وهكذا فإن الفكر الانساني وبتأثره بمثل هذه النصوص حول المرأة توصل الى الاعتقاد بأن :



1- المرأة كائن ناقص نجس هي أقرب للشيطان منها للجنس البشري:

لقد كتب جيروم يقول: "بما أن المرأة خُلِقَت للولادة والأطفال ، فهى تختلف عن الرجل، كما يختلف الجسد عن الروح. ولكن عندما ترغب المرأة فى خدمة المسيح أكثر من العالم، فعندئذ سوف تكف عن أن تكون امرأة ، وستسمى رجلاً" (تعليق جيروم على رسالة بولسإلى أهل أفسس).



2- السمو فى علاقة الإنسان بربه لا يتحقق إلا بالبعد عن الزواج لأن الزواج دنس يحبذ الابتعاد عنه والعازب أقرب للإله من المتزوج بسبب ابتعاده عن المرأة والاقتران بها .

3- الحمل والولادة ، والشهوة ، واشتياق الرجل لإمرأته ، واشتياق المرأة لزوجها منالآثام، التى جلبت على المرأة الويل والعار على مدى التاريخ كله ، وهى عقوبة الربلحواء على خطيئتها الأزلية.



ولذلك: (نص القانون المدنى الفرنسى (بعد الثورة الفرنسية) على أن القاصرين هم الصبىوالمجنون والمرأة ، حتى عُدِّلَ عام 1938 ، ولا تزال فيه بعض القيود على تصرفاتالمرأة المتزوجة.) (عودة الحجاب الجزء الثانى ص 46 )
ولذلك: كان شائعاً فىبريطانيا حتى نهاية القرن العاشر قانون يعطى الزوج حق بيع زوجته وإعارتها بل وفى قتلها إذا أصيبت بمرض عضال"كما أعلن البابا (اينوسنسيوس الثامن) فى براءة (1484) أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين "


ولذلك: (إن القانون الإنجليزى عام 1801 م وحتىعام 1805 حدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن يتم البيع بموافقة الزوجة)وفي إنجلترا حـرّم هنري الثامن على المرأة الإنجليزية قراءة الكتاب المقدس وظلت النساء حتى عام 1850م غير معدودات من المواطنين ، وظللن حتى عام 1882م ليس لهن حقوق شخصية.

ولذلك: أعلن البابا (اينوسنسيوس الثامن) فى براءة (1484) أن الكائنالبشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين "
ولذلك: قال شوبنهاور (المرأة حيوان ،يجب أن يضربه الرجل ويطعمه ويسجنه).
ولذلك قال لوثر: (المرأة كمسمار يُدَّق فى الحائط).
ولذلك قال أرسطو: (الذكر هو الأنموذج أو المعيار ، وكل امرأة إنماهى رجل معيب).

ولذلك قال الفيلسوف نتشه: (إنها ليست أهلاً للصداقة ، فما هى إلا هرَّة ، وقد تكون عصفوراً ، وإذا هى ارتقت أصبحت بقرة ـ وقلب المرأة عنده مكمن الشر ، وهى لغز يصعب حله ، ويُنصَحُ الرجل بألا ينسى السوط إذا ذهب إلى النساء).


وإذن فكما قالت الاهبة والكاتبة الشهيرة كارين أرمسترونج: (إن المسيحية خلقت أتعس جو جنسى فى أوروبا وأمريكا درجة قد تصيب بالدهشة كلا من يسوع والقديس بولس. ومن الواضح كيف كان لهذا تأثيرهعلى النساء. فبالنسبة لأوغسطين الذى كان يناضل من أجل البتولية ، كانت النساء تعنىمجرد اغراء يريد أن يوقعه فى شرك ، بعيداً عن الأمان والإماتة المقدسة لشهوتهالجنسية. أما كون العصاب الجنسى للمسيحية قد أثر بعمق فى وضع النساء ، فهذا ما يُرى بوضوح من حقيقة أن النساء اللاتى التحقن بالجماعات الهرطيقية المعادية للجنس ، وصرن بتولات ، قد تمتعن بمكانة واحترام كان من المستحيل أن يحظين بهما فى ظل المسيحية التقليدية).


