8-
المشركونالقرآن الكريم
قال اللـه تعالى: { إِنَّمَا
الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ
عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللـه }
(التوبة/28)
لسنة الشريفة
1- قال الامام محمد الباقر عليه السلام في رجل صافح رجلا مجوسياً: "يغسل يده ولا يتوضأ". ([109])2-
سئل احد الامامين الباقر او الصادق عليهم السلام عن مصافحة المسلم
لليهودي والنصراني؟ فقال: من وراء الثوب، فان صافحك بيده فاغسل يدك. ([110])3- عن سعيد الاعرج قال: سألت الامام ابا عبد اللـه الصادق عليه السلام عن سؤر اليهودي والنصراني؟ فقال: لا. ([111])
تفصيل القول
إن
الشرك باللـه اعظم ظلم يرتكبه البشر، ويعكس قذارة في الروح والعقل،
والطبيعة. والشرك على مستويات واخطر تلك المستويات ان يتخذ الانسان شيئاً
او شخصاً شريكاً لله تعالى (مثل عبادة الحجر او تأليه فرعون او جعل عزير
والمسيح شركاء لله في الالوهية سبحانه).
وهذا المستوى من الشرك، يجعل صاحبه منبوذاً، في الظاهر والباطن. ويبعده عن الاختلاط بغيره من الآدميين..
وهكذا
جاءت الآية الكريمة تأمر المسلمين بنبذ المشركين وطردهم عن المسجد
الحرام، باعتبارهم عنصراً نجساً يستقذره الانسان ويبعده عن ذاته.
ويعني نص "المشركون" عبدة الاصنام الذين كانوا منتشرين يومئذ في الجزيرة العربية.
ويلحق
بهم اهل الكتاب الذين اعتقدوا بألوهية المسيح او عزير اعتقاداً دعاهم الى
عبادتهم علنا ظاهراً. اما الذين لم يفعلوا مثل ذلك، وتبرؤوا من الشرك
باللـه واعترفوا بوحدانية الربّ فانهم مشمولون بقوله سبحانه:
{
الْيَـوْمَ اُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَـامُ الَّذِينَ اُوْتُوا
الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُـمْ وَالْمُـحْصَنَاتُ
مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُـحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ اُوْتُــوا
الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُـمْ } (المائدة/5)
بلى ينبغي اجتناب معاشرتهم لانهم لا يتورعون عن النجاسات المقررة في الشريعة كالخمر والخنزير والكلب وغيرها.
وقد
افتى كثير من الفقهاء بنجاستهم مما يدعونا الى الاحتياط في امرهم ان لم
تكن هناك ضرورة عرفية تدعونا الى الاختلاط معهم، فان كانت تلك الضرورة
موجودة فلا بأس بمساورتهم مع التحفظ عن النجاسات التي لا يستقذرونها. اما
سائر المنحرفين عقائدياً، فاذا ادى انحرافهم الى انكار الرسالة الالهية
رأساً والخروج من جماعة المسلمين، فانهم يلحقون بالكفار. وفيما يلي تفصيل
ذلك:
الكافر نجس يجب الاجتناب عنه، ومنعه من دخول المساجد، والكافر
هو من ينكر وجود اللـه سبحانه وتعالى، او يتخذ له شريكاً، او ينكر نبوة
محمد رسول اللـه صلى اللـه عليه وآله او ينكر ضرورياً من ضروريات الدين([112])
انكاراً ينتهي الى انكار الرسالة، لا لشبهة طارئة او التباس عنده، بل
تعبيراً عن انكار الوحي والتمرد على الرسول؛ كمن ينكر -مثلاً- الصلاة
والصيام والحج، او ينكر حرمة الزنا وشرب الخمر.
وللمسألة فروع عديدة ينبغي الاشارة اليها:
1-
الاولى الاجتناب عن اهل الكتاب، وهم اليهود والنصارى والمجوس -احتياطاً-
لا سيما عند انعدام الاسباب المعقولة التي توجب مخالطتهم، وهذا الاحتياط
انما هو لمراعاة فتوى اكثر علمائنا بنجاستهم.
2- يحلّ طعام اهل
الكتاب للمسلمين بشرطين. اولا: ان يجتنبوا النجاسات الظاهرة كلحم الخنزير
والخمر وما اشبه، وثانيا: ان لا يكون في طعامهم شيء من ذبائحهم.
3-
الاحوط الاجتناب عمن نصب العداوة لآل بيت الرسول عليهم السلام بل لشيعتهم
بسبب ولائهم لاهل البيت في غير ضرورة التقية. وكذلك الخوارج الذين يدينون
ببغض الامام امير المؤمنين عليه السلام.
4- يجب -احتياطاً- الاجتناب عن المجسِّمة ([113]) والقدرية ([114])
والقائلين بوحدة الوجود اذا التزم كل اولئك بلوازم مذاهبهم الباطلة من
ترك الفرائض مستحلين لها، وكذلك الاجتناب عمن انكر عمومية رسالة النبي صلى
اللـه عليه وآله، والغلاة الذين يزعمون حلول الرب في غيره بما يجعله
إلهـاً.
5- يلحق ولد الكافر به في النجاسة، الا ان يلحق او يلتحق
بدار الاسلام او بمسلم. والاقوى قبول إسلامه لو كان عن بصيرة، ولو كان احد
أبويه مسلماً لم يحكم بنجاسته.