحقة، ويشهد الموكب المستمر على مدار التاريخ هذه الظاهرة «صبرًا آل ياسر فإن موعدكم الجنة».




أما عمار فقد عاش بعد أهله زمنًا يكابد من صنوف العذاب ألوانًا، فهو يصنف
في طائفة المستضعفين الذين لا عشائر لهم بمكة تحميهم، وليست لهم منعة ولا قوة،
فكانت قريش تعذبهم في الرمضاء بمكة أنصاف النهار, ليرجعوا عن دينهم، وكان عمار
يعذب حتى لا يدري ما يقول،
ولما أخذه المشركون ليعذبوه لم يتركوه حتى سب النبي صلى
الله عليه وسلم
، وذكر آلهتهم بخير، فلما أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما وراءك؟»
قال: شر، والله ما تركني المشركون حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير، قال: «كيف تجد قلبك؟» قال: مطمئنًا بالإيمان، قال: «فإن عادوا فعد»،
ونزل الوحي بشهادة الله تعالى على صدق إيمان عمار، قال تعالى:
( مَن كَفَرَ بِاللهِ مِن
بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ
وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللهِ
وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
) [النحل: 106] وقد حضر
المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.




وفي حادثتي بلال وعمار فقه
عظيم يتراوح بين العزيمة والرخصة, يحتاج من الدعاة أن يستوعبوه, ويضعوه في إطاره
الصحيح, وفي معاييره الدقيقة دون إفراط أوتفريط.




4- سعد بن أبي وقاص:



تعرض للفتنة من قبل والدته
الكافرة، فامتنعت عن الطعام والشراب, حتى يعود إلى دينها. قال ابن كثير: «قال
الطبراني في كتاب العشرة إن سعدًا قال: أنزلت فيّ هذه الآية:
( وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ
بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا
) [العنكبوت: 8].



قال: كنت رجلاً برًا بأمي
فلما أسلمتُ قالت: يا سعد: ما هذا الدين الذين أراك قد أحدثت، لتدعنَّ دينك هذا,
أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعير بي, فيقال: يا قاتل أمه، فقلت: لا تفعلي يا أمه
فإني لا أدع ديني لشيء, فَمَكَثت يومًا وليلة لم تأكل, فأصبحت قد جهدت، فمكثت
يومًأ آخر وليلة أخرى لم تأكل، فأصبحت قد جهدت، فمكثت يومًا وليلة أخرى لا تأكل,
فأصبحت قد اشتد جهدها، فلما رأيت ذلك قلت يا أُمَّه تعلمين والله لو كانت لك مائة
نفس فخرجت نفسًا نفسًا ما تركت ديني هذا لشيء، فإن شئت فكلي وإن شئت لا تأكلي,
فأكلت.




وروى مسلم: أن أم سعد حلفت
ألا تكلمه أبدًا حتى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب، قالت: زعمتَ أن الله وصاك
بوالديك، وأنا أمك وأنا آمرك بهذا، قال: مكثت ثلاثًا حتى غَشي عليها من الجهد،
فقام ابن لها يقال له: عُمارة فسقاها فجعلت تدعو على سعد، فأنزل الله عز وجل في
القرآن الكريم هذه الآية:
( وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا
وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي...
) وفيها ( وَصَاحِبْهُمَا فِي
الدُّنْيَا مَعْرُوفًا
).



قال: فكانوا إذا أرادوا أن
يطعموها شجروا فاها بعصا ثم أوجروها,
فمحنة سعد محنة عظيمة، وموقفه موقف فذ يدل على مدى تغلغل الإيمان في قلبه، وأنه لا
يقبل فيه مساومة مهما كانت النتيجة.




ومن خلال تتبع القرآن المكي
نجد أنه رغم قطع الولاء سواء في الحب أو النصرة بين المسلم وأقاربه الكفار، فإن
القرآن أمر بعدم قطع صلتهم وبرهم والإحسان إليهم ومع ذلك فلا ولاء بينهم؛ لأن
الولاء لله ورسوله ودينه والمؤمنين.