(لقد كانت المسيحية مشغولة طيلة مئات السنين بجعل النساء يخجلنمن أمورهن الجنسية ، ولقد عرفت النساء جيداً كما قال أوغسطين ولوثر قبل عدة قرون ،أن تشريع الزواج كان مجرد دواء ضعيف المفعول لمعالجة شرور الجنس).

(لقد كان يُنظر إلى جسد المرأة باشمئزاز على نحو خاص ، كما كان مصدر إرباك لآباء الكنيسة أن يسوع ولد من امرأة. فكم ضغطوا بشدة فى موعظة تلو موعظة ، وفى رسالة تلو رسالة على أن مريم بقيت عذراء ، ليس فقط قبل ميلاد المسيح بل وبعده أيضاً) ….

لقد كتب أودو الكانى فى القرن الثانى عشر: (إن معانقة امرأة تعنى معانقة كيس من الزبالة).

لقد كانت الأحشاء الخفية للمرأة ، والتى تتسم بالقذارة ، معرحمها الذى لا يشبع ، موضع استقذار وفحش بشكل خاص. وكان الآباء راغبين فى التأكيدعلى أن يسوع لم يكن له إلا أقل القليل من الاتصال بذلك الجسد البغيض.

لقد كتب أسقف فرنسى عاش فى القرن الثانى عشر: أن كل النساء بلا استثناء مومسات ، وهنمثل حواء سبب كل الشرور فى العالم.

وقال الراهب البنديكتى برنار دى موريكسدون مواربة فى أشعاره: إنه لا توجد امرأة طيبة على وجه الأرض.

وقال الراهب الانجليزى اسكندر نكهام: (أنه نظراً لأن المرأة لا تشبع جنسيا ، فإنها غالبا ماتصطاد بائساً حقيراً لينام معها فى فراشها ليشبع نهمها إذا كان زوجها غير موجود فى لحظة شبقها. ونتيجة لذلك كان على الأزواج أن يربوا أطفالاً ليسوا أولادهم.

وقال القديس ترتوليان: (إن المرأة مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان ، ناقضة لنواميس الله ، مشوهة للرجل.)

لذلك لم يكن مستغربا ما أشرنا إليه في بداية هذه الرسالة من قيام مناقشة البعض في أوروبا مسألة " وجود روح للمرأة " وماهية هذا الكائن المسمى إمرأة"…..في مجمعات كنسية في فترات زمنية قريبة نسبيا….

يقول كارل هاينتس ديشنر فى كتابه (الصليب ذو الكنيسة ـ قصة الحياة الجنسية للمسيحية) فى الفصل التاسع عشر ص 230: (قال سيمون دى بوفوار Simone de Beauvoir : لقد أسهمت العقيدة النصرانية فى اضطهاد المرأة ولم تقم بدور بسيط فى هذا)

أو كما قال ماركوس Marcuse (إن فكرة أن تكون المرأة حاملة للخطيئةالأزلية ، والتى تتعلق بها عقائد الديانة النصرانية تعلقاً لا تكاد تنفك منه أبداً، هى التى أثرت أسوأ تأثيراً على الناحية الإجتماعية والقانونيةللمرأة).

وقال ( دينس ديديروت Denis Diderot: (إن فى كل عادات وتقاليد الحياةاتحد بطش القانون الشعبى مع بطش الطبيعة ضد المرأة ، فقد عوملت المرأة فى ظل هذهالقوانين ككائن فقد عقله).


ولقد كتب ترتليان فى القرن الثالث رسالة تعالج زى المرأة ، قال فيها: (لقد كان حريا بها(بالمرأة) أن تخرج فى زى حقير ، وتسير مثل حواء ، ترثى لحالها ، نادمة على ما كان ،حتى يكون زيها الذى يتسم بالحزن ، مكفراً عما ورثته من حواء: العار ، وأقصد بذلك لخطيئة الأولى ، ثم الخزى من الهلاك الأبدى للانسانية. فلقد قال الرب للمرأة: («تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».)( تكوين 3: 16) ألستن تعلمن أن كل واحدة منكن هى حواء؟)..!!!

