| موضوع: نسيبة هذا العصر : زينب الغزالي(4) الخميس 25 أغسطس - 13:13 |
| تعرضت زينب بعد ذلك لحادث شكل نقطة التحول في حياتها فقد انفجر موقد الغاز بها وهي تعد الطعام بمنزلها، وطالت النار كل جسدها..فلزمت فراشها بعد أن رفضت السفر للعلاج بالخارج خشية أن تتكشف أمام الأغراب..وتردد عليها الطبيب لعلاجها في منزلها دون أن يبشر ببادرة أمل في الشفاء.. وكانت صحتها تسوء يوما بعد يوم..حتى إنها سمعت صوت أخيها يهمس للأهل في القرية بأن الطبيب أعلمهم أنها ستموت، وكان يحرص ألا تسمعه زينب التي أقبلت على العبادة والتضرع إلى الله والتأهب للقائه..فكانت تتيمم وتصلي لله: يا رب إذا كان ما وقع لي عقابا لانضمامي لجماعة هدى شعراوي فإنني قررت الاستقامة لوجهك الكريم..وإن كان غضبك علي لأنني ارتديت القبعة فسأنزعها وسأرتدي حجابي.. وإني أعاهدك وأبايعك يا ربي إذا عاد جسمي كما كان عليه فسأقدم استقالتي من الاتحاد النسائي، وأؤسس جماعة لنشر الدعوة الإسلامية، وأدعو المسلمات إلى ما كانت عليه الصحابيات، وأعمل من أجل الدعوة وأجاهد في سبيلها ما استطعت ويتقبل الله الكلمات الصادقات وتتنزل الرحمات..ويذهل الجميع لمعجزة الشفاء الذي كان أملا بعيدا قبل أن تصعد دعوات زينب إلى السماء..ومن الطريف أن الطبيب رفض أن يتقاضى أجرا على شفاء لم يصف له دواء!!! زينب في ثوبها الجديد..
أوفت زينب بعهدها لربها فور تمام شفائها وبدأت انطلاقتها الجديدة بخمار يتوج رأسها..وإيمان يغمر قلبها واستقالت من الاتحاد النسائي نفذت زينب كما ينفذ الضوء عبر الثقوب الصدئة..عابرا بطهره غياهب الظلام وضباب الشبهات إلى نور اليقين وصبح الحقيقة..وحاولت هدى شعراوي أن تؤثر في قرار زينب، وقالت وهي تبكي: يا زينب كنت أريدك خليفتي من بعدي..فقالت زينب: لقد اخترت واختار الله فأنا مع اختيار الله وسأظل ابنتك الوفية وسأذكر فضلك ومكارمك..وبالفعل لم تنقطع الصلة على المستوى الإنساني بين هدى وزينب، ولم تشك زينب في إيمان هدى شعراوي على الرغم من علمانية حركتها وموقفها من الحجاب، وظلت تذكرها بالخير وتقول إنها كانت تبر الفقراء وتساهم في أعمال الخير وتحج بيت الله وربما لا يعلم الكثيرون أن هدى عندما اشتد عليها المرض طلبت رؤية زينب فذهبت إليها ووافتها المنية وهي بجانبها وشاركت زينب في جنازتها وهكذا مثلت زينب إجابة مبكرة لدعوات تحرير المرأة برؤية إسلامية..وردا مفحما على كل التيارات التي حاولت ربط تخلف المرأة بالإسلام..بل أثبتت الدور الدعوى للمرأة المسلمة وأن دورها الرسالي لم يتراجع..فقد أسست جمعية السيدات المسلمات في عام 1937م..وحصلت على التصريح من وزارة الأوقاف ولم يتجاوز عمرها الثمانية عشرة ربيعا..وكان معها موافقة على إنشاء خمسة عشر مسجدا خرجت في وقت قصير الواعظات..وأقامت الكثير من المساجد الأهلية.. وكانت تعقد 119 اجتماعا في السنة. وأصدرت مجلة لقيت ترحيبا واسعا... وخلال عقدين من الزمان جذبت خلقا كثيرا منها بعض قيادات الثورة.
وقد زارت الكثير من الدول العربية والإسلامية لنشر الدعوة الإسلامية وإلقاء المحاضرات الدينية، وأوضحت الكثير من المفاهيم حول فقه الدعوة إلى الله..وأمضت في حقل الدعوة 53 -أكثر من نصف قرن- التقت خلالها بأبرز رجال الدعوة الإسلامية في ذلك الوقت، وتأثرت كثيرا بفكر الشيخ حسن البنا تأثرا أثمر عن ضم جمعيتها إلى جماعته ومما تجدر الإشارة إليه أن حركة الأخوات المسلمات شكلت كجماعة مستقلة من قبل زينب الغزالي قبل أن تنضم إلى جماعة الشيخ حسن البنا (الإخوان المسلمين) ما يبرهن على استقلال الفكر النسائي الإسلامي..ومقدرته عن التعبير عن نفسه بنفسه دون وساطة الرجل..ومما يؤسف له الآن أن تمثيل النساء في المؤسسات العاملة للإسلام بشتى اتجاهاتها لا يعدو أن يكون قسما للنساء لا يمثل النصف ولا يعتبر جزءا منها قدر ما يعد ملحقا إضافيا صغيرا يتسم بالتبعية وليس له الفعالية المطلوبة ولا يسمح له بأكثر من معالجة ما يسمونه قضايا النساء.. |
|
| موضوع: رد: نسيبة هذا العصر : زينب الغزالي(4) الخميس 25 أغسطس - 13:27 |
|
سبحان الله قادر على كل شىء
رائع ايمن تسلم ايدك
|
|
| |