5- مصعب بن عمير



كان مصعب بن عمير أنعم غلام بمكة، وأجوده حلة، وكان أبواه يحبانه، وكانت أمه
مليئة كثيرة المال تكسوه أحسن ما يكون من الثياب وأرقه، وكان أعطر أهل مكة، يلبس
الحضرمي من النعال,
وبلغ من شدة كلف أمه به أنه يبيت وقعب الحيس
عند رأسه فإذا استيقظ من نومه أكل,
ولما علم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو
إلى الإسلام في دار الأرقم بن أبي الأرقم دخل عليه فأسلم وصدق به، وخرج فكتم
إسلامه خوفًا من أمه وقومه، فكان يختلف إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم
سرًّا، فبصر به عثمان بن طلحة
يصلي, فأخبر أمه وقومه، فأخذوه وحبسوه، فلم يزل محبوسًا حتى خرج إلى أرض الحبشة في
الهجرة الأولى.




قال سعد بن أبي وقاص : لقد رأيته جهد في الإسلام جهدًا شديدًا حتى لقد رأيت جلده
يتحشّف، أي يتطاير، تحشف جلد الحية عنها، حتى إن كنا لنعرضه على قتبنا فنحمله مما
به من الجهد.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما ذكره
قال: «ما رأيت بمكة أحدًا أحسن لمة ولا أرق حلة ولا أنعم
نعمة من مصعب بن عمير»
،
ومع كل ما أصابه
من بلاء ومحنة ووهن في الجسم والقوة، وجفاء من أقرب
الناس إليه, لم يقصر عن شيء مما بلغه أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم
من الخير, والفضل، والجهاد في سبيل الله تعالى, حتى أكرمه
الله تعالى بالشهادة يوم أحد.




يعتبر مصعب نموذجًا من تربية الإسلام للمترفين الشباب، للمنعمين من أبناء
الطبقات الغنية المرفهة، لأبناء القصور والمال والجاه، للمعجبين بأشخاصهم،
المبالغين في تأنقهم، الساعين وراء مظاهر الحياة كيف تغيرت؟ ووقف بعد إسلامه
قويًّا لا يضعف ولا يتكاسل ولا يتخاذل، ولا تقهره نفسه وشهواته فيسقط في جحيم
النعيم الخادع.




لقد ودع ماضيه بكل ما فيه من
راحة ولذة وهناءة، يوم دخل هذا الدين وبايع تلك البيعة، وكان لا بد له من المرور
في درب المحنة لكي يصقل إيمانه ويتعمق يقينه، وكان مصعب مطمئنا راضيا رغم ما حوله
من جبروت ومخاوف، ورغم ما نزل به من البؤس والفقر والعذاب، ورغم ما فقده من مظاهر
النعم والراحة,
فقد تعرض لمحنة الفقر، ومحنة فقد الوجاهة والمكانة عند أهله، ومحنة الأهل والأقارب
والعشيرة، ومحنة الجوع والتعذيب، ومحنة الغربة والابتعاد عن الوطن، فخرج من كل تلك
المحن منتصرا بدينه وإيمانه، مطمئنا أعمق الاطمئنان، ثابتًا أقوى الثبات
ولنا معه وقفات في المدينة بإذن الله تعالى.




6- خباب بن الأرت :



كان خباب قينا,
وأراد الله له الهداية مبكرًا، فدخل في الإسلام قبل دخول دار الأرقم بن أبي الأرقم,
فكان من المستضعفين الذين عذبوا بمكة لكي يرتد عن دينه، وصل به العذاب بأن ألصق
المشركون ظهره بالأرض على الحجارة المحماة حتى ذهب ماء مَتْنه.




وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يألف خبابًا ويتردد عليه بعد أن
أسلم، فلما علمت مولاته بذلك، وهي أم أنمار الخزاعية، أخذت حديدة قد أحمتها،
فوضعتها على رأسه، فشكا خبابًا ذلك إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم
، فقال: «اللهم انصر خبابًا»،
فاشتكت مولاته رأسها، فكانت تعوي مع الكلاب، فقيل لها: اكتوي، فجاءت إلى خباب
ليكويها، فكان يأخذ الحديدة قد أحماها فيكوي بها رأسها، وإن في ذلك لعبرة لمن أراد
أن يعتبر, ما أقرب فرج الله ونصره من عباده المؤمنين الصابرين، فانظر كيف جاءت
إليه بنفسها تطلب منه أن يكويها على رأسها،
ولما زاد ضغط المشركين على ضعفاء المسلمين ولقوا منهم شدة، جاء خباب إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل
الكعبة، فقال له: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا، فقعد الرسول صلى الله عليه وسلم وهو محمر وجهه، قال: «كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه، فيجاء
بالمنشار فيوضع على رأسه، فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد
ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير
الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون»
.