لذلك قال القديس برنارد الذى فعلكل ما استطاع لنشر عبادة العذراء فى الكنيسة عن أخته بعد زيارتها إياه فى الديرالذى يقيم فيه مرتدية زياً جديداً: (مومس قذرة ، وكتلة من الروث)…..

.بل إن موجة العداء والاذلال للمرأة انتقلت الى مفكري وفلاسفة أوروبا مما يدل على مدى الانحطاط الذ وصل إليه الفكر الديني والانساني عند البعض.ومن ذلك القول :

"إذا رأيتم امرأة ، فلا تحسبوا أنكم ترون كائنا بشرياً ، بل ولاكائناً وحشياً وإنماالذى ترونه هو الشيطان بذاته، والذى تسمعونه هو صفير الثعبان"- (من وصايات سانبول فانتير – لتلاميذه.
"المرأة خلقت لكى تخضع للرجل ، بل لكى تتحمل ظلمه"-(أعترافات جان جاك روسو)
"المرأة آلة للإبتسام . تمثال حى للغباء" - (الأديب الفرنسى – لامنيه)


* تم جمع الكثير من هذه الأقوال من صفحات شبكة المعلومات "

ولان فلقد انتهينا من المسأله الهامة الاولى…. " مسألة الخطيئة الاولى" وهي من أهم المسائل فكرة وأثارا فمن مثل هذه الافكار الجهنمية ورأينا كيف سارت المرأة مسيرة العذاب والاهانة الطويلة…



ولنأتي الان لنرى كيف نظر محمد " صلى الله عليه وسلم " إلى المرأة..؟ ما هو تشريع الاسلام الذي يستقي مصادره من مصدرين كبيرين هامين. " القران الكريم" الذي أنزله الله سبحانه على نبيه … " وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهي تعني أقواله وأفعاله وما أجازه وما نهى عنه.. وما أقره وما نقضه من مأثورات ؟



فى الحقيقة لا يعرف الإسلام التفرقة بين الرجل والمرأة على أساس أفضلية أحدهم على الآخر، ولكن تبعاً لطبيعة كل منهما أو الواجبات المُناطة بهما. فقد ساوى الإسلامبينهما فى الإنسانية ، وفى الواجبات ، وفى الحقوق ، بل أولى المرأة اهتماماً ورعاية لم يشملها الكتاب المقدس ولا تاريخ الشعوب اليهودية أو النصرانية أو حتى الوثنية. ولا أى قانون وضعى أنصف المرأة ورفعها ، بل جعلها تاجاً على رؤوس الرجال والمجتمع ،كما فعل الإسلام..ولما كان الشائع عند العرب القديمة كراهية الانثى ودفنها بمجرد ولادتها أو قبولها على مضض وكراهية فقد زاد عن حقوق الطفل الاعتيادية للذكر والانثى بالتأكيد على الاهتمام برعاية الانثى وجعل الجنة ..هدف كل المؤمنين جزاء من يتقن رعايتها وتربيتها واكرامها….

ففي الحديث عن محمد صلى الله عليه وسلم" من كن له ثلاث بنات فعالهن وآواهن وكفهن وجبت له الجنة قلنا وبنتين قال وبنتين قلناوواحدة قال وواحدة " رواه الطبراني في الأوسط (مجمع الزوائد ج: 8 ص: 158).


"من كانت له ابنة فأدبها وأحسن أدبها وعلمها وأحسن تعليمها وأوسع عليها من نعم اللهالتي أوسع عليه كانت له منعة وسترا من النار"- رواه الطبراني.

