السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين ، حمدا يليق بجلاله وعظيم سلطانه ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وعلى اله وصحابة اجمعين ، وبعد ...
الاستقامة على
الطاعة نعمة عظيمة جزاؤها الجنة، ولما كان الإنسان لا يدري متى يأتيه
الموت، وجب عليه أن يستمر على الطاعة طوال عمره، حتى يكون مستعداً للقاء
الله في أي لحظة، وكثير من الناس يستقيم على الطاعة في رمضان، ثم يترك بعد
رمضان، وكأنه يعبد رمضان ولا يعبد الله، أو كأن رب رمضان غير رب الشهور
الأخرى، وهذه غفلة عظيمة يجب على كل مسلم أن يتداركها ويصلح حاله مع الله.
و لقد رأينا
المساجد معطرة في رمضان بأنفاس الصائمين، وشهدنا المساجد عامرة في رمضان
بصفوف المصلين، وسمعنا للمساجد في رمضان دوياً بكتاب رب العالمين، وأسعد
قلوبنا في رمضان تسابق أهل البر والجود من المحسنين، ولكن مما يؤلم القلب
ويحزن النفس ويدمي العين، أن نرى المساجد بعد رمضان مباشرة خالية خاوية
تشتكي حالها إلى الله جل وعلا، وأن نعرض إعراضاً عن كثير من الطاعات
والعبادات التي افترضها علينا رب الأرض والسماوات، وكأن الناس في رمضان
يصلون لرب، ويقرءون القرآن لرب، ويعتكفون في المساجد لرب، ويتسابقون في
أصناف البر والجود لرب، فإذا ما انتهى شهر رمضان وجاءت الشهور الأخرى كأن
لهذه الشهور ربّاً غير رب رمضان والعياذ بالله.
إن رب رمضان هو رب بقية الشهور: ( يا أيها الناس! من كان يعبد محمداً فإن
محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌّ لا يموت )، نرى المساجد
بعد رمضان خالية تشتكي حالها إلى الله جل وعلا! أين المصلون.. أين
الصائمون.. أين القائمون والتالون لكتاب رب العالمين.. أين المحسنون وأين
المنفقون بعد رمضان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وإنا لله وإنا
إليه راجعون؟
وحتى لا اطيل عليكم اريد ان اذكر نفسى واياكم بان العبرة بالخواتيم ولقد اجرى الله عادته بكرمه ان من عاش على شئ مات عليه ومن مات على شئ بعث عليه فمن عاش على الطاعة مات على الطاعة وبعث على نفس الطاعة التى مات عليها والعكس صحيح عياذا بالله
ومن هذا المنطلق اذكر نفسى واياكم واحثها على العمل والاستقامة على الطريق وعدم الرجوع للخلف والزيادة من الطاعات ويمكن ان نحفظ القرأن من خلال مداومتنا عليه فلو ان الشخص قرا مع كل وقت جزءا من القرأن لكان محصلة يومه خمسة اجزاء وبذلك يختم كل 6 ايام مره ومع الاستمرار على ذلك وف يحفظ القران بايسر واسهل الطرق ويجب علينا ان لا نتخاذل ونتقهقر وتضيع همتنا ونترك العمل فنكون كالمرأة الحمقاء التى كانت تغزل النسيج ثم اذا انتصف النهار تنقضه وتقطعه مرة اخرى فيضيع عملها وتعبها هباءا منثورا ويحق علينا قول ربنا : ( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون )
واخير أسف على الاطاله
وجزاكم الله خير