وللشيخ سلمان العودة حفظه
الله تعليق لطيف على هذا الحديث: يا سبحان الله ماذا جرى حتى احمرَّ وجه المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقعد من ضجعته؟ وخاطب أصحابه بهذا
الأسلوب القوي المؤثر، ثم عاتبهم على الاستعجال؟




لأنهم طلبوا الدعاء منه صلى الله عليه وسلم؟



كلا: حاشاه من ذلك، وهو
الرءوف الرحيم بأمته.




إن أسلوب الطلب: ألا تدعو
لنا؟ ألا تستنصر لنا؟ يوحي بما وراءه وأنه صادر من قلوب أمضَّها العذاب، وأنهكها
الجهد، وهدتها البلوى فهي تلتمس الفرج العاجل، وتستبطئ النصر, فتستدعيه.




وهو صلى الله عليه وسلم يعلم أن الأمور مرهونة بأوقاتها، وأسبابها، وأن
قبل النصر البلاء، فالرسل تبتلى ثم تكون لها العاقبة.
( حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ
الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن
نَّشَاءُ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ
) [يوسف: 110].



ويلمس
عليه السلام من واقع أصحابه وملابسات أحوالهم، برمهم بالعذاب الذي يلاقون، حتى
يفتنوا عن دينهم، ويستعلي عليهم الكفرة، ويموت منهم من يموت تحت التعذيب.




وقد لا يكون من الميسور أن
يدرك المرء, بمجرد قراءة النص، حقيقة الحال التي كانوا عليها حين طلبوا منه عليه
الصلاة والسلام الدعاء والاستنصار، ولا أن يعرف المشاعر والإحساسات التي كانت تثور
في نفوسهم إلا أن يعيش حالاً قريبًا من حالهم ويعاني في سبيل الله بعض ما عانوا.




لقد كان صلى الله عليه وسلم[

الموضوعالأصلي : السيره النبويه (11) المصدر : منتديات مملكة فلسطينى الكاتب: elkashif
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حورية الجنة
عضو مميز
عضو مميز
حورية الجنة


الاوسمه الاوسمه : السيره النبويه (11) Empty
mms mms : ** مصرية**أزهرية**سنية**
**اخوانية**حمساوية**قسامية**
**وأفتخــر**
مدى نشاط الاعضاء مدى نشاط الاعضاء :
السيره النبويه (11) Left_bar_bleue50 / 10050 / 100السيره النبويه (11) Right_bar_bleue
المزاج المزاج : السيره النبويه (11) 2410
الجنس الجنس : انثى
المهنه المهنه : السيره النبويه (11) Studen10
الهوايه الهوايه : السيره النبويه (11) Painti10
عدد المساهمات عدد المساهمات : 654
نقاط المسابقات نقاط المسابقات : 300
نقاط نقاط : 16118
المزاج المزاج : الحمد لله على كل حال.

بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:
السيره النبويه (11) Left_bar_bleue1/1السيره النبويه (11) Empty_bar_bleue  (1/1)


تابع منتديات مملكة فلسطينى على توتير تابعنا على توتير
تابع منتديات مملكة فلسطينى على الفيس بوك تابعنا على الفيس بوك
تابع منتديات مملكة فلسطينى على جوجل بلس تابعنا على جوجل بلس
ـنضم لجروب مملكة فلسطينى على الفيس بوك أنضم لجروبنا على الفيس بوك
تابع منتديات مملكة فلسطينى على اليوتيوب تـــابعـنـا علــــى الــيـــــــــوتيوب
 راســـــــــــــــــــــــل الأداره  راســـــــــــــــــــــــــــــــل الأداره

www.battash.com

مُساهمةموضوع: رد: السيره النبويه (11) السيره النبويه (11) I_icon_minitimeالجمعة 5 أغسطس - 6:08