وأقر كما قلنا مساواتها نشأة وخلقا وحقوقا وواجبات …


ولما كانت المرأة ترتبط بالأسرة والطفل فسأذكر معاّ تشريع محمد صلى الله عليه وسلم في " المرأة والطفل والأسرة"…لكي لا أنساق وراء الاستطراد ألخص في نقاط محددة:

1- تذكر المرأة في القران والسنة النبوية على قدم المساواة مع الرجل دون أي تفريق وتعمد للتوصية بأن الحقوق والواجبات متساوية ..بل حين تتساوى الحقوق تزيد واجبات الرجال عن النساء: " ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم" " ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم " ( البقرة 221)


فمناص التكريم ليس الجنس ولا اللون ولا النسب ولا الاصل بل العمل والاخلاق….الانسان التقي العامل هو الاعلى والافضل في تشريع محمد صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى:" إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِوَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَوَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَوَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْوَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُلَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا " ( الأحزاب 35 )
"َمنْ عَمِلَ صَالِحًامِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةًوَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ"- ( النحل 97)
"مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَصَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَالْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ"- (غافر 40 )
"فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍمِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ"- (آل عمران 195)
" وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنتَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِعَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"-)التوبة 72 )
" لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِيمِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْوَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا"- ( الفتح 5 )
"يَوْمَ تَرَىالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْوَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَاالْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"- ( الحديد 12 )

(وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوف) ( البقرة 228 )
وليقول: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (النساء 19)
و ليقول: (فَلاتَعْضُلوهُنَّ) (البقرة 232)
و ليقول: (وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِقَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ)( البقرة 236)
و ليقول: (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضيِّقُوا عَلَيْهِنَّ)( الطلاق 6)
و ليقول: ( (وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ)( النساء 7)
و ليقول: (وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ)( النساء 32)
و ليقول: (هن لباس لكم وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنّ)( البقرة 187)
و ليقول: (فَلاتَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً)( النساء 34)
و ليقول: (لا يَحِلُّ لَكُمْأَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً) ( النساء 19)
و ليقول: (وَلاتَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُن) (النساء 19)
وليقول: (فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ) (البقرة 229)





2-حفظ الإسلام حق المرأة قبل أن تولد ،فجعلها الله خليفة فى الأرض ، وأشركها فىالتكليف مع آدم، فقال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌفِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)( البقرة 30(

3-حفظ الإسلام إنسانيتها وساواها بالرجلفى الأصل والنشأة: فقال تعالى:
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُممِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّأَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)- (الحجرات 13)
وقال صلى الله عليه وسلم: "إنما النساء شقائقالرجال".(أخرجه أبو داود والترمذي عن عائشة)

4-حفظها الإسلام بأن جعلها آية من آياته، تطالب الرجل والمرأة علىالسواء شكر الله عليها ، فقال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْأَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةًوَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) – ( الروم 21)

5-حفظها الإسلام بأن جعلها هبة الله للبشرية ، فقال تعالى: (يَهَبُلِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ) (الشورى 49)
6- حفظ الإسلام كيانها فى المجتمع بأن اعتبرها مسئولة عن قيام الفضيلة والقضاء علىالرذيلة فى الأرض ، عن طريق الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، مثلها مثل الرجل. وبذلك حمَّلها مسئولية الدين والدعوة إليه ، وجعله أمانة فى عنقها وعنق الرجل: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَبِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَالزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُإِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة 71(

7- حفظ الإسلام الأنثى وحرمالإعتداء عليها و اعتبره من الآثام وجعل البيت المسلم يبتهج لمقدمها:كما يبتهج لقدوم الذكر:(وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَكظيم.يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) (النحل 58-59) وحرَّمَ فعل العرب سابقاً بوأدها صغيرة، وفرض حسن تربيتها وتعليمهاقال الله تعالى: (وإذاالموءودة سُئلت بأى ذنب قتلت) (التكوير: 8ـ9.)
( قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِعِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللّهِ قَدْ ضَلُّواْوَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ) (الأنعام 140) وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم مانعاً تلك العادة الأثمة الظالمة :" من كانت له أنثى ، فلم يئدها ، ولميهنها ، ولم يؤثر ولده عليها ، أدخله الله الجنة "
(رواه أبو داود والحاكم وصححه).

8-حفظ الإسلام المرأة بأن جعلقتلها – كقتل الذكر تماماً - قتل للبشر جميعاً ، وهى تتساوى فى هذا مع الرجل ، فقد قال تعالى: (مِنْأَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًابِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًاوَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) (المائدة 32)

9-حفظ الإسلام حق المرأة وهي في بطن أمها، فإن طُلقت أمها وهي حامل بها، أوجب الإسلامعلى الأب أن ينفق على الأم فترة الحمل بها – كالذكر تماماً- (وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍفَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُن)( الطلاق 6(

10-حفظالإسلام حق المرأة بحيث لا يُقام على أمها الحد ، حتى لا تتأثر وهي في بطن أمها (ولما جاءت الغامدية وقالت يا رسول الله طهرني فقال لها: حتى تضعي ما في بطنك) ( صحيح مسلم)

11-حفظ الإسلام حقالمرأة مولودة من حيث النفقة والكسوة – كالذكر تماماً - (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّوَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوف) (البقرة 233(

12-حفظ الإسلام حق المرأة فيفترة الحضانة التي تمتد إلى بضع سنين ، وأوجب على الزوج النفقة عليها في هذه الفترةلعموم أدلة النفقة على الأبناء.


13- حفظ الإسلام حق المرأة في الميراثعموماً ، صغيرة كانت أو كبيرة بعد أن كات جزءاً منه فقرر نصيباً لها فى الميراثباعتبارها زوجة ، وباعتبارها بنتاً ، وباعتبارها أماً ، وباعتبارهاأختاً.فقال تعالى( لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءنَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْكَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا) النساء 7 وقال تعالى (فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَاثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَاالنِّصْفُ). وقال سبحانه : (وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْوَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ) (النساء ( 12ولنا وقفة مع ميراث المرأة المسلمة لاحقاً


14-حفظها الإسلام نفسياً ومعنوياً وإجتماعياً بمساواتها مع الرجل فى أغلب التكاليف:
(وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِشَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَىوَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِبِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ ا للّهَ لاَيُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا) (النساء 36)

15-حفظ لإسلام المرأة بأن دافع عنها الله بنفسه وتوعد الذين يؤذونهن، وهى تشترك فى ذلك مع الرجل تماماً :
( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَوَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًاوَإِثْمًا مُّبِينًا) الأحزاب 58
( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَوَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْعَذَابُ الْحَرِيقِ) (البروج 10)

16-حفظ الإسلام حق المرأة في حريتها الخاصة بأن طلب إلىالمؤمنين أدباً سامياً فى دخول البيوت للحفاظ على أعراض النساء وسمعتهن ، وبعداًبها عن مواطن الزلل والفتنة:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوابُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَاذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَاأَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَلَكُمُارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) (النور 27-28(

17- و أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يستغفر اللهللرجل والمرأة على السواء:
(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَوَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْوَمَثْوَاكُمْ) (محمَّد 19 ).

18-حرم الإسلام المراة قتل المرأة فىالحروب:
عن ابن عمر رضى الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل النساء والصبيان) -الشيخان وغيرهما


19- حفظ الإسلام المرأةبأن اعتبرها من المكونات الأساسية لخيرات الدنيا والآخرة: قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم :"أربع من أعطيهنَّ فقد أعطى خير الدنيا والآخرة: (قلباً شاكراً ، ولساناً ذاكراً ، وبدناًعلى البلاء صابراً ، وزوجة لا تبغيه خوفاً فى نفسها ولا ماله)" ( رواه الطبراني )