جزاك الله خيرا

وجعله الله فى ميزان حسناتك

الموضوعالأصلي : السيره النبويه (11) المصدر : منتديات مملكة فلسطينى الكاتب: حورية الجنة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
lola_raf
الإداره
الإداره
lola_raf


الاوسمه الاوسمه : السيره النبويه (11) Empty
mms mms :
الْلَّهُم اعِنّى عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْن عِبَادَتِك
اذَا دَعَتْك قُدْرَتِك عَلَى ظُلْم الْنَّاس فَتُذَكِّر قُدْرَة الْلَّه عَلَيْك
مدى نشاط الاعضاء مدى نشاط الاعضاء :
السيره النبويه (11) Left_bar_bleue50 / 10050 / 100السيره النبويه (11) Right_bar_bleue
المزاج المزاج : السيره النبويه (11) 3110
الجنس الجنس : انثى
المهنه المهنه : السيره النبويه (11) Accoun10
الهوايه الهوايه : السيره النبويه (11) Travel10
عدد المساهمات عدد المساهمات : 2902
دعوة الأصدقاء دعوة الأصدقاء : 150
نقاط المسابقات نقاط المسابقات : 720
نقاط نقاط : 22594
المزاج المزاج : مبسوطه

بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:
السيره النبويه (11) Left_bar_bleue1/1السيره النبويه (11) Empty_bar_bleue  (1/1)


تابع منتديات مملكة فلسطينى على توتير تابعنا على توتير
تابع منتديات مملكة فلسطينى على الفيس بوك تابعنا على الفيس بوك
تابع منتديات مملكة فلسطينى على جوجل بلس تابعنا على جوجل بلس
ـنضم لجروب مملكة فلسطينى على الفيس بوك أنضم لجروبنا على الفيس بوك
تابع منتديات مملكة فلسطينى على اليوتيوب تـــابعـنـا علــــى الــيـــــــــوتيوب
 راســـــــــــــــــــــــل الأداره  راســـــــــــــــــــــــــــــــل الأداره

www.battash.com

مُساهمةموضوع: رد: السيره النبويه (11) السيره النبويه (11) I_icon_minitimeالجمعة 5 أغسطس - 6:21


السيره النبويه (11) 229019_1310227901

الموضوعالأصلي : السيره النبويه (11) المصدر : منتديات مملكة فلسطينى الكاتب: lola_raf
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
elkashif
عضو مميز
عضو مميز
elkashif


الاوسمه الاوسمه : السيره النبويه (11) Empty
mms mms : قمة التحدى أن تبتسم وفى عينيك ألــــــــــف دمـعــــــه وقمة الحـــــزن أن تعشق ماليس لــــــــــــك
مدى نشاط الاعضاء مدى نشاط الاعضاء :
السيره النبويه (11) Left_bar_bleue50 / 10050 / 100السيره النبويه (11) Right_bar_bleue
الموقع الموقع : مصر
المزاج المزاج : السيره النبويه (11) Busy10
الجنس الجنس : ذكر
المهنه المهنه : السيره النبويه (11) Pharma10
عدد المساهمات عدد المساهمات : 761
نقاط المسابقات نقاط المسابقات : 200
نقاط نقاط : 16880
العمر العمر : 36
المزاج المزاج : مهموووووووووووووووم

بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:
السيره النبويه (11) Left_bar_bleue1/1السيره النبويه (11) Empty_bar_bleue  (1/1)


تابع منتديات مملكة فلسطينى على توتير تابعنا على توتير
تابع منتديات مملكة فلسطينى على الفيس بوك تابعنا على الفيس بوك
تابع منتديات مملكة فلسطينى على جوجل بلس تابعنا على جوجل بلس
ـنضم لجروب مملكة فلسطينى على الفيس بوك أنضم لجروبنا على الفيس بوك
تابع منتديات مملكة فلسطينى على اليوتيوب تـــابعـنـا علــــى الــيـــــــــوتيوب
 راســـــــــــــــــــــــل الأداره  راســـــــــــــــــــــــــــــــل الأداره

www.battash.com

مُساهمةموضوع: رد: السيره النبويه (11) السيره النبويه (11) I_icon_minitimeالجمعة 5 أغسطس - 9:49

وجزاكن مثله

عطرتم صفحتى بمروركم الجميل

الموضوعالأصلي : السيره النبويه (11) المصدر : منتديات مملكة فلسطينى الكاتب: elkashif
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
flestiny
الإداره
الإداره
flestiny