20-حفظ الإسلام المرأة بأن جعل الجنة غاية حياة كل مؤمن تحت أقدامها فقال (الجنة تحتأقدام الأمهات) و روى أن رجلاً جاء إلى النبى محمد صلى الله عليه وسلم فسأله : ألك أم ؟ قال نعم فقال الزمها ، فإن الجنة تحت رجلها).( رواه أحمد والنسائي وابن ماجه، )



21-حفظ الإسلام المرأة بأن وهبها جميع حقوقهاالمدنية: فلها الحق فى عقد العقود من بيع وشراء وإجازة وشركة وقرض ورهن وهبة وأنتوكل غيرها ، وأن تتوكل عن غيرها فيما يملك... وأقر بأهليتها الكاملة ، مانحاً إياها حق الولاية علىمالها وشئونها.

22-حفظ الإسلام المرأة حقها فياختيار الزوج المناسب ، ولها أحقية القبول أو الرد ففى الصحيحين: أن الخنساء بنت حزام قد زوَّجها أبوها وهى كارهة فأتت الرسول صلى الله عليه وسلم ، فردَّ نكاحها. (ولا تنكحالبكر حتى تستأذن).( البخاري مع الفتح رقم (5136)(9/98))


وجاء فى السنن من حديث ابن عباس: أن فتاة بكراً أتتالنبى صلى الله عليه وسلم ، فذكرت أن أباها زوجها وهى كارهة. فخيرها النبى صلى اللهعليه وسلم.


وجاءت فتاة إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أبى زوجنىابن أخى ليرفع بى خسيسته. قال الراوى: فجعل أمرها إليها.فقالت: قد أجزتُ ماصنع أبى! ولكن أردت أن أعلم النساء: أن ليس للآباء من الأمر شىء. ( ابن ماجه )


23-حفظالإسلام حق المرأة في صداقها ، وأوجب لها المهر (فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِمِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً) (النساء



24-حفظ الإسلام للمرأة حقها في إنهاء الحياة الزوجية ، إذا بدَّا لها عدم الرغبة في زوجها أن تخالع مقابل إرجاع المهر لقولهعليه الصلاة والسلام (أقبل الحديقة وطلقها).( رواه البخاري).



25-حفظ الإسلام المرأة حقها عند الطلاق وجعل الطلاق السبيل الأخير المكروه عند استحالة و تعذر إكمال الحياة الزوجيةبين الزوجين : (وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ) البقرة 241)


26-حفظ الإسلامحق المرأة في حياتها الاجتماعية ، وحافظ على سلامة صدرها ، ووحدة صفها مع أقاربها ،فحرم الجمع بينها وبين أختها ، وعمتها ، وخالتها


27-حفظ الإسلام حقالمرأة في صيانة عرضها و معاقبة من رماها بالفاحشة ، من غير بينة بالجلد (وَالَّذِينَ يَرْمُونَالْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْثَمَانِينَ جَلْدَةً)( النور 4)


28-حرص الإسلام علىصحتها فأسقط عنها الصيام إذا كانت مرضع أو حبلى


29-حفظ الإسلام حق المرأةفي الوصية ، فلها أن توصي بما تمتلكه بعد موتها ووصيتها نافذة على قدم المساواة مع الرجل قال الله تعالي (مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍيُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ) ( النساء 12)


30-حفظ الإسلام حق المرأة فيالإجارة: فقد أجارت أم هانىء رجلاً من المشركين فى بيتها ، أراد على أن يقتله ، ولم تكن تعرف أنه مطلوب من المسلمين لمحاكمته. فذهبت واشتكت ذلك للرسول صلىص الله عليه وسلم ، فقال لها: (قدأجرنا مَن أجَرَتِ يا أم هانىء). (أخرجه البخاري في الاعتصام بالكتاب والسنة )

31- حفظ الإسلام حق المرأة في الإستقلالالسياسى بشخصيتها ، وتلمح هذا فى الزعامة النسائية التى قادتها هند بنت عتبة عندمارأست وفد النساء لمبايعة الرسول صلى الله عليه وسلم.علما أن التى روتهذا الحديث هى الصحابية الجليلة أميمة بنت رقيَّة ؛ وهاأنذا انقل لك تفاصيل هذا اللقاء بين النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبين الوفد النسائي …وقبل اربعة عشر قرنا… فقال صلى الله عليه وسلم: (أبايعكن على أن لا تُشركن بالله شيئا)
فقالت هند: وكيف نطمع أن يقبل منا ما لم يقبله فى الرجال؟
فقال صلى الله عليه وسلم: (ولاتسرقن)…

فقالت هند: إن أبا سفيان رجل شحيح! إنى أصبت من ماله هناة ؛ فماأدرى: أتحل لى أم لا؟ فقال أبو سفيان ـ وكان حاضراً ـ: ما أصبت من شىء ـ فيما مضى ـفهو لك حلال. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وعرفها ـ فقال لها: (وإنك لهندبنت عتبة)..!
قالت هند: نعم! فاعف عما سلف ـ يا نبى الله ـ عفا اللهعنك.
فقال صلى الله عليه وسلم: (ولا تزنين!)
فقالت: أو تزنى الحرة؟
فقال: (ولا تقتلن أولادكن)
فقالت: ربيناهم صغاراً ، وقتلتهمكباراً. فأنت وهم أعلم! (تشير إلى مقتل ابنها حنظلة في معركة بدر) فضحك عمر ـوكان حاضراً ـ وتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال: (ولا تأتين ببهتان)
فقالت: إن البهتان لأمر قبيح! وما تأمرناإلا بالرشد ومكارم الأخلاق!
فقال: (ولا تعصيننى فى معروف)
فقالت: والله ما جلسنا مجلسنا هذا ، وفى أنفسنا أن نعصيك فى شىء.
فتمت المبايعة…( رواه أبو يعلى وسعيد بن منصور في سننه..)

والقرأن يختار أنموذجاً للمؤمنين ليقتدوا بهم وأنموذجاً للظالمين ليبتعدوا عن فعل ما فعلوه …فمن إختار؟

الآيات صريحة تلك التى تقرر للمرأة استقلالها التام عن الرجل تجاه الله: (ضَرَبَاللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍكَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْيُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَالدَّاخِلِينَ) (التحريم 10(

(وضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوااِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِيالْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِالظَّالِمِينَ) (التحريم 11)

فالمرأة فى القرآن امرأة صالحة لا يؤثر عليهاصلاح الرجل أو فساده أو هى طالحة لا ينفعها فى الآخرة صلاح الرجل وتقواه أو طغيانه؛ فهى ذات مسئولية مستقلة فيما يتعلق بشئونها أمام الله!.

32-حفظ الإسلام لرأى المرأة وضمن لهاالحق في تحاورها مع أعلى سلطة فى الدولة فى شؤؤنها وأنزل الله سبحانه قرانا يتلى ليوم القيامة حول حوار النبي صلى الله عليه وسلم مع خولة بنت ثعلبة حاول زوجها أوس بن الصامت منعها حقوقها.ولذ ا نجد عمر خليفة المسلمين يستمع لتصويب إحدى النساء حول قرارت أصدرها وينصاع لها… - سجل القرآن للمرأة حسن سياستها وتدبير ملكها على أساس الشورى ، وعدم الإستبدادبالرأى:
(قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌكَرِيمٌ * إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِالرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَتْ يَاأَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىتَشْهَدُونِ * قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍوَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ * قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَإِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةًوَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ) ( النمل 29-34)


وها هي الآيات القرأنية تصور حصافة رأىالمرأة ، وسبرها لغور النفوس ، وتجد فى الوقت نفسه عدم الإغترار بما يبديه الأتباعوالأشياع من إظهار الاعتداد بنفوسهم وقوتهم ، وعدم الإكتراث بغيرهم فى وقت الكلام.


ويصور كذلك عدم تبعيتها العمياء لما يقوله الرجال ، حتى ولو كانوا من كباررجالات الدولة أو ذوى الرأى والمشورة ، فقد أظهرتها الآيات أنها كانت أكثر منهمعقلاً وحكمة وعلماً وفراسة وحسن تدبير لعظائم الأمور. وأشاد في مواضع أخرى بذكائها وحسن تدبيرها… فقالت ملكة سبأ لمستشاريها: إن كان نبيا حقا لم تصادف هديتنا مكاناً فى قلبه ، ولمتَحُل بينه وبين تبليغ أمر ربه. وإن لم يكن ، فسوف يفرح بها ، ويعرض عنقتالنا!!(وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُالْمُرْسَلُونَ) (النمل 35)



سجل القرآن للمرأة قوة فراستها: في قصة نبي الله موسى عليه السلام حيث لم تكن رأته غير مرة واحدة سقا لهما فيها ماشيتهما. وهذا القدر من الرؤية ليس من شأنه أن يمكن الإنسان من معرفة أسرار النفوسودخائلها ، إلى إذا كان قد أوتى من قوة الفراسة ما أوتيته ابنة شعيب!(قَالَتْإِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّالْأَمِينُ) (القصص - 26)



وسجل القرآن للمرأة حسن حيلتها وذكاءها : وكيف أنقذت بحسنهذه الحيلة طفلاً من بطش فرعون: (وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُفَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُنَاصِحُونَ) ( القصص 12)



وتعتز النساء المسلمات بشرف أن أول من آمن بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم هي زوجتهخديجة رضي الله عنها وأرضاها ، وأول شهيدة فى الإسلام هى سُميَّة أم عمَّار بن ياسر رضي الله عنها، وأول من أؤتُمِنَ علىحفظ كتاب الله بعد جمعه هى أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنها.



33-وجعلالإسلام إكرام الزوج لزوجته أمارة على كريم أصله وخيريته وحسن أخلاقه ونهى عن إذائها أو ضربها لحديث" لاتضربوا إماء الله" (‏رواه أبو داود بإسناد صحيح‏ ) –



وتروي لنا أم المؤمنين " عائشة " رضي الله عنها قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "خيركم خيركم لأهلهوأنا خيركم لأهلي".( رواه الترمذي وغيره)



و عن أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم : "أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم " (رواه الترمذي.)



ويقول أنس رضي الله عنه ( مارأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله ) ( رواه مسلم) وتقول عائشة رضي الله عنها ( ماضرب رسول الله شيئاً قط بيده ولا امرأة ولاخادماً) رواه مسلم )



و محمد صلى الله عليه وسلم كان يعين أهله ويساعدهم في أمورهم ويكون في حاجتهم " كان يخصف نعله ، ويخيط ثوبه .و يمازح أهله ويلاعبهم ويسابقهم


وتصف لنا السيدة عائشة رضي الله عنها جوانب من حياته مع زوجاته قائلة : ( كان صلى الله عليه وسلم في مهنة أهله ، فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة) (رواه مسلم والترمذي. )


"عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان صلى الله عليه وسلم يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم – ( رواه أحمد.)


و قالت " : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ، وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن ، فقال للناس : اقدموا فتقدموا ، ثم قال لي : تعالي حتى أسابقك فسبقته ، فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت خرجت معه في بعض أسفاره ، فقال للناس : تقدموا فتقدموا ، ثم قال لي : تعالي أسابقك فسبقني ، فجعل يضحك وهو يقول هذه بتلك " (رواه أحمد.)

الموضوعالأصلي : محمد صلى الله عليه وسلم ..المرأة والأسرة (القسم الثاني) المصدر : منتديات مملكة فلسطينى الكاتب: عبده الشيخ

Tweet

بارك الله فيك و
وجزاك الجنه
موضوع مميز ومهم
والاسلام كرم باني ادام
وكرم المراه وداه جميع حقوقه قبل الاديان

الموضوعالأصلي : محمد صلى الله عليه وسلم ..المرأة والأسرة (القسم الثاني) المصدر : منتديات مملكة فلسطينى الكاتب: ayman2100

Tweet