الاوسمه الاوسمه : السيره النبويه (11) Empty
mms mms : لا اله الا الله
مدى نشاط الاعضاء مدى نشاط الاعضاء :
السيره النبويه (11) Left_bar_bleue50 / 10050 / 100السيره النبويه (11) Right_bar_bleue
الموقع الموقع : مصر/ الفيوم
المزاج المزاج : السيره النبويه (11) 3810
الجنس الجنس : ذكر
المهنه المهنه : السيره النبويه (11) Collec10
عدد المساهمات عدد المساهمات : 3422
دعوة الأصدقاء دعوة الأصدقاء : 850
نقاط نقاط : 22685
المزاج المزاج : الحمد لله

بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:
السيره النبويه (11) Left_bar_bleue1/1السيره النبويه (11) Empty_bar_bleue  (1/1)


تابع منتديات مملكة فلسطينى على توتير تابعنا على توتير
تابع منتديات مملكة فلسطينى على الفيس بوك تابعنا على الفيس بوك
تابع منتديات مملكة فلسطينى على جوجل بلس تابعنا على جوجل بلس
ـنضم لجروب مملكة فلسطينى على الفيس بوك أنضم لجروبنا على الفيس بوك
تابع منتديات مملكة فلسطينى على اليوتيوب تـــابعـنـا علــــى الــيـــــــــوتيوب
 راســـــــــــــــــــــــل الأداره  راســـــــــــــــــــــــــــــــل الأداره

www.battash.com

https://flestiny.yoo7.com
مُساهمةموضوع: رد: السيره النبويه (11) السيره النبويه (11) I_icon_minitimeالجمعة 5 أغسطس - 9:56

جزاك الله خيرا محمد
جعله الله فى ميزان حسناتك

الموضوعالأصلي : السيره النبويه (11) المصدر : منتديات مملكة فلسطينى الكاتب: flestiny
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
elkashif
عضو مميز
عضو مميز
elkashif


الاوسمه الاوسمه : السيره النبويه (11) Empty
mms mms : قمة التحدى أن تبتسم وفى عينيك ألــــــــــف دمـعــــــه وقمة الحـــــزن أن تعشق ماليس لــــــــــــك
مدى نشاط الاعضاء مدى نشاط الاعضاء :
السيره النبويه (11) Left_bar_bleue50 / 10050 / 100السيره النبويه (11) Right_bar_bleue
الموقع الموقع : مصر
المزاج المزاج : السيره النبويه (11) Busy10
الجنس الجنس : ذكر
المهنه المهنه : السيره النبويه (11) Pharma10
عدد المساهمات عدد المساهمات : 761
نقاط المسابقات نقاط المسابقات : 200
نقاط نقاط : 16880
العمر العمر : 36
المزاج المزاج : مهموووووووووووووووم

بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:
السيره النبويه (11) Left_bar_bleue1/1السيره النبويه (11) Empty_bar_bleue  (1/1)


تابع منتديات مملكة فلسطينى على توتير تابعنا على توتير
تابع منتديات مملكة فلسطينى على الفيس بوك تابعنا على الفيس بوك
تابع منتديات مملكة فلسطينى على جوجل بلس تابعنا على جوجل بلس
ـنضم لجروب مملكة فلسطينى على الفيس بوك أنضم لجروبنا على الفيس بوك
تابع منتديات مملكة فلسطينى على اليوتيوب تـــابعـنـا علــــى الــيـــــــــوتيوب
 راســـــــــــــــــــــــل الأداره  راســـــــــــــــــــــــــــــــل الأداره

www.battash.com

مُساهمةموضوع: رد: السيره النبويه (11) السيره النبويه (11) I_icon_minitimeالجمعة 5 أغسطس - 10:32

وجزاك مثله أخى الحبيب
حضورك اسعدنى

الموضوعالأصلي : السيره النبويه (11) المصدر : منتديات مملكة فلسطينى الكاتب: elkashif
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

السيره النبويه (11)

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة
©phpBB | Ahlamontada.com | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع
صفحة 1 من اصل 1

هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مملكة فلسطينى :: الاسلاميات :: السيرة النبوية والغزوات-
انتقل الى: